إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 4 آب، 2018

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 28 تموز، 2017
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 14 تشرين الثاني، 2017
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم ‏‏‏‏‏الإثنين‏، 04‏ نيسان‏، 2022

كشفت صحف اليوم عن "تفاصيل" التدخل السعودي في مسألة تأليف الحكومة. وتحدثت عن "انقلاب" نفذه الرئيس المكلف سعد الحريري على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. بحيث يتم "تعليق" العهد بين حدين : القبول بشروط "تحالف ج ـ ج + ح"، وبالتالي نسف نتائج الإنتخابات النيابية. أو منع ولادة الحكومة وإلقاء مسؤولية أزمات النظام وفشل حكم الأوليغارشيه على الرئيس عون. هكذا سافر الرئيس المكلف إلى الخارج، وهكذا سافر سمير جعجع (العميل "الإسرائيلي" السابق) في زيارة خاصة إلى الخارج. أما في العاصمة بيروت، فقد كلف النائب السابق وليد جنبلاط وفداً من شيوخ المذهب بمهمة نقل "مذكرة سياسية" ضد سوريا إلى سفارات الخارج …
Related image
الأخبار
عواصم عربية تحرّض الحريري ضد عون
وفد ديني جنبلاطي للسفارات: نطلب حماية دولية للسويداء

أثارت تصريحات الرئيس ميشال عون المنشورة في «الأخبار» أمس، اهتمام جهات محلية وخارجية، خصوصاً لناحية تفاؤله بقرب تشكيل الحكومة. وحصلت مراجعات مع مقرّبين من القصر الجمهوري، ليتبيّن أن التفاؤل غير واقعي على الاطلاق، وأن الرئيس عون لا يريد ان يتم تحميله مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة.
وذكرت مصادر دبلوماسية ان المشكلات تنوعت بين صراع خفي على الصلاحيات وصراع على حصة «القوات اللبنانية» الوزارية. وقالت المصادر إن الرئيس المكلف سعد الحريري صارح الرئيس عون بأنه لا يمكنه السير في حكومة لا تلبي طلبات «القوات اللبنانية»، وان الحريري سمع جواباً مفاده أنه يجب أن يتحمل مسؤوليته، وأن يبادر الى طرح تشكيلة ويعرضها على المجلس النيابي لنيل الثقة. وقالت المصادر إن الرئيس عون شدد امام الحريري على عدم امكانية ربط حاجات ومصالح البلاد بمطلب قوة سياسية معينة، وإنه لا يمكن للبلاد الانتظار وقتاً طويلاً.
لكن الذي طرأ، أمس، هو الكشف عن شكوى الحريري من محاولات النيل من صلاحياته في عملية تشكيل الحكومة، وان الرئيس عون كما التيار الوطني الحر يحاولان فرض أعراف في سياق استعادة غير دستورية لصلاحيات رئيس الجمهورية، سواء لجهة احتكار مناصب مثل نائب رئيس الحكومة أو الحصول على ثلث المقاعد الوزارية من ضمن الحصة العونية.
وعلمت «الأخبار» أن شكوى الحريري لاقت صدى في أوساط سياسية تنتمي الى الطائفة السنية، وهي التي قررت تجاوز ملاحظاتها على أداء الحريري، وتحركت للتضامن معه تحت عنوان حماية صلاحيات وموقع رئاسة الحكومة، ورفض العودة إلى ما قبل اتفاق الطائف. ومن ثم تبيّن أن هذه المجموعة تلقّت طلبات من السعودية والامارات ومصر بالوقوف الى جانب الحريري، قبل أن يتوجه سفراء الدول الثلاث الى إبلاغ الحريري مباشرة أنهم سيقفون الى جانبه لمنع إدخال أي تعديل على اتفاق الطائف، مع تشديد سعودي ـــــ إماراتي على عدم السير في حكومة لا تتمثل فيها القوات اللبنانية بحسب ما تريد، أو أن يجري العمل على محاصرة النائب وليد حنبلاط من خلال خروقات في التمثيل الدرزي.
وقرأت المصادر هذه التحركات بأنها وسيلة جديدة لتأخير تشكيل الحكومة ومحاصرة الحريري بطلبات من شأنها تأخير التأليف. وردت المصادر الأمر الى أن الجهات الخارجية الداعمة لقوى 14 آذار تعتقد أن المناخ ليس مؤاتياً لإعادة تجديد التسوية التي رافقت انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية.
من جهة ثانية، علمت «الأخبار» أن الرئيس الحريري تبلغ من القوات اللبنانية عدم ممانعة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر إسناد حقيبة سيادية للقوات من ضمن الحقائب الأربع التي يفترض أن تسند إليها، وأكد الحريري لمن راجعوه أن حقيبتي الداخلية والمالية محسومتان له وللرئيس نبيه بري، وبالتالي يصبح الأمر رهن تخلي التيار الوطني الحر عن إحدى حقيبتي الدفاع والخارجية.
وعلم أن الحريري تلقّى إشارة من التيار الوطني الحر بأنه لا يمانع في حصول القوات اللبنانية على حقيبة وزارة الخارجية!
جنبلاط وسوريا: عنزة ولو طارت!
وفد ديني جنبلاطي للسفارات: نطلب حماية دولية للسويداء
يستمر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بتصعيده السياسي ضد سوريا، وهذه المرة من خلال استثمار الجرح النازف في السويداء. وقد كلّف قبل أيام وفداً من قضاة المذهب الدرزي زيارة سفارات الدول الكبرى في بيروت، وتسليمها مذكرة تحمّل الدولة السورية مسؤولية الاعتداء الإرهابي، وتطالب بحماية دولية لدروز السويداء (مقال فراس الشوفي).
