افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 12 تشرين الثاني، 2018

الحسيني: حزب الله هو عنصر سلبي وعامل تفرقة داخل لبنان
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 8 آب، 2016
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 13 نيسان، 2019

عاد الرئيس المكلف سعد الحريري من باريس ليل أمس. والكل بانتظار المؤتمر الصحفي الذي سيعقده غداً لـ"الرد" على السيد حسن نصرالله. بعض الوسطاء ينصحون الحريري بأن "يحتوي" الوضع. بألا يتشبث بمقعد وزاري كان خسره في الإنتخابات النيابية. ينصحونه بتقديم مصلحة "البلاد والعباد" على "مطالب" السعودية وأميركا وفرنسا. إذا مضى الرئيس المكلف في استراتيجية "العين الضيقة"، وأعرض عن استراتيجية "الإحتواء" مع نواب "اللقاء التشاوري"، فسيكون من الخاسرين. حتى وإن نظم له البروتوكول الرئاسي الفرنسي جولة سياحة سياسية ثانية وثالثة بين "80 شخصية عالمية".          
 الحريري بين خيارين: الاعتذار أو قبول مقترح عون
الأخبار
موفد ماكرون ينقل التهديدات إلى لبنان
موفد اميركي: ممنوع انتصار حزب الله حكومياً
برّي: إمكان الحل موجود… وربما «قريباً جداً»
الحريري بين خيارين: الاعتذار أو قبول مقترح عون

علمت «الأخبار» من مصدر دبلوماسي غربي في بيروت أن الموفد الرئاسي الفرنسي، أوريليان لو شوفالييه، الذي زار بيروت الاسبوع الماضي قادماً من تل أبيب، حمل ما وصفه بـ«رسائل إسرائيلية، تحمل طابعاً تهديدياً أو تهويلياً». وقال المصدر إن المسؤول الفرنسي نقل قلق إسرائيل الكبير من استمرار عمليات نقل الاسلحة الصاروخية الى لبنان عبر سوريا، وإن تل أبيب تنوي مواجهة هذه العملية بالضرب المباشر. لكن الجديد، بحسب المسؤول الفرنسي، أن إسرائيل ترى أن على لبنان والعالم التحرك لمصادرة صواريخ يملكها حزب الله في لبنان وتحوي على نظام توجيه دقيق مع رؤوس تفجيرية كبيرة الحجم، فضلاً عن منع إقامة منشآت لتصنيع الصواريخ أو تحويل الصواريخ غير الدقيقة إلى دقيقة. وقال الدبلوماسي الفرنسي إن إسرائيل لديها معلومات عن أماكن وجود هذه الصواريخ، ومن بينها ما نشرته عن مواقع قرب مطار بيروت الدولي.
ورفض المصدر تأكيد أن معلومات تنسب الى المسؤول الفرنسي قوله إن إسرائيل ستعالج بنفسها الأمر إذا لم تبادر الحكومة اللبنانية الى حل. وقال المصدر إن فرنسا تشعر بقلق إزاء أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة الى لبنان. ويمكن اعتبار «التهديدات الدفاعية» التي وجّهها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى قادة العدو، يوم السبت الفائت، رداً علنياً على الرسائل التي حملها سراً إلى بيروت موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
موفد اميركي: ممنوع انتصار حزب الله حكومياً
يتمسّك الأميركيون بمنع حزب الله من الحصول على مكسب سياسي في الحكومة المقبلة يعكس نجاحه وحلفاءه في الانتخابات النيابية. حملة التهويل الأميركية على سعد الحريري وغيره تعطّل تأليف الحكومة اللبنانية (مقال فراس الشوفي).
لا تزال نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة تقلق الإدارة الأميركية، ولا سيّما مع محاولاتها الدائمة نزع الشرعية الشعبية والرسميّة عن حزب الله وحصاره اقتصادياً وتأليب اللبنانيين ضده. وعليه، فإن انعكاس نتائج هذه الانتخابات ـ التي حقّق فيها تحالف المقاومة تقدّماً ملحوظاً بفعل قانون الانتخابات النسبي الذي عكس، إلى حد كبير، حقيقة التمثيل في الشارع ــــ على الحكومة المقبلة، ممنوع أميركياً أو على الأقل غير مرغوب فيه. وعلى ما كشف أكثر من موقف لموفدين أميركيين إلى لبنان، فإن أي اختلال في ميزان القوى داخل الحكومة، سيكون بمثابة ذريعة للأميركيين لتحميل لبنان الرسمي عواقب هذه التحوّلات، في حملة ضغوط وتهويل تطاول أوّلاً الرئيس المكلّف سعد الحريري وثانياً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر. وهذا التهويل، لا ينتج شيئاً، سوى التعطيل الفعلي لتأليف الحكومة، من خلفية رفض توزير حلفاء الحزب، في مسعىً واضح لمنع حزب الله من تحقيق مكسب سياسي معنوي يضاف إلى مكسب نتائج الانتخابات النيابية.
وفيما يتحايل محمّلو حزب الله مسؤولية التعطيل على الحقيقة، لا يخفي الموفدون الأميركيون موقف إدارتهم الواضح، ويجاهرون به أمام اللبنانيين، عن ضرورة منع حزب الله من الحصول على المكاسب السياسية.
في الأسبوعين الأخيرين، شكلت زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون بلاد الشام جويل رايبرن للبنان، النموذج الأوضح عن هذه العرقلة المقصودة لعمليّة التأليف. وتكشف تفاصيل «غداء عمل» عقده رايبرن مع عدد من النّواب اللبنانيين وممثلي الكتل النيابية الأبرز في أحد مطاعم بيروت، فضلاً عن اجتماعه مع الحريري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، عن أن الدور الأميركي هو السبب الأول لتحويل الحريري قضية تمثيل النّواب السنة من خارج كتلة المستقبل في الحكومة المقبلة، إلى أزمة مستعصية. وما الحديث عن أن حزب الله اخترع هذه العقدة بغية العرقلة، سوى تمويه عن السبب الحقيقي لتعنّت الحريري.
