إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 26 أيلول، 2018

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 4 أيار، 2017
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 29 أيار، 2023
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 28 حزيران، 2017

بدءاً من اليوم نشطب "الجمهورية" بصورة دائمة، من افتتاحيات الصحف. فإدارتها قررت لأسباب نجهلها، إقفال صفحة "المانشيت"/الإفتتاحية على موقعها السبراني. وهذا الإجراء بغض النظر عن مبرراته، يضعف الطابع الإجتماعي ـ السياسي للمنتوج الصحفي، كثمرة عمل مدني. إجراء "الجمهورية"، ومثلها "النهار" قبلاً، وكذلك، "المستقبل"، يصيبها أولاً. فالمواطن الذي يدفع اشتراك شهري للدخول إلى شبكة إنترنت، لن يشتري النسخة الورقية من هذه الصحف. ومثله كتلة كبيرة من المواطنين. إنه الحرمان السبراني. المبيعات الورقية لن تتصاعد. 
 
Image result for ‫الصحافة اللبنانية‬‎
اللواء
طارت الجلسة.. إلى الحكومة در!
بوادر تناغم حول التأليف بعد «التناغم التشريعي».. وجنبلاط ينتظر عرضاً جدِّياً

في الظاهر، رفعت الجلسة المسائية في يوم «تشريع الضرورة» رقم 2 على مضض، لكن في الوقائع ان ترتيبات تطيير النصاب ورفعه من قبل رئيس المجلس بات محكم التنسيق، فالجلسة رفعت.. والتناغم التشريعي فتح الباب امام تناغم آخر، من شأنه ان يضع الحكومة على الطاولة من زاوية البحث الجدي عن صيغة متوازنة تأخذ بعين الاعتبار توازن النتائج الانتخابية، وتلاقي المصالح، في ترجمة لا تتأخر لمتطلبات مؤتمر «سيدر» التي أنجز المجلس في قوانينه التي اقرها الشق اللبناني المطلوب، على ان تذهب الاتصالات، باتجاه التفاهم على صيغة حكومة مثلثة الاضلاع:
1- 10 حقائب للرئيس وفريقه النيابي.
2- 10 حقائب للرئيس المكلف وفريقه النيابي (المستقبل، القوات).
3- 10 حقائب للثنائي الشيعي، وحلفائه (مردة، أحزاب صغيرة أخرى)، بما في ذلك الفريق الدرزي.
ونفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع ان تكون هناك حلحلة حاصلة، كاشفة عن «اتصالات خجولة» معتبرة ان لا شيء تحقق بعد، لكن حزب الله، وفقاً لمعلومات المصادر، بات أقرب إلى قبول أو تفهم صيغة 3 عشرات.
وفي السياق، أبدى النائب السابق وليد جنبلاط استعداده للبحث عن صيغة مخرج، لكنه قال: لا أحد يفاتحني بشيء، ولا ادري ماذا يريدون، انا لا اهاجم الرئيس وما زلت معه، وأنا وكتلتي انتخبناه، لكنني انتقد العهد وليس رئيس الجمهورية.
لكنه استدرك في معرض التذكير بما قرأه عن عهد بشارة الخوري، بأن عهده كان هناك «السلطان سليم» ويا ما أحلى هذا السلطان امام سلاطين العهد اليوم.
ونفى جنبلاط في لقاء مع رابطة خريجي كلية الإعلام، ان يكون هو خبير مالي واقتصادي، ولكن لدي خوف كبير على الليرة والوضع الاقتصادي.
ولم يستبعد ان تكون علاقة السوريين بلبنان اصعب بمئات المرات من أيام الوصاية السورية، معتبراً ان النظام باقٍ. (تفاصيل الخبر في مكان اخر).
تطيير النصاب
وإذا كان وزير المال علي حسن خليل، نفى بعد انتهاء الجلسة المسائية، والتي كانت ختامية بالنسبة لتشريع الضرورة، وجود اتفاق سياسي تحت الطاولة لتطيير نصاب الجلسة، فإن كل المؤشرات دلت على ان ثمة اتفاقاً على مستوى عالٍ، لتمرير «قوانين الضرورة» أي تلك القوانين المتصلة بالتشريعات المطلوبة من مؤتمر «سيدر»، وإلى جانبها قروض الاسكان، مع بعض المشاريع الحيوية، مثل «معاهدة تجارة الاسلحة» التي يبدو انها مطلوبة دولياً، وانه عندما تمّ ذلك، لم تعد هناك حاجة للاستمرار في «تشريع الضرورة»، فإنسحب نواب «المستقبل» و«القوات اللبنانية» من الجلسة، من أجل تطيير نصاب التشريع، وان كان نواب «المستقبل» احتجوا بعدم تمرير بندين يتعلقان بتوسعة مرفأ طرابلس، كما احتج نواب «القوات» على عدم تمرير اقتراح فتح اعتماد أضافي لتمويل أدوية السرطان».
وبدا ان الرئيس نبيه برّي موافق ضمناً على تعطيل النصاب وكذلك رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وعبر عن ذلك، قول الوزير خليل «بوجوب عدم تكبير موضوع تعطيل النصاب بالسياسة، مشدداً على ان الرئيس برّي ملتزم بوضع باقي بنود جدول الأعمال والتي لم يتم اقرارها على جدول أعمال أوّل جلسة تشريعية مقبلة».
على ان حالة الود والتهدئة التي طبعت اليوم الأوّل لانطلاق جلسات تشريع الضرورة، تبددت في الجلسة الصباحية أمس، حيث سادها جو من الصخب السياسي – التقني، مع ارتفاع في منسوب الخطاب الحاد الذي وضع النقاش على محك احتمالات تطيير النصاب أكثر من مرّة، عند البحث في مشاريع القوانين المطروحة على الجلسة.
واللافت ان هذه الاجواء المشدودة، لم تحصل على خلفية سياسية، أو كانت نوعاً من كباش سياسي، لا سيما عند مناقشة المشاريع ذات الصلة بمؤتمر «سيدر»، باستثناء السجال الذي حصل لدى البحث في معاهدة نقل وتجارة السلاح التي أقرّت بعد اعتراض نواب «حزب الله» مع حلفائه نواب «المردة» و«الحزب القومي» والنواب السنة المستقلين، الذين رأوا في المعاهدة استهدافاً للحزب وسلاحه، رغم كل التطمينات التي أعطيت للحزب من ان المعاهدة لا تستهدفه، وكانت نتيجة التصويت 47 صوتاً لمصلحة المعاهدة، مقابل 40 صوتاً معارضاً، وامتناع كتلة برّي عن التصويت، في حين انقسم نواب «التيار الوطني الحر» بين مؤيد وممتنع.
وانسحب هذا المشهد المحتدم على النقاش في مشروع القانوني الرامي إلى الموافقة على ابرام اتفاقية قرض ميسر من قبل البنك الدولي، للانشاء والتعمير لتنفيذ مشروع تعزيز النظام الصحي في لبنان، والذي افتتح النقاش فيه الرئيس سعد الحريري حيث قدم مداخلة تضمنت تبيان الفوائد المتأتية من هذا القرض وغيره من القروض المطلوب المصادقة عليها تفاعلاً مع مقررات سيدر ليبدأ لبنان بالاستفادة من القروض الميسرة التي منحها المؤتمر إليه.