لا تؤشّر حركة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، عبر تحريضه أهالي السويداء من طائفة الموحدين الدروز للتمرّد على دولتهم، على أن الحرب السورية أضحت في خواتيمها. يتصرّف جنبلاط، منذ مدّة، وكأن التسوية الدولية في سوريا لا تزال بعيدة، وأنّ بالإمكان تغيير المعادلات، بمجرّد أن تقف جهة ما، «محليّة»، مهما علا شأنها، في وجه القطار الدولي والإقليمي. والحقيقة ليست كذلك طبعاً. فالدولة السورية والرئيس بشّار الأسد، فرضا بصمودهما على العالم انتهاء الحرب، بعد استنزاف الجميع، خصوصاً أولئك الذين وعدوا جنبلاط وحلفاءه من التنظيمات السورية المسلّحة بالتغيير، وأخلفوا. وها نحن نرى فصائل بقدّها وقديدها، مدجّجة بالسلاح، تهرع للاستسلام تحت غطاء المصالحات، والجيش السوري يعود للسيطرة على كامل الأرض السورية، ودولاً، مثل الأردن التي تلطّى جنبلاط خلفها لسنوات، تقف على أعتاب دمشق، لأجل أقل من مئة مليون دولار، كان يؤمّنها معبر نصيب الحدودي، قد تمنع اقتصاد المملكة من الانهيار، وخوفاً من انفلات أمني واسع تعكسه نهاية الحرب السورية على الشمال الأردني، بدل أن ينتهي به الحال كـ «طابخ السم… آكله».
لكنّ جنبلاط، الذي بات يتعامل منذ سنوات مع الحرب السورية من زاوية شخصية، اعتاد الرهانات الخاسرة، على الأقل منذ 2005 وحتى اليوم. وهو، مثل أي مقامر مسلوب الإرادة لـ«الكازينو السياسي»، ينتظر الخسارة المحتومة. كلّما طال وقت اللعبة، تقلّصت فرصه وارتفعت حظوظ صاحب الرأسمال الأكبر.
لم يعد خافياً، أن جنبلاط عقد مع السعوديين اتفاق «الشيطان» في زيارته الأخيرة للسعودية. يقول أكثر من سياسي لبناني إن السعوديين طلبوا من جنبلاط مواجهة حزب الله، فاعتذر، لعدم قدرته على ذلك، فاقترح أن يواجه الرئيس ميشال عون وسوريا، في مقابل عودة جزء من الدعم المالي السعودي إليه.
لا همّ. على ما تقول مصادر دبلوماسية لـ«الأخبار» مطّلعة على الدور الروسي في التقارب السعودي ــ السوري، وتشير إلى أن السعوديين أنفسهم وضعوا خطّة لإعادة العلاقات مع الدولة السورية، مثلهم مثل العديد من الدول الأوروبية والعربية التي عاد بعضها فعلاً للتنسيق مع سوريا، تمتد إلى نحو سنتين. وخلال السنتين المقبلتين، قد يصبح جنبلاط وغيره من أدوات التصعيد، لزوم ما لا يلزم.
ومما لا ريب فيه أيضاً، أن جنبلاط، ينتعش في هذه الأيام على سياسات التيار الوطني الحرّ وسلوك بعض رموزه التحريضية، إضافة إلى سياسة التيار المدعومة من الرئيس ميشال عون في الساحة الدرزية. لكنّ هذه النتائج مرحلية أيضاً، ولكي لا ينسى أحد، فإن ما يطلق عليه «المجتمع المدني» في لبنان، نال أكثر من عشرة آلاف صوت في دائرة الشوف وعاليه، على رغم التحريض الطائفي، فكيف سيكون الحال في الانتخابات المقبلة؟
لكن الغطاء الذي يوفّره حزب الله تحديداً لوليد جنبلاط في الداخل اللبناني، بوصفه حارساً لتوازنات الطوائف، لا يمكن أن يمتدّ إلى سوريا، خصوصاً إذا كان جنبلاط، في حالة السويداء تحديداً، يعرض بضاعة في سوق لا زبائن لها، حتى إسرائيل، التي يبدو أنها انتظمت، بفعل الأمر الواقع، في صفوف التسوية الدولية والتسليم بعودة سوريا إلى سابق عهدها.
المهم الآن أن تصعيد جنبلاط ضد سوريا له أسبابه. فهو، بحسب المعلومات، استطلع قبل فترة إمكانية عودة علاقاته مع سوريا، أو على الأقل انتهاء حالة العداء معها. ليس حبّاً بسوريا طبعاً، بل طمعاً بعقود إعادة الإعمار والكنوز الموعودة ما بعد الحرب. غير أن المعلومات أيضاً، تؤكّد أن سوريا لن تهادن من وقف يوماً ما ضدّها خلال الحرب، وغمّس يديه بدم أبنائها وطالب بالتدخل الخارجي ضدّها. حتى أولئك الذي لم يعادوها وغابوا عنها، سينتظرون المدّة الزمنية ذاتها التي قاطعوا دمشق فيها، حتى تستقبلهم من جديد. وقد وصلت تلك الأجواء إلى جنبلاط، فأيقن أن الاعتراف بساعات التخلّي لم يعد يجدي نفعاً.
من هنا، يمكن فهم تصعيد جنبلاط، الذي وجد في الدم المسفوك في السويداء، شمّاعة ليعلّق عليها سنوات من الرهانات الخاطئة، محاولاً الدفع باتجاه «حماية دولية» للسويداء ليجد له دوراً أوسع من دوره الذي يتقلّص في لبنان، متناسياً أن آخر تجاربه مع دروز سوريا وتعهداته بالضمانات التركية لحمايتهم، انتهت بمجزرة في بلدة قلب لوزة في جبل السماق في ريف إدلب.
ولا يلام جنبلاط على خياراته المتهوّرة تلك، حين يكون في محيطٍ من المستشارين والأعوان، على النحو الموجود اليوم. فالمحيطون بوليد جنبلاط اليوم، ثلاثة أنواع من «السياسيين»: النوع الأول هو النوع المحترف، الذي يحاول تقديم آراء متباينة إلى حدّ ما، لكنّه لا يجد آذاناً صاغية وينتهي به الأمر بالزجر والنهي. النوع الثاني من المحترفين أيضاً، لكنّه يفضّل الصمت وإبداء الطاعة المطلقة. أما النوع الثالث، وهو الأكثر قدرة على التأثير اليوم، فهو من الصنف الحاقد الذي يقرأ الأمور بسطحيتها ويهزّ رأسه دائماً بالموافقة، فيدفع بجنبلاط أكثر نحو التهوّر. والصنف الأخير، هو الذي أدّى دوراً خلال الحرب السورية وأخفق، ونسج شبكة من العلاقات مع أجهزة الاستخبارات المعادية لسوريا، وهو المرشّح ليكون إلى جانب النائب تيمور جنبلاط في رحلته السياسية المقبلة، بالعقلية المسطّحة ذاتها، فنجد تيمور نسخة مصغّرة عن والده، يرث أزماته العابرة للسياسة. على عكس وليد جنبلاط القديم، الذي لبس عباءة والده في دمشق، عندما كان مقتنعاً بأن سوريا تقف خلف اغتيال والده الراحل كمال جنبلاط.
