إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 13 تشرين الأول، 2018

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين الأول من آب، 2022
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم ‏الثلاثاء، 19 نيسان‏، 2022
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 17 نيسان، 2020

 

أعاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من يريفان "لبننة تشكيل الحكومة" بعد لقائه نظيره الفرنسي. ومن بيروت، أبرزت الصحف خطاب السيد حسن نصرالله الذي ألقاه مساء أمس، في ذكرى وفاة أم القائد عماد مغنية. وقد ركزت على ثلاث نقاط وردت في الخطاب، وهي : لا جديد في شأن الحكومة والدعوة للإسراع بتشكيلها. الحفاظ على سياسة الغموض البناء في الصراع اللبناني ـ الصهيوني. ودعوة السعودية للعودة إلى المنطقة والتصالح، لأن أميركا لا تريد سوى نهب أموالها. أما على "جبهة قصر بسترس ـ معراب"، فقد شنت النائبة ستريدا جعجع هجوماً سياسياً عنيفاً ضد الوزير جبران باسيل، وصفته محطة  "أو تي في" بأنه "أكثر قباحة"…
   
الأخبار
نصر الله يردّ على استعراض العدو… بالغموض
موفد ماكرون: لبنان غير قابل للإصلاح!
ردّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على ادعاءات رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بالمزيد من سياسة المقاومة المعتادة بعدم منح العدو معلومات مجانية، مؤكّداً أن الردّ الأفضل هو «السكوت البنّاء»
انتقد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ردّ فعل دول الخليج تجاه الابتزاز الأميركي المعلن، مؤكّداً أن السياسة التي ينتهجها في مواجهة حملات واتهامات العدو الإسرائيلي الإعلامية هي الصمت. وفي الملفّ الداخلي اللبناني، أكّد نصرالله أن لا معطيات جديدة في مسألة تشكيل الحكومة، إلّا أنه دعا إلى تشكيلها بشكل سريع لمعالجة القضايا الإنمائية والاقتصادية وحاجات المواطنين المستفحلة في البلاد.
مواقف نصرالله أمس، جاءت في الاحتفال التأبيني لـ«أم الشهداء» أم عماد مغنية، الذي أقامه حزب الله في الضاحية الجنوبية، حيث أكّد أن الراحلة «هي رمز من رموز مقاومتنا وجهادنا ومعركتنا وصمودنا وانتصاراتنا وستبقى كذلك، وسيبقى لها هذا الأثر الخالد».
وتناول نصرالله خطابات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي طالب فيها بعض الدول الغنية التي يدعمها وتحديداً السعودية بدفع الأموال، وأنه «لولانا لا تبقى طائراتكم في السماء ثم قال بعد ذلك – مرة أخرى – لولانا لا تستطيعوا أن تحكموا أسبوعين وعليكم أن تدفعوا». وقال أيضاً إن «إيران كانت ستسيطر على منطقة الشرق الأوسط خلال 12 دقيقة». وتذكر نصرالله ما كان يقوله الإمام الخميني عن الإدارات الأميركية بأنها الشيطان الأكبر ،قائلاً إن أميركا «دولة حرامية دولة لصوص». وأضاف: «نحن اليوم أمام نموذج من أميركا التي أيضاً تُوغل في استكبارها وعتوها إلى درجة أنها تهين حلفاءها وأصدقاءها».
وسأل: «هذا التهويل إلى أين يريد أن يصل؟ الابتزاز، يبتزهم ليبيعهم المزيد من السلاح، ليطلبوا منه المزيد من الحماية وليأخذ منهم المزيد من المال».
وتوجّه نصرالله إلى حكام الخليج، سائلاً إياهم: «على من تراهنون؟ حكوماتكم، دولكم، مستقبلكم، حاضركم، أمنكم، اقتصادكم؟ حقيقة على من تراهنون؟ على ترامب، على أميركا؟ على الذي يذلكم ويهينكم ويستكبر عليكم ويسرقكم وينهبكم ويبتزكم بحجة الحماية وعندما تنتهي أموالكم غير معلوم ماذا يفعل بكم، وعندما ينتهي دوركم، كلنا شاهدنا أميركا كيف تعاطت مع محمد رضا بهلوي، فيزا حتى يدخل إلى أميركا ليتحكم، الرجل كان مريضاً بالسرطان، لم يعطوه، وهو الذي أمضى شبابه وسخّر كل إيران ومقدرات إيران لخدمة أميركا ومصالح أميركا».
ثمّ نصح نصرالله هؤلاء الحكام بالقول: «يا عمي أوفر عليكم، أوفر، حتى بدفع الفلوس، أنه يبقى الشخص منصاع لترامب وأميركا أو لا، يذهب إلى منطقته، إلى دول المنطقة، يذهب، ينهي الحروب التي يشنها، يتوقف عن الدفع باتجاه الحروب الداخلية»، وأضاف: «أيهما أوفر أن تدفعوا الجزية لترامب أو أن تنفقوا مئات المليارات هذه على شعوبكم لمعالجة مشاكل البطالة وتأمين فرص العمل، ومعالجة مشاكل المرض، والصحة، والبيئة، معالجة مشاكل الجهل والأمية، معالجة الكثير من المشاكل التي تعاني منها؟».
وفي الموضوع الإسرائيلي، علّق نصرالله على الاستعراض الذي قام به رئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو في الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل نحو أسبوعين، عندما زعم أنه يملك معلومات عن مواقع منشآت المقاومة لتحويل الصواريخ إلى صواريخ دقيقة، فأكد الأمين العام لحزب الله أنه «في ما يتعلق بالأمور العسكرية وسلاح المقاومة وإمكانات المقاومة، وعديد وعدة المقاومة وما يتصل بالمقاومة سياستنا حيث البعض يقول لك السكوت أو الصمت صح، ولكن التوصيف الصحيح هو الغموض البنّاء». واعتبر أن «هذا سكوت هادف من موقع المعركة، ونحن من أجل أن يأخذ كل الناس علماً، كلما خرج ناتنياهو أو غير ناتنياهو بكلام وأن حزب الله عنده هيك أو ما عنده هيك أو في المكان الفلاني أو في غيره… فهل على حزب الله أن يقدم إجابات؟ لا، أبداً ليس علينا أن نقدم إجابات ومن الخطأ أن نقدم إجابات لأن هذا يدخلنا بلعبة العدو». وشكر وزارة الخارجية اللبنانية على مبادرتها، مؤكّداً أن الحزب لم يطلب الأمر أبداً بل كانت مبادرة من الوزارة لما للأمر من أهمية على صعيد كل البلد.