أكثر من مصدر مشارك في غداء العمل، أكّد لـ«الأخبار» أن رايبرن، تناول في حديثه خمس نقاط أساسية، تتركّز في معظمها على انتقاد حزب الله. أوّلاً، عاد رايبرن إلى انتقاد دور حزب الله في الإقليم ومشاركته في الحرب ضد التكفيريين في سوريا، معتبراً أن هذا الدور حمّل لبنان أعباءً. ثانياً، ذكّر بالعقوبات التي فرضتها بلاده، وتلك التي ستفرض على الحزب في المستقبل، وأن أي شخصية قريبة من الحزب وتتعاون معه، بمعزل عن موقعها، ستكون عرضةً للعقوبات. ثالثاً، شدّد رايبرن على أن الولايات المتحّدة الأميركية لا ترغب في حصول حزب الله وحلفائه على حصّة وازنة في الحكومة المقبلة، بما يظهر وكأن الحزب حصل على مكسب سياسي، معتبراً أن أي تغيير في ميزان القوى الحالي لمصلحة حزب الله وحلفائه، سيكون له تبعات مستقبلية على لبنان، كون الولايات المتحدة تعمل على تقليص نفوذ حزب الله. رابعاً، دخل رايبرن في تفصيل حصول حزب الله على حقيبة وزارة الصحة، معتبراً أنها «مكافأة»، مؤكّداً أن أميركا لن تتعامل مع الوزارة إذا كانت من حصة الحزب، وأن حصول الحزب على هذه الوزارة الوازنة سيسمح له بمدّ شبكة تواصل واسعة مع معظم اللبنانيين لما لهذه الوزارة من أهمية، وأن الوزارة تسمح للحزب بالحصول على مصادر تمويل، في ظلّ المسعى الأميركي لـ«تجفيف منابع» دعم الحزب المالية وإطباق الحصار الاقتصادي عليه. خامساً، كرّر الموفد الأميركي أمام الحاضرين أهمية دور الجيش اللبناني بالنسبة إلى الولايات المتحدة المتحدة، وأنها مستمرة بدعمه.
السفيرة الأميركية: حزب الله ليس المعرقل!
السفيرة الأميركية في بيروت، إليزابيت ريتشارد، رافقت زميلها جويل رايبرن في الكثير من لقاءاته. هي تكرر كلامه، لكنها في الكثير من لقاءاتها «تلبننت إلى حدّ بعيد»، بحسب ما يصفها بعض من يلتقون بها. فهي تعبّر عن موقفها بصورة أقل حدة من زملائها. وفي بعض اللقاءات مع مسؤولين لبنانيين، تتجاوز حدود مهماتها الدبلوماسية، لتدلي بمعلومات «يجب عليها ألا تقولها». وقبل أيام، التقت بمسؤولين لبنانيين، وكان النقاش متمحوراً حول تأليف الحكومة. وعندما قال أحد ضيوفها اللبنانيين إن حزب الله يعرقل تأليف الحكومة، فاجأت محدّثيها بالقول: «لا، ليس حزب الله هو المعرقل». فسألها الحاضرون عن هوية مَن يمنع التأليف، فأجابت: «لن أسمّي المعرقل، لكنه ليس حزب الله»!
برّي: إمكان الحل موجود… وربما «قريباً جداً»
الحريري بين خيارين: الاعتذار أو قبول مقترح عون
لم يعُد أمام سعد الحريري مجال للمناورة. إما القبول بمطلب توزير سنّة 8 آذار أو المواجهة أو… الاعتذار. بعد كلام الأمين العام لحزب الله تبدّل المشهد كله. وفي انتظار ما سيعلنه رئيس الحكومة المكلف غداً، تتجه الأنظار الى الجلسة التشريعية التي كان تيار المستقبل يدرس مقاطعتها رداً على كلام السيد حسن نصرالله (مقال ميسم رزق).
لم يخرج كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن المتوقّع. أكد دعم مطلب الحلفاء السنّة التمثّل في الحكومة، «ونقطة على السطر». غيرَ أن السقف الذي وضعه، والرسائل التي أطلقها في اتجاهات عدة، شكّلت صدمة للجميع، حلفاء وخصوماً، لا سيما أن خطابه أتى غداة لقائِه وزير الخارجية جبران باسيل. وهو لقاء وصفته مصادر سياسية رفيعة المستوى بأنه «لم يكُن جيداً». فقد أتى «باسيل لجس النبض بشأن حلّ العقدة، لكنه سمع من نصرلله كلاماً حاسماً بنبرة لا تقل عمّا أعلنه منذ يومين». لا شيء محسوماً قبل الموقف الذي سيُعلنه رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري الثلاثاء. لكن الأكيد أن البلد بعدَ خطاب السيد قد لا يكون كما قبله. والسؤال ماذا سيفعل رئيس تيار المُستقبل؟ وما هي الخيارات المتاحة أمامه؟
حتى غروب يوم أمس، كان الحريري غائباً عن السمع. تجاهَل اتصالات الأصدقاء التي كانت ترِد إليه من لبنان بغية جسّ نبضه. سياسة الصمت نفسها التزمها مستشاروه. حتى نواب كتلة «المستقبل» عُمّم عليهم التزام الصمت، فلم يخرُج منهم من يُدلي بتصريح أو يُعلن في بيان رأي التيار في ما قاله نصرالله. وحدها قناة «المستقبل» تولّت مهمة الهجوم على حزب الله وأمينه العام. وبين الموقف الرسمي والموقف الإعلامي، بقي الخبر الوحيد هو «المؤتمر الصحافي الذي سيعقده الحريري يومَ الثلاثاء، والذي سيعرض خلاله التطورات السياسية ومستجدات تشكيل الحكومة».
حالة من الصدمة يعيشها الحريري. فقد كان اعتقاده في غيرِ مكانه يومَ تصوّر أن حزب الله سيذهب في اللحظة الأخيرة الى تسوية حكومية على حساب حلفائه، خصوصاً أن وزير الخارجية، بحسب معلومات «الأخبار»، أبلغَ الرئيس المكلّف بأنه سيلتقي بنصرالله، مراهناً على قدرته على حلّ المسألة. إلا أن نصرالله رفَع سقفه في وجه الجميع، من دون استثناء، تحت عنوانين: «ولّى زمن التواضع»، و«لا عودة عن دعم تمثيل السنّة المستقلين في الحكومة الجديدة». هكذا أصبحَ الحريري في «خانة اليك». الخيارات المتاحة أمامه كلها مُرّة. إما الانكسار والقبول بما سبق أن رفضه، وإما الاعتذار عن عدم التأليف، وفي أحسن الأحوال، ترك الأمور على ما هي عليه، ما يعني مواجهة سياسية مع الحزب.
في غمرة التصعيد الحكومي، يؤكّد المستقبليون أن «الحريري لن يعتذر، ولن يقبل بتمثيل السنّة من حصّته». ويخضع هذا الثابت لاعتبارين أساسيين: الأول سعودي، لأن التراجع عن موقفه من مشاركة سنّة 8 آذار يعني التنازل للحزب، وبالتالي زعزعة العلاقة مع المملكة العربية السعودية من جديد». والثاني «داخلي للحفاظ على ما تبقّى له من هيبة داخل الساحة السنية». في محيط الرئيس المكلف من ينصحه بعدم التنازل، والذهاب الى مزيد من التصلّب، متسلّحاً بدعم رؤساء الحكومات السابقين ودار الفتوى، لا سيما أن «كلام السيد نصرالله حمل تحدياً واستفزازاً واضحين» بالنسبة الى المستقبليين. ومع أن خيار الاعتذار ليسَ مستبعداً تماماً، لا سيما أن الحريري سبق أن اعتذر عام 2009 وأعيدت تسميته، فقد نجد أنفسنا أمام المشهد نفسه. لكن المستقبليين يرجّحون أنه «سيصّعد في الشكل ويؤكد موقفه عدم التفريط بحصته، إلا أنه قد يعلن عدم ممانعته تمثيل السنّة المستقلين من حصّة المكونات الأخرى». وبذلك «يكون قد وضع جميع المكونات أمام الأمر الواقع. فهو بذلك لا يفجّر التسوية، لكنه ينقل الكرة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يلمّح الجميع الى أن حلّ العقدة السنية لا يُمكن أن يخرُج الا من عنده». ويعتبر هؤلاء أن «من مصلحة عون أن يأتي الحلّ من كيسه لما فيه مصلحة للعهد والبلد».