وقال الرئيس الحريري إن البعض يهوى الكلام عن الإفلاس والبلد ليس مفلساً، منتقداً مهاجمة البعض لحاكم مصرف لبنان، مستغرباً الحملة القائمة وكأننا نريد ضرب الليرة والاقتصاد، داعياً للكف عن وضع النازحين حجة لوقف القروض، وما ان فرغ الرئيس الحريري من كلامه حتى وصف النائب جميل السيّد ما قاله بأنه ابتزاز، وهو ما استدعى رداً قوياً من الرئيس الحريري الذي قال له «من أوّل الطريق ساكتين وكل شوي بتلطوش عشو بدك تلطوش؟»، واضاف: نحن هنا على أساس ان الجلسة جلسة تشريع الضرورة، وإذا كنتم لا تريدون التشريع، وإذا ما بدكن تمشوا بمشاريع مؤتمر «سيدر» فأنا لن ابقى هنا.
إلا أن هذه الأجواء المكهربة لم تدم طويلاً، وكان لافتاً ان احتواء الوضع جاء من جهة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد الذي وقف إلى جانب الرئيس الحريري بقوله يوجد على جدول الأعمال أربعة قروض وهي تشكّل محور جلستنا، فإما ان نمشي بالقروض او نخرج.
وأمام هذا المشهد المستجد عاود الرئيس برّي طرح المشروع، بعد ان كان قد سقط طرح اعادته إلى اللجان، حينما أشار النائب سليم سعادة إلى عدم اطلاع لجنة المال على هذه المشاريع، وقد تمت المصادقة على المشروع وسجل نواب الكتائب والنائب جميل السيّد اعتراضهم عليه. ثم كرت سبحة اقرار المشاريع المتعلقة بمؤتمر سيدر وسط مناخات خالية من الحدة والتجاذب، فصادق المجلس على المشروع الذي يجيز للحكومة زيادة مساهمة الدولة اللبنانية في المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، والمشروع المتعلق بالموافقة على ابرام اتفاقية قرض ميسر من قبل البنك الدولي لتحويل المرحلة الأولى من مشروع تعزيز الحوكمة المالية في وزارة المالية، باعتراض نواب الكتائب والسيّد وطوني فرنجية الذي طلب تأجيل البت بهذه المواضيع الى حين تأليف الحكومة.
وما ان فرغ المجلس من إقرار المشاريع المتعلقة بالقروض، حتى عاد النقاش وتشعب واحتدم حول اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى دعم فوائد القروض الممنوحة من المؤسسة العامة للاسكان، وقد اختلفت الآراء حوله، وطرحت جملة من الاقتراحات إلى ان استقر الأمر في الجلسة المسائية بأن أقرّت الهيئة العامة فتح اعتماد بـ100 مليار ليرة لدعم فوائد قروض الاسكان على سنة واحدة مشروطاً ذلك بوضع الحكومة المقبلة سياسة اسكانية في غضون ستة أشهر.
عون يخاطب المجتمع الدولي اليوم
إلى ذلك، كشفت مصادر في الوفد اللبناني المرافق للرئيس ميشال عون لمندوبة «اللواء» المرافقة للوفد كارول سلوم، ان اللقاء الذي جمع الرئيس عون مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، تناول الخطوات اللازمة لإعادة فتح معبر نصيب على الحدود السورية – الأردنية، بهدف تمكين الصادرات اللبنانية من الوصول إلى دول الخليج، لكن الملك عبد الله أكّد للرئيس عون وجود عوائق تحول دون فتحه قريباً، معلناً ان الجهود مستمرة لتذليلها.
وعلم ان الجانب اللبناني الذي يرافق الرئيس عون سيوزع بعد إلقاء الرئيس عون كلمته امام الجمعية العامة اليوم ورقة تتضمن شرحاً للآلية التي يقوم عليها مركز حوار الحضارات الذي سبق ان اقترحه في السنة الماضية امام المحفل الدولي نفسه، الا ان الطلب اللبناني لم يلق كما يبدو اهتماماً من جانب المجتمع الدولي.
وافادت المصادر نفسها ان خطاب رئيس الجمهورية الذي يركز في نقاطه على اهميه انشاء هذا المركز ويتناول أيضاً ملف النازحين السوريين ووقف المساعدات الاميركية للاونروا وملف تهويد القدس والانتهاكات الإسرائيلية للاجواء اللبنانية والتزام لبنان بتنفيذ القرارات الدولية لاسيما القرار 1701ِ.
اما بالنسبة الى إمكانية اجتماع مجموعة الدعم الدولية حول لبنان.اشارت المصادر الى ان هذا الامر سيكون من ضمن المهام والاجتماعات التي يعقدها الوزير جبران باسيل مع المسؤولين في هذا الاطار.
وكان الرئيس عون شارك في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة، وكذلك في مأدبة الفطور التي أقامها الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس على شرف رؤساء والوفود المشاركة، حيث كانت مناسبة التقى في خلالها كلاً من رئيس الاتحاد السويسري آلان بيرست وغويترس ورئيسة الجمعية.
الى ذلك كان لافتا عدم ذكر الرئيس الاميركي لبنان في معرض الحديث عن الدول التي ساعدت المهاجرين ما استدعى ردا تويتريا من باسيل.
خرق أمني
في هذا الوقت، بدا واضحاً ان ملابسات الرحلة الرئاسية إلى نيويورك، وما رافقها من تسريب معلومات بدأت تأخذ ابعاداً سياسية وأمنية، يرجح ان تكبر بعد عودة الوفد الرئاسي إلى بيروت، خصوصاً وان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس بدأ تحقيقات قضائية في هذه القضية مع موظفين مدنيين وامنيين في مطار رفيق الحريري الدولي، فيما اعتبر إشارة إلى وجود خرق أمني للاجراءات المحيطة بأمن الرئيس ورحلاته الرسمية إلى الخارج.
وتركزت هذه التحقيقات عن كيفية تسريب أسماء الوفد الرئاسي من باب الحيطة الأمنية، ولم يستبعد ان تطال لاحقاً مواقع إعلامية بتهمة نشر أسماء الوفد والاضاءة على الملابسات التي رافقت الرحلة الرئاسية، ولا سيما ما يتعلق بإنزال ركاب الطائرة التي كانت متجهة إلى مصر في الوقت الذي سافر فيه الرئيس عون إلى نيويورك، وأسباب اتخاذ هذه الإجراءات بما يؤشر في نظر وزير العدل سليم جريصاتي إلى «وجود خلل خطير حصل في حركة الركاب المسافرين يفترض ان تكون مسؤولة عنه شركة طيران الشرق الاوسط»، وهو ما ألمح إليه الوزير باسيل امام وفد لبناني التقاه في فيلادلفيا، عندما قال ان «موضوع الميدل ايست مركب ويستحق التحقيق»، مشدداً على ان «رأس الدولة عندما يشوه بهذا الشكل يصبح الأمر تعرضاً لجميع اللبنانيين، ومن يقوم به يفعله عن سابق تُصوّر وتصميم وتخطيط ويجب ان يحاسب، لأن هذا الأمر لم يعد حرية تعبير».
وقال: «هم ينظمون لتأليف اكاذيب وكل كذبة «سيمنز» التي لم تمر الا على من لا يعرف الحقيقة، فلو اخذنا العرض بلا مناقصة كانت قامت القيامة، وهم كما دمروا لبنان بالحرب يدمرونه اليوم بالكذب».
تجدر الإشارة إلى ان الأجهزة الأمنية استدعت محمود المصري مدير صفحة (Aviation OLBA) وهو ما يزال محتجزاً، بحسب الناشطة في المجتمع المدني نادين عيتاني، على خلفية نشر «بوست» يتضمن معلومات عن الطائرة الرئاسية.
