هل يعرف السائحون العرب أخطار مطار إسطنبول الجديد؟

هل يعرف السائحون العرب أخطار مطار إسطنبول الجديد؟

“أميركا أصبحت المركز الجديد للإضطراب في العالم” : “اضمحلال الإمبراطورية يتسارع”
“ما بعد كورونا” : “صفقة القرن” عند “نهاية العصر الأميركي”؟
العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وأصداؤها في يومها السادس

طائرات تحترق وتحويل رحلات وموقعه غير ملائم وانتظار 40 دقيقة في الجو
قال عدد من طياري مطار إسطنبول الجديد، الذي بدأ رحلاته في شهر أبريل (نيسان) الماضي، "إن المطار يفتقد إلى معايير السلامة والتدابير الأمنية ويتسبب في خسائر باهظة لشركات الطيران، وأرجعوا السبب إلى "أن ممرات المدرج الرئيسية طويلة ومائلة مما يتسبب في عدد من المشكلات بمكابح الطائرات". وأجمع الطيارون، الذين تحدثوا إلى صحيفة T24، على "أن طريق وصولهم إلى بداية المدرج يستغرق أكثر من 30 دقيقة مع التزامهم بحدود السرعة التي حددتها لهم الشركات المنتجة للطائرات".

 وأشار أحد الطيارين إلى أن مشكلة أخرى تُسببها انحناءات ممرات المدرج الرئيسية، "ممرات المدرج الرئيسية في صعود، مما يضطرنا إلى استخدام المكابح بشكل كبير حتى نصل إلى بداية المدرج، وهذا يرفع من حرارة المكابح كثيراً، فننتظر أحياناً 20 دقيقة لكي تعود إلى طبيعتها".

وتحدث آخر عن معاناته "نضطر للانتظار كل يوم تقريباً عند بداية المدرج قبل الإقلاع حتى تبرد المكابح وتصل درجة حرارتها إلى الحد المناسب"، وأكد أن السبب في هذا يرجع إلى "الميول الكبير لدرجة ملاحظته بالعين المجردة".

حرائق الهبوط
واحترقت عجلات طائرتين من الخطوط الجوية التركية منذ افتتاح مطار إسطنبول إلى الآن. وبحسب الطيارين "فرغبة الطيارين بألا يتأخروا عن موعد خروجهم المحدد من ممرات المدرج الرئيسية أدى إلى خطر الحريق الحاصل أثناء الهبوط". وأشاروا إلى "أن المسافة الموجودة بين مخارج ممرات المدرج الرئيسية في مطار إسطنبول أكبر من التي في مطار أتاتورك، وأن استخدام الطيارين المكابح بشكل كبير يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة أجهزة الهبوط".

وأوضح أحدهم "أن إحدى الطائرات التي نجت من خطر الحريق تم تبريد أجهزة هبوطها قبل أن تشتعل، وأنه في الحادثة الثانية التي حصلت في 19 أبريل (نيسان) الماضي، تدخلت الخدمات الميدانية التركية (TGS) لإطفاء النيران لعدم وجود معدات إطفاء الحريق في مطار إسطنبول مما يشير إلى وجود ضعف في التدابير الأمنية".

طول الممرات يزيد الخسائر
وفي الأيام القليلة الماضية أشار نائب حزب الشعب الجمهوري وإخصائي الطيران المدني المحامي هالوك بكشان، عبر حسابه على تويتر، إلى أن "طول ممرات المدرج الرئيسية". وجاء في تغريدته: "الطائرات من نوع Boeing 737  أو A320 تستهلك في الدقيقة الواحدة من لحظة تشغيل محركها 70 يورو تقريباً. فأن تستغرق طائرةٌ 38 دقيقة على ممر المدرج الرئيسي، هذا يعني خسارة كبيرة".

