افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 18 آذار، 2019

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 4 تشرين الثاني، 2016
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 21 تشرين الثاني، 2023
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 21 تشرين الأول، 2019

تتريث الصحف في تأكيد اجتماع الحكومة هذا الأسبوع. فـ"التصعيد" بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر طرح سؤالاً حول مدى قدرة الإجتماع الحكومي على مقاربة القضايا الكبرى والملفات الساخنة. هذا سؤال سياسي كبير وخطير، مع رصد الصحف إشارات داخلية وخارجية إلى أن "حكومة إلى العمل" لن تعمل، لأنها تحمل في طيّاتها كل عناصر التفجير. يتمنى المواطنون العمل للسلطة التنفيذية لا الشلل. يتمنون أمنية صعبة، لأن بعض الداخل يصغي لـ"الوسواس الأميركي" من الخارج. "الوسواس" بنفسه سيزور لبنان في الأيام المقبلة. الحزب الشيوعي حدد أهداف "الزيارة في ممارسة التهديدات العدوانية" ضد وطننا، "تحت عناوين : ترسيم الحدود النفطية لمصلحة الكيان الصهيوني، والتحريض على خيار المقاومة وحصارها، وصولاً إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين". حسناً فعل "الشيوعي" بدعوته "لمواجهة الوسواس".     
الشيوعي: نحذر من أهداف زيارة بومبيو للبنان وندعو للتصدي لها في الشارع

الأخبار 
الحكومة في «إجازة مرضية»؟

تتضارب المعلومات بشأن مصير مجلس الوزراء. التوتر الإعلامي بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية يراه كثيرون سبباً لعدم انعقاد مجلس الوزراء هذا الأسبوع، بذريعة «الإجازة المرضية» للأول، فيما يجزم وزراء مطّلعون بـأن التهدئة عائدة في الأيام المقبلة.
بعد تسعة أشهر من الانتظار وُلدت الحكومة وكأنها في حالة «موت سريري». أما الإنجازات والإصلاحات التي وعد بها البيان الوزاري، فبدورها تجمّدت من دون أي تحرّك. لم تصمد التفاهمات التي أدت إلى تأليف الحكومة أكثر من ثلاث جلسات، بعدما استشعر الجميع هشاشة التوافق في الجلسة الأولى. يومها فتح ملف زيارة عدد من الوزراء إلى سوريا، وكان الرد حاسماً من رئيس الجمهورية، الذي ضرب بكفه على الطاولة، معلناً أن الأمر له في ما يتعلق بقضية العلاقة مع سوريا، وعطفاً عليها في قضية النازحين.
تلك كانت الإشارة الأولى إلى أن حكومة إلى العمل لن تعمل، لأنها تحمل في طيّاتها كل عناصر التفجير. انتظر اللبنانيون جلسات دسمة، تبدأ بمعالجة الأوضاع الاقتصادية المتأزمة، إلا أن الانتظار طال، وبدل معالجة أزمات البلد، فضّل الوزراء، على سبيل التسوية، البدء بمعالجة المخالفات التي ارتكبت في فترة تصريف الأعمال.
زيارة الوزير جبران باسيل لبيت الوسط، يوم الخميس الماضي، ثبّتت ما كان قد ظهر من إشارات. ما كاد يخرج باسيل من بيت الوسط، حتى فُتحت النار على التسوية الهشّة. لم تكن خطة الكهرباء التي عرضها باسيل هي نقطة الخلاف الوحيدة. الأساس، بحسب مصادر متابعة، كان ملف التعيينات. لباسيل قرار بالاستحواذ على أكثر من 90 في المئة من الحصة المسيحية. وهو ما لم يوافق عليه الحريري. كذلك، بدا تسريب خطة الكهرباء من قبل مصادر بيت الوسط، قراراً بإجهاضها في مهدها.
لكن هل يستأهل هذا الخلاف فتح ملف التسوية الرئاسية من قبل المستقبل؟ ذلك أمر يحمل في طياته إشارة إلى خلافات أكبر من تلك المتعلقة بعمل مجلس الوزراء، التي يمكن أن يصل الطرفان فيها إلى نقطة التقاء، على ما تدل تجربة العلاقة بينهما.