وذكرت الناشطة عيتاني أن موقع Aviation OLBA كان قد تقدّم في أيلول بطلب رسمي من المديرية العامة للطيران المدني للحصول على الاذن اللازم للترخيص بالتصوير للطائرة، الا ان المديرية العامة للطيران المدني نفت في بيان ان تكون قد اعطت الموافقة على أي طلب رسمي من قبل محمود المصري يسمح له بالتصوير في أي مكان داخل حرم مطار بيروت».
إقتصادياً، لوح رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر باللجوء إلى خطوات تصعيدية في القريب العاجل، مطالباً بإصلاح المؤسسات بعيداً عن الفساد والتهرب الضريبي، داعياً إلى الإسراع بتأليف حكومة أكفاء بعيداً عن المحاصصة.
نفّذ الاتحاد الوطني للنقابات ولجنة الدفاع عن حقوق المستأجرين اعتصاما في رياض الصلح، شارك فيه رئيس الاتحاد كاسترو عبدالله وأمين عام «الحزب الشيوعي اللبناني» حنا غريب.
وألقى عبدالله كلمة تطرّق فيها إلى «الخلافات على تقاسم الحصص في الحكومة وتركها تراكم الازمات»، لافتا إلى «نهب أموال الفقراء في المؤسسة الوطنية للاسكان، كما في الصناديق الأخرى».
وأشار إلى أن «هذه السياسات أنجزت الفقر والتهجير والفساد والتعصب الطائفي والمذهبي والزبائنية والمحاصصة، واليوم كل ما نراه من بطالة ومعطلين عن العمل وضرب للحريات العامة وتدمير للاقتصاد الوطني هو نتيجة إملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين وإملاءات وهندسات المؤتمرات والمؤامرات الدولية القديمة والجديدة التي تضرب كل الامن الاجتماعي للفقراء».
وقال: «سيبقى الاتحاد الوطني للنقابات مع القوى الحية يواجه هذه السياسات في هذا الصراع الطبقي مع أطراف هذه السلطة، وكل ذلك من اجل لقمة العيش الكريم ودفاعا عن حقوقنا ورفضا لكل هذه السياسات من زيادة البنزين 5000 ليرة لبنانية الى زيادة الـTVA».

البناء
روحاني يرفض لقاء ترامب: التعهّد بالتعهّد والتهديد بالتهديد
تفاهمات منع التصادم تعبر بـ «تشريع الضرورة» بين المطبات
تطيير النصاب بقرار قواتي مستقبلي… وصيغة غامضة لدعم القروض السكنية

في خطاب ضعيف النبرة وخال من المضمون السياسي الجديد، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطلب تعاون دول العالم، فيما وصفه الرئيس الإيراني حسن روحاني، انتهاك القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، والمعني في الخطابين، هو مصير الحصار والعقوبات على إيران. وهو ما نصت القرارات الصادرة عن مجلس الأمن على إنهائه، بينما تدعو واشنطن دول العالم لتطبيقه بناء على رغبتها وطلبها مهددة بالعقوبات من يلتزم بالقانون الدولي، كما وصف الرئيس روحاني الدعوة الأميركية، والنبرة الأميركية التي تحدثت عن سعي لإقناع الدول بعدم المتاجرة بالنفط مع إيران حملت تسليماً ضمنياً بالفشل بعدما كان العنوان، حرمان إيران من بيع قطرة نفط واحدة. وبينما خلت كلمة الرئيس الأميركي من اي معادلة سياسية جديدة، رسم الرئيس الإيراني معادلاته الجديدة الواضحة، «التعهد بالتعهد والتهديد بالتهديد».
الفشل الأميركي في ترتيب لقاء بين ترامب وروحاني كان واضحاً في نيويورك كعلامة قوة لإيران، التي ربطت أي حوار بالالتزام بالقانون الدولي، والعودة للتفاهم الذي تم توقيعه، ولا يزال الشركاء الدوليون الآخرون فيه ومنهم حلفاء واشنطن، والأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية يشهدون لإيران الوفاء بالتزاماتها، كما كان واضحاً أن الأزمات التي تحيط بحلفاء واشنطن في المنطقة لن تمنح حديث ترامب عن تحالف إقليمي بوجه إيران أي قوة، بينما السعودية ودول الخليج غارقون في مستنقع الفشل في اليمن، و»إسرائيل» مربكة بتداعيات أزمة العلاقات مع روسيا ومتغيرات الوضع العسكري في سورية.
العزلة الأميركية دولياً في الملف النووي الإيراني تشابه العزلة التي تعانيها السياسات الأميركية تجاه القضية الفلسطينية، حيث أغلب دول العالم تقف في ضفة بما فيها الحلفاء التقليديون لأميركا وفي طليعتهم أوروبا، وتقف واشنطن ومعها عدد من الدول لا يصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة. وتحدّثت مصادر أممية عن بداية تحول مشابه في موضوع الموقف من شروط إعادة إعمار سورية ومستقبل الحل السياسي فيها، ظهرت مؤشرات موقف أوروبي جديد أقرب للموقف الروسي من الموقف الأميركي، في كلمات الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، وتصريحات فريديريكا موغريني مفوّضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
لبنانياً، عبر تشريع الضرورة بين المطبات، رغم لحظات ساخنة ظهرت كتهديد لمساعي التهدئة، لكن تفاهمات منع التصادم كانت واضحة في ضمان العبور الآمن للجلسات التشريعية، وبدا فعل التفاهمات في توزع تصويت كتل كل من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر تجاه مشروع قانون الأسلحة، الذي يعتبر مزعجاً للمقاومة، حيث كان التصويت بين الرفض والامتناع والتصويت الجزئي، مؤشراً على ان السعي لتفادي المواجهة يتفوق على تسجيل المواقف، وعادت التفاهمات لتشتغل في منع التصادم عند مناقشة ما يتصل بمتطلبات مؤتمر سيدر، في الكلمات التطمينية التي لقيها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من حزب الله بعدم وجود نية للتعطيل. وفيما كان القانون الخاص بتسهيل القروض السكنية ودعمها يشكل أهم إنجازات الجلسة التشريعية، قالت مصادر معنية إن نصه المربك جعله غامضاً بربطه الضمني بتشكيل الحكومة.
«المستقبل» و»القوات» يطيِّران النصاب…
كما كان متوقعاً عمد تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية الى تطيير الجلسة التشريعية المسائية بعد الانتهاء من إقرار البند 16 المتعلق بقروض الإسكان، وبحسب معلومات «البناء» فإن ما حصل في المجلس النيابي جرى التداول به خلال اليومين الماضيين أنه فور الوصول الى البند 17 المتعلّق بأساتذة التعليم الثانوي سيبادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى رفع الجلسة، إذ كان بري قد أكد أمام زواره أنه لن يمضي في الجلسة إن غاب أي مكوّن نيابي، إلا أن وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل نفى وجود «اتفاق سياسي من «تحت الطاولة» لتطيير نصاب الجلسة»، وأوضح أنّ «بري رفع الجلسة لفقدانها النصاب الدستوري مع خروج الكتل النيابية، على الرغم من بقاء 65 نائبًا»، مشدّدًا على أنّ «الرئيس بري ملتزم بوضع باقي جدول الأعمال الّذي لم يتمّ إقراره على جدول أعمال أول جلسة مقبلة».