وعلمت «الاخبار» ان باسيل ناقش مع عدد من حلفاء التيار فكرة ان يكون الحل من خلال ترك امر تسمية الوزير السني السادس لرئيس الجمهورية، بمعنى ان يتنازل هو عن تسمية مقرب منه لهذا المقعد، مقابل تنازل اللقاء التشاوري عن تسمية أحد أعضائه للمقعد، وتنازل الحريري عن رفضه تمثيل هذا الفريق بالمطلق، فيكون الحل بأن يختار عون شخصية من الطائفة السنية لا تعارضها القوى كافة، على ألا تتبنّاها قوة من دون أخرى.
وفيما أكدت مصادر تيار «المستقبل» عدم معرفتها بما سيعلنه الحريري في مؤتمره، كانت المعلومات بدأت تتسرّب حول رأيين داخل المستقبل. واحد يُطالب بمقاطعة الجلسة التشريعية التي دعا إليها الرئيس نبيه برّي رداً على كلام نصرالله، في مقابل رأي آخر يشدد على ضرورة المشاركة «لتمرير بعض المشاريع المهمّة، منها مشروع مرفأ طرابلس، وأخرى ترتبط بمجلس الإنماء والإعمار». وكان نواب الكتلة قد تجمّعوا ليلَ أمس في وادي أبو جميل في انتظار عودة الحريري من باريس، «ليقرر هو الموقف من المشاركة أو عدمها».
وفيما كانت الاتصالات تنشط داخل المستقبل للبحث في إمكان مقاطعة الجلسة التشريعية، علمت «الأخبار» أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تمنّى على برّي «التراجع عن عقد الجلسة لما فيها من بنود متفجرة، ويُمكن أن تزيد من أجواء التوتر». غيرَ أن رئيس المجلس كان حاسماً في هذا الشأن، وعلّق على الأجواء التي تتحدث عن مقاطعة مستقبلية للجلسة أمام زواره أمس بالقول: «يروحوا يقاطعو ويشوفوا شو رح يصير. ما حدا يلعب هاللعبة معي. رح أعمل 100 جلسة». وسأل: «المجلس انعقد في دورة استثنائية، فكيف لا يُعقد في دورته العادية»؟
أما حكومياً، فأكد بري أن «أبواب الحلول ليسَت موصدة»، و«إمكانية الحلّ موجودة»، مؤكداً أن «ما ترونه بعيداً، قد يكون قريباً جداً».
لم يقطع برّي الأمل في التوصّل الى نتيجة إيجابية، خصوصاً أن باسيل اتصل به أمس طالباً لقاءه، وهو ما يُمكن أن يحصل بعد انتهاء الجلسة التشريعية أو على هامشها. وفيما يأمل وزير الخارجية أن يلعب رئيس المجلس دوراً في حلّ العقدة، أكد الأخير أن «الاتصالات استؤنفت معه في هذا الشأن»، معتبراً أن «البلد لن يذهب الى أزمة سياسية كبيرة، لأن الجميع يعلَم بأن الأزمة إذا فُتحت على مصراعيها ووصلت إلى خواتيم سلبية فمن الصعب إعادة لملمتها». وفيما استبعد برّي «اعتذار الرئيس الحريري»، علّق على كلام السيد نصرالله بأنه «شرح واقع الأمور كما هو منذ بداية المشاورات الحكومية»، مكرّراً موقفه بأن «الحلّ لن يكون على حساب حزب الله وحركة أمل، فهما قدّما تنازلاً بقبولهما ستة مقاعد وزارية، لأننا لو كنا نريد أن نعرقل الحكومة ونسير وفق المعايير التي وضعت لكانت حركة أمل وحدها طالبت بخمسة مقاعد على الأقل، قياساً بحجم كتلتها النيابية».
بري: الخطر الوحيد على لبنان اقتصادي
أكد الرئيس نبيه برّي «أن لا عودة لفتنة إسلامية ـــ مسيحية أو فتنة إسلامية ـــ إسلامية، ولا يفكرنّ أحد في ذلك، وهذا غير وارد على الإطلاق». وجدّد في المؤتمر السادس عشر لكشافة الرسالة القول بأن «امتحان أي تشكيلة حكومية ليس في التأليف بل في التآلف، وليس فقط بعرض بيانها الوزاري. والامتحان الحقيقي للحكومة سيكون في ماذا ستقرر في المئة يوم الأولى من عمرها ومدى استجابتها لتطبيق القوانين الإصلاحية». وأكد أنه «لأول مرة في تاريخ الصراع العربي ــــ الإسرائيلي، وبواسطة المقاومة وأهلنا ووحدتنا الوطنية، هناك قوة ردع ضد إسرائيل، وبالتالي فإن اسرائيل ليس بإمكانها أن تعتدي على لبنان، وهي لا تجرؤ على ذلك»، مضيفاً أن «الخطر الوحيد على لبنان اليوم هو الوضع الاقتصادي، وإذا بقي الوضع على هذه الحال فإنه أخطر من خطير».
من جهته، ردّ رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع، عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، على الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قائلاً «كلامه غير مقبول شكلاً وغير منطقي مضموناً»، فيما عقدت كتلة «اللقاء الديمقراطي» اجتماعاً استثنائياً في مقرها في كليمنصو بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وأصدرت بياناً لم تتطرق فيه الى الوضع الحكومي أو كلام نصرالله.

البناء
لقاءات رئاسية صامتة في باريس… واليمن يسجل معارك ضارية في جبهات الساحل الغربي 
نصرالله: سنردّ على كل عدوان حتماً التطبيع يُنهي نفاق الحكام صمود اليمن يغيّر المعادلة 
سنقف مع حلفائنا في سنّة 8 آذار حتى قيام الساعة لأننا نريد حكومة تواضعنا ولم نقم بالتحدّي
 
لم تحمل لقاءات باريس الرئاسية جديداً في العلاقات الروسية الأميركية رغم لقاء وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالإيجابي بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بينما قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب أردوغان تشاور لخمس وأربعين دقيقة مع الرئيس ترامب حول قضية قتل جمال الخاشقجي في ضوء ما يملك التحقيق التركي من وقائع ومعلومات واستنتاجات، وفي ظل المماطلة السعودية في التعاون وتقديم صورة واضحة حول ما جرى في القنصلية السعودية ومنزل القنصل السعودي في اسطنبول وكذلك حول تحديد الجهة التي أصدرت أوامر قتل الخاشقجي، أكد البيت الأبيض مضمون المحادثات لكن دون إصدار أي تعليق أو موقف.