خلال الأيام الأخيرة، ذهب وليد جنبلاط بعيداً في الحرب على سوريا. فهو لم يكتفِ باستخدام الدروز اللبنانيين ضد سوريا في 2005، إلا أنه سخّر أخيراً مشيخة العقل والشيخ نعيم حسن، في سياق معركته الخاسرة. في الأسبوعين الأخيرين، طلب وليد جنبلاط من مشيخة العقل تشكيل وفد من قضاة المذهب الدرزي، ليجول على سفارات الدول الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في بيروت، وتسليمها «مذكّرة» تطالب بحماية دروز السويداء (حصلت «الأخبار» على نسخة منها). ويرد في المذكّرة حرفياً، مطلبان: «إطلاق جميع المخطوفين من النساء والفتيات والأطفال بالسرعة القصوى، والمحافظة على وجود أبناء طائفة الموحدين الدروز وخصوصيتهم ضمن انتمائهم العربي والوطني من كافة الأخطار التي قد يتعرّضون لها». غير أن الكلام المنمّق في الكتاب، تولّى الشيخان فيصل ناصر الدين (رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا) والشيخ غاندي مكارم (قاضي المذهب في المتن الأعلى) اللذان ترأسا وفد القضاة شرحه للسفراء.
وبحسب المعلومات، أكد مكارم وناصر الدين أول من أمس أمام السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيث ريتشارد، تحميل الدولة السورية مسؤولية هجوم «داعش» الإرهابي على السويداء، وطالبا بحماية دولية للمحافظة. فيما أكّدت مصادر أخرى أن الوفد التقى القائم بالأعمال الروسي في بيروت، بيتشلاف ماسودف قبل ثلاثة أيام، وسمعا منه رأياً روسياً مغايراً، يتوافق مع المعرفة الروسية لطبيعة الهجوم على السويداء وواقع المحافظة، والخطوات التي يُعدّها الجيش السوري للاقتصاص من الإرهابيبين.
ومن المتوقّع أن يتابع الوفد جولته على سفارتي بريطانيا وفرنسا خلال الأيام المقبلة. وليس خافياً أن جنبلاط كان قد أوفد قبل يومين ابنه تيمور والنائب وائل أبو فاعور إلى موسكو (عادا ليل أمس إلى بيروت)، في محاولة لتوفير غطاء روسي لحركة جنبلاط، خصوصاً بعد الرسالة التي تلقّاها جنبلاط على لسان مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف عن ضرورة حفاظ الأخير على «شعرة معاوية» مع روسيا، فضلاً عن تسويق فكرة الحماية الدولية، وأيضاً محاولة «تجنيد» الروس للعب دور جنبلاطي في تحرير المختطفين من أبناء السويداء لدى «داعش».

اللواء
ركود التأليف يُفاقم أزمة الكهرباء.. والحريري في إجازة
جنبلاط يهدئ مع بعبدا .. والفرزلي يقترح على عون توجيه رسالة إلى المجلس

في البلد أزمة، والأزمة تتعدّى تأخير تأليف الحكومة، اوتلاشي «التسوية الرئاسية» إلى ما هو ابعد: إلى فقدان الثقة بين الكتل «القوية» او الضعيفة، التي نجمت عن انتخابات عام 2018، وأعادت «التموضع النيابي» والسياسي بما يشبه رجحان كفة فريق سياسي على فريق سياسي.
وتكاد الأزمات الحياتية تتقدّم على ما عداها، سواء في ما يتعلق بالكهرباء، بعدما انتقلت الباخرة سلطانة من الزهراني إلى كسروان حيث ستغذي قرى القضاء وبعض قرى المتن بكهرباء 24/24، وفقاً لما أعلن وزير الطاقة سيزار أبي خليل، في وقت تداعت فيه كتلة التنمية والتحرير والبلديات والمجالس الاختيارية ومكتب الشؤون البلدية في أمل لوقفة احتجاجية للتعبير عن الموقف والمطالبة بحل مشكلة الكهرباء وحرمان المناطق الجنوبية من التغذية الكهربائية عند الساعة 11.00 من قبل ظهر اليوم امام معمل الكهرباء في الزهراني..
ويأتي التوتر الكهربائي هذا على خلفية المراوحة القاتلة في ملف التأليف، مع تزايد العقد لا سيما الدرزية منها، فضلاً عن عقدة «القوات» والحقيبة السيادية.
وعلى هذا الصعيد، توقعت مصادر مواكبة لعملية التأليف (المستقبل قناة) ان النظام السوري يبذل محاولات مستميتة لضرب التسوية الرئاسية، عبر شروط تبدأ:
1- بفرض توزير طلال أرسلان.
2- والمطالبة بحصة وزارية لستة 8 آذار.
3- فرض التطبيع على الحكومة مع النظام السوري.
4- إعادة الانقسام إلى لبنان من زاوية فريقي 8 و14 آذار في محاولة لإعادة اختراق لبنان.
ومساءً، صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس الحريري الآتي: «يتداول بعض وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية معلومات منسوبة لمصادر بيت الوسط ولأوساط مقربة من الرئيس المكلف بشأن تشكيل الحكومة. يهم المكتب الاعلامي التأكيد على عدم صحة ما يتم تداوله، خلاف ما صدر ويصدر عن الرئيس الحريري وفريق العمل المكلف متابعة الشأن الحكومي».
وكانت الـ«L.B.C» نسبت إلى أوساط «القوات» قولها ان الرئيس الحريري وعد معراب بإعطائها اما الدفاع واما الخارجية.