وفي التفاصيل أنه وبعد الانتهاء من إقرار بند قروض الإسكان طالب النائب زياد حواط بفتح اعتماد إضافي لأدوية السرطان والأمراض المزمنة، علماً أن هذا الاقتراح أُرسِل الى المجلس النيابي، لكنه لم يوزّع على النواب وعندما رفض الرئيس بري وعند طرح البند 17 انسحب نواب القوات من الجلسة، وبعد ذلك طرح نواب المستقبل من خارج جدول الأعمال مشروع الاتفاقية مع البنك الإسلامي لتطوير مرفأ طرابلس. ودعا النائب محمد الحجار الى تمرير الاتفاقية فردّ بري بأنه لا يمانع ذلك لكن عضو كتلة لبنان القوي النائب الياس بو صعب رفض الأمر، داعياً بري الى الالتزام بتراتبية جدول الأعمال ثم انسحب النواب سامي فتفت وزياد نجم فرفع بري الجلسة بسبب فقدان النصاب، علماً أن ثلاثة نواب من المستقبل فقط حضروا في الجلسة المسائية.
وأوضح عضو تكتل «لبنان القوي» النائب الياس بو صعب ، أنّ «موضوع تشريع الضرورة هو الذي طيّر الجلسة التشريعية ، والجدل ليس في النصاب إنّما في تشريع الضرورة، وعند الوصول إلى البند 17 المتعلّق بأساتذة التعليم الثانوي، تمّ «تطيير» النصاب». وكشف في تصريح تلفزيوني، عقب رفع الجلسة، «أنّنا سمعنا منذ الأمس، أن بعد وصول النقاش إلى البند 16، سيتمّ «تطيير الجلسة»، مؤكّدًا «عدم وجود اقتراح قانون على جدول أعمال الجلسة متعلّق بفتح اعتماد إضافي لتمويل أدوية السرطان والأمراض المزمنة».
بدوره اتهم النائب اللواء جميل السيد ، المستقبل والقوات بـ «غمز بعضهم للخروج من الجلسة لإفقاد النصاب»، موضحاً أن «حتى بخروج كتلتي المستقبل والقوات لم يُفقد النصاب، ولكن نتيجة السجالات الحاصلة حول موضوع الأساتذة الثانويين بما يشبه لعبة تمّ التخطيط لها لإفقاد النصاب وتطيير البند 17، ارتأى الرئيس بري بعد السجال رفع الجلسة».
ويبدو من خلال مواقف وتصويت النواب من اقتراحات ومشاريع القوانين أن لا أحد يريد «توريط» الدولة بتشريعات تحتاج إلى تمويل يرتب أعباءً كبيرة على الخزينة، فما أُقر هو قروض ميسرة للاستثمار. وأقرّ المجلس قبيل رفع الجلسة فتح اعتماد بـ100 مليار ليرة لدعم فوائد قروض الإسكان على سنة واحدة مشروطاً بسياسة إسكانية ترسمها الحكومة المقبلة خلال 6 أشهر، غير أن مصادر مراقبة رأت أن ربط ملف قروض الإسكان بتأليف الحكومة يعكس وجود خلافات سياسية حياله وغياب رؤية واضحة للدولة في هذا الإطار ما يعني تأجيل الملف بشكل أو بآخر الى أجل غير مسمّى، وذلك بعدما رفض حاكم المصرف المركزي إعادة تمويل القروض من المصرف من دون فرض ضرائب جديدة لا سيما على صفيحة البنزين. وقد كشف رفض وزير الشؤون الاجتماعية بيار ابي عاصي تمرير بند قروض الإسكان التناقض في موقف القوات اللبنانية في السر والعلن، حيث شنّ نواب القوات حملة على حاكم مصرف لبنان واتهامه بأنه يرفض تمويل القروض من دون ضرائب جديدة! كما استغل وزير الصحة غسان حاصباني رفض بعض الكتل تمرير بند الأدوية السرطانية للتصويب على رئيس الجمهورية. وقال: «إنّ مسؤولية أي مريض تقع على الحكومة مجتمعة ورئيس الجمهورية».
ويمكن القول إن المجلس النيابي أقر بعض البنود التي تندرج في إطار تشريع الضرورة، لا سيما تلك التي تتعلق بمؤتمر سيدر، وفيما تشير المعلومات الى أن جلسة الأمس هي آخر جلسة تشريعية قبل تشكيل الحكومة، كان لافتاً ما قاله النائب السيد بأن الرئيس بري سيعقد جلسة في العقد العادي الذي يبدأ بعد 15 تشرين الأول، حيث ينطلق من البند الذي يلي البند الذي انتهينا منه. وقالت مصادر قانونية بأن رئيس حكومة تصريف الأعمال ملزم بالتوقيع على القوانين ضمن مهلة محددة سواء في حكومة تصريف أعمال أو حكومية أصيلة، إضافة الى الوزير المختص ووزير المال عندما ترتّب عبئاً مالياً».
الحريري هدّد المجلس!
وكان المجلس النيابي أقرّ 8 مشاريع قوانين ورد واحداً الى اللجان في الجلسة الصباحية التي شهدت بعض السجالات الساخنة، حيث انسحب النائب علي عمار من الجلسة احتجاجاً على «عدم رد معاهدة بتجارة الأسلحة وقد أقرّت وصوّت ضدها نواب كتلة «الوفاء للمقاومة» والحزب السوري القومي الاجتماعي و»التكتل الوطني»، ونواب مستقلون ونواب من «تكتل لبنان» القوي، فيما امتنعت كتلة «التنمية والتحرير» عن التصويت. والنائب السيد الذي تساءل: «كيف نوافق على هذه المعاهدة في حين تعتبرها إسرائيل إنجازاً لأمنها القومي؟». غير أن مصادر عسكرية مطلعة أوضحت لـ»البناء» أن «المجلس النيابي وافق على هذه المعاهدة نتيجة ضغوط أميركية على رئيس الحكومة والمجلس النيابي»، مشيرة الى أن «هذه الاتفاقية لا تمُسّ حزب الله مباشرة، ولذلك اكتفى بتسجيل اعتراضه، رغم أنه كان يستطيع إسقاطها بالاتفاق مع أمل والحلفاء، لكنه حاول تحقيق التوازن بين مصلحة المقاومة وبين قرار المجلس النيابي والحكومة»، كما علمت «البناء» أن الحريري «أصرّ على تمرير هذا الموضوع وحاول تطمين حزب الله بطريقة غير مباشرة بأن الاتفاقية لا تمسّ الحزب»، كما أشار الى ذلك الوزير مروان حمادة.
والسجال الثاني تمثل في اعتراض نواب على القروض، حيث إنها لم تعرض على اللجان المختصة ووصلت الى القاعة العامة مباشرة، وقد أثارت هذه المسألة حفيظة الرئيس الحريري وحصل سجال بينه وبين النائب جميل السيد، واعتبر نواب أن «هذه القروض هي من أجل النازحين السوريين وليست من أجل اللبنانيين». وهدّد الحريري المجلس بمغادرة الجلسة إن لم يُقِر قوانين سيدر، فأجابه السيد: «هذا ابتزاز» فردّ الحريري ان «هذه القروض لمشاريع ستنفذ في لبنان وإذا غادر النازحون ستبقى وهي مشاريع ملزمون بها ومن دون القروض سنستدين بفوائد مرتفعة»، وقال بحدّة: «لولا مشاريع «سيدر» لما كنت هنا»، فتدخّل الرئيس بري لتهدئة الوضع كما تدخل النائب محمد رعد، وقال: «إذا لم نقر المشاريع المقرّرة في مؤتمر باريس، فكأننا لم نفعل شيئاً. فهذه القروض محور جلستنا». وأيد نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي الرئيس الحريري في موقفه فهدأت الأمور وأقرّت اتفاقات القروض.
وفي موضوع القروض الإسكانية، اعتبر نواب أن «مبلغ مئة مليار دعم سنوياً مدى خمس سنوات غير كافية»، ورغم تطمينات وزير المال وشرحه المستفيض لأسباب الأزمة بقي نواب على مواقفهم، فأجّل الرئيس بري التصويت على المشروع حتى الجلسة المسائية.
