أرمينيا: سفراء أميركا يهيئون الظروف لنشوب “الثورة الملونة”؟

ترامب عاقب إسلام آباد : باكستان والولايات المتحدة تسيران إلى مواجهة، والصين حاضرة!
مولدوفا و”الحصن الرديف”؟!
متلازمة “الإخوان” والعنف : شبح فوق الرؤوس المصرية .. وماذا بعد؟

قام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بزيارة عمل إلى أرمينيا، والتقى في يريفان الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان ووزير خارجيته إدوارد نالبانديان.

بيد أن السفير الأمريكي ريتشارد ميلز في يريفان، في اليوم التالي، وفي كلمة مطولة له أمام أعضاء غرفة الصناعة والتجارة الأرمينية – الأمريكية، أكد أن عضوية أرمينيا في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومعاهدة الأمن الجماعي يجب أن لا تحول دون إقامة أرمينيا علاقات وثيقة ومتبادلة المنفعة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا والشركاء الآخرين المحتملين.

وكان ميلز، الذي يتدخل في كل كبيرة وصغيرة، صرح في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، لراديو “ليبرتي” الأمريكي، الذي يبث باللغة الأرمينية، بأن: “الفساد يعوق ليس تطور البلاد وحسب، بل ويشكل خطرا على أمنها القومي، إذ إنه يفسح الطريق أمام القوى الخارجية لقيادة البلاد”. من دون أن يفصح من هي هذه القوى.

وازداد اهتمام واشنطن بما يجري في أرمينيا بعد 13 سبتمبر/أيلول عام 2013، بعد توقعات بأن تقوم يريفان، عضو رابطة الشراكة الشرقية، بتوقيع اتفاقية الشراكة الانتسابية مع الاتحاد الأوروبي، لكنها أعربت بدلا من ذلك عن نيتها الانضمام إلى الاتحاد الجمركي.

وخلف ريتشارد ميلز مطلع هذا العام في أرمينيا السفيرالأميركي الجديد جورج هيفيرن، الذي أوحى لرئيس الوزراء آنذاك تيغران سركيسيان بإجراء إصلاحات لنظام التقاعد مخالفة للدستور، ما أصبح سببا لاندلاع حملات احتجاج، مولتها المنظمات الأوروبية غير الحكومية، في يونيو/حزيران عام 2014. وأدت الإحتجاجات في نهاية الأمر إلى استقالة الحكومة. وقد أصبح تيغران سركيسيان سفيراً لأرمينيا في الولايات المتحدة.
البيت الأبيض الأمريكي – أرشيف

ويحاول السفير الأمريكي هيفيرن أن يكون أكثر حذاقة من سلفه ميلز. إذ قدم في أبريل/نيسان الماضي إلى النواب الأرمينيين ورجال المعارضة والصحافة معلومات مزيفة واستفزازية حول طلب شركة “شبكات الطاقة الأرمينية”، التي يُعد رأسمالها روسيًا بالكامل، من الحكومة رفع تعريفة الكهرباء، بنسبة 40.8 بالمئة. وتسببت هذه المعلومات بانتشاؤ الإستياء بين المواطنين ضد حكومتهم وضد موسكو. ولكن ما قاله السفير هيفيرن لم يكن صحيحاً لأن محطة نهر فوروتان الهيدروليكية الكهربائية، التي تزود شركة “راو يه إس” بالطاقة، أصبحت هذا العام ملكا للشركات الأمريكية التالية : Contour Global Hydro Cascade, Contour Global Terra Holdings и CG Solutions Global Holding Company.
وكما أخفى السفير الأمريكي عن الرأي العام الأرميني حقيقة أخرى وهي أن هذه الشركات الأمريكية هي التي رفعت الأسعار لـ”شبكات الطاقة الأرمينية” بنسبة 30 في المئة، بإيحاء من السفير السابق ميلز، وإيعاز من مساعدة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند، التي زارت يريفان في شهر فبراير/شباط الماضي.
دفعت هذه الخطوة الناشطين إلى تنظيم إضراب غير كبير، 19 يونيو/حزيران الماضي، حيث جلسوا وسط مدينة يريفان، ثم أخذ عدد المحتجين يرتفع بوتيرة متنامية. وعندما فضت الشرطة الاعتصام في الـ 23 من الشهر ذاته بمدافع المياه والهراوات واعتقلت 250 منهم، استؤنفت الاحتجاجات في اليوم التالي بتصاعد لا يصدَّق. فقد خرج في البداية 10 آلاف متظاهر إلى الشوارع، ليصل عددهم بعد ذلك إلى ثلاثين ألفا أقفلوا شارعين رئيسين في يريفان.

لكن ميلز لا يكل ولا يمل، ويهوى النظام في كل شيء، ولا سيما مع اقتراب موعد تنظيم الأحزاب المعارضة والمنظمات الاجتماعية والحركات المدنية حملات عصيان مدني واحتجاج في الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل ضد استفتاء تنوي السلطات إجراءه لتعديل الدستور في السادس من الشهر المقبل. ويريد “العصاة” إجبار السلطات على إلغاء الاستفتاء وتقديم استقالتها.

ووفق معلومات موقع “أخبار أرمينيا” باللغة الروسية، سيجري توحيد حراك المعارضة تحت إشراف “الناشط المحترف” دافيد ساناساريان، والذي وفق معلومات الموقع زار السفارة الأمريكية في يريفان في أغسطس/آب ثلاث مرات على الأقل.

COMMENTS