خصخصة الأمن تهدد أسرار الإستخبارات والجيش في الولايات المتحدة الأمريكية

خصخصة الأمن تهدد أسرار الإستخبارات والجيش في الولايات المتحدة الأمريكية

 تطبيق “تروكولر” / True caller ومخاطره
Georges Corm: «Le monde arabe est dans un chaos mental absolu»
اغتيال ناجي العلي : بريطانيا تعيد فتح التحقيق بالجريمة بعد ثلاثين سنة؟!

تحقق وكالة الإستخبارات المركزية CIA مع إدارة شركات أمنية مقاولة في فضيحة تسريب معلومات سرّية خطرة نشرها موقع ويكيليكس عن الوكالة وأعمالها التجسسية. وذكرت وصحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مصادر مطلعة على التحقيق، أن السلطات عثرت على "البصمة الرقمية"، التي تشير إلى أن مجموعة من مطوري برمجيات القرصنة المتعاونين مع وكالة الاستخبارات المركزية، هم الذين افشوا أسرارها الخطيرة.

وقالت الصحيفة استنادا إلى مصدرها، أن هذا الفريق المختص بتصاميم الأدوات التي تستخدمها وكالة الإستخبارات لإدارة عمليات قرصنة الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية وأجهزة التلفزيون الموصولة  بشبكة الإنترنت، هم أكثر المشتبه بهم في عملية تسريب المعلومات.

انكشاف وثائق الجاسوسية الأمريكية
واستجوبت سلطات التحقيق يوم الخميس مجموعة من المقاولين المتعاونين مع وكالة الإستخبارات المركزية في شركتين بولاية فرجينيا، ألا أنها لم تتخذ أي إجراء باعتقال أحد منهم. وكان موقع ويكيليكس قد ذكر نقلا عن وثائق سرية حصل عليها، أن وكالة الإستخبارات المركزية تتخذ من القنصلية الأمريكية في مدينة فرانكفورت الألمانية مركزا "لقرصنة" المعلومات وعمليات التجسس في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

ووفقا لمصدر وول ستريت جورنال، فإن أكثر من ثمانية آلاف صفحة من الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس، يعتقد أنه تمّ تسريبها من "الخادم الألكتروني"  للمجموعة المختصة بإجراء التصاميم الهندسية لصالح وكالة المخابرات المركزية، والتي لا يمكن "سوى لعدد قليل من المتعاقدين" الوصول إليها.

ووفقا للصحيفة، فإن وكالة المخابرات المركزية  توظف حوالي 12 شركة فقط في "مشاريع القرصنة" التي تقررها ، معظمها تقع في ولاية فرجينيا. وفي الأشهر الأخيرة كانت هناك شائعات عن خلافات وعمليات تنافس ضارية بين بعض هذه الشركات.  ووفقا للمصدر،فإن واحدة من شركات مجموعة المقاولات كانت تدير نشاطها من الخارج وتأمل في الحصول على مشاريع عمل مع وكالة الاستخبارات المركزية في داخل الولايات المتحدة، إلا أن الأخيرة تخلت عن خدماتها في وقت لاحق.

وقال عاملون في موقع ويكيليكس إن الإستخبارات الأمريكية أصدرت جوازات  سفر دبلوماسية، ووفرت غطاء من وزارة الخارجية لجميع قراصنة المعلومات العاملين معها، حسب الوثائق السرّية التي حصلوا عليها. وكشف هؤلاء أن وثيقة من الوثائق التي بحوزتهم تضم قائمة من تعليمات السفر لكبار القراصنة إلى فرانكفورت في ألمانيا، ونصائح لهم بالرد على أي سؤال أو استفهام حول الهدف من مكوثهم مع موظفي القنصلية هناك، بالإجابة أنهم منخرطون في تقديم المشورة الفنية لهم.