في واشنطن وحده وزير الخارجية مايك بومبيو يؤكد على مطالبة ولي العهد السعودي في كشف كل الحقائق حول قتل الخاشقجي، وعلى تمسك حكومته بوقف الحرب في اليمن، حيث التصعيد في ذروته والقصف السعودي الإماراتي يسقط الأبنية على رؤوس ساكنيها ويدمر الجسور والجامعات والمستشفيات، في ظل مواجهات ضارية يخوضها الجيش اليمني واللجان الشعبية في مواجهة القوات المدعومة من الطيران السعودي والإمارات، وتتحدّث أنباء الميدان عن تدمير عشرات الآليات الإماراتية في الكمائن اليمنية وعن مقتل مئات المهاجمين الذين تملأ جثثهم أرض المعركة.
في مواكبة التطورات الإقليمية واللبنانية كانت إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الحدث الأبرز، حيث جدّد معادلة الردع بوجه إسرائيل ، مؤكداً أن لا العقوبات ولا التهديدات ستغيّر في قدرة وجهوزية وعزم المقاومة، وأن الردّ على أي عدوان سيكون حتماً وحتماً. وتوقف السيد نصرالله عند موجة التطبيع الخليجية مع إسرائيل معتبراً أنها إعلان لنهاية زمن النفاق الذي كانت فيه هذه العلاقات تتم سراً، وهي اليوم تتم في العلن لتسقط الأقنعة وتتوضح الحقائق. وعن التصعيد في اليمن ودعوات وقف النار قال السيد نصرالله إن صمود اليمنيين غيّر المعادلة، فإن كان وقف النار جدياً فما صنعه هو الصمود، وإن كان خديعة فما سيكشفها ويسقطها هو الصمود.
في الشأن اللبناني الحكومي كان السيد نصرالله شديد الوضوح والصراحة، مستعيداً تفاصيل التفاوض حول تشكيل الحكومة من البدايات متسائلاً عن غياب معايير موحدة لتمثيل الكتل النيابية، وكيف أضاع حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي شهوراً في التفاوض طلباً لما هو ليس حقاً لهم، بينما يؤخذ على نواب اللقاء التشاوري من سنة قوى الثامن من آذار المطالبة بحقهم ويؤخذ على حزب الله الوقوف مع هذا الحق ويتم توجيه الاتهامات بالتعطيل.
حسم السيد نصرالله معادلة حزب الله الحكومية بالقول سنقف مع حلفائنا سنة وسنتين وألف سنة وحتى قيام الساعة، ولسنا مَن يفاوض بل هم مَن يقرّر وعلى الرئيس المكلف التحدّث إليهم والتفاهم معهم، وبعدها تكون حكومة، وأكد السيد نصر الله أن حزب الله تواضع مع حلفائه في طلباتهم، لأن لديهم رغبة بتشكيل حكومة وتسهيل ولادتها، وأنهم ابتعدوا عن لغة التحدي رغبة في عدم إحراج أحد وتسهيلاً للتفاهمات، فلا يجوز أن يفهم الحرص خطأ أو ضعفاً أو خوفاً، معتبراً أن قرار مشاركة حزب الله في الحكومة وتسمية وزرائه بات بيد حلفائه في اللقاء التشاوري.
الصورة الحكومية من جهة الرئيس الحريري تبدو قاتمة والخطاب التصعيدي في تلفزيون المستقبل كان واضحاً، بينما على ضفة موقف رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر فقد كشف غمز قناة المستقبل من تغيّر في مواقف نواب التيار أن كلام السيد نصرالله قد أسهم في إعادة الأمور إلى نصابها بين حزب الله وكل من رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
قال حزب الله ما عنده في موضوع تشكيل الحكومة التي لا يمكن ان تبصر النور من دون تمثيل اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين. وأسقط الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم السبت خلال إطلالته في يوم الشهيد، كل سعي داخلي لإظهار دعمه لتمثيل سنة الثامن من آذار، بأنه بمثابة أزمة سنية شيعية، وهذا ما وقع به التيار الوطني الحر بشخص رئيسه جبران باسيل الذي قال يوم الجمعة قبل لقائه السيد نصر الله مساء اليوم نفسه، إننا بدأنا العمل لإيجاد حلّ لما سُمّي العقدة السنية – الشيعية، وعاد الوزير الياس بوصعب ليؤكد ما قاله باسيل عن الأزمة السنية الشيعية في حديث لـ «أم تي في» بعد إطلالة السيد نصر الله، الأمر الذي استدعى، بحسب مصادر مقرّبة من حزب الله لـ «البناء» تواصل المعنيين في حزب الله بالوزير باسيل مؤكدين انه لم يعد مقبولاً استمرار «الوطني الحر» بتحويل مسألة تمثيل سنة اللقاء التشاوري الى أزمة سنية – شيعية، علماً أنّ لقاء السيد نصر الله – باسيل يوم الجمعة كان إيجابياً، بحسب المصادر عينها، لكن كان من المفترض أن يكون التيار البرتقالي دقيقاً في استخدام المصطلحات المذهبية التي لا تعكس حقيقة الواقع والابتعاد عن تبنّي ما يحاول تيار المستقبل تصويره أنّ الصراع بات مذهبياً، لا سيما أنّ لقاء مساء الجمعة بحث في موضوع تشكيل الحكومة والعمل على إيجاد السبل الكفيلة لحلّ العقد التي تعترض إنهاء عمليّة التشكيل وذلك على أساس المعايير الموضوعيّة والعمليّة وجرى الاتفاق على وجوب تحصين الوحدة الوطنيّة ومنع الانجرار إلى توتير البلاد أو تحريض مذهبي أو طائفي.
وكان السيد نصر الله أطلّ في خطابٍ السبت وصفه المراقبون بالخطاب الناري اعتبر فيه أنّ «التواضع في لبنان خطأ»، وأنّ مصير البلد مرهون بقرار من النواب السنة حيث إنّ هؤلاء النواب يطالبون بحقهم وبتمثيلهم، وحيث إنّ من حقهم علينا أن نقف إلى جانبهم بما يمثلون ومَن يمثلون، وسنبقى معهم سنة وسنتين و1000 سنة وإلى قيام الساعة. ورفض السيد نصر الله الكلام عن أنّ «العقدة السنية مفتعلة لتأخير التأليف، وأنّ الحزب يقاتل بهم»، مؤكداً «اننا إذا أردنا ان نعطل الحكومة وغير موافقين على تشكيل الحكومة، أنا أقول عبر التلفزيون، نحن حزب الله لسنا موافقين على تشكيل الحكومة، ولا نختبئ خلف أحد».