مخاوف وتحذيرات
ويحذر المتخصصون من "أن ازدياد عدد الرحلات اليومية من مطار إسطنبول سيزيد من فترة عبور الممر الرئيسي للمدرج، وتزيد معه تكاليف شركات الطيران". وأشاروا إلى "أن الخطوط الجوية التركية قامت ببعض التنظيمات بسبب طول ممرات المدرج الرئيسية التي تتغير حسب وضعية انتظار الطائرات لكن معدلها الوسطي 30 دقيقة، وأنها عندما انتقلت من مطار أتاتورك غيّرت في برنامج طواقم الطيران لتجاوز حد الطيران اليومي، وهو ما يزيد من حاجتها إلى الموظفين".

وكان رئيس اللجنة الإدارية والهيئة التنفيذية في الخطوط الجوية التركية إلكر آيجي، أشار في تصريحات صحافية إلى "أن هذا العام زاد عدد الموظفين إلى 4400 موظف، ومن المتوقع أن يصل عدد الموظفين في نهاية عام 2019 إلى 10 آلاف موظف".

وفي الحوار الذي أجراه الطيار القائد بهادر ألطان، إلى صحيفة "غازيته دوار" قال "إن إغلاق مطار أتاتورك أمر خاطئ. حيث شدد على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة من الآن من أجل ظروف فصل الشتاء"، مشيراً إلى أن الحياة في تركيا ستتوقف إذا توقف المدار الجديد عن العمل ليومين".

كما تطرق إلى انتظار الطائرات لفترة طويلة قبل إقلاعها فقال: "المطار الجديد يشبه مطار أمستردام قليلاً، فالمدرجات هناك أيضاً بعيدة عن بعضها. لكن الطائرات وفي اجتيازها المدرجات تمر بممرات رابطة عملية جداً، تدار من مركز يسمى "الإدارة الميدانية"، وهو ما لا يوجد عندنا".

وتابع "كما يقال إن الرادارات الأرضية لا تعمل أيضاً، إذ ينبغي في المطارات الكبيرة أن تعبر الطائرات التي تجتاز المدرجات من الممرات الرابطة درءاً لضياع الوقت. لكن الطائرات في إسطنبول تجتاز مسافات طويلة جداً لعبورها كامل المدرج لعدم وجود هذه الممرات الرابطة. وهذا هو سبب بقاء الطائرات لفترة طويلة على الأرض".

 وتطرق ألطان أيضاً إلى نقطة أخرى يمكن أن تؤدي إلى حوادث الهبوط فقال: "لا يوجد حلول تمكّن الطائرة التي لم تستطع الهبوط أن تهبط في مدرج آخر، ولعدم وجود حلول عملية لذلك تضطر الطائرة إلى انتظار دورها للهبوط مرة أخرى، فتكون الطائرة الحادية عشرة بعد عشر طائرات تنتظر دورها للهبوط، وهذا يعني بقاءها في الجو لأكثر من أربعين دقيقة، ووقودها لا يكفيها كل هذه المدة، وتضطر للهبوط في مطار آخر، وهذه سلبية تؤدي إلى الضغط في اتخاذ قرار عدم الهبوط وبالتالي إلى حوادث الهبوط"، وحذر" إن لم تُقدم حلولٌ عملية فلن تتمكنوا من الاستفادة من هذا المطار".

موقعه غير ملائم للطيران!
وعدت حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأن يكون مطار إسطنبول الجديد ركيزة أساسية في مسيرة التنمية بالبلاد، لكن الواقع لا يشي بذلك. فقد ذكر موقع "أحوال" المتخصص في الشؤون التركية، يوم الأحد 19 أيار / مايو 2019، أن أحدث مشكلات المطار، الذي افتتح في نيسان / أبريل الماضي بعد تأجيل متكرر، هي تحويله للعديد من الرحلات الجوية إلى مطار بعيد عن إسطنبول، كبرى المدن التركية.