وعن موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية، أكّد نصرالله أنه «ليس لدي جديد في مسألة تشكيل الحكومة، نحن كالعادة مثل بقية القوى السياسية نحث على تشكيل الحكومة». لكنه أكّد أن «عندما نتحدث، نتحدث عن مصلحة الناس، الكل يقول الوضع الاقتصادي، الوضع المالي، الوضع المعيشي، بدأ الشتاء، بدأت الأمطار، ولاحقاً ستبدأ المشاكل، فيضانات بالمدن والقرى، على مدى أيام شاهدنا سيولاً جارفة في البقاع الشمالي بمنطقة بعلبك الهرمل، والكل يتحدث عن أزمة النفايات القادمة على الأبواب، وأزمات أخرى… ماذا تنتظرون؟ الكل يعرف بالأسباب الداعية والموجبة للاستعجال، إذاً ما الذي تنتظرونه؟».
ونفى نصرالله أن تكون سوريا تتدخل في موضوع تشكيل الحكومة «لا من قريب ولا من بعيد ولا توصي بشيء، هذا شأن لبناني أنتم اللبنانيين تحملوا مسؤوليتكم».
موفد ماكرون: لبنان غير قابل للإصلاح!
«لبنان بلد غير قابل للإصلاح!». هذه هي الخلاصة التي توصّل إليها موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بيار دوكان، خلال جلسة عُقدت أمس، بدعوة من السفارة الفرنسية في بيروت، حضرها أكثر من 15 صحافياً لبنانياً وأجنبياً عاملاً في لبنان، لعرض التأخير الحاصل في تنفيذ الحكومة اللبنانية لمقرّرات مؤتمر «باريس 4» (مقال فيفيان عقيقي).
خلال الجلسة، أشار الموفد الرئاسي الفرنسي إلى أن الهدف من زياته الحالية هو «الحثّ على تشكيل الحكومة، وتنفيذ مقرّرات مؤتمر سيدر، وعدم هدر المزيد من الوقت، فقد مرّ أكثر من ستة أشهر على المؤتمر ولم تنفّذ الحكومة اللبنانية شيئاً من البرنامج». وبكثير من الفوقية التي لا تخلو من التوبيخ، يقول دوكان إن «آمال المجتمع الدولي خابت من الطبقة السياسية اللبنانية ومن التأخير في البدء بتنفيذ مقرّرات سيدر. نحن الفرنسيون معتادون على آلية العمل في لبنان وقدمنا الكثير له، ولكن لدينا تجارب سابقة في مؤتمرات باريس 1 و2 و3، وهي غير مُشجّعة، لذلك نحن قلقون من التأخير في تنفيذ الإصلاحات. فهذه المرّة لن تكون شبيهة بالمرّات السابقة، الأمور مختلفة اليوم، ولبنان لم يعد خارجاً من حرب لنتساهل معه. عليه تنفيذ الإصلاحات لأن سيدر هو برنامج من ثلاثة ركائز: الإصلاحات والمشاريع والتمويل، ولا يمكن أن ينفّذ البرنامج في ظل غياب أحدها».
تأتي هذه الجلسة بعد زيارة دوكان للرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، أول من أمس، موفداً من الرئاسة الفرنسية لتحريك عملية تشكيل الحكومة اللبنانية. إلا أن دوكان نفى تدخّل بلاده في الشؤون الداخلية للبنان أو الضغط لتنفيذ مقرّرات برنامج «باريس 4»، مشيراً إلى أنها تندرج «في إطار الصداقة بين البلدين، وأن فرنسا معنيّة بمساعدة لبنان على الاستفادة من مؤتمر سيدر، والفرصة المُتاحة له لإنقاذ اقتصاده».
وعلى رغم إصرار الموظّفين بالسفارة على إبقاء الحديث «off the record»، أي بمعنى آخر إنجاز «مهمّة الضغط» من خلال الصحافة لكن من دون النقل عن الجهة المتحدثة بحجّة أن ما يقوله «مصلحة لبنانية بحتة». إلا أن الأهداف الفرنسية لم تعد خافية على أحد، وأبرزها تأمين نجاح برنامج «باريس 4» لإمداد اللاجئين السوريين ببعض مقوّمات العيش المفقودة في لبنان، منعاً لتدفّقهم إلى داخل بلدان الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن استفادة فرنسا من مشاريع مُدرجة في البرنامج (وتحديداً المشاريع المتعلّقة بالمياه)، عبر الوكالة الفرنسية للتنمية التي تمنّي نفسها بالاستثمار فيها. كما أن الفوقية والتهكّم اللذين عبّر عنهما دوكان عند نقل صورة النقاشات مع المسؤولين اللبنانيين الذين وجد أنهم غير جدّيين في تنفيذ مقرّرات المؤتمر الذي «وقّعوا على بنوده برضاهم ومن دون ضغط من أحد»، تتناقضان مع مبادئ الديبلوماسية واحترام السيادة اللبنانية اللتين استعملهما دوكان أكثر من مرّة كحجّة للامتناع عن الردّ على بعض استفسارات الصحافيين عن أسباب الضغط المُمارس راهناً، وإن كان سببه قرب تدهور الوضع الاقتصادي الراهن، مشيراً إلى أن لبنان «ليس في قلب الأزمة ولكن أيضاً ليس في منطقة الراحة».
لا ينعى دوكان مقرّرات المؤتمر باعتبار أنه لم «ينفّذ ليتمّ إلغاؤه»، بل يصرّ على أنه «فرصة ولا تزال مُتاحة، وهدف فرنسا الأساسي هو المحافظة عليها. وكلّ ما على المسؤولين فعله هو تشكيل حكومة ووضع المشاريع على السكّة، أو البدء بتنفيذ ما يمكن تنفيذه من مشاريع بالشراكة مع القطاع الخاصّ بعد تعزيز إمكانيات المجلس الأعلى للخصخصة المالية والبشرية للقيام بمهامه».