وصلت الرسالة إلى باسيل، وبادلها بأقوى منها، واضعاً مؤتمر بروكسل بمكانة المؤامرة على لبنان. وهو ما طال بسهامه الحريري الذي ترأس الوفد اللبناني، علماً بأن باسيل عاد وأكد، في المؤتمر السنوي للتيار الوطني الحر، أن «أهداف التيار في السنة المقبلة هي النازحون والفساد والاقتصاد، وإذا كان هناك من يراهن على أن من الممكن أن نتخلى ونساوم على البلد والمبادئ من أجل شيء آخر، فيكون لا يفهمنا، لأنني أنا أول من قلت إن البلد أكبر من الرئيس والرئيس بخدمة البلد وليس البلد بخدمة الرئيس».
الأكيد أن «التقرير الطبي» المفتوح الذي قدمه الحريري، يصعّب الأمور ويجعل حتى انعقاد مجلس الوزراء في دائرة المجهول، لا بل إنه يعلن بدء معركة فعلية بين قطبي التسوية الرئاسية ــ الحكومية، لا يمكن عزل زيارة الحريري إلى الرياض عنها، بل يقع في صلبها ما سمعه الحريري من كلام سياسي متشدد في الاجتماع الذي عقد في السعودية مع ولي العهد محمد بن سلمان الأسبوع الفائت.
في المقابل، تؤكد مصادر وزارية أن التسوية لم تسقط، وأن الحريري وباسيل لن يختلفا في العمق. فهما متفقان على غالبية العناوين، وأن الايام المقبلة ستشهد عودة إلى التهدئة. وبحسب المصادر، من المحتمل أن تتم اليوم الدعوة إلى انعقاد جلسة لمجلس الورزاء هذا الأسبوع، لافتة إلى أن التعيينات الإدارية لن تفتح باباً للخلاف بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية، لأنهما اتفقا على عناوينها العريضة في اللقاءات الباريسية التي فتحت باب تأليف الحكومة. وتجزم المصادر بأن حصة القوى السياسية من غير القوى الكبرى في طوائفها (تيار المستقبل، التيار الوطني الحر، الحزب التقدمي الاشتراكي) ستكون صغيرة للغاية: مركز وحيد للنائب طلال أرسلان، وآخر لتيار المردة، ومثله للقوات اللبنانية، ومثله للقاء التشاوري. أما المراكز التي يشغلها موظفون شيعة، فستذهب جميعها للذين يختارهم ثنائي حركة أمل وحزب الله. وربما تكون العقدة في بعض المراكز التي يشغلها موظفون مسيحيون في وزارات «تابعة» لتيار المستقبل، كالداخلية مثلاً. وتقول المصادر إن دليلها على أن العلاقة بين الحريري وباسيل ستعود إلى سابق عهدها هو خفض مستوى التراشق الإعلامي بين الطرفين عمّا كان عليه يومي الخميس والجمعة الماضيين، فضلاً عن تعميم باسيل على نواب التيار ووزرائه ومسؤوليه بعدم استهداف تيار المستقبل في أي هجوم سياسي أو إعلامي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


اللواء
باسيل يتراجع والتهدئة تلجم التصعيد حول النازحين
الحريري يعود ليلاً ومجلس الوزراء الخميس .. وبعبدا تنفي معلومات عن صحة الرئيس

مع بداية أسبوع الاستحقاقات في جملة من الملفات الداخلية (جلسة مجلس الوزراء) والإقليمية (آلية عودة النازحين السوريين إلى بلادهم) والدولية (مجيء ناظر الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى بيروت)، تراجعت لهجة «التوتر» التي طغت على الساحة السياسية، قبيل مؤتمر بروكسل، والتي بدأها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وجنح إلى الخروج منها في خطابه أمس امام مؤتمر للتيار الوطني الحر، المح فيه ان خطابه السابق اسيء فهمه، فهو يريد مصلحة الرئيس، التيار والبلد، في ثلاثية جديدة، في الاحتفال بما وصفه «اليوبيل اللؤلؤي» لتيار الوطني الحر 30 عاماً على حركة «النضال العوني في 14 آذار 1989». في حين تولت اتصالات التهدئة، لجم التصعيد حول النازحين السوريين، بانتظار عقد جلسة لمجلس الوزراء، يجري الاعداد لجدول أعمالها، ويرجح ان تعقد الخميس، في وقت سارع اعلام بعبدا إلى نفي معلومات وردت في تغريدة على «التويتر» للاعلامي عباس ناصر، تضمنت ان «صحة الرئيس ليست جيدة».
فقد غرد مدير مكتب الإعلام في قصر بعبدا رفيق شلالا ان «صحة رئيس الجمهورية جيدة جداً والحمد لله».