وشدد الحريري في مداخلته في المجلس على أن «هناك حملة في البلد لضرب الاقتصاد ودفع اللبنانيين الى الهجرة». وقال «لسنا في حالة يُرثى لها ولدينا مقومات للنهوض بالاقتصاد، هناك حملة على الليرة والاقتصاد لإحباط اللبنانيين»، مضيفاً «حاج بقى نهجم عرياض سلامة حاكم مصرف لبنان والليرة، البلد مش مفلس انما عند البعض هواية إحباط اللبنانيين». وأكد أن «لبنان ملزم بتنفيذ المشاريع التي اقترضنا لأجلها 12 ملياراً ونصف المليار من البنك الدولي». واشار الى «اننا كلنا مع المبادرة الروسية ونريد إنجاحها والخلاف الداخلي هو الذي يبقي النازحين على أرضنا».
في غضون ذلك، أطلقت قوى الإنتاج، المتمثلة بالهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام ونقابات المهن الحرة ونقابات قطاع التعليم والإدارة العامة، وثيقتها الاقتصادية في لقاء جامع في مقرّ الاتحاد العمالي، تحت شعار «رفضاً للتأخير في تشكيل الحكومة، وحفاظاً على مقدراتنا وحمايةً لأوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والإنتاجية وصوناً لبلدنا ومستقبل أجيالنا». وطالبت الأفرقاء السياسيين بـ»الذهاب فوراً إلى تشكيل حكومة جامعة ونوعية وذات مصداقية، البدء بالإصلاحات المالية والادارية والقطاعية، الشروع في مكافحة واستئصال الفساد واعتباره أولوية وقضية وطنية، اتخاذ قرار حازم بوقف الهدر وشدّ أحزمة مختلف مؤسسات الدولة، والعمل على عودة سريعة وكريمة للنازحين السوريين».
بدء التحقيقات في قضية الطائرة الرئاسية
الى ذلك، تفاعلت قضية الطائرة وتسريب أسماء الوفد الرئاسي المرافق للرئيس ميشال عون الى نيويورك قانونياً، حيث بدء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس تحقيقاته في الموضوع، وقد توجّه جرمانوس الى مطار بيروت الدولي للاستفسار عن كيفيّة تسريب أسماء الوفد الرئاسي من باب الحيطة الأمنيّة. واستمع الى عدد من الأمنيين والموظفين المدنيين للتثبت من صحة هذه المعلومات ودقتها، واتخاذ المقتضى القانوني في هذا الشأن.
وشدّد وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في حكومة تصريف الاعمال نقولا تويني في بيان على «أن الإشاعة يؤلفها الحاقد وينشرها الأحمق ويصدّقها الغبي». واستنكر «التسريب الأمني الذي حصل بشأن أسماء الأشخاص الذين يرافقون فخامة الرئيس في رحلته»، معتبراً ذلك «وشاية واستهتاراً واختراقاً أمنياً»، وطالب بـ «معرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك ومحاسبة المسؤولين عنه، فتحركات فخامة الرئيس تبقى سرية، خصوصاً أننا في منطقة محفوفة بالأخطار».
وانتقد وزير الخارجية جبران باسيل «بعض السياسيين الكاذبين الذين يبعدون الناس عن الحقيقة. فهم ملّكونا غواصة وطائرة وربما قمراً اصطناعياً في السابق واليوم يتحدثون عن أربع طائرات. وهذه حرب شائعات لقتل الناس بسمعتهم تماماً كما يقتلون بالرصاص». واعتبر أمام وفد لبناني في فيلاديلفيا في الولايات المتحدة، ان «التشويش هدفه عدم التمييز بين الأوادم والزعران والفاسدين والصالحين، وموضوع الميدل ايست المركّب يستحق التحقيق. فرأس الدولة عندما يشوّه بهذا الشكل يصبح الأمر تعرضاً لجميع اللبنانيين ومن يقوم به يفعله عن سابق تصور وتصميم وتخطيط ويجب أن يحاسب، لأن هذا الأمر لم يعد حرية تعبير. فهم يتنطّحون لتأليف أكاذيب مثل كذبة «سيمنز» التي لم تمر الا على مَن لا يعرف الحقيقة. فلو أخذنا العرض بلا مناقصة كانت قامت القيامة. وهم كما دمّروا لبنان بالحرب يدمّرونه اليوم بالكذبة ومعركتنا معركة الحقيقة نقولها أينما كان».
باسيل ردّ على ترامب
وكان باسيل ردّ على خطاب الرئيس دونالد ترامب في الامم المتحدة، فقال عبر تويتر: «في خطابه امام الجمعية العامة، قال الرئيس ترامب إن من الأفضل للمهاجرين أن يبقوا في بلادهم «ليجعلوها عظيمة من جديد». وأن الهجرة ليست مسألة دولية بل يجب ان تتصدى لها دول مستقلة وفق مصالحها… هو على حق، لكنه رغم ذلك انه لم يذكر اسم لبنان لدى شكر الدول التي استضافت نازحين سوريين… فيا ايها اللبنانيون: اسمعوا واعلموا ان احدا لن يعترف بالخير العالمي الذي قدّمه لبنان إلا إذا طبقنا قوانيننا وتصرفنا وفق مصالحنا اللبنانية».

المستقبل
لم تنشر الإفتتاحية بعد

آخر تحديث، الساعة 03:16

الأخبار
 إسرائيل وبشيرها: وثائق إبادة معلنة
عن حبيب الشرتوني

كان الهدف المعلن للاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، بحسب التصريحات والبيانات الصادرة عن حكومة بيغن-شارون آنذاك، هو «تدمير البنى التحتية لمنظمة التحرير الفلسطينية»، أي جميع منظمات المقاومة الفلسطينية والمؤسسات السياسية والاجتماعية والإعلامية والثقافية المرتبطة بالمنظمة. لكن مجريات الاجتياح، التي تخللتها عمليات استهداف واسعة النطاق للمخيمات الفلسطينية عبر القصف التدميري وارتكاب المجازر، التي وصلت إلى ذروتها مع مجزرة صبرا وشاتيلا، كشفت أن الغاية الفعلية لهذا الأخير تتجاوز القضاء على منظمة التحرير إلى القضاء على وجود الشعب الفلسطيني في لبنان. المشروع الصهيوني الذي قام على التطهير العرقي في فلسطين حاول تكرار جريمته في لبنان. لكن إرادة الصمود الأسطورية لدى الفلسطينيين في لبنان، الذين تعرضوا لعمليات قتل وتنكيل وحصار طوال عقد ثمانينات القرن الماضي وليس خلال الاجتياح وحده، منعته من بلوغ غايته. اليوم، بعد مرور أكثر من سبعين عاماً على النكبة في فلسطين، وستة وثلاثين عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا، قرّر الكيان الصهيوني، عبر تصويت الكنيست على قانون القومية اليهودية، الإعلان رسمياً عن طبيعته الاستيطانية الإحلالية. بحسب هذا القانون، «إسرائيل» هي الوطن التاريخي «للشعب اليهودي» حصراً، حيث يمارس «حقه في تقرير المصير». وكما في جميع حالات الاستعمار الاستيطاني الإحلالي التي سبقت، كالولايات المتحدة وأستراليا ونيوزلندا، لا مكان للسكان الأصليين إلا في المقابر الجماعية أو معازل القتل البطيء. وقد اعتقد الصهاينة بعد النكبة أنهم نجحوا في التخلص من الفلسطينيين، كما أكد أحد قادتهم، أبا إيبان، عندما جزم أن «الكبار سيموتون والصغار سينسون». كذّب الفلسطينيون أبا إيبان وانطلقت من مخيمات البؤس والتشرد والبطولة والفداء ، خارج فلسطين، الثورة الفلسطينية المعاصرة. ومع مضي أكثر من عقد ونصف على انطلاقتها وتمركز قواتها في لبنان، قرّر الصهاينة تكرار محاولة الإجهاز عليها واستكمال ما بدأوه عام 1948 (مقال وليد شرارة). 