ويعبّر دوكان عن تململ من المسؤولين اللبنانيين، مشيراً إلى أن «أحداً لم يلزمهم بالتوقيع على مقرّرات المؤتمر إن كانوا يدركون مُسبقاً أنهم عاجزون عن تنفيذ الإصلاحات الواردة فيه»، فوفقاً لدوكان «يبدو واضحاً أن هذا البلد غير قابل للإصلاح. فقبل انعقاد مؤتمر سيدر كانت حجج بعض المسؤولين اللبنانيين مرتكزة إلى عدم حاجة لبنان للإصلاح وأن المشكلة سببها تدفّق أعداد كبيرة من اللاجئين. لاحقاً توجّهوا إلى المؤتمر ووقّعوا على بنوده كاملة والتي تشترط تخفيض العجز وخفض حجم القطاع العام، والشراكة مع القطاع الخاص وإصلاح الكهرباء والقيام بمشاريع مُحدّدة في البنية التحتية. اليوم عدنا إلى الصفر. وأكثر من ذلك ينعتوننا بالجنون في حال كنّا مقتنعين بإمكانية تنفيذ الإصلاحات التي تنطوي على آثار اجتماعية مثل تقليص حجم الدولة. لكن عليهم أن يدركوا أنهم وقّعوا على الشروط برضاهم، وأن الأموال التي وعدهم بها المانحون مشروطة بإجراء هذه الإصلاحات وهذه المشاريع. وفي حال نكثوا بوعودهم فهم لن يحصلوا عليها، وبالتالي إضاعة فرصة الإنقاذ المتاحة».
توتر في أنفة
يسود التوتر في بلدة أنفة في الكورة على خلفية قيام إدارة وأساتذة مدرسة البلدة الرسمية بتوزيع تيشرتات وقبعات تحمل شعار حزب القوات اللبنانية على الطلاب بذريعة التحضير للمشاركة في الماراثون الذي تنظّمه القوات غداً الأحد في البلدة. وأثار الأمر حفيظة جزء كبير من أهالي الطلاب الذين لا يؤيّدون القوّات، خصوصاً أن البلدة لا تزال تعاني من ذاكرة الحرب الأهلية والأحداث التي عصفت بالبلدة وكانت القوات طرفاً بارزاً فيها.

 

البناء
الخاشقجي يحاصر إبن سلمان في الغرب… وأنقرة تفرج عن القسّ الأميركي المحتجز
عون يلتقي ماكرون: الحكومة شأن لبناني… ومرحَّب بالحريري في أيّ وقت
نصرالله: لسنا محشورين… وندعو للإسراع حرصاً… والغموض البنّاء مع «إسرائيل»
كل التعليقات والأخبار والتقارير التي تتناول قضية اختفاء جمال الخاشقجي، تقول إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان محاصَر من كل الجهات بالقضية، فالإجماع المتشكل دولياً من واشنطن إلى نيويورك إلى لندن وباريس له عنوان واحد، اتهام السعودية بالتخلص من الخاشقجي حتى يثبت العكس بينما كل الحملات السعودية عن الإهتمام بحياة مواطن من رعاياها، والاستعداد للتحقيق لكشف مصيره لا تجدي في تغيير وجهة التعامل الخارجية، حيث صورة إبن سلمان وصورة الخاشقجي معا تتصدر الصفحات الأولى للصحف الكبرى في عواصم الغرب، لتنقل سيناريوهات ومعلومات تتقاطع عند الحديث عن مكيدة دبّرها فريق إبن سلمان لاستدراج الخاشقجي إلى القنصلية السعودية في أنقرة لإلقاء القبض عليه وقتله، وكان أشدّ السيناريوات سواداً ما حفلت به التفاصيل التي نقلتها صحيفة يني شفق التركية، حول كيفية شراء الحقائب التي ضمّت أجزاء الخاشقجي بعد تقطيعه بمنشار في مبنى القنصلية، وحول الأدوار التفصيلية لأعضاء الفريق السعودي الذي وصل إلى اسطنبول صباح يوم اختفاء الخاشقجي وغادر بعد ظهر اليوم ذاته على متن طائرة خاصة متنقلاً بجوازات سفر دبلوماسية.الموقف الأميركي الذي ترتفع وتيرته بوجه الرياض مطالبة بالكشف عن مصير الخاشقجي والتلويح بإعادة النظر بأشكال التعاون القائمة إذا ثبت تورط ولي العهد في إخفاء الخاشقجي أو قتله، كما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تزامن مع تحسن العلاقات الأميركية التركية بعد إفراج أنقرة عن القس الأميركي المحتجز لديها، بموجب صفقة تعتقد مصادر المعارضة التركية أنها تضمّنت تقدماً في مكانة تركيا الإقليمية بالتوازي مع التراجع في مكانة السعودية.
الموقف الذي أطلقه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من يريفان عاصمة أرمينيا على هامش القمة الفرانكوفونية التي تستضيفها عبّر عن المناخ الذي يحاصر الرياض، حيث قال «ما تبلغناه خطير، خطير للغاية، إنني أنتظر كشف الحقائق والوضوح التام» في هذه القضية.
ماكرون الذي اجتمع بالرئيس اللبناني ميشال عون على هامش القمة ناقش قضايا النازحين ومؤتمر سيدر لدعم لبنان، بينما قال رئيس الجمهورية ميشال عون إنه لم يتم التطرق للشأن الحكومي باعتباره شأناً لبنانياً خاصاً، مع رغبة الجميع بالطبع برؤية الحكومة الجديدة قريباً، وعما اذا كان سيلتقي الرئيس الحريري بعد عودته الى بيروت، أكد الرئيس عون أن «الرئيس الحريري مرحَّب به ساعة يشاء».
في بيروت مع سقوط مهلة الأيام العشرة التي حددها الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، كانت إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في تأبين والدة الشهيد القيادي في المقاومة الحاج عماد مغنية مناسبة لإطلاق جملة مواقف، حيث قال السيد نصرالله في الشأن الحكومي إن الرهانات الخاطئة حول كون حزب الله محشوراً إقليمياً لا أساس لها، فعلى الصعيد الخاص لا مشكلة لحزب الله ان يتأخر تشكيل الحكومة شهوراً وسنوات، لكنه يدعو للإسراع بتشكيل الحكومة حرصاً على البلد الذي يتشارك الجميع القلق على اقتصاده والأحوال المعيشية لمواطنيه، والحاجة لولادة سريعة للحكومة للنهوض بالأعباء التي ترهق كاهل الإقتصاد واللبنانيين، مجدداً الدعوة لتخطي الخلافات دون توجيه الاتهام بوقوف أسباب خارجية وراءها، وفي الردّ على تهديدات كيان الاحتلال للمقاومة ولبنان على خلفية الصور التي رفعها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في نيويورك امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، نوّه السيد نصرالله برد وزارة الخارجية اللبنانية والجولة التي نظمتها في منطقة المطار لتكذيب المزاعم الإسرائيلية، مشيراً إلى أن المقاومة لم ولن تكون معنيّة بالردّ على الاتهامات الإسرائيلية، واصفاً منهج المقاومة بعدم التأكيد والنفي لما تنشره قيادات كيان الاحتلال حول سلاح المقاومة بالغموض البنّاء.