ورد ناصر على شلالا: لا اتحدث انطلاقاً من اجتهادات أو إشاعات، افحصوا الإجراءات البروتوكولية الروسية لزيارة فخامته. وهناك الخبر اليقين. بكل الأحوال لا أتمنى لفخامته الا كل خير. وسأكون مسروراً جداً لو ان هذه المعلومات ليست دقيقة، مع العلم انّ مصادرها موثوقة بها».
وأعلنت رئيسة الهيئة الوطنيّة لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز أنّ «الرئيس عون بصحة جيدة»، قائلة في حديث لبرنامج «وهلق شو» عبر قناة «الجديد»: «رافقنا الرئيس عون على الغداء اليوم وكل الأمور طبيعية».
بدوره أكّد النائب آلان عون للبرنامج نفسه ان «صحة الرئيس عون بخير، وربما حصل التباس لكون من دخل إلى المستشفى هي شقيقة الرئيس عون».
تفاهمات تسبق الاستحقاقات
وتريثت مصادر سياسية مطلعة، في التكهن بتوقعات الأسبوع الطالع، وانتظرت النشاط اليوم بعد عودة الرئيس سعد الحريري من باريس ليلا إلى بيروت بحسب ما أوضح مكتبه الإعلامي، وبالتالي التفاهم  مع الرئيس ميشال عون، سواء في ما خص حركة الاتصالات لرأب الصدع الذي خلفته حرب السجالات بين «التيار الوطني الحر» و«المستقبل»، والتي تردّد انها بدأت خلف الكواليس، أو بما يفترض ان يتم من تأمين مناخات هادئة يجب ان تسبق مجلس الوزراء المقرّر مبدئياً الخميس المقبل، من خلال التحضير لجدول أعمال خال من ملفات خلافية، وإلا فإن انعقاد الجلسة في ظل المناخات السائدة سيعرض الحكومة للسقوط، وهو ما لا يريده أحد، إلا إذا كان هناك من يريد قلب الطاولة على الجميع بحسب ما ألمح الوزير السابق رائد خوري، في سياق حديثه عن امتعاض «التيار الحر» من أداء رئيس الحكومة إزاء ملف النازحين والفساد.
يضاف إلى ذلك، ان وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو سيزور بيروت يومي الجمعة والسبت (22 و23 الجاري)، وليس من اللائق ان يظهر المسؤولون اللبنانيون تبايناتهم الداخلية إزاء القضايا التي سيطرحها الوزير الأميركي بما يضعف الموقف اللباني، بما يحتم عليهم، أقله، تنسيق مواقفهم، سواء بما يتعلق بحزب الله وإيران وبالصراعات الحاصلة في المنطقة والعالم، أو بما يتعلق بالصراع مع إسرائيل في البر والبحر وبالثروة النفطية.
باسيل لا يريد الوزارة
وفيما حرصت مصادر «التيار الحر» على التوضيح بأنه لا يريد إسقاط التسوية ولا الحكومة، ولا رفع السقف، وإنما الحث على انتاجية أكبر في مجلس الوزراء، لوحظ ان رئيس التيار الوزير جبران باسيل، تجنّب التطرق إلى خلافه مع الرئيس الحريري، في الكلمة التي ألقاها أمس، خلال المؤتمر العام السنوي الذي نظمه التيار في مجمع «نيوبيال» في فرن الشباك، مكتفياً بالحديث عن أهداف المؤتمر وبرنامجه وانجازاته في العام 2018، محدداً أهداف التيار في السنة المقبلة بثلاثة أمور هي: النازحون والفساد والاقتصاد، الا انه أعلن انه لم يكن يريد ان يشغل موقع الوزارة، وإنما أُجبر على ذلك من أجل التيار والرئيس والبلد، آملاً في ان يتمكن بالخروج من الوزارة في أوّل فرصة من أجل نفسه ومصلحته، لافتاً إلى ان «لا هم لديه سوى التيار والرئيس والبلد، وليس لديه أي مشروع ثان لا شخصي ولا عام»، معتبراً بأن الحديث عن الرئاسة هو أذى له وللتيار وللرئيس والبلد، مؤكداً بأن هذا الحديث ممنوع فتحه معه لا من قريب ولا من بعيد، ومن يفتحه يريد الأذى له وللرئيس وللتيار والبلد».