لقد وجّه السيد نصر الله رسائل طالت المعنيين ولم يستثن رئاسة الجمهورية، صحيح أنه أكد أن لا مشكلة لدى حزب الله «بأن يأخذ الرئيس و»التيار» 15 وزيراً لأنه حليف استراتيجي»، لكن استخدامه كلمة تكتيك نحو أربع مرات في فقرة واحدة جعل المراقبين يقرأون أنّ رسائل السيد طالت أيضاً قصر بعبدا عندما قال «هناك أحد اعتبر أننا ارتكبنا خطأ تكتيكياً، أنا لا أعتقد أنه ارتكبنا خطأ تكتيكياً، ما الخطأ التكتيكي أنه أنتم كنتم تتحدثون في المجالس المغلقة ولم تقولوا هذا في الإعلام، حسناً، ببساطة، نحن كنا نتحدث في المجالس المغلقة مع الرئيس المكلف لنقول له يا دولة الرئيس أنت بادر، أنت وسّع عباءتك، أنت كبّر كفك، أنت ابعث وراء النواب، اجلس معهم، اتفق معهم، يا أخي أيّ شيء تتفق معهم به يمشي، أنت خذ المبادرة، نحن لم نذهب إلى الإعلام حتى لا يظهر أنّ حزب الله يفرض على الرئيس المكلف، حتى لا يحوّلوها إلى معركة تحدّ ولا معركة مكاسرة، ليس خطأ بالتكتيك».
وكان اللافت توجّه السيد نصرالله الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط بهجوم شكّل محط اهتمام عند المتابعين داعياً إياه الى ان «يظبط انتناتو» في إشارة الى قراءته الخاطئة للتطورات والأحداث الدولية والإقليمية، علماً أنّ الأمور منذ العام 2009 لم تشهد توتراً على خط حارة حريك المختارة. وقال السيد نصر الله لجنبلاط بقيتَ 4 أشهر تؤخر في عملية تشكيل الحكومة وأقبل منك أن تبدأ بالحديث عن تأخير الحكومة بعد هذه الفترة»، وقال لـ «القوات اللبنانية في الوقت نفسه لقد أخرت تشكيل الحكومة 5 أشهر، ولكن هل «حكينا شي»؟ وبالتالي «كلّ كلمة تقولونها بهذا الموضوع هي اعتداء على شريحة لبنانية».
وللرئيس سعد الحريري، قال: إذا كنت حقاً تريد تشكيل حكومة وتحمّل مسؤولياتك فإنّ هذه الطريقة بالتحريض المذهبي والطائفي لن تؤدّي إلى نتيجة». كلّ ذلك من دون أن يستثني الأمين العام لحزب الله المفتين والبطريرك الماروني بشارة الراعي لا سيما بعد الرسالة التي بعثها الأخير إليه عبر المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان.
لقد حقق السيد نصر الله، بحسب مصادر مطلعة لـ»البناء» أهدافاً عدة تتلخص بـ:
1 ـ بقطع الطريق على محاولة إحياء الثنائية المارونية السنية.
2 ـ رسم معالم عهد جديد في السياسة الداخلية بعيداً عن التنازلات، فزمن التساهل للتسهيل ولّى.
3 ـ حصر الخلاف بالسني السني، جعل حزب الله بتصرف اللقاء التشاوري للنواب الستة وليس المفاوض باسمهم.
4 ـ إبلاغ مَن يعنيه الأمر أنّ الرهان على العقوبات الأميركية وظنّ البعض أنها ستضعف حزب الله، رهان خاطئ في غير محله.
واذا كان البعض يرى أنّ إطلالة السيد نصر الله قد أعادت الأمور الى الوراء وان لا حكومة قريبة، فإنّ الترقب سيد الموقف لإطلالة الرئيس المكلف يوم غد الثلاثاء عند الواحدة والنصف من بيت الوسط للحديث عن مستجدات تشكيل الحكومة، علماً انّ مصادر بيت الوسط أكدت لـ البناء مساء أمس، أنّ الحريري متمسك بموقفه حيال رفض تمثيل سنة 8 آذار ولن يتراجع عن ذلك مع تشديدها في الوقت عينه على أنه لن يعتذر. فهو ليس مضطراً لذلك، مع إشارة المصادر نفسها الى انّ السيد نصر الله لم يضع المشكلة في ملعب الرئيس الحريري وحدَه، فسهامه طالت غالبية الفرقاء بدءاً من رئيس الجمهورية مروراً بالحزب التقدمي الاشتراكي وحزب القوات وصولاً الى المفتين والمطارنة والمشايخ، مع اعتبار المصادر ذاتها انّ مشكلة السيد هي مع الجميع وهو الذي يتحمّل عودة الأمور الى المربع الأول، علماً أنّ حزب الله قد يتراجع عن موقفه في حال طرأت تطورات إقليمية دفعته الى تسهيل عملية التأليف.
وعلى خط معراب، فإنّ الردّ جاء أمس، من رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي كتب في تغريدة على حسابه عبر تويتر: بما يتعلق بحديث السيّد حسن نصرالله في الأمس فهو غير مقبول شكلاً وغير منطقي مضموناً . وإذ رفضت مصادر القوات الغوص في التعليق على مواقف السيد نصر الله اكتفت بالقول لـ البناء إنّ مفاوضاتها التي استمرت خمسة أشهر كانت تدور حول حجمها التمثيلي وليس على تمثيلها، بتأكيدها انّ ما يُسمّى بــ اللقاء التشاوري ليس كتلة إنما تجميع لنواب سنة، أربعة منهم ينتمون الى كتل مختلفة وأتوا الى الاستشارات مع كتلهم الوفاء للمقاومة، التحرير والتنمية، والتكتل الوطني .
أما على خط كليمنصو، فإنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الذي ردّ أول أمس، بطريقة أقرب الى التوازن على كلام السيد بالقول «يا سيد حسن، في هذه اللحظة في فرنسا يؤكد الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية على تأكيد المصالحة بعد مئة عام من اندلاع الحرب العالمية الأولى». وتوجّه اليه «كمواطن عادي من أجل تأكيد الحوار على نقطة واحدة فقط في منع الانهيار الاقتصادي والجوع بعيداً عن الصواريخ وإيران وسورية»، حاول أمس تبرير ما قاله قائلاً: «بالأمس كان هدفي في الردّ تسليط الضوء على خطورة الوضع الاقتصادي ولن أدخل في سجال سياسي جانبي. لذلك أدعو الحزبيين والمناصرين ان لا ينجرّوا الى السجالات العقيمة مع أيّ طرف. البطالة والجوع لن يوفرا أحداً. فليكن الهدوء سيد الموقف مع التأكيد على الحوار». وعقدت كتلة اللقاء الديمقراطي اجتماعاً استثنائياً في مقرّها في كليمنصو بحضور جنبلاط، حيث تمّ البحث في مختلف المواضيع الوطنية المطروحة. وقال النائب هادي أبو الحسن إننا ملتزمون بالتهدئة ونواكب شؤون الناس التي هي الأهمّ بالنسبة لنا، مشدّداً على أنّ المطلوب الإسراع فوراً والقيام بخطوة إلى الخلف من أجل أن تتقدّم عملية تشكيل الحكومة. وهذه مسؤولية برسم الجميع ولن ندخل في سجالات.