«تعويم» حكومة تصريف الأعمال…
مع وجود أركان الدولة خارج البلاد خلت الساحة السياسية من أي جديد لا سيما على الصعيد الحكومي، لتسرق العاصمة الأرمينية الأنظار التي باتت تصلح لإجراء مفاوضات التأليف على أراضيها في ظل وجود رئيس الجمهورية ميشال عون في ريفان، وقد انضمّ إليه وزير الخارجية جبران باسيل، بحضور المبعوث الخاص للرئيس المكلف الوزير غطاس خوري و»العراب» الفرنسي الرئيس إيمانويل ماكرون، رغم تأكيد الرئيس عون بأن تأليف الحكومة أمر لبناني صرف ولم آت الى أرمينيا لأبحث الملف الحكومي، ما ينفي فرضية وجود مبادرة فرنسية لدفع عملية التأليف، بينما وصل رئيس المجلس النيابي الى جنيف أمس، على رأس وفد نيابي للمشاركة في أعمال مؤتمر الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي.
ويبدو أن الجميع سلّم بالأمر الواقع الحكومي، ولا يستطيع أحد إحداث خرق في جدار المواقف وفرض الحلول، إذ لا الدستور قادر على حل أزمة التمثيل الوزاري للأطراف السياسية وكتلها النيابية ولا التوازنات السياسية والطائفية في الداخل ولا الظروف الخارجية تسمح بأن يفرض أحد شروطه على الآخر. ما ينتج عن هذه المعادلة حل وحيد في الوقت الراهن هو «تعويم» حكومة تصريف الأعمال حتى إشعار حكومي آخر لتقوم بدورها في تسيير أعمال الدولة ومواجهة أزمات البلد الداهمة التي لا تنتظر تقاسماً للحصص والحقائب ولا حكومات ولا رئاسات ولا قرارات.
كما لم يعُد تأليف الحكومة موضوعاً يؤرق بال حزب الله ولا حلفائه، فهم الأكثر راحة مقابل الآخرين لا سيما لرُكني العهد الرئيسين عون والحريري الى جانب القوات اللبنانية التي باتت بنظر الرأي العام واجهة التعطيل، أما مَن يعمل للضغط على الحزب بهذه الورقة لانتزاع المكاسب الوزارية «فليخيّط بغير هالمسلة»، كما تقول مصادر 8 آذار لـ»البناء» لأنّ الحزب غير محشور لا داخلياً ولا اقليمياً بل إنّ «المحشورين» هم الرئيس المكلف وحلفه المتهالك في المنطقة والذي ربما يبقى الى أمد طويل مكلفاً ورئيس حكومة تصريف أعمال يتخذ وزراؤها القرارات بالمفهوم الضيق لتصريف الأعمال، بحسب القانون، بينما الطموح السياسي لرئيس المستقبل هو العودة الى السراي الحكومي من بابها الواسع.
ودعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الوزارات الى «العمل بسرعة لمعالجة المشاكل لا سيما مع بدء موسم الشتاء». وقال: «ما يجري في موضوع السيول ببعلبك الهرمل يجب أن تسارع وزارات الدولة الى تحمل مسؤوليتها بشكل سريع بعيداً عن البيروقراطية». وقال: «ليس لدي أيّ جديد في مسألة تشكيل الحكومة ونحن نحثّ على تشكيلها من اجل المصلحة الوطنية»، وأكد على «أهمية الإسراع بتشكيل الحكومة وبذل كلّ الجهود وبإخلاص وبعيداً عن التأثير الخارجي لتشكيل الحكومة في لبنان»، وشدّد على أنّ «إيران وسورية لا تتدخلان في مسألة تشكيل الحكومة لا من قريب ولا من بعيد». ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أنّ «النفحة التفاؤلية التي لفحت تأليف الحكومة ستمدّد مفاعيلها حتى أواخر الشهر الحالي على أن تعود الاتصالات والمشاورات الى نشاطها وحيويتها مع عودة رئيس الجمهورية ووزير الخارجية اليوم الى بيروت وعودة رئيس المجلس النيابي الأربعاء المقبل، وبالتالي استكمال المشاورات يظهر إمكانية وجود بوادر حلحلة حقيقية أو تثمير لهذه الإيجابيات التي طبعت مواقف الأطراف لا سيما رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط وتحويلها فرصة، لكن المصادر تساءلت: هل لا يزال الفيتو الأميركي السعودي على تأليف الحكومة موجوداً أم نُزع؟
وقللت المصادر من أهمية العقدة الدرزية، مشيرة الى «أنه لا عقدة مهما علا شأنها تقف في وجه ولادة الحكومة إنْ جاءت كلمة السر الخارجية، وتوقفت عند مسارعة جنبلاط الى خفض سقفه التفاوضي خلال الأيام القليلة الماضية، إذ لا يريد أن يكون كبش محرقة في حال جاءت كلمة السر من الخارج»، وتكشف المعلومات أنّ جنبلاط أبلغ الرئيس بري سقفه لحلّ العقدة الدرزية، لكن بري ينتظر تظهير الحلّ ريثما تُحلّ العقدة المسيحية ويقضي الحلّ بأن ينال التيار الوطني الحر وزيراً درزياً يسمّيه الوزير طلال أرسلان يوافق عليه جنبلاط الذي يناور على نوعية الوزارات فقط». ولفتت المصادر الى أنّ «الولايات المتحدة لا تريد تشكيل حكومة في لبنان تظهر انتصار حزب الله ومحوره في الإقليم»، ودعت الى مراقبة المفاوضات على الملفات الإقليمية لا سيما مع اقتراب تأليف الحكومة العراقية بعد الاتفاق على الرؤساء الثلاثة وبدء تطبيق اتفاق إدلب في سورية وصولاً الى التطورات العسكرية في اليمن».