وفي إشارة إلى ما يتردد في الكواليس من صفقات في التعيينات وتوزيع الحصص على المناصرين والمحاسيب، قال الوزير باسيل: «ان خدمة النّاس واجب، لكن التيار ليس مكتب خدمات وليس موزع حصص على المحاسيب، فالخدمة يجب ان تكون محقة لصاحبها، ولن نسمح بأن نصبح تيّار خدمات تطالنا لوثة الخدمات الانتخابية على حساب القوانين والإصلاح، ولن نسمح بتسلل فيروس الفساد إلى جسم التيار، واذا حصل هذا الشيء سنقضي عليه استئصالاً، ولن نتستر على أي مرتكب باسم الصداقة، أو باسم الانتماء السياسي».
وذكرت معلومات ان باسيل أوعز إلى نواب «تكتل لبنان القوي» عدم الانجرار للرد على نواب كتلة «المستقبل»، وانه أبلغ نوابه بالاكتفاء بالقول انه قصد الجميع في خطابه في ذكرى 14 آذار، بمن فيهم رئيس الجمهورية والتيار.
.. و«المستقبل» يكتفي بمقدمته
في المقابل، بدا تيّار «المستقبل» انه اكتفى برده العنيف على باسيل في مقدمة نشرة اخبار تلفزيون «المستقبل» مساء الخميس، وردد نوابه ما قالته المقدمة من ان باسيل يحاول تقديم أوراق اعتماد لحزب الله والنظام السوري، في ما خص ملف النازحين، لكن مقدمة نشرته الإخبارية مساء أمس، شدّدت على ضرورة الابتعاد عن الشعارات الفارغة والانخراط في ورش العمل. وقالت «ان المطلوب هو الابتعاد عن السقوف العالية والذهاب نحو الانتاجية، ومكافحة الفساد بالافعال وليس بالاقوال، عبر السماح بتطبيق القوانين وعدم التدخل في شؤون القضاء».
ولوحظ ان اعلام «المستقبل» اضاء على ردّ مصادر كتلة «المستقبل» عبر موقع «ليبانون ديبايت» على مصادر «تكتل لبنان القوي»، مستغربة «كيف ان من عطل تشكيل الحكومة طوال 9 أشهر بات حريصاً اليوم على السؤال عن انجازاتها بعد 3 أسابيع من انطلاقتها». وسألت: «كيف ينوي من لم يستعد معتقلاً لبنانياً واحداً من سجون النظام السوري خلال 12 عاماً ان يُعيد مليون ونصف مليون نازح إلى سوريا، علماً ان لا أحد يمنعه عن القيام بذلك».
كذلك اضاء على تأكيد الرئيس نجيب ميقاتي عبر «تويتر» بأن «الصلاحيات الدستورية واضحة، وكل محاولات النيل منها تدخل في إطار تسجيل البطولات الوهمية»، لافتاً «الىان حروب المصادر والسجالات الإعلامية تنعكس سلباً على لبنان كلّه بدون فائدة»، مشددا «على ان طاولة مجلس الوزراء هي الإطار الوحيد لمعالجة الملفات كافة».
وفي السياق، اعتبر الوزير السابق اللواء اشرف ريفي ان ما قاله باسيل عن تطيير الحكومة يعكس نيته لافراع الدستور من محتواه وتعديله بالممارسة. وقال: «هذا أمر مرفوض ويتجاوز صلاحيات وزير أو فريق ممثّل في الحكومة، ولا يستشف منه الا سلوك الاستقواء بالسلاح للإطاحة باتفاق الطائف والاستمرار بنهج الفساد والمحاصصة».
تجدر الإشارة إلى ان المرشحة عن تيّار «المستقبل» للانتخابات الفرعية في طرابلس ديمة جمالي زارت اللواء ريفي أمس، شاكرة دعمه لها، وقالت: «نحو اقوى بهذه التحالفات، وان المعركة مستمرة ويجب عدم التهاون بها»، فيما دعا ريفي الطرابلسيين لإسقاط خيار قوى 8 آذار، لأن طرابلس لن تكون مرتعاً لحزب الله».
خلاف على النازحين والتعيينات
إلى ذلك، اشارت معطيات إلى ان تصاعد الخلاف بين الحريري وباسيل الذي ظهر بوضوح في لقاء «بيت الوسط» عشية مؤتمر بروكسل-3، لا يتعلق بملف النازحين السوريين ولا بملف «سيدر»، وإنما بأمرين اثنين: الأوّل التعيينات الإدارية وسعي باسيل إلى الاستئثار بالحصة المسيحية يسبب احراجاً للحريري، اما الثاني فسعى باسيل إلى إقرار خطة كهرباء، ترتكز على البواخر، وهذا الأمر لم يعد الرئيس الحريري متحمساً للسير به.