بري: لا فتنة
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن لا عودة لفتنة إسلامية – مسيحية أو فتنة إسلامية – إسلامية، ولا يفكرنّ أحد بذلك، وهذا غير وارد على الإطلاق . وجدّد القول في مؤتمر كشافة الرسالة الإسلامية إنّ امتحان أيّ تشكيلة حكومية ليس في التأليف، بل في التآلف وليس فقط بعرض بيانها الوزاري، وأنّ الامتحان الحقيقي للحكومة سيكون ماذا ستقرّر في المئة يوم الأولى من عمرها ومدى استجابتها لتطبيق القوانين الإصلاحية والصادرة. وقال إنّ الخطر الوحيد على لبنان اليوم هو الوضع الاقتصادي وإذا بقي الوضع على هذه الحال فإنه أخطر من خطير .
واعتبر عضو تكتل لبنان القوي النائب ألان عون أنّ خطاب أمين عام حزب الله لم يكن موجهاً لنا ، ورأى في حديث لـ ام تي في ان خوفنا اليوم أن تنهار التسوية بين الحريري ونصرالله والتي تشكل جزءاً من التسوية الرئاسية .
الجلسة التشريعية
من ناحية اخرى، وفي إطار التخبّط الحكومي المستمر منذ أكثر من خمسة أشهر تنعقد الجلسة التشريعية الثانية في ظلّ تصريف الأعمال، علماً أن الأمور على سكة هذه الجلسة ليست سليمة ايضاً في ظل الانقسام حول ما يسمى بتشريع الضرورة. مصادر نيابية في كتلة المستقبل أكدت أن ما يهمنا هو تمرير ثلاثة بنود تصب في خانة تشريع الضرورة وتتعلّق بتوقيع اتفاقية مع البنك الاسلامي للتنمية لتمويل وتوسعة مرفأ طرابلس، وفتح اعتماد إضافي لتأمين ادوية السرطان والامراض المزمنة، وإعطاء شركة كهرباء لبنان سلفة طويلة الأجل لتغطية الفيول اويل. بيد أنّ المفارقة أنّ الرئيس نبيه بري بحسب مصادره لـ «البناء» لجأ الى توزيع البنود التي تهمّ تيار المستقبل وحزب القوات من دون أن يحصرها في أول الجدول لكي لا يتكرّر مشهد الجلسة السابقة بعدما طيّر نواب المستقبل و»الجمهورية القوية» النصاب بعد إقرار البنود المتعلقة بمقررات «سيدر 1». فبحسب الجدول هناك ثلاثة اقتراحات مقدّمة من نواب المستقبل تحمل الأرقام 26 و27 و32 من جدول الأعمال المؤلف من 39 بنداً.
إلى ذلك، شارك الحريري في مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه، على شرف رؤساء الدول والوفود المشاركة في مؤتمر باريس للسلام، والذين كان للحريري على هامش المأدبة لقاءات جانبية مع عدد منهم، وأبرزهم الرئيس الفرنسي، ورؤساء: روسيا فلاديمير بوتين، الولايات المتحدة دونالد ترامب، تركيا رجب طيب اردوغان، سويسرا ألان بيريست، قبرص نيكوس اناستاسياديس، المستشارة الألمانية انجيلا ميركيل وجزر السيشيل داني فور، رؤساء وزراء: إسبانيا بيدرو سانشيز، بلجيكا شارل ميشال وكندا جاستين ترودو.

اللواء
الحريري يردّ غداً بقسوة على نصر الله… ولن يعتذر
التشريع اليوم ينجو من تصعيد الحزب .. وجنبلاط ينسحب من السجال ويعترض على سلفة الكهرباء

ينتقل الترقب من اسبوع إلى آخر..
ولكن الأسبوع الطالع، يبدو انه حافل بمتغيرات من شأنها ان تزيد المشهد السياسي غموضاً وتشاؤماً، في ضوء عناصر اربعة:
1- المسار التشريعي، الذي ستسلكه الجلسات التشريعية اليوم، والمسبوقة «بتحالفات نيابية» موضوعية تتعلق بجدول الأعمال، والتمييز بين ما هو ضروري وما هو غير ضروري، إلى جانب التنسيق بين الكتل المتوافقة على صيغة الحكومة، التي تستبعد توزير نائب من سنة 8 آذار..
وإعلان كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي اجتمعت برئاسة وليد جنبلاط انها ترفض التصويت لصالح إعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة بـ64 مليار ليرة.. في حين ان كتلة المستقبل، التي اجتمعت برئاسة النائب بهية الحريري، امتنعت عن إصدار بيان، وتحدثت المعلومات عن دعم فقط «مشاريع الضرورة» وليس كل جدول الأعمال ببنوده الـ38..
2- ما سيعلن الرئيس المكلف سعد الحريري الذي عاد ليل أمس من باريس، في مؤتمره الصحفي الذي سيعقده عند الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر غدٍ الثلاثاء مؤتمراً صحفياً في بيت الوسط، يعرض خلاله للتطورات السياسية ومستجدات تشكيل الحكومة..
وسيراً بالتفصيل على المفاصل التي وردت في خطاب السيّد نصر الله، واضعاً النقاط على الحروف في ما يتعلق بتوزير نائب سني من 8 آذار، ومهلة الـ4 أشهر أو 5 أشهر، والخلفيات والخفايا المحيطة بعملية تشكيل الحكومة..
3- التداعيات التي وصفتها أوساط الرئيس المكلف «بالسلبية»، الناجمة عن سلسلة المواقف التي أطلقها، وكشف عنها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، والتي أرخت بظلال قاتمة على المشهد السياسي في «تصعيد غير مسبوق» أعادت البلاد إلى أجواء شبيهة بـ7 أيّار 2008، وبما سبقها من توترات بعد زلزال 2005، الذي تمثل باغتيال الرئيس رفيق الحريري..
4- النقزة لدى تيّار «المستقبل» مما وصفته اوساطه «بانعطافة غير منطقية» لبعض نواب التيار الوطني الحر، والتي تتناقض مع الموقف الذي أعلنه الرئيس ميشال عون، في قضية توزير سنة حزب الله..
مع العلم، ان مصادر معنية تحدثت عن وصول الموقف في ضوء ما عبّر عنه السيّد نصر الله، إلى الدرك الأسفل مع بعبدا والتيار الوطني الحر..
وعليه، وفيما يسعى الرئيس نبيه برّي إلى الحؤول دون تكرار سيناريو خروج نواب المستقبل و«القوات» من الجلسة، ويمضي الرئيس عون في تكليف الوزير باسيل القيام بدور الاطفائي والاتصال بين حزب الله وتيار المستقبل لضبط الايقاع، وتهدئة الموقف، لم تشأ مصادر قصر بعبدا التعليق على ما قاله الأمين العام لحزب الله، مشيرة إلى انه من الصعوبة بمكان الحديث عن انفراج ما لم تحصل مفاجأة، أو شيء ليس بالحسبان..
وكشفت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء» في باريس ان كلاً من الرئيسين الفرنسي عماونيل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين استمعا باهتمام إلى الشروحات التي سمعاها كل بمفرده من الرئيس الحريري، الذي أكّد عزمه على تذليل الصعاب، على الرغم من اللهجة التصعيدية غير المقبولة، التي صدرت عن السيّد نصر الله، والتي لاقت ردود فعل غاضبة ورافضة لها في بيروت.