وفي الشأن الإقليمي اعتبر السيد نصرالله «أننا اليوم امام نموذج أميركي يوغل في استكباره وغلوه لدرجة إهانة حلفاء أميركا وبشكل متكرّر. وفي مقابل هذه الاهانات لا نجد الا البسمة والخضوع والصمت القاتل». وقال خلال كلمة في حفل تأبين أم الشهداء الحاجة أم عماد مغنية: «اياً تكن خلفية كلام ترامب عن إمكانية سيطرة إيران على الشرق الأوسط بمدة 12 دقيقة، ولكن هذا يدل على عظمة إيران في عين ترامب، وإيران التي لم تساوم يوماً على ثروتها وسيادتها». وأوضح «أما دول حلفاء ترامب الذين باعهم السلاح بمئات مليارات الدولارات هي في عين ترامب ضعيفة ولا تصمد لأسبوعين».
واضاف: «جزء من كلام ترامب تهويلي، وترامب من خلال خطابه يكشف لنا أن الكثير من دولنا العربية والإسلامية اليوم تدفع الجزية لأميركا مقابل بقائها في عروشها»، و»على مَن يراهن هؤلاء الحكام؟ على ترامب والإدارة الاميركية التي تأخذ أموالكم وتهينكم في كل يوم؟». ودعا حكام دول الخليج الى «المصالحة والتعاون والاستماع الى مطالب شعوبهم ومعالجة المشاكل».
وقال الأمين العام لحزب الله: «بكل ما يتصل بالمقاومة سياستنا هي الغموض البناء والصمت الهادف من موقع المعركة، ومن الخطأ أن نقدّم نفياً أو إجابات على كل ما يطرحه نتانياهو أو غيره، والردّ يجب أن يكون السخرية من كل ما يفعله قادة الحرب النفسية الصهاينة الفاشلون»، مشيداً بالخطوة الدبلوماسية التي قام بها الوزير باسيل رداً على الادعاءات الاسرائيلية.
عون – ماكرون
وكان رئيس الجمهورية عقد خلوة مع الرئيس الفرنسي على هامش مشاركته في اعمال القمة الفرنكوفونية في يريفان انضمّ اليها لاحقاً الوزير باسيل ومستشار ماكرون. وأوضح عون في دردشة مع الصحافيين بعد اللقاء أن التفاهم كان تاماً مع الرئيس الفرنسي حول كل المواضيع، «ونحن نتعاون دائماً مع بعضنا كأصدقاء». ورداً على سؤال حول تشكيل الحكومة أكد الرئيس عون ان الاجتماع مع الرئيس ماكرون ليس بهدف تشكيل الحكومة، «لكنه يرغب طبعاً في تشكيلها وخصوصاً بعد إجراء الانتخابات النيابية». وعما اذا كان سيلتقي الرئيس الحريري بعد عودته الى بيروت، اكد رئيس الجمهورية أن الرئيس الحريري مرحَّب به ساعة يشاء. واذا كان الرئيس الفرنسي قد أبلغه ان مؤتمر سيدر في خطر قال: «عندما يصرح الرئيس ماكرون بذلك سوف تعلمون بالأمر».
وتطرّق الرئيسان خلال اللقاء بحسب قناة الـ»أو تي في» إلى أزمة النازحين واقترح عون فكرة للنازحين الذين يأتون كل آخر شهر الى لبنان لأخذ المساعدات أن يبقوا في بلادهم والمساعدات تحوّل إليهم».
سجال التيار – القوات
في غضون ذلك استعر السجال السياسي والإعلامي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بمصطلحات تستخدم للمرة الأولى بين الطرفين ما يعكس شدة الصراع السياسي والحكومي بينهما، وردّت النائب ستريدا جعجع على كلام باسيل، معتبرة أنه «يتحدّث بأسوأ وأخبث طريقة ممكنة ملؤها الحقد والشر»، وقالت في بيان: «لا يعود للوزير باسيل وضع المقاييس لتشكيل الحكومة التي إما يضعها الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وإما مجموع الكتل النيابية المكوّنة للمجلس النيابي، وبالرغم من ذلك يصرّ الوزير باسيل على مصادرة هذا الحق لنفسه، وعندما يضع مقياساً فهو يطبّقه على غيره ولا يطبّقه على نفسه». وردّ عضو «نكتل لبنان القوي» النائب نقولا الصحناوي على جعجع عبر «تويتر» قائلاً: «الخبث والحقد والشر صفات ظهرت عند قائليها منذ 28 عاماً يوم فرحوا بدخول الجيش السوري الى قصر بعبدا وساندوه مدفعياً ومعنوياً، فكان مقعد وزاري جائزة ترضية لهم، واليوم لأجل مقعد بالزائد، يعيدون الكرة. للأسف، التكرار لم يعلّم… البعض».
كما ردّ عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبد عبر «تويتر» على كلام باسيل قائلاً: «بعد مقابلة الأمس للمرشح المفترض للرئاسة، والمكلف بدون تكليف للتأليف، تبدّد التفاؤل كالعادة فتمّ رمي المسؤوليات يميناً ويساراً، وضاعت المسؤوليات وتمّ تجهيل الفاعل وتوزّعت النصائح، فانتصرت كالعادة الأقوال على الأفعال إلى الحكومة در».

 

اللواء
ماكرون لعون: الحكومة.. الحكومة.. الحكومة.. لمصلحة لبنان
بعبدا تُرحِّب بالرئيس المكلَّف متى يشاء.. وستريدا تتَّهم باسيل بالتحريض على مصالحة القوات والمردة
تشكيل الحكومة شأن داخلي، اما الرئيس عمانويل ماكرون، فهو يحب ان تكون عندنا حكومة.
هذا الكلام للرئيس ميشال عون، بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي والذي قيل انه دام ساعة، شارك في نصفها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الذي أدّت اطلالته التلفزيونية مساء أمس الأوّل إلى رفع منسوب الاشتباك مع حزب القوات اللبنانية، ورئيسه سمير جعجع، والذي، أي حديث باسيل، لم يكن موضع ترحيب في أوساط تيّار المستقبل.
وقالت مصادر دبلوماسية ان ماكرون أثار ثلاث مرات خلال اللقاء موضوع الحكومة، وضرورة التسريع بتشكيلها حرصاً على مصلحة لبنان وعلاقاته، وعرضاً تضيف المصادر، جرى التطرق إلى موضوع النازحين السوريين.
ومن هنا جاء حرصه على حضور باسيل اللقاء مع الرئيس عون.