لكن مصادر رسمية ما تزال على اعتقادها بأن جوهر الخلاف كان حول ملف النازحين، وانه بات من المفروض التفاهم على سياسة رسمية واحدة وواضحة لمعالجة الملف، وإلا سيبقى الخلاف قائماً بين مكونات الحكومة، وسيبقى السجال محتدماً بين وجهتي نظر، ما يُشكّل لغماً يُهدّد كل الوضع القائم.
وتقول هذه المصادر ان ورقة العمل التي يعمل عليها وزير شؤون النازحين صالح الغريب، والتي ترفضها بعض القوى السياسية سلفاً، إذا ما اشتم منها محاولة تطبيع مع النظام السوري، قد تشكّل ارضية ومنطلقاً للحوار والتفاهم على مقاربة واحدة، ولو جرى تعديل بعض افكارها ومقترحاتها بما يتناسب ومصلح لبنان أولاً.
جنبلاط في ذكرى والده
في موضوع العلاقة مع سوريا، كانت لافتة للانتباه كلمة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في ذكرى استشهاد والده كمال جنبلاط، عندما أشار إلى ان السوريين لم يخرجوا نهائياً من لبنان، في سياق استشهاده بأحد رفاق كمال جنبلاط القيادي محسن إبراهيم الذي لم يتمكن من المشاركة في الاحتفال، حينما قال له: انهم (أي السوريون) دخلوا على دم كمال جنبلاط وخرجوا على دم رفيق الحريري».
وتابع: بصبر ومرونة، نحن وجميع الوطنيين والعروبيين من أجل استقلال هذا البلد وسيادته، ولتثبيت عروبة هذا البلد كما ورد في الطائف، سنستمر، ونعلم بأن الصعاب جمة والمشكلات كبيرة، لكن خطنا واضح والأهداف، وبإذن الله في يوم ما سننتصر».
ولاحقاً، غرد جنبلاط على صفحته على «تويتر» قائلاً: «أهم شيء في الحياة النظرة إلى الامام، ايا كانت الصعاب وطي صفحات الماضي المؤلمة»، لافتا إلى ان هناك بلادا متعددة عرفت حروباً أهلية والطريق الأوحد في الخروج من رواسبها هو في المراجعة، والنقد الذاتي والمصارحة».
اضاف: «لقد كانت حرب دول على ارضنا، وكنا أدوات، سوياً وفوق كل اعتبار سنبني لبنان والتضحية من أجله واجب».
وكانت مسيرة حاشدة انطلقت السبت في المختارة، من الباحات الخارجية للقصر باتجاه ضريح كمال جنبلاط تقدمها رجال دين مثلوا الطائف الإسلامية والمسيحية إلى جانب المشايخ الدروز، وسار إلى جانب عائلة جنبلاط النائب بهية الحريري ممثلة الرئيس الحريري مع النائب محمّد الحجار ممثلاً كتلة «المستقبل» وسفراء روسيا الكسندر زاسبكين والسعودية وليد بخاري والفلسطيني اشرف دبور ممثلاً الرئيس محمود عباس ورئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد على رأس وفد قيادي من التنظيم.
وعبر السفير السعودي عن تضامنه مع جنبلاط في هذه الذكرى الذي يجب ان نكون جميعاً متواجدين فيها، لتثبيت العلاقة التاريخية بين المملكة والحزب التقدمي الاشتراكي».
حزب الله: أدلة ضد الفساد
«على صعيد آخر، أكد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ان مواجهة الحزب للفساد مدعومة بالادلة والأرقام، وهي لا تستهدف جهة أو طائفة وإنما تستهدف الأفراد المفسدين ليتوقفوا عن افسادهم وفسادهم». وأشار إلى ان الحزب «سيعمل على المتابعة من خلال مجلس الوزراء وآلية إقرار المشاريع بالمناقصات وتفعيل أجهزة الرقابة واقتراح وإقرار القوانين في المجلس النيابي والمحاسبة عبر القضاء والمواكبة الشعبية لمنطوق الفساد والمفسدين من النواحي المختلفة، وبالاشكال المختلفة التي ستبرز وستظهر تباعاً».
وفي السياق، كشفت محطة «الجديد» ان وزير الاتصالات محمّد شقير رفض إعطاء الاذن لمثول المدير العام الهيئة «اوجيرو» عماد كريدية امام المدعي العام المالي علي إبراهيم، ولو لمجرد الاستئناس برأيه، ونسبت المحطة إلى شقير قوله ان استدعاء كريدية هو بقرار سياسي ويستلزم معالجة سياسية، وإلى القاضي إبراهيم قوله تعليقاً موقف شقير: «يسكروا هالدكانة».