ويغادر الرئيس الحريري خلال الساعات المقبلة بيروت إلى أوروبا، في إطار زيارة ذات بعد اجتماعي، على ان يعود إلى بيروت مطلع الاسبوع المقبل، لاستكمال الاتصالات حول تأليف الحكومة.
وفي بعبدا، لا نشاط رسمياً أمس، ولم يطرأ أي تطوّر في الملف الحكومي، الا ان النائب ماريو عون بحضور «تكتل لبنان القوي» قال لـ«اللواء» ليل أمس، لم تستجد أية عناصر، وما يسرّب حول التأليف لا يعدو كونه تخمينات.
وأشار إلى ان الوزارة السيادية التي تطالب بها القوات تتعلق بالرئيس المكلف وصلاحياته، ولا مانع للتيار الوطني الحر ولا فيتو لديه على أحد، لكن لا يُمكن الأخذ من حصتنا.
وتوقع ان تنال «القوات» حقيبة سيادية، مذكرا بما قاله الوزير باسيل، من ان الرئيس المكلف اذا ناداني فسيجدني.
ووصف عون العقدة الدرزية بأنها «أقبح من الثلث المعطل»، وهي قائمة، مكررا رفضه استئثار أي كتلة بكل المقاعد العائدة لطائفتها.
الفرزلي
والأبرز في الاشتباك السياسي، ما جاء على لسان نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، من ان ينصح الرئيس ميشال عون بتوجيه رسالة إلى المجلس النيابي تتضمن شرحاً للأسباب الموجبة، كمثل ان الاستشارات الملزمة سمت الرئيس سعد الحريري، وهذا يتفق مع رغبتي، لكن الحكومة لم تؤلف، ويدعو في الرسالة المجلس لاتخاذ ما يلزم ويتحمل مسؤولياته.
واستبعد الفرزلي خضوع الرئيس عون لتشكيلة لا تتوفق مع قناعاته، حتى ولو تأخر التأليف إلى ما شاء الله.
تحوُّل جنبلاطي
وفي تطوّر آخر، دعا النائب السابق وليد جنبلاط ان تكون المصالحة لحظة تأمل في كيفية اعتماد لغة الحوار وعقلانية بعيدا عن لغة الغرائز التي تجرفنا جميعاً.. موجهاً التحية لكل شهداء الوطن دون تمييز، كفانا تفويت الفرص، آن الأوان لنظرة موحدة إلى المستقبل تحفظ الوطن وتصونه في هذا العالم الذي تتحكم فيه شريعة الفوضى.
ولاقت هذه التغريدة ارتياحاً في أوساط التيار الوطني الحر، وبعبدا أيضا.
يذكر انه تمّ أمس إطلاق سراح المغرد والناشط الفايسبوكي رشيد جنبلاط بعد توقيفه 24 ساعة على خلفية شكوى من الوزير باسيل

البناء
مجزرة سعودية في الحديدة لتخريب خطة غريفيث… وتهديدات أنصار الله بالانتقام للمدنيين
إيران تضمن تسويق إنتاجها من النفط والغاز… وبومبيو يصبّ غضبه على كوريا
الحريري يؤجّل الحكومة لما بعد التطبيع السعودي السوري… المرجّح نهاية العام

الاختناق السعودي الناتج من الانتخابات الباكستانية التي تسبّبت بإرباك حسابات دول الخليج كلها، سواء في علاقات إيران داخل العالم الإسلامي من بوابة أكبر دولة إسلامية سنية، ونووية وفاعلة في ملفّات حساسة وتملك رصيداً من العمالة الضخمة في الخليج يجعل منها عنواناً من عناوين الأمن القومي لحكوماته، والآتي بعد تموضع تركي مقلق للسعودية، لم تستطع تحمّل النتائج التي خرجت من مناقشات مجلس الأمن الدولي حول اليمن، وما فيها من دعم لمساعي الحل السياسي التفاوضي على قاعدة وقف الحرب، وما يعنيه من قطع الطريق على مشروع الهجوم على الحديدة، في ظل خشية غربية من تداعيات هذا الهجوم باستهداف الملاحة النفطية في البحر الأحمر، ما دفع السعودية لارتكاب حماقة سياسية عسكرية تجسّدت في قصف الأحياء السكنية والأسواق في مدينة الحديدة بصواريخ ثقيلة ما أدّى إلى مجزرة مروّعة بحق المدنيين، ودفع بأنصار الله إلى التهديد بالانتقام للمدنيين. وهو ما يتوقع أن يؤدي لقصف صاروخي يستهدف منشآت استراتيجية في السعودية والإمارات.
على مستوى التجاذب المرتبط بالملف النووي الإيراني سجلت الأوساط المتابعة، تطوّرات هامة تتمثل بنجاح إيران في الوصول لترتيبات تجارية ومالية بالتعاون مع روسيا والصين وأوروبا تضمن تسويق إنتاجها من النفط والغاز، خصوصاً مع تشريع الرئيس الروسي لقيام شركات روسية في مناطق الأوف شور الروسية بتخطي العقوبات المصرفية في أعمالها التجارية، وتمسّك تركيا وباكستان بالمصادر الإيرانية لمستورداتهما من النفط والغاز، وحفاظ الصين رغم العقوبات على حصتها من النفط والغاز المستوردين من إيران. وفيما واصلت واشنطن غيظها من الانتهاكات التي تتعرض لها عقوباتها المفروضة على إيران، صبّت واشنطن بلسان وزير خارجيتها غضبها على كوريا الشمالية واتهمتها بالخروج عن تعهداتها السابقة، بينما يزور وزير خارجية كوريا الشمالية طهران الأسبوع المقبل.