وكشف مصدر مطلع لـ«اللواء» ان اتصالاً سيجري بعد عودة الرئيس عون، بينه وبين الرئيس   الحريري، للاتفاق على عقد اجتماع يخصص للتشكيلة، التي جرى تداول أكثر من نسخة منها، والتي باتت مراسيمها اكثر من ضرورية، وذلك على مسافة أقل من 48 ساعة من الموعد المتناقص الذي ضربه الرئيس المكلف وحصره بـ10 أيام على أبعد تقدير.
وقال المصدر ان ماكرون استوضح مراحل المشاورات لتأليف الحكومة، التي كانت التقارير تتحدث عن تأليفها بعد إنجاز الانتخابات النيابية، وذلك ليس من زاوية التدخل الفرنسي في الشؤون اللبنانية، بل من زاوية متطلبات والتزامات مؤتمر «سيدر».
وكشفت مصادر الوفد الذي رافق الرئيس عون الى ارمينيا لصحيفة «اللواء» ان 3 نقاط أساسية استحوذت على لقاء الرئيس عون مع الرئيس الفرنسي ماكرون مؤكدة انه في ما خص الملف الحكومي فقد نال حيزا من النقاش حيث اكد الرئيس الفرنسي أهمية وجود حكومة في لبنان من اجل تنظيم عمل المؤسسات واستكمال تنفيذ باقي القرارات محذرا من احتمال تعرض الثقة الدولية بلبنان للخلل في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
وفهم من المصادر بأن ذلك اشارة الى استمرار الوضع من دون حكومة وِافادت ان ماكرون اكد ان بلاده تثمن الجهود التي تبذل من اجل تشكيل حكومة جديدة لا سيما بعد الانتخابات النيابية الي جرت وعبر فيها الشعب اللبناني عن خياراته. كما اعرب ماكرون عن دعم فرنسا لكل ما من شأنه ان يساعد في ضمان تنفيذ المقررات التي صدرت عن المؤتمرات الدولية ولاسيما عن مؤتمر سيدر لأن الاقتصاد يحتاج الى  جرعات من التقدم والنهوض بما في ذلك قيام الحكومة.
بدوره اعلن الرئيس عون وفق هذه المصادر ان الجهد متواصل وسيتكثف مع كافة الاطراف السياسية للوصول الى حل للملف الحكومي.
وعلم ان الرئيسين تناولا ملف النازحين السوريين حيث شرح رئيس الجمهورية وبإسهاب موقف لبنان منها ولا سيما منها  العودة الطوعية مشيرا الى ان لبنان لا يطرد السوريين ولا يمارس اي ضغوطات عليهم انما يشدد على اهمية تسهيل العودة.
وتوقف عون وفق المصادر عند 3 انواع من النزوح. نزوح امني واخر سياسي واخر اقتصادي.
وبالنسبة الى النزوح السياسي، اوضح عون ان ثمة من هم مختلفون مع النظام وهؤلاء لا يتحدثون عن العودة الى حين ترتيب الأوضاع. اما في ما خص النزوح الأمني فإن عون شدد على ضرورة حصول العودة طالما ان هناك مناطق سورية تشهد استقرارا. ولفت الرئيس عون نظر ماكرون الى انه بالنسبة الى النزوح الاقتصادي فإن هناك سوريين يأتون من سوريا  الى لبنان في كل نهاية شهر من اجل الحصول على المساعدات الدولية ثم يعودون الى بلدهم وهذا الامر لا بجوز ان يستمر بحسب عون الذي اكد ان الأمن العام يرصد الوضع.
وهنا تحدث الوزير باسيل الذي اكد ان عودة السوريين الى ديارهم يجب ان تتم عبر حلول واي مساعدة دولية لهم بالإمكان ان تقدم في سوريا بدلا من منحها في لبنان.
اما الرئيس الفرنسي فتوقف عند نقطة النزوح الاقتصادي واستفهم بعض الأمور ووعد بالمساعدة من خلال الامم المتحدة مؤكدا ان لا مشكلة في ما خص العودة وفق ما شرح رئيس الجمهورية مبديا التفهم والاستعداد للمساعدة.
أما الوضع في المنطقه فاستحوذ على قسم من المباحثات حيث اكد عون مجددا انه لا يمكن للبنان ان ينتظر الحل السياسي في سوريا الى ما لا نهاية لحصول عودة النازحين. كذلك توقف عون عند التهديدات الإسرائيلية ووقف المساعدات الأميركية للاونروا وهذه المسألة استوضحها ماكرون الذي وعد بتقديم المساعدة. وعلم ان ماكرون شدد على اهمية استقرار لبنان وعدم حصول اي خرق يؤدي الى انعكاسات على الوضع الامني واصفا الاستقرار في الجنوب بالمثالي وسط كل ما يجري في المنطقة، معرباً ان تأتي الزيارة المرتقبة الى لبنان بنتائج مثمرة لمصلحة الشعبين اللبناني والفرنسي.
ظلال قاتمة
عملياً، لم يكن ممكناً حتى ساعة متأخرة من الليل تأكيد عمّا إذا كان الرئيس المكلف، سيزور اليوم قصر بعبدا ليعهد إلى الرئيس عون بتشكيلة حكومية جديدة، على الرغم من قول الرئيس عون في يريفان، وقبل عودته إلى بيروت بأن «الرئيس الحريري مرحب به ساعة يشاء»، ذلك ان الظلال القاتمة أرخت بثقلها خلال الساعات الماضية، على محاولات إخراج التشكيلة من عنق الزجاجة، بعدما تبين ان ما تردّد عن حلول وشيكة غير دقيق، أو تحتاج إلى مزيد من الجهد المضاعف، بفعل المواقف التي أطلقها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل أمس الأوّل، مضيفاً إلى قائمة العقبات مطالبته بوزارة الاشغال إلى جانب الطاقة، واشتعال جبهة التيار – «القوات اللبنانية» بأسلحة المواقف من العيار الثقيل، بفعل التصويب الذي ركزه باسيل على «القوات»، في حين عادت الحماوة بين الحزب الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني حول الوزير الدرزي الثالث.
واضيف إلى هذه الأجواء الضبابية، موقفان زادا سوداوية الصورة الحكومية:
الأوّل: تأكيد الرئيس عون بأن الاجتماع مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لم يكن بهدف تشكيل الحكومة، لأن هذا شأن لبناني بحت، وان كان أعلن – مستدركاً – بأن الرئيس الفرنسي يرغب طبعاً بتشكيلها خصوصاً بعد اجراء الانتخابات النيابية.