تزامناً، استدعى وزير المال علي حسن خليل كلاً من رئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد أسعد الطفيلي ومدير عام الجمارك بدري ضاهر للاجتماع في مكتبه اليوم، في محاولة لوضع الأمور في نصابها بين الرجلين اثر ظهور خلافهما إلى العلن، على خلفية استدراج عروض لشراء ماكينات «سكانر» وتبادل اتهامات بارتكاب مخالفات جمركية.
ونسبت محطة MTV إلى مصادر في رئاسة الجمهورية قولها ان الطفيلي يتقاضى 25 مليون ليرة شهرياً كعائدات من رسم الخدمات، أي بما يعادل راتب ثالث قضاة، علماً ان الطفيلي كان اتهم ضاهر بأنه ليس رأس الإدارة، بل المستشارة في رئاسة الجمهورية ميراي عون.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البناء
عمليّة نوعيّة للمقاومة في سلفيت تهزّ كيان الاحتلال وتقتل ثلاثة جنود 
الناشف: لحوار عاجل مع سورية حول النازحين… وضدّ أيّ حماية في ملفات الفساد 
خلاف التيارين الأزرق والبرتقالي يهزّ الحكومة قبيل زيارة بومبيو وعشية اجتماعها

شغلت العملية النوعية التي نفذتها المقاومة في فلسطين، واستهدفت جنود الاحتلال وقتلت ثلاثة منهم وجرحت رابعاً، قادة كيان الاحتلال وجيشه، وبدت تحولاً ثانياً نوعياً في عمل المقاومة وتهديدها صورة الكيان وجيشه، بعد صواريخ غزة التي سقطت في تل أبيب، ومثلما بدا عجز كيان الاحتلال أمام الصواريخ سبباً لتسويق التبريرات، هرباً من المواجهة، بدا جيش الاحتلال عاجزاً عن فعل شيء، بحجم إثبات أن يده لا تزال هي العليا.
التحوّلات النوعية التي تشهدها فلسطين تتم في سياق نهوض محور المقاومة وتنامي مقدراته، كما قالت الانتصارات التي تسجلها قوى محور المقاومة في سورية، حيث الاجتماع المتوقع بين رؤساء أركان جيوش سورية والعراق وإيران اليوم يتمّ تحت عنوان مواصلة استرجاع الجغرافيا السورية من تحت سيطرة الإرهاب.
وفي سياق ردّ الاعتبار لقدرة «إسرائيل» وحماية مصالحها يصل وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى بيروت يوم الجمعة المقبل، حاملاً من قادة كيان الاحتلال العروض المنقوصة التي تستهدف ثروات لبنان في النفط والغاز بيد، وبيد أخرى التهديدات الأميركية المالية للبنان، فيما الحكومة اللبنانية منقسمة خصوصاً في القضايا التي بدت محور تجاذب بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، وفي مقدّمتها ملف النازحين والرؤية المتناقضة لموقع مؤتمر بروكسل الذي يعتبره الحريري مصلحة لبنانية، وينظر إليه باسيل كمصدر للتآمر على مصالح لبنان بالسعي لمنع عودة النازحين. وجاء خطاب باسيل ليومين متتاليين وتركيزه على ما يدور حول ملفات الفساد بصورة تتمحور على المسؤولية عن المالية العامة، التي تتوجه أصابع الاتهام فيها إلى الرئيس فؤاد السنيورة، ليشعل وسائل التواصل الاجتماعي بمواقف لتيار المستقبل ونوابه، ضد الوزير باسيل.
التصعيد بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر يأتي عشية انعقاد مجلس الوزراء يوم الخميس، وقبيل زيارة بومبيو، بصورة طرحت تساؤلات حول مدى قدرة الاجتماع الحكومي على مقاربة القضايا الكبرى والملفات الساخنة.
رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف الذي تحدّث في عشاء الحزب بمناسبة ميلاد زعيمه ومؤسسه انطون سعاده، وحضرته شخصيات دبلوماسية وسياسية، اعتبر أن الحوار الحكومي بين لبنان وسورية خصوصاً حول ملف النازحين ضروري وملح وعاجل، مشيراً إلى انتصارات محور المقاومة في سورية والعراق ولبنان وتقدّم روح المقاومة في فلسطين، رافضاً أن يحظى أي مسؤول بالحماية والحصانة في ملفات الفساد.
وأكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف أن عودة النازحين الشاميين إلى أرضهم ومنازلهم، هي حق من حقوقهم وينبغي أن لا يقف أيّ عائق سياسي دون العمل الجادّ والتفاوض المسؤول لإعادتهم إليها. وليس هناك أيّ ذريعة مقبولة لعدم التفاوض السياسي المباشر مع دولتهم لتنظيم عودتهم، وللتعاون الواضح والمباشر مع الدول الصديقة وفي مقدّمها روسيا الاتحادية لتفعيل هذه العودة وتسريعها. وقال في كلمة ألقاها خلال حفل العشاء الذي أقامه الحزب السوري القومي الاجتماعي في فندق الحبتور إننا نعمل ونؤيد العمل للدولة القوية وللنظام القوي الذي يعطي الحق لمستحقيه، والعدالة لطالبيها، والحرية لسائليها. وإننا مع فتح كلّ الملفات، ومع رفع كلّ الحصانات، ضمن نطاق وأطر القانون، لأنّ شعبنا يريد أن يعرف الحقيقة. ولا يمكن أن يسلس شعب قياده لحكام يخفون عنه الحقيقة كلّ الحقيقة. وشدد على أنّ الحرب على لبنان والعراق، وعلى الأخصّ على الدولة السورية من الدول العريقة في الاستعمار وفي امتصاص دم الشعوب، ومن «إسرائيل»، ومن ربيباتها، ومن المجموعات الإرهابية، ما هي إلا حرب على الحلقة المركزية لمحور المقاومة، الغاية منه إسقاط هذا الموقع الصلب، ليسقط الدور، وإنّ صمود الدولة السورية رئيساً وجيشاً وشعباً ومقاومة، وتحقيقهم الانتصار تلو الآخر سيبقى رمزاً وحافزاً ودرساً لكلّ الشعوب التائقة للتحرّر والرافضة الرضوخ لجبر، وغطرسة، وصفاقة المعتدين. وثمّن الدور الذي قامت به روسيا والصين لنشر مظلة حماية بالفيتو من العدوانية الأميركية فوق الأراضي السورية، وللمساعدات العسكرية التي قدّمتها روسيا الاتحادية وإيران. وقال كنا ولا نزال وسنبقى نقاوم، ونشارك ونؤيد المقاومة، ومحور المقاومة لاستعادة كلّ أرض فلسطين، رافضين أية مساومة أو أية صفقة على حقنا فيها كلها.
من ناحية أخرى، دخل التأزم السياسي على خط العلاقة بين تكتل لبنان القوي وتيار المستقبل على خلفية مؤتمر بروكسيل وما سبقه من سياسات لجأ إليها الرئيس سعد الحريري أزعجت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل في ما خصّ تغييب الوزير المعني بملف النازحين صالح الغريب عن المؤتمر، وما تبع ذلك من مواقف على جبهتي ميرنا الشالوحي بيت الوسط الذي خرجت مصادره منتقدة أداء باسيل ومستغربة حرص الأخير على الإسراع في الإنجاز بعد أقل من شهرين من التأليف في حين أنه عطل تشكيل الحكومة طوال 9 أشهر.
ما تقدم دفع وزير الخارجية جبران باسيل الى الكشف أمس، أنه كان مرغماً على أن يكون وزيراً وذلك من اجل التيار الوطني الحر والرئيس والبلد وقال: «انشالله بأوّل فرصة بقدر اطلع كرمال حالي ومصلحتي وموقعي». واعتبر باسيل في المؤتمر العام السنوي للتيار الوطني الحر أن الحديث عن الرئاسة هو أذى للتيّار وللرئيس وللبلد، مؤكداً أن التيار لا يحيد عن وضع مصلحة البلد فوق أي مصلحة أخرى.
ولفت وزير الخارجية الى «أننا اليوم في قِمة المسؤولية وليس في قِمة السلطة». وقال: «نحن في حكم منبثق من الناس ولأجل الناس وليس على الناس، وأي تصرّف او سلوك سلطوي يقضي على شرعية السلطة». أوضح باسيل أن التيار الوطني الحر هو اوّل تيار يختار النظام النسبي بالانتخابات، مشيراً الى أنه الاوّل الذي ينتخب الرئيس من القاعدة الشعبية ويكشف ميزانيته السنوية ويصدّق عليها.