ولاحظت المصادر ان الأجواء بعد خطاب الأمين العام لحزب الله ليست مريحة، وان تأليف الحكومة، دخل في مرحلة جديدة من عضّ الأصابع قد تطول.
ما لم يتم احتواء التصعيد، واعتماد التهدئة بانتظار إيجاد الحلول المناسبة.
واستبعدت المصادر ان يلوّح الرئيس الحريري بالاعتذار عن تأليف الحكومة، أو يكون في هذا الوارد..
وفيما وصفت أوساط قيادية في حزب الله ان اللقاء بين السيّد نصر الله والوزير باسيل كان ايجابياً، كشفت مصادر اطلعت على بعض ما دار في اللقاء مساء الجمعة الماضي بين السيّد نصر الله والوزير باسيل، وقالت ان السيّد نصر الله غمز من قناة الكلام الذي صدر عن الرئيس عون في ما يتعلق بالتكتيك والاستراتيجية وان موضوع إثارة ان توزير نائب سني هو عبارة عن عقدة سنية – شيعية، هو في غير محله، لأنه يصب في توتير الأجواء بين السنة والشيعة..
وتحدثت المصادر عن ان طلب الوزير باسيل، ان يسمي شخصية بقاعية لحل العقدة، قوبل بالرفض، لجهة ان حصة بعبدا والتيار الوطني الحر، تتجاوز العشرة وزراء إلى أحد عشر أو اثني عشر وزيراً، وهذا من شأنه ان يحدث خللاً في التوازن داخل الحكومة..
الجلسة قائمة
وفيما كان متوقعاً، ان تكون الجلسة التشريعية المقررة اليوم وغداً، أولى ضحايا المواقف غير المسبوقة والتي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله يوم السبت، والتي ذهبت بموضوع تشكيل الحكومة إلى «حتى قيام الساعة»، أكدت مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» ان نواب الكتلة سيشاركون اليوم في الجلسة، من دون ان يتناولوا في الأوراق الواردة، المواقف التي أطلقها السيّد نصر الله، تاركين هذا الأمر لما سيقوله الرئيس سعد الحريري في مؤتمره الصحفي غداً الثلاثاء، لكنه «اذا شاء الآخرون إثارة الموضوع الحكومي فسنرد».
وأوضحت المصادر أن الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته الكتلة مساء أمس، في «بيت الوسط» خصص للبحث في مواضيع جدول أعمال الجلسة، والذي يتضمن بنوداً تناهز الـ39 بنداً، وانه تقرر في نهاية النقاش ان تسير الكتلة في المشاريع ذات العلاقة بتشريع الضرورة فقط، وبمعنى آخر فإن المشاريع أو اقتراحات القوانين غير المرتبطة بالضرورة، فلن تمشي فيها الكتلة خاصة وان معظم جدول الأعمال، بحسب ما ترى مصادر الكتلة لا يشملها تشريع الضرورة، الأمر الذي يجعل تطيير نصاب الجلسة النيابية غداً الثلاثاء.، رهن بمسار طرح المشاريع أو اقتراحات القوانين، من قبل الرئيس نبيه برّي، علماً ان موعد هذه الجلسة يتزامن مع المؤتمر الصحفي الذي سيعقده الرئيس الحريري في «بيت الوسط» غداً، حيث يرتقب ان يحضره جميع نواب الكتلة، وبالتالي فإنه يفترض بالرئيس برّي إما أن يرفع الجلسة، أو ان يترك مصيرها رهن بتطيير النصاب، خاصة وان نواب كتلة «القوات اللبنانية» سبق ان تحفظوا على التشريع في ظل حكومة مستقيلة، وان معظم البنود المطروحة في جدول الأعمال لا يضعونها في خانة الضرورة، وهم لن يصوتوا عليها، بحسب ما أعلن وزير الشؤون الاجتماعية النائب بيار بو عاصي مساء أمس.
ماذا سيقول الحريري؟
ووفق ما قالته المصادر النيابية في «المستقبل»، فإنه جرت في الاجتماع الذي انعقد برئاسة النائب السيدة بهية الحريري، قراءة في مواقف نصر الله، إلا انه تقرر ان يترك الرد للرئيس الحريري، بحسب التوجه الذي سيرتئي إعلانه غداً، وللمشاورات التي سيجريها اليوم مع نواب الكتلة، على هامش الجلسة النيابية.
وكان الرئيس الحريري شارك، بعد ظهر أمس، في افتتاح أعمال منتدى باريس للسلام الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة أكثر من 80 شخصية عالمية من بينهم رؤساء دول وحكومات ومنظمات دولية.
وعقب انتهاء الجلسة الافتتاحية، التقى الحريري مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في حضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس خوري وسفير لبنان في فرنسا رامي عدوان، وكانت للحريري أيضاً على هامش مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه على شرف الوفود لقاءات جانبية مع عدد من رؤساء الدول، ابرزهم الرئيس الفرنسي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل والسويسري آلان بيريست وقبرص نيكوس اناستا سياديس، فضلاً عن رؤساء وزراء اسبانيا وبلجيكا وكندا، كما حضر حفل العشاء الذي أقامه الرئيس ماكرون أمس الأوّل في «الموزي دورسيه».
وفي تقدير مصادر تيّار «المستقبل» ان يقول الرئيس الحريري في مؤتمره الصحفي غداً، كلمة الفصل ويضع النقاط على الحروف، في كل ما أثاره كلام السيّد نصر الله أمس الأوّل من تداعيات سلبية، كما انه سيشرح حقائق الأمور المتعلقة بعملية تشكيل الحكومة، في ضوء المغالطات العديدة التي وقع فيها الأمين العام للحزب في سياق سرده لوقائع مفاوضات تشكيل الحكومة.
وقال تلفزيون «المستقبل» في مقدمة نشرته الإخبارية مساء أمس، ان «نصر الله حاول مصادرة قرار اللبنانيين بكل طوائفهم، متحدثاً بعنجهية غير مسبوقة عن قدرته على تعطيل مسار تشكيل الحكومة في أي لحظة يُبدي فيها اعتراضه، واضعاً مصير الحكومة في قبضة نواب سنّة 8 آذار»، وان حزب الله ظهر على لسان أمينه العام متمسكاً برهن البلاد لمصالح محور الممانعة الذي يدور في فلكه تحت عنوان: «الوفاء للنواب الستة».
انعطافة التيار؟
لكن اللافت للانتباه، هي الملاحظة التي توقفت عندها مقدمة نشرة «المستقبل» والتي نقلت عن مصادر متابعة عليمة ما اسمته الانعطافة غير المنطقية لبعض نواب «التيار الوطني الحر»، والتي تتناقض مع الموقف الذي أعلنه رئيس الجمهورية ميشال عون في قضية توزير «سنّة حزب الله».
