خبراء عرب : 5 رسائل في عدوان “إسرائيل” على السودان؟

إبراهيم غالي زعيم جبهة بوليساريو : “الشعب الصحراوي سيواصل المقاومة حتى يفرض حقه في تقرير المصير والاستقلال”
مؤتمر نيويورك : عشرون عاما بعد بكين والعنف ضد المرأة يستمر تصاعدياً
هل يعرف السائحون العرب أخطار مطار إسطنبول الجديد؟

خاص ـ الحقول / أعلن وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال، أن “إسرائيل” قصفت مجمع الصناعات الدفاعية العسكرية في جنوب الخرطوم بأربع طائرات مساء الثلاثاء الماضي (23 ت1، 012)، وسط صمت الحكومة الصهيونية في تل أبيب، و”جامعة الدول العربية” في القاهرة.

ورأى خبراء في الشؤون السياسية أن العدوان “الإسرائيلي” الجديد على السودان يوجه رسائل متعددة إلى مصر وإيران والعرب وكذلك إلى الناخبين الصهاينة في فلسطين المحتلة.

عماد شاهين، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، لفت إلى أن قصف مجمع اليرموك الصناعي في الخرطوم، أتى بعد كشف “إسرائيل” عن الخطاب الودي المنسوب للرئيس المصري محمد مرسي إلى نظيره الصهيوني شمعون بيريز. وقال إن الكيان الصهيوني أراد توصيل عدة رسائل من العدوان الجوي على السودان.
وأوضح شاهين أن أولى تلك الرسائل هي أن “إسرائيل” قد أرادت إظهار التناقض بين موقف النظام المصري المعلن بالنسبة لسياسته تجاه الكيان الصهيوني، وبين ردود فعله على أرض الواقع. أما الرسالة الثانية فتعكس رغبتها في أن تضع السياسية المصرية وإمكانياتها في نفس الزاوية التي كان عليها النظام السابق.

أما المحلل السياسي توفيق غانم، فرأى أن “إسرائيل” استنتجت من عدوانها على مجمع الصناعات الحربية في الخرطوم أن “الصمت العربي سيد الموقف؛ فجامعة الدول العربية كان موقفها شبه غائب”، مشيرا إلى أن عدم نفي الكيان الصهيوني للاتهام السوداني يبعث رسالة بأنه يقف وراء هذه “الضربة”.
وحدد غانم 5 رسائل جاءت مرفقة “الضربة الإسرائيلية” للسودان : الأولى، “أن النظام العربي (في ظل الثورات) لا يزال غير قادر على التحرك الإيجابي للدفاع عن البلدان العربية، فقد كان المنتظر أن ترسل الجامعة العربية لجنة تقصي حقائق للبحث عن أدلة حول عملية القصف، وأن تسعى لتفعيل اتفاقية الدفاع العربية المشترك”.
الرسالة الثانية، بحسب غانم: “موجهة لإيران وتقول إن إسرائيل استطاعت قصف مجمع صناعات عسكرية في دولة السودان العربية ذات الأغلبية السنية، ولم يتحرك العالم العربي ذو الأغلبية السنية، فمن باب أولى ألا يتحرك في حالة قصف أهداف إيرانية شيعية”، متوقعا أن يشجع هذا العدوان “إسرائيل” على قصف منشآت نووية إيرانية.

الرسالة الثالثة: “للداخل الصهيوني، خاصة مع اقتراب الانتخابات”، لافتا إلى أن “التحالف اليميني [الصهيوني] عادة ما يكسب في ظل أجواء الحرب والتهديد”.
الرسالة الرابعة: “أن يد الكيان ما زالت مسيطرة وممتدة من قطاع غزة إلى الخرطوم؛ حيث تم قصف غزة بعد ساعات من مغادرة الأمير القطري لها، وكأن الكيان يريد أن يقول للعرب إن الزيارة لم تغير شيئا”.

وتابع المحلل توفيق غانم أن الرسالة الخامسة: “كانت لمصر، ومفادها أن الطائرات الإسرائيلية التي استطاعت ضرب السودان، تستطيع أن تصل إلى العمق المصري”، مبديا استغرابه من أنه رغم إدانة مصر للعدوان الصهيوني، إلا أن حكومتها لم تبادر لدعوة “جامعة الدول العربية” للانعقاد.

واتفقت نادية مصطفي، أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، مع غانم في أن قصف المجمع الصناعات الدفاعية في الخرطوم وتوقيته هو “محاولة إسرائيلية للكشف عن أبعاد السياسة المصرية الجديدة”.
دعت مصطفى القيادة المصرية إلى أن تطرح بقوة ملف العلاقات مع “إسرائيل”، وتدرس السيناريوهات القادمة للتعامل معها، خاصة في حالة وضعها في اختبار إذا ما وجه الكيان الصهيوني ضربة إلى إيران.
كما دعت الشعوب العربية للخروج في مظاهرات الجمعة القادمة للإعلان عن غضبها من الممارسات الصهيونية.

COMMENTS