في غضون ذلك أكد المستشار الإعلامي لرئاسة الجمهورية رفيق شلالا، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن «المعلومات التي يتم تداولها على مواقع التواصل عن صحة الرئيس عون لا أساس لها»، مشيراً إلى أننا نستعد الأسبوع المقبل لزيارة رسمية إلى موسكو ومن ثم إلى القمة العربية في تونس، وفي وقت لاحق سنلبي دعوة رسمية لزيارة الصين.
وفيما علمت «البناء» أن باسيل أوعز الى مسؤولي تكتل لبنان القوي عدم الدخول في سجال مع تيار المستقبل او الرد على مواقف مسؤوليه، توقفت مصادر نيابية في «لبنان القوي» لـ«البناء» عند انزعاج الرئيس الحريري وتيار المستقبل من مواقف الوزير باسيل المحقة والمنطقية من قضية النازحين ومطالبته بالإنتاجية في الحكومة، مشدّدة على أن لا تفسير لمن لا يروق له هذا الدفع من قبلنا للقيام بالإصلاحات ومحاربة الفساد وتفعيل عمل المؤسسات الا ان هناك بعض الفرقاء لا يريد العمل، مشددة على ان هذه السياسة لن تجدي نفعاً وبالأخص على مستوى مساعدات سيدر المرتبطة بكثير من الإصلاحات فضلاً عن إقرار الموازنة التي لم يبدأ مجلس الوزراء بعد بدراستها. واعتبرت المصادر أن سياسة الحريري الجديدة منذ عودته من السعودية وصولاً الى مصالحته المفاجئة مع الوزير السابق أشرف ريفي، توحي انه يتجه الى مقاربة الأمور بطريقة مختلفة قد تخلق توتراً داخل مجلس الوزراء. وقالت المصادر يخطئ من يظن اننا نريد إطاحة التسوية، فنحن مصرون عليها لكننا في الوقت عينه لن نقبل التلكؤ في انجاز المشاريع المطلوبة والتعيينات وغير ذلك.
الى ذلك، تلاقى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم مع الوزير باسيل في الموقف من مؤتمر بروكسل، فأكد أنه «لو أن المؤتمرات يهمها النازحون لكانت استطاعت إزالة العقوبات عن سورية»، مشيراً إلى أن «كلام الوزير باسيل هو الواقع، لأن هناك قوى سياسية تريد بقاء النازحين لأهداف سياسية»، مشدداً على أن «العلاقة بين سورية ولبنان مميزة».
أما على خط تيار المستقبل، فالتصعيد سيد الموقف في وجه باسيل، وشددت مصادر «المستقبل» لـ«البناء» على ان السياسة الباسيلية الراهنة ستقضي على التسوية السياسية التي أكدت ضرورة الاستقرار السياسي بالدرجة الاولى، لا سيما ان الجميع يدرك ويعرف أن أي تقدم أو تطور على الصعيد الاقتصادي يجب أن يكون مرتبطاً بالاستقرار السياسي الذي يعرّضه التيار الوطني الحر للاهتزاز. وشدّدت المصادر على أن مَن يريد العمل جدياً يناقش الملفات على طاولة مجلس الوزراء بدل المنابر الإعلامية التي تؤجج الشارع.
وفيما لا يزال الرئيس الحريري موجوداً في باريس التي زارها لإجراء بعض الفحوص الطبية، لم يعرف بعد إذا كان رئيس الحكومة سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء الخميس.
وكان لافتاً ما أعلنه وزير الاقتصاد السابق رائد خوري أن «التسوية لم تسقط، لكن هناك اختلاف في نقاط عدة أهمها في ملف الكهرباء ولم نصل بعد إلى اتفاق في هذا الملف»، قال: «إذا لم نتمكن من حل ملف الكهرباء خلال شهر أو شهرين ستطير الحكومة، لأننا لا نريد إفشال العهد».
وأكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن مواجهتنا للفساد مدعومة بالأدلة والأرقام، وهي لا تستهدف جهة أو طائفة، وإنما تستهدف الأفراد المفسدين، ليتوقفوا عن إفسادهم وفسادهم، وسنعمل على المتابعة من خلال مجلس الوزراء، وآلية إقرار المشاريع بالمناقصات، وتفعيل أجهزة الرقابة، واقتراح وإقرار القوانين من خلال المجلس النيابي، والمحاسبة عبر القضاء والمواكبة الشعبية، لنطوّق الفساد والمفسدين من النواحي المختلفة وبالأشكال المختلفة التي ستبرز وستظهر تباعاً إن شاء الله.