بحرية الصين تطوق حاملة طائرات أميركية : هل انتهت الهيمنة الغربية على “المياه الحرة”؟

بحرية الصين تطوق حاملة طائرات أميركية : هل انتهت الهيمنة الغربية على “المياه الحرة”؟

الجزائر : منظمو حملات "التنصير" ينفذون احتجاجات
اتحادات “فيا آراب” تدين الاعتداء الإرهابي على الكلية الحربية في حمص
تقرير تركي يكشف القواعد الأمريكية في سوريا، و"البنتاغون" : "يعرض قواتنا للخطر"

تتغير خطوط "المياه الحرة" التي رسمتها جيوش الإمبرياليات الغربية في مختلف بحار العالم بسرعة ملحوظة. فمن بعد احتجاز القوات البحرية الإيرانية سفينة بريطانية في آب الماضي،  نشر موقع سوهو الصيني، يوم أمس السبت، صوراً من الأقمار الصناعية، تظهر حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس رونالد ريغان" محاطة بخمس سفن حربية صينية، وهي تقف في عرض بحر الصين الجنوبي. وقال نائب مدير إدارة الإعلام بوزارة الدفاع الوطني والمتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني في الصين، رن قوه تشيانغ ، إن إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى بحر الصين الجنوبي غايته استعراض القوة وتعزيز العسكرة الإقليمية، الأمر الذي تعارضه الصين بشدة. 

وخلال مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة الماضي، قال المتحدث الصيني :  نحن نطالب الولايات المتحدة بأن تحترم  المخاوف الأمنية في المنطقة وأن تسهم السلام والاستقرار فيها. لكنه أكد : أن الجيش الصيني سيفي بواجبه ومهامه ويدافع بقوة عن السيادة الوطنية والأمن القومي للصين. وجاء تصريح الناطق الصيني بعد أن طلب أحد الصحفيين منه تأكيداً عما ورد في تقارير أجنبية ، من صور بالأقمار الصناعية، تبدو فيها حاملة طائرات "ريغان" الأميركية تبحر في بحر الصين الجنوبي، بينما تقوم خمس سفن حربية صينية بتطويقها. 

وكانت واشنطن قد ارسلت هذه العمارة البحرية الحربية، رداً على قرار رئيس الفلبين، رودريغو دوترت، التعاون الاقتصادي المشترك مع الصين في أحد جزر بحر الصين الجنوبي المتنازع عليها بين بكين ومانيلا. 

وقال الموقع الصيني : إن "صور القمر الصناعي هي عار حقيقي على البحرية الأميركية، لقد أرسلنا خمس من سفننا لتنظيم حصار حقيقي لحاملة الطائرات رونالد ريغان. ليس لديها مرافقة خاصة في شكل سفن حربية. ربما يطلقون على هذا ثقة بالنفس، لكن ينظر إليه من طرفنا على أنه جهل وكبرياء غير مبرر. نتيجة لذلك، وقعت رونالد ريغان في فخنا". ولاحظت وسائل الإعلام الصينية أن الولايات المتحدة تحاول باستمرار تحويل بحر الصين الجنوبي إلى منطقة توتر، مما يمنع دول المنطقة من التعاون مع بعضها البعض. وقد حاولت واشنطن استعراض قوتها الحربية هناك، بعد أن تقدمت الفلبين باقتراح إلى الصين للتشارك في تنمية الموارد المعدنية والطبيعية في الجزر المتنازع عليها.

ولم يحدد الموقع الصيني وقت وقوع الحادث. لكن الجيش الأميركي كان أعلن عن إرسال حاملة الطائرات المذكورة إلى بحر الصين الجنوبي في يوم 6 آب/ أغسطس الماضي. وقد تذرع بـ"تعزيز الاستقرار في المنطقة". وكانت لإيران قد خاضت مواجهة بحرية ناجحة مع بريطانيا والولايات المتحدة خلال الشهرين الماضيين. حيث ردت عليهما باحتجاز ناقلة بريطانية في الخليج العربي بعد توقيف البريطانيين بالقوة ناقلة إيرانية في مضيق جبل طارق وحجزها. وتعتبر الخطوة الصينية جزءاً من تحول جيوبوليتيكي تشهده الكثير من بحار العالم ومحيطاته، حيث تتراجع هيمنة القوى البحرية الغربية، ويبرز عجزها عن الحفاظ على خطوط "المياه الحرة" التي ضمنت تدفق الخيرات المنهوبة من مختلف ارجاء العالم نحو أوروبا وأميركا.  

مركز الحقول للدراسات والنشر
الأحد 29 أيلول/سبتمبر، 2019