لبنانياً، صار واضحاً الربط الذي أقامه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بين تأليف الحكومة والعلاقات اللبنانية السورية، حيث يحتل ملف النازحين والعلاقات التجارية بالعراق والخليج عبر سورية ودور لبنان في إعادة الإعمار في سورية، مكانة أولى في تطلعات اللبنانيين، ويرفض الرئيس الحريري علناً القيام بالاتصالات اللازمة التي تستدعيها المصلحة الوطنية، وقوله علناً ولو استدعت المصلحة الوطنية هذا التواصل فهو لن يقوم به. وتقول مصادر معنية بالملف الحكومي، هذا ليس الحريري الذي يتكلم والقطيعة مع سورية لم تأت بسبب قضايا تخصه أو تخص لبنان. وهو قد تجاوز ما يخصه ويخص لبنان من وجهة نظره في ذروة الأزمة، لأنه تلقى تمنياً من الملك السعودي، وزار دمشق
التتمة ص8
وأعلن علاقة استراتيجية بقيادتها، وتراجع عن اتهامها باغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، معلناً براءتها من الاتهامات. ما يعني طالما أن الحريري لم يطبّق النصف الثاني من كلامه عن إذا استدعت المصلحة الوطنية التواصل مع سورية فتشوا عن غيري، وهو يرفض الاعتذار عن تأليف الحكومة، فلا تفسير لتعطيل الحكومة سوى ربط تشكيلها بمعايير مقبولة، سوى تريثه لحين تطبيع العلاقات السعودية السورية وزوال الفيتو السعودي على ولادة حكومة لبنانية تسبق السعودية بالتطبيع مع سورية وتترأسها إحدى القيادات المحسوبة عليها.
الحريري يُكمِل انقلابه على عون…
خيّم الجمود التام يوم أمس، على مشهد التأليف الحكومي وسط غياب كامل لحركة الاتصالات واللقاءات عن بيت الوسط، في وقت غادر الرئيس المكلف سعد الحريري بيروت مساء أمس، في إجازة خاصة، وسبقه رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع الذي غادر برفقة زوجته النائب ستريدا جعجع في زيارة خاصة إلى الخارج.
وإذ تتجمّد الاتصالات الحكومية الى حين عودة الحريري وجعجع المفترضة منتصف الأسبوع المقبل، فشلت مشاورات ومفاوضات الأيام الأخيرة بحلحلة العقد، وإذ أكدت مصادر «البناء» أن «الحكومة دخلت في المجهول وقد يطول أمدُ التأليف حتى الخريف المقبل وأن الظروف الاقليمية لم تنضج لولادتها وما يجري من حراك داخلي لا يعدو كونه مناورات تفاوضية وسياسية»، أشار إعلام 14 آذار نقلاً عن مصادر مطلعة على ملف التأليف أن «العقد في مكانها وتزداد تعقيداً خاصة الدرزية منها، وعقدة «القوات اللبنانية»، مشيرةً الى أن «رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ليس ضد إعطاء «القوات اللبنانية» 4 حقائب ولكن المشكلة ليست عنده بل عند آخرين». في وقت أكدت مصادر «الحزب التقدمي الاشتراكي» لـ «أل بي سي» «تمسك الحزب بالوزراء الدروز الثلاثة ومن اخترع العقدة الدرزية يمكنه حلها». أما مصادر التيار الوطني الحر فأشارت لـ»البناء» الى أن «مطالبة القوات اللبنانية بخمسة مقاعد ليست سهلة التحقق، لكن الإيجابية المستجدّة تقتصر على اقتناع القوات، بأن نائب رئاسة الحكومة من حصة رئيس الجمهورية». ولفتت الى أن «التيار لا يضع فيتو على أي حقيبة، لكن مسألة منح القوات حقيبة سيادية تبحث مع الرئيس المكلف وليس من حصتنا». ونقلت المصادر عن الرئيس عون عتبه على الرئيس المكلّف بسبب أدائه في ملف التأليف، كما أبدت استغرابها الشديد «إزاء رفض الحريري التواصل مع الوزير جبران باسيل لمحاولة تذليل العقد في الوقت الذي يستقبل فيه الحريري كل الأطراف لا سيما رئيس القوات»، مشيرة الى أن «من واجب الرئيس المكلف أن يبادر للتواصل مع كافة الأطراف لتأليف الحكومة والوزير باسيل مستعدّ لتلبية الدعوة للحوار».
وفي وقت ترفض مصادر رئيس الحكومة التعليق على نتائج لقاءات الحريري الأخيرة، صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري الآتي: «يتداول بعض وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية معلومات منسوبة لمصادر بيت الوسط ولأوساط مقربة من الرئيس المكلف بشأن تشكيل الحكومة. يهمّ المكتب الإعلامي تأكيد عدم صحة ما يتم يتداوله، خلاف ما صدر ويصدر عن الرئيس الحريري وفريق العمل المكلف متابعة الشأن الحكومي».
وقد أظهرت مفاوضات الأيام الأخيرة تمسك الرئيس المكلف بمطالب الثنائي جعجع جنبلاط، وفقاً للحلف الثلاثي المستجدّ وتجاهل رئيس الجمهورية، الأمر الذي رأت فيه مصادر سياسية استكمال للانقلاب الحريري على عون بإرادة سعودية، وما يؤكد تثبيت هذا الحلف هو زيارة رئيس القوات الأخيرة الى بيت الوسط ثم زيارة النائب وائل أبو فاعور الخاطفة الى السعودية ثم قيام جنبلاط بإيفاد النائب هادي أبو الحسن الى معراب، ما فضح الخيط الرفيع بين مواقف القوى الثلاث الذي هو خيط سعودي، ما يعود بالذاكرة الى عشية الانتخابات النيابية حينما أبلغت السعودية المعنيين أنه بمعزل عن نتيجة الانتخابات فإن المملكة ستُعيد ترسيخ حلفها التقليدي في لبنان الحريري – جنبلاط – جعجع وبدا واضحاً تدرُّج مواقف جنبلاط السورية منذ أزمة النازحين ثم أحداث السويداء كجزءٍ من أوراق الاعتماد للمملكة، ثم تغريدات جعجع عن معركة الحديدة كجزء من الانخراط بالحلف مقابل حلف في الصراع القائم في المنطقة. وقد قالها نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بوضوح بأن قوى إقليمية تضغط لعدم تأليف الحكومة.