ويعتقد ان هذه الملاحظة تشمل النائب آلان عون الذي اعتبر ان خطاب نصر الله لم يكن موجهاً للتيار العوني، مشيراً إلى انه «موقف لكتلة أساسية لا يمكن تجاهلها بالتأليف ولديها سقف مطالب عال، مبدياً تخوفه من انهيار التسوية السياسية بين الحريري ونصر الله والتي تشكّل جزءاً من التسوية الرئاسية».
يُشار إلى ان مصادر مقربة من القصر الجمهوري، لم تشأ عبر «اللواء» التعليق على ما قاله نصر الله، في حين لفتت مصادر سياسية مطلعة ان هناك ترقبا لما قد تحمله الايام المقبلة في المشهد الحكومي بعد المواقف السياسية من جميع الافرقاء حيال العقدة الحكومية لتمثيل السنة المستقلين في الحكومة.
ورأت انه من الصعوبة بمكان الحديث عن انفراج الا اذا حصلت مفاجأة خصوصا انه حتى ما يحكى عن كلام وسطي بتوزير شخصية مقربة من سنة الثامن من اذار لا يبدو انه يلقى تأييد اللقاء التشاوري للسنة المستقلين كما ان الطرح لم يكن في صلب كلمة السيد نصرالله.
واكدت المصادر ذاتها ان الموقف المرتقب لرئيس الحكومة المكلف من شأنه رسم الصورة، والى حين ذلك اوضحت المصادر ان التهدئة هي الامر المنشود.
برّي التآلف قبل التأليف
اما الرئيس برّي فقد تجنّب التطرق إلى موضوع تمثيل النواب السنة المستقلين، لكنه أكّد ان «لا عودة لفتنة إسلامية – مسيحية، أو فتنة اسلامية اسلامية»، مشدداً على ان هذا الأمر «غير وارد».
وجدد القول في الكلمة التي ألقاها في المؤتمر السادس عشر لكشافة الرسالة الإسلامية الذي انعقد أمس تحت شعار «إنبعاث الرسالة» ان امتحان أي تشكيلة حكومية ليست في التأليف بل في التآلف وليس فقط بعرض بيانها الوزاري… وان الإمتحان الحقيقي للحكومة سيكون ماذا ستقرر في المئة يوم الأولى من عمرها ومدى استجابتها لتطبيق القوانين الإصلاحية والصادرة.
واعلن أن الخطر الوحيد على لبنان اليوم هو الوضع الإقتصادي وإذا بقي الوضع على هذه الحال فإنه أخطر من خطير.
وسأل عن التأخير الحاصل في موضوع الحكومة منذ خمسة شهور حتى اليوم، معتبراً ان هناك محاولات حتى لردع التشريع على الرغم من أنه يوجد دورة عادية للمجلس وهناك المادة 69 من الدستور وهي صريحة. وقال:لماذا المجلس النيابي؟ هل لكي يقال يا بيك أو يا سعادة فلان؟
وراى انه إذا لم يكن المجلس قادراً على التشريع فماذا يعمل. هو غير قادر على المحاسبة لأن الضرب بالميت حرام باعتبار أن الحكومة مستقيلة.
جنبلاط: لمنع الانهيار الاقتصادي
وحضر التخوف من الوضع الاقتصادي في ردّ رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط على نصر الله، بعد ان تناوله في خطابه في «يوم الشهيد» متهماً اياه بتأخير تشكيل الحكومة 4 أشهر، وتوجه إليه «كمواطن عادي» من أجل التأكيد على الحوار على نقطة واحدة فقط في منع الانهيار الاقتصادي والجوع بعيداً من الصواريخ وإيران وسوريا». لكن جنبلاط أوضح في تغريدة ثانية له أمس، ان هدفه من الرد على نصر الله تسليط الضوء على خطورة الوضع الاقتصادي، من دون الدخول في سجال سياسي جانبي، داعياً الحزبين والمناصرين إلى عدم الانجرار إلى السجالات العقيمة مع أي طرف، لأن البطالة والجوع لن يوفرا أحداً، فليكن الهدوء سيّد الموقف مع التأكيد على الحوار..
وشارك جنبلاط مساءً في اجتماع استثنائي لكتلة «اللقاء الديمقراطي» ناقش الأوضاع المالية والاقتصادية، في ضوء المؤشرات الخطيرة التي صدرت عن وزارة المال، واستعرض اقتراحات ومشاريع القوانين الواردة على جدول أعمال الجلسة التشريعية واتخذ القرارات اللازمة بشأنها، واهمها عدم الموافقة على صرف أي مبلغ إضافي لمؤسسة كهرباء لبنان، الا بضمانة والتزام واضح بتطبيق القانون 181/2011، لافتاً إلى ان رفضه لسلفة الـ640 مليار ليرة يأتي في سياق رفضه لاستمرار سياسة الاستنزاف في قطاع الكهرباء.
رفض اللقاء الديمقراطي الدخول في سجالات سياسية.
وقال النائب هادي أبو الحسن الذي تلا البيان رداً على سؤال حول هجوم نصر الله على جنبلاط: «اعتقد اننا ناقشنا ما هو أهم، ونحن ملتزمون بجو التهدئة».
خطاب نصر الله
وكان خطاب السيد نصر الله في «يوم الشهيد» الذي احتفل به الحزب السبت، قد تميز بأنه كان مباشراً في تعاطيه مع الأزمة الحكومية، وحدد موقف الحزب بالنسبة لموضوع تشكيل الحكومة، ككل وخاصة مسألة تمثيل النواب السنة المستقلين، ماحضاً اياهم دعماً غير مسبوق، عندما أعلن وقوفه إلى جانبهم سنة أو اثنين وإلى قيام الساعة»، واضعاً مصير تشكيل الحكومة رهن هؤلاء النواب الستة، لكن نصر الله، تجاهل الإشارة أو التطرق إلى موقف الرئيس عون بأن النواب الستة مجموعة افراد لا تجمعهم كتلة، وانهم سبق ان شاركوا في الاستشارات النيابية من ضمن كتلهم النيابية، أو منفردين.
وذكرت مصادر قيادية متابعة عن قرب للموضوع في الحزب، ان السيد نصر الله قدم في خطابه المخرج الذي يرتأيه لمعالجة مسألة تمثيل النواب السنة المستقلين، وهو التفاوض معهم مباشرة، تأكيدا لموقفه بأن الحزب ليس في موقع المفاوض بل في موقع الداعم فقط لموقف هؤلاء النواب، بعدما كان في موقع المسهّل لعملية تشكيل الحكومة منذ بداية مفاوضات التشكيل.
واكدت المصادر القيادية في الحزب «ان موقف الحزب النهائي رهن بما يقرره النواب السنة المستقلين، سواء تمسكوا بتوزير احدهم او وافقوا على تسمية شخصية وسطية او تراجعوا عن مطلبهم لسبب ما، موضحة ان «حزب الله» لا يحل محل هؤلاء في ما يقررون ولا حول اي صيغة يتفاوضون، ولا يحل محل الرئيس المكلف، وان الحزب يعطي للقضية طابعها الوطني وليس المذهبي او الطائفي خلافا لمحاولات بعض القوى الداخلية النفخ في بوق التحريض المذهبي السني- الشيعي والباس القضية لباسا غير وطني».