اجتياح بحجم نكبة
المقاومة الفلسطينية وحلفاؤها أدركوا بوضوح أهداف الاجتياح، وكذلك أعداء هذه المقاومة، من ميليشيات اليمين الفاشي اللبناني، التي كان وصول مرشحها إلى السلطة أحد هذه الأهداف. وتكفلت التطورات الميدانية والسياسية خلال الاجتياح وبعده بتبيانها لمن كان متعامياً عنها وأولها إلحاق نكبة جديدة بالشعب الفلسطيني واقتلاعه من الجزء الأكبر من لبنان. هذا ما يفسر التدمير المتعمد والمنهجي، الكامل أو شبه الكامل، لمعظم المخيمات الواقعة ضمن نطاق الاجتياح كالرشيدية والبرج الشمالي وعين الحلوة وهو ما يفسر طبعاً مجزرة صبرا وشاتيلا. لم يرحل الفلسطينيون. بقوا بين أنقاض منازلهم وأعادوا إعمارها تدريجاً على رغم تعرضهم للقتل والخطف والاعتقال والتنكيل في المخيمات الواقعة تحت الاحتلال في الجنوب آنذاك وثبتوا في أزقة صبرا وشاتيلا التي تحولت ليومين متتاليين إلى مسلخ بشري مكتظ بجثث أهلهم وأحبتهم. من أراد المزيد من الإطلاع على وقائع تلك المرحلة وعلى تجربة الفلسطينيين المريرة في لبنان في ثمانينات القرن الماضي، من منظور المعنيين أي الفلسطينيين، عليه مراجعة الكتاب الهام لروز ماري صايغ «أعداء كثر» (Too Many enemies) الصادر بالإنكليزية والذي لم يترجم للعربية لأسباب «غير مفهومة».
حَرص الطرف الإسرائيلي، بعد مجزرة صبرا وشاتيلا والاستنكار العالمي الذي سببته، على الترويج لسردية لخصها مناحم بيغن بقوله أمام الكنيست: «غوييم (أغراب من غير اليهود) قتلوا غوييم، لكن العالم يتهم اليهود». لم تكن إسرائيل تتوقع، بحسب السردية المذكورة، أن يقدم حلفاؤها في القوات اللبنانية، وقوات سعد حداد التي جيء بها من الجنوب، على ارتكاب مجزرة ضد المدنيين. وزير دفاعها آنذاك آرييل شارون اعترف بأنه من أعطى الأمر لهذه القوى الرديفة بدخول المخيمات «لتطهيرها من الإرهابيين» لكنه نفى علمه بنيتها ارتكاب مجازر، وعزا سلوكها إلى رغبتها بالانتقام لاغتيال زعيمها بشير الجميل. بعض قادة القوات اللبنانية برّروا أيضاً ما جرى على أنه رد فعل من عناصرها بدافع الانتقام من عملية الاغتيال. أحد قادتها، فؤاد مالك، وفي مقابلة مع إذاعة كورتوازي (Radio Courtoisie) اليمينية المتطرفة الفرنسية في الثمانينات، زعم بأن ما جرى في صبرا وشاتيلا معركة وليس مجزرة وبأنه شارك شخصياً فيها!
لم تصمد هذه السرديات والمزاعم أمام الشهادات والوثائق والتحقيقات التي تثبّت بشكل حاسم أن المجزرة اندرجت ضمن سياق مخطط مشترك بين إسرائيل والقوات اللبنانية لاقتلاع الوجود الفلسطيني من لبنان. آخر الوثائق الشديدة الأهمية هي تلك التي كشف عنها الباحث الأميركي سيت أنزيسكا في مقال في مجلة نيويورك رفيو أوف بوكس، خصصه لنشر بعض الصفحات المختارة من كتابه المرجعي «تغييب فلسطين، التاريخ السياسي من كامب ديفيد إلى أوسلو»، الصادر أخيراً عن دار نشر جامعة برنستون في الولايات المتحدة. يبرز الكتاب حقيقة تواطؤ جميع الإدارات الأميركية المتعاقبة، من إدارتي فورد ونيكسون، إلى إدارة ترامب، مع السياسة الإسرائيلية التي عملت بجميع السبل لمنع الفلسطينيين من حقهم بتقرير المصير وإقامة دولة مستقلّة على أي جزء من أرض فلسطين التاريخية وكيفية توظيف هذه السياسة لما سمي بعملية السلام منذ اتفاقية كامب ديفيد لإخراج أطراف عربية وازنة كمصر من الصراع مع إسرائيل وعزل الفلسطينيين تمهيداً للإجهاز على حركتهم الوطنية وإتمام عملية الاقتلاع والضم والاستيطان. ويفرد الكتاب حيزاً هاماً للاجتياح الإسرائيلي عام 1982، ومجازر صبرا وشاتيلا، باعتباره محطة مفصلية في مسار الإبادة السياسية و«تغييب فلسطين». خلال عمله على إعداد الكتاب، حصل أنزيسكا من وليم كوانت، عضو مجلس الأمن القومي الأسبق في عهد الرئيس الأميركي جيمي كارتر والخبير البارز في شؤون الشرق الأوسط الناقد للسياستين الأميركية والإسرائيلية، على الملحقات السرية لتقرير لجنة كاهان، اللجنة الإسرائيلية المكلفة بالتحقيق في مجزرة صبرا وشاتيلا. تنقسم هذه الوثائق إلى محاضر اجتماعات بين القيادات العسكرية والأمنية الإسرائيلية وقيادتي القوات اللبنانية وحزب الكتائب وإلى محاضر جلسات استماع أمام الكنيست لمسؤولين إسرائيليين ومحاضر مقابلات بينهم وبين لجنة كاهان. اختارت «الأخبار» أن تنشر أبرز محاضر الاجتماعات بين القيادات الإسرائيلية واللبنانية التي تفصح عن تفاهم كامل على غايات الاجتياح وفي مقدمها الخلاص من «الديموغرافيا» الفلسطينية في لبنان. وقد شارك قائد القوات اللبنانية بشير الجميل في أغلب هذه الاجتماعات المصيرية. يتضح في أكثر من محضر أن الطرف الإسرائيلي، للحفاظ على صورته وسمعته أمام العالم، لزّم أمر المخيمات للميليشيات الفاشية اللبنانية المتحمسة لذلك. هذه الأخيرة، على غرار غيرها من فرق الموت الفاشية عبر العالم، تخصصت خلال الحرب الأهلية بعمليات «التطهير الاجتماعي» لأحزمة الفقر عبر القتل الجماعي والتشريد كما فعلت في النبعة والكرنتينا ومخيمي تل الزعتر وجسر الباشا. كانت الطرف الأمثل لإنجاز المهمة.
مجزرة صبرا وشاتيلا ليست كغيرها من مجازر الحرب الأهلية اللبنانية. لم يكن رد فعل على مجزرة أخرى أو عملاً انتقامياً تلا معركة كما حصل خلال الحرب. هي أتت تنفيذاً لقرار إسرائيلي مشترك مع رديف رُفع إلى مرتبة الحليف لاعتبارات سياسية، كحلقة في مخطط واسع هدف إلى إعادة صياغة التوازنات السياسية والديموغرافية في لبنان وفي المنطقة. ومن يشك في صحة هذه الخلاصات عليه بمراجعة محاضر الاجتماعات بين الشركاء في الجريمة المتعمدة التي تبدأ «الأخبار» بنشرها اليوم.