وتشير مصادر في 8 آذار لـ»البناء» الى أن «السعودية تضغط لإعادة حضورها في لبنان من خلال إجبار الحريري على الانقلاب على نفسه وعلى الذين ساعدوه في فك أسره من سجنه السعودي وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال عون، فكان المطلوب افتعال العقد الثلاث، عقدة مسيحية تتصل بالقوات وأخرى درزية تتعلق بجنبلاط وثالثة سنية ترتبط بالحريري وسنة المعارضة، بهدف تجويف نتائج الانتخابات والالتفاف على موازين القوى النيابية التي تظهّرت جلياً بانتخاب النائب إيلي الفرزلي بـ 80 صوتاً نائباً لرئيس المجلس النيابي». وتلفت المصادر الى أن «الفريق السعودي في لبنان يريد إما تأليف حكومة تؤدي الى فرط موازين القوى الجديدة أو منع التأليف لخلخلة عهد الرئيس عون أو ضرب الحكومة التي قال عون إنها حكومة العهد الأولى. وفي كلتا الحالتين تتحقق النتيجة المرجوة التي يسعى إليها هذا الفريق. فإذا تألفت الحكومة بناءً على شروط الحلف الثلاثي يعني نسف الموازين النيابية الجديدة وإذا لم تُؤلف، فينتهي الأمر الى إسقاط عهد عون وضرب الرئيس القوي وحكومة العهد الأولى».
وتحذّر مصادر 8 آذار بأن «البلد معلّق على لائحة الانتظار، حيث تم ربطه سعودياً بالصراع في المنطقة بهدف تجميع أوراق الضغط على إيران خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. والملف الحكومي أحد هذه الأوراق المستخدمة»، وتشير الى «أننا أمام مدى مفتوح في التأليف تتخللها مواقف طائفية لمنع حكومة أكثرية والحؤول دون انتزاع التكليف من الرئيس المكلف. وهنا يندرج موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بهدف منح الرئيس المكلف الغطاء الطائفي لاستمراره في التكليف والتأليف كجزءٍ من منظومة الضغط على الرئيس عون».
وترى المصادر بأن «العلاقة مع سورية أحد أوجه الخلاف بين فريقي 8 آذار ورئيس الجمهورية من جهة وفريق 14 آذار من جهة ثانية. وهذا ينعكس على التأليف حيث من المعروف أن للحكومة أجندة وأولويات في إطار الإدارة السياسية للبلد، وأكبر مهمتين تواجهان الحكومة: التعامل مع سورية المنتصرة وفتح الملفات على مصراعيها لا سيما ملف النازحين السوريين».
وتؤكد المصادر بأن «حزب الله يراقب مسار التأليف، لكنه لا يتدخل بل يترك الأمر لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف، لكن فريق المقاومة يراهن على تمرير مرحلة الضغط الدولي والإقليمي على محور المقاومة مع إدراكه بشكل دقيق موازين القوى في الإقليم والانتصارات التي يحققها في جبهات عدة ويعرف بأن الضغط الأميركي هدفه إجهاض نتائج نصر سورية والحديدة والالتفاف على توازنات العراق الجديدة. وبالتالي عندما ينجلي المشهد الإقليمي حينها ما لم يقبله فريق 14 آذار حكومياً الآن ومن خلفه السعودية، سيقبلون أقل منه الى ذلك الحين».
وفي سياق ذلك، غرّد النائب اللواء جميل السيد، عبر «تويتر»، بالقول: «كما هي، يرى بعض العرب بالرئيس عون حليفاً لحزب الله! اشتكى جعجع وجنبلاط بأن الحريري مستميت لرئاسة الحكومة وأنه سلم البلد للرئيس عون أي للحزب! تلقى الحريري إيعازاً بتلبية طلبات ج – ج في تشكيل الحكومة وإلا. انقلب الحريري على الرئيس عون تجنباً للقصاص ونام تأليف الحكومة».
على صعيد آخر، بدأت تداعيات تأخير تأليف الحكومة تنعكس على الملفات الحياتية والاقتصادية، لا سيما تفاقم أزمة الكهرباء وسط تقنين قاسٍ يطال مختلف المناطق اللبنانية، في حين دعت كتلة التنمية والتحرير ومكتب الشؤون البلدية في حركة أمل الى «وقفة احتجاجية استنكاراً للتعامل الجائر من كهرباء لبنان بحق مناطق الجنوب ». أوضح وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل أنه «جرى اجتماع تقني اليوم في مؤسسة كهرباء لبنان وسيتم نقل الباخرة من الجية إلى الزوق والتي ستصل وتبدأ العمل الأربعاء وستؤمن من 22 الى 24 ساعة تغذية».

الجمهورية
وعود التعجيل بالتأليف تسقط… والحريري يسافر… وإشتباك على باخرة الزهراني

يبدو انّ الوعود التي أطلقت مطلع الجاري بتفعيل الجهود وصبّها في الاتجاه الذي يخرج الحكومة المعطلة من قمقم التعقيدات، كانت منتهية الصلاحية، فلم تعمّر حتى لدقائق قليلة، وبَدا انها أعجز من ان تخترق حلقة الشروط والمطالب لهذا الطرف او ذاك. بل بالعكس اكدت تصلّب أطراف التعطيل وعدم استعداد اي منهم للتنازل او التراجع، ويجري التمويه عن ذلك بتبادل كرة المسؤولية. وفي الطرف الآخر للصورة الداخلية، يبقى ملف النازحين عنواناً مطروحاً على نار حامية، في انتظار مبادرة الجانب الروسي الى تشكيل اللجنة المعنية بلبنان، فيما بدأت تسمع في المقلب الجنوبي قرقعة سيناريوهات حربية يعدّها الجيش الاسرائيلي ضد «حزب الله»، الذي سبق وأدخل عناصره في جهوزية دائمة تحسّباً لأيّ عدوان.