وأشار إلى أن الأسبوع الثالث من شهر أيار / مايو الماضي (2019)، شهد تحويل رحلات قادمة إلى إسطنبول من برلين وبازل وغوتنبرغ ومرسيليا وغيرها، إلى مطار تشورلو الذي يبعد 96 كلم غرب المطار الجديد، وذلك بعد أن أصبحت الظروف الجوية تجعل من المستحيل الهبوط في الوجهة الأصلية.

ونقل موقع "أحوال" عن خبراء في الطيران قولهم إنهم حذروا منذ كان المشروع مجرد حبر على ورق بأن موقعه غير ملائم، مشيرين إلى أنه يفتقر إلى غطاء يحجب الرياح الشمالية التي تهب من البحر الأسود، متوقعين تعرض حركة الملاحة فيه للاضطرابات بسبب السحب والضباب.

سبب التأجيل المتكرر
وذكر الطيار السابق، بهادير ألتان، أن الأحوال الجوية أفضت إلى تشويش كبير في حركة الملاحة بالمطار منذ افتتاحه في 6 نيسان / أبريل 2019، متوقعا ان يزداد الأمر سوءا بمجرد حلول فصل الشتاء وهبوب الرياح العاتية التي تصاحبه. وقال الطيار إن هذا الأمر يفسر سبب تأجيل فتح المطار بالكامل مرات عدة حتى شهر أبريل، بعد افتتاح جزئي فقط في اليوم المحدد في تشرين الأول / أكتوبر عام 2018.

وأضاف أن تحويل الرحلات سيكون مكلفا على شركات الطيران، التي ستجبر على دفع مزيد من النقود مقابل الوقود الإضافي اللازم للوصول إلى مطار تشورلو . ورأى أن تحويل الرحلات إلى "تشورلو" يأتي بسبب إغلاق مطار أتاتورك، كما أن مطار صبيحة، لا يمكنه استيعاب حركة الطائرات غير القادرة على الهبوط في مطار إسطنبول، لذلك يكون الحل في "تشورلو"، وهو مكلف ماليا.

وكانت غرقة المهندسين والمعماريين في إسطنبول حذرت عام 2014، من المشكلات التي قد يواجهها المطار بسبب موقعه. ونصحت الغرفة بعدم بناء المطار في موقعه المقرر، لكن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان رفض الأصغاء للنصيحة. وقال المهندس في الغرفة، أورهان شسين :" لقد تم بناء المطار وتجاهل التحذيرات. لا توجد فرصة لنقل المطار ، نحتاج الآن إلى التركيز على الحلول".

وذكر التقرير أن موقع المطار تعرض لرياح قوية على مدار 107 أيام خلال سنة واحدة، و65 يوما لغطاء كثيف من السحب، مشيرا إلى أنه بسبب موقعه المواجه للبحر الأسود، فلا غطاء له بمواجهة الرياح التي تهب من هناك.

مشكلات عديدة
وقبل افتتاحه أثار مشروع مطار إسطنبول الجديد جدلا، بشأن تأثيراته الكبيرة على البيئة، كما حامت الشكوك بشأن جدواه الاقتصادية، وإلى جانب ذلك سُجل مصرع 55 عاملا أثناء بناء المطار.وسبق أن نظم العاملون في الموقع احتجاجات كبيرة، العام الماضي، بسبب ظروف العمل غير الآمنة وغير الصحية، وعدم اتباع معايير السلامة.

وتعرض المطار في كانون الأول / ديسمبر الماضي للغرق، بعد هطول أمطار غزيرة على إسطنبول، في انتكاسة لحكومة أردوغان التي روجت له كثيرا. وفي سبتمبر الماضي، اعتقلت قوات الأمن المئات، بعد أن أضرب العمال، قبل شهر من موعد الافتتاح التمهيدي للمطار، الذي تأجل مرارا.

أحمد شوفان
6 حزيران / يونيو 2019

المصادر :
تحويل الرحلات.. فشل جديد يطارد مطار إسطنبول العملاق
بعد احتراق طائرتين في مطار "إسطنبول" الجديد… الطيارون يكشفون الأسباب