شارون: ماذا ستفعلون بشأن مخيمات اللاجئين؟ 
بشير: نخطّط لحديقة حيوان حقيقية
عنوان الوثيقة:
محضر الاجتماع بين بشير الجميّل وكمحي وتامير، مكتوب بخطّ اليد
1 – كان بشير راضياً بعدما تلقّى المعدات التي أرسلناها إليه.
2 – كان مهتماً بمعرفة مصير الفلسطينيين في لبنان بعد إجلاء منظمة التحرير الفلسطينية، أو ما يسمّيه «المشكلة الديموغرافية». قلنا له إنّ مشكلة السكان المدنيّين هي مشكلتكم (هم الذين دعوهم إلى الدخول، لذلك فإنّ التخلص منهم من مسؤوليتهم).
بالمقارنة، إنّ مشكلة منظمة التحرير الفلسطينية مشكلة مركّبة: إما أن ينسحبوا وفق الاتفاق السياسي، أو أن يُخرَجوا بالقوّة.
طرح بشير النقاش المعهود، وقال إن الوقت ينفد، كذلك فإنّه بات يشكّل عائقاً أمامنا، وإن شيئاً لن يتحقّق جرّاء العملية السياسية. وقال إنه إذا جرى غزو المخيمات أو عزلها، فإنّ المدينة ستسقط كثمرةٍ ناضجة، لأنّ الأحياء السنيّة ستستسلم، كذلك فإن المسيحيين سيزيدون الضغوط.
(ملاحظة مكتوبة بخط اليد من دون عنوان بتاريخ 10 تموز/ يوليو 1982: بشير الجميّل يقترح إضافة قوّة سعودية إلى القوات الدولية المقرَّر أن تدخل بيروت).
***
21 آب/ أغسطس 1982 (قبل يومين من انتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية)
عنوان الوثيقة: محضر اجتماع بين وزير الدفاع (أرييل شارون) وبيار وبشير الجميّل في مكتب بشير
المشاركون: رجال بشير، ممثلون عن الموساد، أوري دان، الميجور شامير وزير الدفاع: لقد وضعنا الخلفية، نحن هنا في بيروت بحسب اتفاقنا في كانون الثاني/ يناير هذا العام. كيف تتحضّرون لحكومة قوية ومستقرّة؟
بيار: إن الله أرسلكم إلينا. خلال السنوات السبع أو الثماني الماضية، خذَلَنا الجميع. الأميركيون والأوروبيون كانوا يخافون حرق أيديهم هنا. كان ضرورياً أن تفعلوا ما فعلتم. لقد أتيتم وأنقذتمونا. خلال العامين الماضيين، انتظرنا بيأس. من دون مساعدتكم، لكنّا اختفينا.
أشعر بأنكم لستم راضين عن موقفنا. ربما توقعتم تعبيراً أكبر عن الفرح وحماسة أكبر لدى وصولكم. على الرغم من أننا لم نعبّر عن ذلك ظاهرياً، أريدك أن تعرف أن قلوبنا تطير من الفرح. حتى لو أنّكم تعملون وفقاً لما تقتضيه مصلحتكم، فإنّكم قدّمتم لنا خدمة. كما نتفهّمكم، يجب أن تتفهمونا، من أجل مصلحتنا ومصلحتكم. لبنان هو الجسر الأفضل لدخولكم إلى العالم العربي. هذا في مصلحتكم أيضاً. من المستحيل أن نحيا، حاملين السلاح إلى الأبد. يجب أن تبقى إسرائيل إلى الأبد، ويجب إيجاد حلّ للوجود السلميّ. أنتم جُدد في هذه المنطقة. صراعنا من أجل الاستقلال عمره 400 عام. أعتقد أننا نجحنا في ذلك. لذلك – أتمنّى أن تتفهّم – سعادتنا كبيرة، حتى لو لم نستطع إظهار ذلك بشكل واضح. نحن نفهم الوضع بشكل أفضل في العالم العربي، لذا نعتقد أن التعبير الواضح عن فرحنا سيكون مؤذياً. (يهمس بشير في أذنه حينها)، لقد عدتم بعد مئات السنين. نحن بقينا هنا، لكنّنا نتصارع مع المشاكل ذاتها تقريباً. يمكننا النجاة والبقاء هنا بفضل وجودكم في المنطقة.
أودّ أن أشكركم مجدداً وأؤكّد اعترافنا بكل شيء فعلتموه من أجلنا. من دونكم، كان لبنان سيتفكّك. نحن أصدقاؤكم الحقيقيون، ومصالحنا متشابهة. إذا كان لديكم أيّ ملاحظات بشأن سلوكنا، فمن المهم أن تبلغونا بها، خصوصاً أن صداقتكم ضرورية بالنسبة إلينا.
وزير الدفاع: شكراً لقدومك. كفتىً، أذكرك بصراعك من أجل لبنان حرّ. كان يجب أن آتي لأراك، وأنا ممتنّ لحضورك هنا.
بيار: لقد زرت إسرائيل مرّات عدّة. تأثّرت كثيراً. خلال إحدى زياراتي، زرت مدرسة أثارت إعجابي جداً. كانوا يعلّمون الأولاد هناك عن جمال الحياة.
وزير الدفاع: إن الامتحان الأكبر يكمن في كيفية خلق القوة وكيفية نقلها. عددنا 18 مليوناً، ستة ملايين أبيدوا. وبعد 40 عاماً، بتنا أقرب إلى 15 مليوناً. لقد تعلّمنا كيف نستخدم القوة التي لدينا، ولكننا لسنا نحن بعد. استخدام القوة هو ما أوّد أن أناقشه معك. أودّ أن أشير إلى الظروف الخاصة التي في متناولنا. نفهم مشاكلكم، وسنتوصّل إلى تفاهم أفضل. لديّ مشاعر صداقة دافئة تجاهكم، وأؤمن بإقامة العلاقات بين لبنان الحرّ وإسرائيل.
مع ذلك، عليكم أن تفهوا أنه من أجل أن نواصل مساعدتنا لكم، نحتاج إلى تعاونكم – هذا بحاجة إلى إصرار. المناورات والألعاب لم تؤدّ إلى أي مكان. كان هناك فرص عديدة. قبل شهرين، كان هناك فرصة أمامكم لتحرير عاصمتكم. ذلك لم يحصل. كان أسهل بالنسبة إلينا. لم يحصل ذلك، لكننا فهمنا لماذا. برأيي، كان موقفكم أفضل لو أنكم قد تصرّفتم.
بيار: اسمح لي أن أقاطعك. ماذا كنّا سنفعل؟ كان ذلك سيكون مزعجاً أكثر منه مفيداً. لست عسكرياً، لكنّي أعتقد أن موقفنا خدم الهدف المشترك بنحو أفضل مما لو كنّا تورّطنا.
وزير الدفاع: عليك أن تفهم أنّ إسرائيل دولة ديموقراطيّة. هناك أشخاص يعملون هنا منذ 60 يوماً، ووضعهم الاقتصادي مدمّر.