والثاني: إعلان الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله، بأنه «ليس لديه أي جديد في مسألة تشكيل الحكومة، وهو الذي تتقاطع لديه كل المعلومات، لكنه حث على الإسراع في عملية التأليف، لما فيه مصلحة المواطنين، وليس من منطلق حزبي، في إشارة واضحة إلى ان الحزب غير مستعجل، إذا كان البعض يعتبر انه محشور إقليمياً، في حال تطبيق العقوبات الأميركية ضد إيران في الثالث من تشرين الثاني المقبل، نافياً بشكل قاطع ان تكون إيران أو النظام السوري يتدخلان في موضوع تشكيل الحكومة، باعتباره شأناً داخلياً مطلقاً.
بدء التداول باسماء الوزراء
وعلى الرغم من عودة التشاؤم الى مسار قرب تشكيل الحكومة، خاصة بعد سفر رئيس المجلس نبيه بري لمدة اسبوع الى جنيف، إلا ان بعض المعطيات افادت عن حصول توافقات على كثير من الامور حول توزيع الحقائب، لا سيما السيادية وبعض الاساسية والخدماتية، بحيث انه بدأ تداول اسماء الوزراء المقترحين من قبل القوى السياسية، ومنهم من هو قديم ومنهم من هو جديد لدى كل الاطراف باستثناء «المردة» الذي سيُبقي على الوزير يوسف فنيانوس لحقيبة الاشغال اذا التالية. 
لكن ما بقي غامضا هو توزيع عدد من الحقائب الخدماتية والاساسية كالعدل والتربية والاشغال والشؤون الاجتماعية مع ان بعض المصادر تؤكد ان التربية ستؤول الى الحزب التقدمي، ويبقى الخلاف على حقيبتي العدل والاشغال بين «التيار الحر»  و«القوات اللبنانية» و«المردة» التي ستطالب بحقيبة الطاقة بدلامن الاشغال اذا ذهبت الى التيار الحر. 
ولكن في الوقت ذاته يؤكد هذا الامر أن نسبة كبيرة من التشكيلة الحكومية باتت جاهزة، بحيث ذكرت مصادر «حركة امل» ان وزيرين من الثلاثة سيكونان علي حسن خليل للمالية وحسن اللقيس للتنمية الادارية او الشؤون الاجتماعية اذا لم تحصل عليها «القوات»، في حين يردد أن الثالث هو علي رحال. اما «حزب الله» فالثابت الوحيد لديه هو الوزير محمد فنيش بينما تردَّد انه سيتسلم الوزارة للمرة الاولى عضو المجلس السياسي محمود قماطي وشخص ثالث مقرب من الحزب لحقيبة الصحة قد يكون النائب الاسبق جمال الطقش. 
وبالنسبة للتيار الحر الذي يتجه لتوزير سيدات، طُرح اسم الانسة نادين نعمة لحقيبة الطاقة، وهي من ناشطي التيار القدامى ومستشارة وزير الاقتصاد، لكنها قالت لـ«اللواء»: انها سمعت بأمر توزيرها إلا انها لم تتبلغ شيئا رسميا بعد، وربما تولت حقيبة الطاقة وربما غيرها اذا صح ترشيحها للوزارة، لكن القرار بيد قيادة التيار. كما طرح اسم النائب الياس بو صعب لحقيبة الخارجية، وبيار رفول للدفاع (من حصة رئيس الجمهورية)، لكن لم يتأكد ذلك من «التيار». 
وبالنسبة لـ«القوات» قال النائب السابق انطوان زهرا لـ«اللواء» ان ما تردد عن توزيره هو او سواه هو»تسريبة» اختبارية وان ما يُطرح من اسماء سواء لدى «القوات» او غيرها غير نهائي وغير محسوم، حتى ان موضوع الحقائب لم يُحسم بعد، لكننا لن نرضى «بالفضلات الباقية»، والمفاوضات لا زالت قائمة حول عدد من الحقائب منها العدل والاشغال والتربية والشؤون الاجتماعية، مع انه بلغنا ان الرئيس عون – وليس التيار الحر- متمسك شخصيا بشدة بحقيبة العدل ولن يتنازل عنها. 
وبالنسبة لتيار المستقبل، اكدت مصادره النيابية ان شيئا رسميا لم يتأكد بعد حول اسماء الوزراء باستثناء اعلان النائب السابق مصطفى علوش انه مطروح لحقيبة الداخلية. لكن المصادر اشارت الى تردد اسم ميرنا منيمنة للتوزير.
وعلمت «اللواء» ان النائب طلال ارسلان اصر في الاجتماع الاخير لكتلته ان يسمي 5 اسماء درزية للتوزير على ان يختار رئيس الجمهورية منها اسما واحدا لكن مصادر مطلعة استبعدت ان يتم القبول بما اقترحه ارسلان.