حكومياً، تعطّلت لغة التأليف بالكامل، لا كلام مباشراً بين الاطراف المعنية بهذا الملف، وخصوصاً بين شريكي التأليف رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري. بل هناك كلام مسرّب من الصالونات السياسية القريبة يؤكد عدم تراجع اي طرف عن السقف الذي حدده في بداية مشوار التأليف. هذه الاجواء لا تبشّر بقرب انفراج حكومي، ويعزّز ذلك قفز بعض قوى التأليف فوق مبدأ التوازن التي تفرضه التركيبة اللبنانية، والاصرار على حصة وزارية تمسك بخناق الحكومة. وهو ما رفضه مرجع سياسي كبير بقوله: إن كنّا نريد تأليف حكومة، فلنحتكم الى توازن التركيبة اللبنانية التي لا يشعر فيها طرف بأنه غالب وطرف بأنه مغلوب، ومن هنا لا يمكن القبول بان يمسك ايّ طرف بالثلث المعطّل ليحكمها ويتحكم بها.
يتأيّد موقف المرجع المذكور من قبل تيار المستقبل وحركة امل و«حزب الله» والحزب التقدمي الاشتراكي، وكذلك من القوات اللبنانية الذي اكد النائب جورج عدوان بأنّ المسألة ليست مسألة وزير بالزايد او وزير بالناقص، المسألة الأساس تبقى ضرورة احترام التوازن الداخلي.
في هذا الوقت، بَدا القصر الجمهوري في شبه إجازة، لا نشاط ولا حركة اتصالات، تبدو الامور متجهة الى مزيد من الجمود، مع استعداد الرئيس المكلف للسفر في اجازة خاصة يقال انها ستستمر لثلاثة ايام.
المفتي
وفيما عكست اجواء عين التينة انّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري ما زال يحاول فهم الاسباب الحقيقية للامعان في تعطيل تأليف الحكومة، وعدم المبادرة الجدية الى سلوك طريق نزع الالغام من طريقها، لفت موقف لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، دعا فيه الى «حكومة ثقة تؤسس لمرحلة جديدة»، مؤكداً انّ «الرئيس المكلف هو صاحب القرار والخيار في عملية التشكيل، بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وانّ التأخير في التأليف، لا يتحمّله الرئيس المكلف وحده». ولاحظ «انّ المناخ السائد في البلد متشنّج، لأنّ تشكيل الحكومة حتى الآن لا يزال بين أخذ ورد، ومشاورات ولقاءات، لإيجاد الصيغة الأمثل لولادة حكومة وطنية، لا حكومة أكثرية أو أقلية، بل حكومة ثقة تؤسس لمرحلة جديدة، في إطار النهوض بلبنان، وصون عروبته، من خلال دعم مؤسسات الدولة الرسمية واستنهاضها».
«الحزب»
في السياق ذاته، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله إننا «ننتظر اليوم أن تحلّ العقد وتفرج بعض القوى السياسية عن تشكيل الحكومة بإقلاعها عن حسابات مناطقية أو فئوية أو تحاصص، ولا سيما أنّ البلد اليوم معطّل على كل المستويات». وإذ لفت الى تفاقم الأزمات على الصعيد المعيشي والاقتصادي والتعليمي ووضع الكهرباء والمياه في لبنان، والبلد يحتاج إلى حكومة، اكد انه لا يمكنه الاستمرار بالفراغ على مستوى السلطة التنفيذية، وإن كان هناك تصريف أعمال».
وأضاف «اذا استمر الفراغ على مستوى اتخاذ القرارات الأساسية المتعلقة بحياة الناس، فإنّ هذا الأمر سيفاقم هذه الأزمات في لبنان. وعليه، فإننا نحتاج إلى وقفة مسؤولة من كل القوى التي تعرقل أو تعطل أو تحاول أن تفرض شروطاً»، معتبراً أنّ كل ما يرتبط بمسألة التأخير والتخبط والاختلافات حول تشكيل الحكومة، مرتبط بعدم وجود معيار موحّد كان يفترض بالرئيس المكلّف أن يسير على أساسه. وطالبَ رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك التعجيل بتأليف الحكومة والخروج من الأنفاق الضيّقة وتحمّل المسؤولية.
النازحون
على صعيد ملف النازحين السوريين، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استعداد الحكومة السورية لحل جميع المشاكل العالقة لتسهيل عودة اللاجئين إلى البلاد.
وأوضحت أنّ 5 مراكز جديدة لاستقبال اللاجئين السوريين ستفتتح في لبنان، وواحد في الأردن والبقية في سوريا. ولفتت الى أنّ الأمم المتحدة تتوقع عودة أكثر من 890 ألف لاجئ إلى سوريا خلال الأشهر القليلة المقبلة. وأكدت أنّ الجانب السوري سينتهي قريباً من تشكيل المقر التنسيقي لمساعدة عودة اللاجئين، ومن المقرر أن يعقد المركزان، في موسكو ودمشق، اجتماعات منظمة مشتركة عبر الأقمار الاصطناعية بدءاً من الأسبوع المقبل.
وفي السياق نفسه، قام المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بزيارة سريعة الى دمشق أمس، وجرى بحث تطورات ملف النازحين الموجودين في لبنان. وفهم من الاجواء انّ اللجنة التي اعلن الجانب الروسي انها ستتشكّل بالنسبة الى لبنان لم تتشكّل بعد، وفي انتظار ذلك، أبلغ ابراهيم المسؤولين السوريين أنّ الامن العام سيستمر بإعادة النازحين وفق الآلية التي حددها لهذه الغاية، وذلك حتى تشكيل اللجنة المذكورة.
تزامناً، رصدت حركة سفراء باتجاه المواقع الرسمية الحكومية والأمنية لاستكشاف الجديد في ملف تشكيل الحكومة، وكذلك تطورات برنامج عودة النازحين السوريين الذي اعلنت عنه روسيا.
وفي هذا الإطار التقى اللواء ابراهيم سفيرَي ارمينيا صاموئيل مكرتشيان وايطاليا ماسيمو ماروتي، اللذين توجّها بسيل من الأسئلة عن المراحل التي قطعتها عملية «العودة الطوعية» التي باشرها الأمن العام بالتنسيق مع المؤسسات الأممية المعنية والسلطات السورية.
وعلمت «الجمهورية» انّ الخطة الروسية لحظت إعادة 9500 نازح من ايطاليا واكثر من 20 الفاً من ارمينيا. وكان السفيران الفرنسي برونو فوشيه والألماني مارتن هوت الذي أنهى خدماته في بيروت، قد جالا في الأيام القليلة الماضية على عدد المسؤولين المعنيين في ضوء الخطة التي لحظت إعادة 10500 نازح من فرنسا و697 ألفاً من المانيا.