الضغوط في إسرائيل تتراكم. مضمون الضغوط يأتي على النحو الآتي: «لقد حقّقنا ما حققنا، لنعود إلى بلادنا. الجنود هنا مدنيون. لقد تركوا عائلاتهم وأعمالهم. هذا سبّب ضغطاً على الرأي العام الإسرائيلي. خلال أيام سنتعرّض لضغوط دولية على شكل «أنتم أردتم إخراج الإرهابيين من بيروت. ها قد خرجوا. أخلوا المباني الآن». لن يكون لدينا ردّ على ذلك. علينا أن نجيب لماذا نحتفظ بقطاع في جنوب لبنان مساحته بين 40 – 50 كلم. هذا حزام أمان. مع ذلك، لن يكون لدينا إجابة ترضي الرأي العام المحلّي والدولي. ولكن، قد يساعدنا تعهّد لا لبس فيه بأن (اللبنانيين) سيوقّعون اتفاق سلام مع إسرائيل. خلافاً لذلك، لن يكون لدينا حجّة. ما لم يجرِ التصريح بأوضح العبارات بأنه سيُوقَّع اتفاق سلام من قبل إسرائيل، فلن نتمكّن من البقاء في منطقة بيروت. في سيناء، انتظرنا السلام لسنوات، ولكن بقاءنا هنا من دون أن تُعلن القيادة المُحرِّرة أن اتفاق سلام سيُوقّع مع إسرائيل، سيشكّل لنا وضعاً صعباً.
لقد سألتم سابقاً عن مصير مخيّمات الفلسطينيين بعد انسحاب الإرهابيين. إذا لم تنتظموا من أجل دخول هذا المكان، فستواجهون المشكلة ذاتها. من غير المعقول أن تعودوا إلينا وتقولوا لنا إننا ارتكبنا خطأً، يجب أن ندخل إلى المخيمات ونتولّى أمرهم. حال الانتهاء من إجلاء الإرهابيين، لن نتمكّن من فعل شيء، وسيكون من الخطأ أن تطلبوا منّا ذلك. عليكم أن تتصرّفوا.
حتى نتمكّن من الصمود أمام الضغوط العلنيّة في إسرائيل، عليكم أن تعلنوا على الفور إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل، وحتى تتخلّصوا من الإرهابيين، عليكم تطهير المخيمات. بحيث يكون من الممكن إقامة علاقات موثوقة تقوم على الاحترام المُتبادل. بعد أن نتكبّد 2500 ضحيّة، عليكم أن تفعلوا شيئاً، اقرعوا الأجراس! صرّحوا عن الالتزامات. (……) ربما قلت أشياء صعبة، ولكنّها تخرج من قلبي، بين الأصدقاء. هذا ما أشعر به وما أؤمن به. قلت هذه الأشياء مع علمي بالموقفين الداخلي في إسرائيل، والدولي.
بيار: أنا أفهم خطابك تماماً، وأشكرك على هذه الكلمات. نحن على علم بردود الفعل داخل إسرائيل. من المهمّ أن يفهم شعب إسرائيل أننا نقف إلى جانبه. سجّلنا موقفكم. أودّ أن تفهموا موقفنا السياسي والدبلوماسي. نحن في خضمّ عمليّة سياسية وانتخابات رئاسيّة، ونؤمن بأن كل شيء سيتغيّر. بشير هو المرشّح. في حال انتخاب بشير، سيُعلَنُ عصرٌ جديد في المنطقة. على العرب أن يفهموا أننا نريد أن نكون لبنانيين. سياستنا ستتغيّر برمّتها. نحن لبنانيون أولاً، وعرب ثانياً. عندما تنبثق جمهورية جديدة، كل شيء سيتغيّر، كل شيء سيكون ممكناً. حين ندخل المرحلة الجديدة، نريد التوصّل إلى اتفاق شامل معكم. نحن في خضمّ الحملة الانتخابية. من المهم جداً المحافظة على الهدوء. مصالحنا متطابقة.
وزير الدفاع: شكراً لك على خطابك. أنا أفهمك. من المهم جداً أن تقدّروا المشاكل المحليّة والدولية التي نواجهها.
بيار: عليكم أن تفهموا موقفنا أيضاً. مصالحنا متطابقة. أطلب مجدداً إن كان لديكم ملاحظات، من المهم بالنسبة إلينا أن نسمعها بصراحة تامة.
بيار يغادر الاجتماع، ويتبع ذلك حوار مع بشير.
وزير الدفاع: ماذا عن الأميركيين؟
بشير: هناك تفهّم كامل الآن، لقد رتَّبت لنا ذلك منذ نحو عام.
وزير الدفاع: والسعوديون؟ هل هم منخرطون؟
بشير: كلا، لقد استخدموا نفوذهم في ما يتعلّق بالمسلمين في بيروت. الأميركيون يستغلّون ذلك أكثر. الأميركيون يفعلون ذلك. حبيب أخبر صائب سلام، في أكثر من مناسبة، أنه يلعب بالنار.
السوريون منعوا دخول أعضاء في البرلمان. لذا، كانت هناك خشية من ألّا يكتمل النصاب. أردت طرح هذه المسألة عليك، وسؤالك عمّا ينبغي فعله في حال حصول ذلك؟ هل أطلب من سركيس الاستقالة؟ ماذا عن المدنيين الذين يخضعون للنفوذ السوري؟ كيف ستتواصل العملية السياسية؟ لكن علينا أن نناقش ذلك بعد يوم الاثنين.
وزير الدفاع: ماذا ستفعلون بشأن مخيمات اللاجئين؟
بشير: نخطّط لحديقة حيوان حقيقية.
وزير الدفاع: هل تعتزمون الدخول إلى بيروت الغربية؟
بشير: هناك مشكلة بشأن «المرابطون». لقد عرضوا للتوّ بيع 40 ألف بندقية كلاشنيكوف. تخيّل ما سنجده في المدينة. وبخصوص الزيارة لإسرائيل، إذا فشلنا، يجب أن نناقش ذلك. ربما هذا ليس وقتاً مناسباً. ليس هناك أمر طارئ على جدول الأعمال. إذا جرى انتخابي يوم الاثنين، فسندير شؤون الدولة.
ناحيك: نطلب منكم مجدداً ألّا تفعلوا شيئاً من شأنه أن يعقّد إجلاء (الإرهابيين). جدولكم الزمني يسمح لكم بتأجيل الأنشطة إلى ما بعد إجلائهم.
وزير الدفاع: لا تتّخذ أي إجراء من دون التنسيق معنا.
بشير: أعدك بذلك.
عن حبيب الشرتوني
نقاط مدوّنة من زوجة الأمين حبيب الشرتوني على هامش 14 أيلول:
1. لقد تخلى اللبنانيون عن الأمين حبيب مرتين، مرة عند القبول بالحكم، ومرة ثانية بعد صدور الحكم، وكأن العميل يصبح بطلاً وطنياً اذا انحكم وأدين البطل الحقيقي.
2. من المؤكد أن حزب الله دحر الإسرائيلي من الجنوب، لكن الأمين الحبيب دحر العدو من بيروت ولبنان والمنطقة كلها، فحبس إسرائيل ضمن أسوارها، وسوف يبقى رغماً عن أنوف الرافضين بطلاً بامتياز.
3. لقد أُشيد في 14 أيلول نصب تذكاري للعميل، إنما غاب عن بالهم وضع نصب لشارون صديقه وخليله بجانبه، ولو انزعج من ذلك مطبلو ومزمرو البشير من أتباعه الغوغائيين والطائفيين.
4. لم الخوف من ذكر اسم حبيب مع أنه بطل من بلادي؟ أليس من واجبنا أن نرفع رؤوسنا بوجود شخص مثله في زماننا ومكاننا؟
5. الفخر كل الفخر لشخص دحر العميل والعدو في نفس الوقت، فأسقط مشروعهما، بحيث أعطى فرصة للبنانيين لأن يقفوا وقفة عز موحدة في ما بينهم ومع هذا الإنسان بالفعل وليس بالكلام…