تشكيلة اختبار
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت أمس، بتسريب تشكيلة حكومية وصفت بأنها شبه نهائية بالأسماء لم ينفها أو يؤكدها أي مرجع رسمي، وضمت الآتي:
رئيس مجلس الوزراء: سعد الحريري (سني، المستقبل)
نائب رئيس مجلس الوزراء والتربية: غسان حاصباني (ارثوذكسي، قوات)
وزير الدفاع: بيار رفول (ماروني، رئيس الجمهورية)
وزير الداخلية: اللواء ابراهيم بصبوص (سني، المستقبل)
وزير المالية: علي حسن خليل (شيعي، أمل)
وزير الخارجية: الياس بو صعب (ارثوذكسي، تيار وطني)
العدل: سليم جريصاتي (ارثوذكسي، رئيس الجمهورية)
الاتصالات: جمال الجراح (سني، مستقبل)
الطاقة والمياه: ندى بستاني (مارونية، تيار وطني)
الأشغال: يوسف فنيانوس (ماروني، مردة)
الصحة: جمال الطقش (شيعي، حزب الله)
الشؤون الاجتماعية: حسن اللقيس (شيعي، أمل)
العمل: هادي أبو الحسن (درزي، اشتراكي)
البيئة: انطوان زهرا (ماروني، قوات)
الثقافة: ملحم رياشي (كاثوليك، قوات)
الزراعة: وائل ابو فاعور (درزي، اشتراكي)
الاقتصاد : ميرنا منيمنة (سنية، تيار المستقبل)
الصناعة: محمود قماطي (شيعي، حزب الله)
السياحة: أواديس كيدانيان (ارمني، تكتل لبنان القوي)
شؤون رئاسة الجمهورية: جبران باسيل (ماروني، تيار وطني)
مكافحة الفساد: فادي عسلي (سني، رئيس الجمهورية)
التنمية الإدارية : علي رحال (شيعي، أمل)
شؤون مجلس النواب: محمد فنيش (شيعي، حزب الله)
شؤون المرأة: مي شدياق (مارونية، قوات)
الاعلام: داليا داغر (مارونية، تيار وطني)
الشباب والرياضة: رأفت صالحة (درزي، توافقي رئيس الجمهورية)
المهجرين: نبيل بستاني (ماروني، توافقي اشتراكي)
النازحين: مصطفى علوش (سني، تيار المستقبل)
وزير دولة: غطاس خوري (ماروني، تيار المستقبل)
وزير دولة لشؤون حقوق الانسان: ميراي عون (مارونية، رئيس الجمهورية)
وحسب هذه التشكيلة، والتي قد تكون على قدر من الواقعية، فإن حصص القوى السياسية تتوزع على ثلاث عشرات، ولا تلحظ ثلثاً معطلاً لأي طرف، إذ ان التيار الحر سيكون له عشرة وزراء بمن فيهم حصة رئيس الجمهورية، الذي سيكون من حصته وزير سني من خارج تيّار «المستقبل» هو فادي عسلي، في حين نال تيّار «المستقبل» ستة وزراء، وبينهم الرئيس الحريري، واعطي له وزير ماروني هو غطاس خوري في مقابل السني السادس.
بينما نالت «القوات اللبنانية» أربعة وزراء، من بينهم نائب رئيس الحكومة مع حقيبة التربية، وذهب الدرزي الثالث إلى شخص توافقي هو رأفت صالحة مع حقيبة الشباب والرياضة، ولم يحدث أي تعديل في حصة حركة «أمل» و«حزب الله»، بما في ذلك حقيبتي المالية والصحة، فيما احتفظ الوزير يوسف فنيانوس بالاشغال على الرغم من التجاذب حول هذه الحقيبة.
على ان اللافت في هذه التشكيلة، ان الوزير باسيل تخلى عن الخارجية لمصلحة النائب بو صعب، وأعطيت وزارة الإعلام لداليا داغر، وتم تعيين ابنة الرئيس عون ميراي الهاشم عون وزارة دولة، وخروج الوزير سيزار أبي خليل من وزارة الطاقة لصالح السيدة ندى بستاني، وبقاء جريصاتي في العدلية، وتبوأ بيار رفول للدفاع كوزارة سيادية.
ردّ «القوات» على باسيل
وكان كلام باسيل الذي صوب على «القوات» في اطلالته التلفزيونية، أمس الأوّل، ولا سيما لناحية اشارته إلى ضلوعها في مجزرة إهدن، ترك استياءً لدى الأوساط القواتية، وهو ما ترجم بالمواقف التي صدرت عن نواب كتلة «الجمهورية القوية»، حيث أسفت عضو الكتلة النائبة ستريدا جعجع ان ينبري وزير الخارجية، في هذه اللحظة التاريخية بالذات بالحديث عن الموضوع بأسوأ وأخبث طريقة ممكنة ملؤها الحقد والشر والنيات السلبية حيال الطرفين.
ولفت إلى انه إذا كان الوزير باسيل ضد «القوات» أو ضد «المردة» أو ضد تلاقيهما أو ضد تلاقي أي طرفين لبنانيين، فهذا حقه في السياسة، لكن ان يتسلل الى قضية وجدانية وان يدخل الى جرح عميق عانى منه اللبنانيون على مدى اربعين عاما ليُعيد فتحه وغرز السكين فيه لهو امر لم يتصوره، والانكى انه استخدم معطيات مغلوطة تماما، والذين اصبحوا في دنيا الحق يعرفون تماما من قرر ومن نفّذ».
وفي ما يتعلق بالتشكيلة الحكومية، اتهمت جعجع باسيل بتحوير ما نص عليه تفاهم معراب بالنسبة لمناصفة المقاعد الوزارية المخصصة للطائفة المسيحية، معتبرة ان كلامه عن تولي «القوات» حقيبة سيادية «محض تضليل».
ولفتت الى «ان لا يعود للوزير باسيل وضع المقاييس التي إما يضعها الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وإما مجموع الكتل النيابية المكوّنة للمجلس النيابي، ورغم ذلك يصرّ على مصادرة هذا الحق لنفسه»، مضيفةً «لضرورات البحث لا غير حتى عندما يضع باسيل مقياسا فهو يطبّقه على غيره ولا يطبّقه على نفسه، فإذا سلّمنا جدلا بمقياس وزير لكل 5 نواب يكون بادئ ذي بدء لرئيس الجمهورية كما هو متفق عليه في اتفاق معراب 3 وزراء في حكومة ثلاثينية ويكون لباسيل 4 وزراء، اما بقية الاحزاب فلا يكون لهم وزراء، فتبقى 5 مقاعد وزارية مسيحية فارغة».
نصر الله
اما السيّد نصر الله، فشدد في الكلمة التي ألقاها خلال الحفل التأبيني الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على وفاة الحاجة آمنة محمود سلامة (أم عماد مغنية) على أهمية الإسراع في تشكيل الحكومة، ولفت إلى ان ما يجري في موضوع السيول في بعلبك – الهرمل يجب ان تسارع الوزارات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها بشكل سريع بعيداً عن البيروقراطية، داعياً هذه الوزارات إلى ان تكون على مستوى عال من الاستنفار.
وأشار نصر الله الى أن «مهزلة الحرب النفسية التي خرج بها رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بموضوع الصواريخ»، وقال: «أؤكد رسميا أن سياستنا فيما يتعلق بالامور العسكرية وسلاحنا هي الغموض البناء»، مشدداً على انه «ليس كل ما يتكلم نتانياهو بشيء علينا تقديم اجابات، من الخطأ اساسا تقديم اجابات، النفي هو تقديم معلومات لاسرائيل».
وشكر الوزير باسيل على دبلوماسيته المتقدمة في الدفاع عن لبنان، لافتاً إلى انه منذ اللحظة الأولى لم نعلق على الاتهامات في موضوع المطار، ولا يتوقع أحد منا أي تعليق على هذه الاتهامات.