باخرة الزهراني
على صعيد آخر، تفاعلت أزمة «باخرة الكهرباء» في معمل الزهراني، في ظل اعتراض عليها من قبل حركة «امل» بتوجيه مباشر من قبل رئيسها الرئيس نبيه بري، وقد بدأته أمس ببيان هجومي عنيف على الباخرة «التي ظاهرها مجاني لثلاثة اشهر وباطنها كلفة باهظة لثلاث سنوات. وانها، اي الباخرة، ستعطّل إنشاء معمل كهربائي جديد في الزهراني يشكل فرصة واعدة للعمل وحلاً جذرياً لأزمة الكهرباء في لبنان والجنوب، فضلاً عن انه من الناحية التقنية، سيحول عدم تأهيل خطوط النقل، دون استفادة الجنوب سوى من 50 ميغاوات من اصل 220 تنتجها الباخرة. وبالتالي، فإنّ مقولة كهرباء 24 على 24 تصبح ساقطة». واللافت في بيان امل اقتراحها «تخصيص معمل الزهراني لتغذية الجنوب، وهو يفيض عن حاجته لكونه ينتج 450 ميغاوات، عندها ينعم اهل الجنوب بكهرباء على مدار الساعة ويوزّعون باقي إنتاج الفائض على المناطق الاخرى، ولا يعود هناك من حاجة للباخرة».
واستكمالاً للتصعيد في وجه الباخرة، ينفّذ ظهر اليوم اعتصام لوزراء ونواب كتلة الرئيس بري بالشراكة مع شخصيات وفعاليات جنوبية، وتحرّك اعتراضي في معمل الزهراني. وقال الوزير علي حسن خليل لـ«الجمهورية»: هناك عملية تشويه تجري، للتغطية على قطاع الكهرباء لتسويق البواخر في الجنوب وربطها بموضوع سوء التغذية. لن نقبل بذلك أبداً.
إسرائيل وسيناريوهات الحرب
وفي وقت يستعد «حزب الله» لإحياء «عيد الانتصار في 14 آب» في مهرجان كبير يتحدث فيه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، رفعت اسرائيل من وتيرة تصعيدها ضد الحزب، وتهديداتها بشن حرب عليه.
واللافت في الايام القليلة الماضية، تعمّد المستويات السياسية والعسكرية الاسرائيلية، إبراز الخطر الذي يشكّله الحزب على اسرائيل، بالتوازي مع الترويج لسيناريوهات حربية. في وقت نفّذ الجيش الاسرائيلي على مدى الفترة الماضية سلسلة مناورات عسكرية تُحاكي حرباً حتمية ضد «حزب الله»، كما تُحاكي الجبهة الداخلية في حال وقوع الحرب. ويتوازى ذلك مع ما كشفته الصحافة الاسرائيلية من خطة لتسليح الجيش الاسرائيلي هي الاكبر في تاريخه بتكلفة 30 مليار شيكل، والمهمة الاساس فيها حماية الجبهة الداخلية من الهجمات الصاروخية، سواء من قطاع غزة، او من الشمال وصواريخ «حزب الله».
وتوقف المراقبون عند الذي ذكرته القناة الاسرائيلية الثانية في الساعات الماضية من انّ «حزب الله» كشف عن سلاحه الجديد، والممثّل في طائرة من دون طيار، التي شاركت في الحرب الأهلية في سوريا. وبحسب المعلق العسكري للقناة، يارون شنايدر، فإنّ «حزب الله» نظّم معرضاً لأحدث أسلحته، من بينها صواريخ كتف ضد الطائرات من نوع «SA-7»، و«SA-14»، ومركبات، كما تمّ عرض طائرات غير مأهولة، واستعراض أدوات ومعدات عسكرية جديدة ساعدت الحزب في تحقيق أهدافه في المعارك الأهلية في سوريا.
ويأتي ما ذكرته القناة الاسرائيلية الثانية على مسافة ايام قليلة مما كشفته صحيفة هآرتس الاسرائيلية من انّ الجيش الاسرائيلي وضع سيناريوهات عدة متوقعة في حال اندلاع معركة شاملة مع ايران ودخول «حزب الله» على خط النار في جنوب لبنان. وتمّ عرض هذه السيناريوهات على المجلس الوزاري السياسي الامني المصغّر «الكابنيت»، مع ابعادها على الجبهة الداخلية، حيث قام ضبّاط من الجيش الاسرائيلي بعرض حسابات الأضرار المحتملة بالتفصيل، وذلك في حال اندلاع حرب قصيرة مع «حزب الله» تمتد لعشرة أيام، أو متوسطة تمتد لثلاثة أسابيع، أو طويلة تزيد عن شهر.
واشارت الصحيفة الى انّ الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، تقدّر انّ احتمال مبادرة «حزب الله» أو إيران إلى الحرب موجود لكنه لا يزال منخفضاً، ولكنّ المخاوف الأساسية تنبع من إمكانية تدهور الأوضاع نتيجة حادثة محلية في سوريا أو لبنان، إلى حرب، خلافاً لرغبة الأطراف. كما انّ التقديرات الاسرائيلية تشير الى أنّ «حزب الله» يمتلك ما بين 120 حتى 130 ألف صاروخ، غالبيتها قصيرة ومتوسطة المدى، حيث أنّ 90% منها يصل مداه إلى 45 كيلومتراً، ما يعني أنها تشكّل خطراً على الشمال حتى منطقة حيفا.
ونقلت صحيفة معاريف عن رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال عاموس جلعاد، قوله: إنّ مئات الآلاف من السكان سيضطرون للإجلاء في حال اندلاع حرب مع «حزب الله» اللبناني، وذلك حينما يُطلق الحزب مئات الصواريخ على الشمال الإسرائيلي. مضيفاً انّ الصواريخ التي حصل عليها «حزب الله» تمثّل خطراً حقيقياً على إسرائيل، ويمكنها الوصول إلى قلب تل أبيب.