Image result for full metal jacket

صور جنديات مارينز عاريات على إنترنت
ويوم أمس كانت فضيحة نشر الصور الإباحية لجنديات في قوات مشاة البحرية /مارينز على موقع فايسبوك موضع تعليق ضباط أمريكيين كبار. وقالت وكالات أنباء إن تعمد جنود مارينز نشر صور خاصة وحتى إباحية لزميلات لهم بدون موافقتهن على مواقع التواصل الاجتماعي، قد أحرج قائد هذه القوات، الجنرال روبرت نيلر، بررها بقوله: "لدي مشكلة مردها كوني من جيل مختلف، فأنا لا اتابع شبكات التواصل الاجتماعي وقد يكون هذا خطأ".

ووصف نيلر هذه المعلومات بأنها "مصدر إحراج" للجيش. وقال: "حينما أسمع مزاعم بأن المارينز يشوهون سمعة زميلاتهم من المارينز، فإنني لا أعتقد أن مثل هذا السلوك قد يصدر بالفعل من محاربين حقيقيين أو مقاتلي حروب". وتداول الجنود الصور على صفحة مجموعة تواصل خاصة بأعضاء تعرف باسم "مارينز يونايتد"، وصاحبت الصور عبارات نابية ورسائل ذات محتوى جنسي بذيء، ما اضطر موقع فيسبوك لإغلاق موقع المجموعة.

وتعصف بقوات النخبة المنضوية في وحدات المارينز، منذ الأسبوع الماضي، فضيحة الكشف عن تداول عناصر حاليين وسابقين هذه الصور الجريئة على صفحة في فيسبوك، لتبادل صور مجندات شبه عاريات دون موافقتهن. وأرفقت الصور في أغلب الأحيان بأسماء وحدات النساء المعنيات وتعليقات سوقية. وقال الميجور رونالد غرين :"إنه اعتداء مباشر على قيمنا وتراثنا". وفيما بدأ جهاز التحقيق الجنائي البحري تحقيقا، أضاف غرين في بيان مكتوب: " هذا السلوك، جرح مشاعر زميلات في مشاة البحرية وعائلات ومدنيين".

ويبدو أن عددا كبيرا من الصور التقط بموافقة الجنديات لكن نشرها تمّ بدون معرفتهن، من قبل صديق سابق أراد الانتقام مثلا، كما ورد في التحقيق الذي أجراه الضابط السابق في المارينز توماس برينان. وفي حالة واحدة على الأقل، التقطت الصور دون علم الضحية، حسب المصدر نفسه. وقال الجنرال نيلر إن "عشرا على الأقل" من النساء العاملات في المارينز تقدمن بشكاوى إلى القيادة العسكرية. إلا أن توماس برينان إن هناك "عشرين حالة على الأقل".

ويبدو أن الفضيحة لا تقتصر على هذه الصفحة على فيسبوك التي بات يحقق فيها أيضا مكتب التحقيقات الجنائية في البحرية، ولا على مشاة البحرية وحدهم. فقد كشف موقع "بيزنس اينسايدر" الخميس وجود منصة تقاسم صور أخرى تتجاوز إطار المارينز وتمتد الى وحدات أخرى في الجيش الأمريكي.رويشجع المساهمون في هذه الصفحة بعضهم البعض على البحث عن صور بما في ذلك تحديد نساء معينات لاستهدافهن ونشر صورهن. ويبدو أنه تم تقاسم مئات الصور على الموقع.

ودعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، كل العسكريين الأمريكيين إلى كشف مثل هذه الوقائع إذا شهدوا حدوثها. وأدان وزير الدفاع جون ماتيس الذي كان في سلاح المارينز من قبل، بنفسه هذه الأفعال معتبرا إياها "انتهاكا فاضحا للقيم الأساسية" في القوات المسلحة يمكن أن تضعفها في مواجهة العدو. وقال إن هذه الأفعال الشنيعة تشكل "قلّة احترام لكرامة وإنسانية" رفاق السلاح، وهذا "يضر بتلاحم الوحدات (…) ولا يمكن التسامح مع هذا الأمر أو تقديم أعذار له إذا أردنا المحافظة على قدرتنا على محاربة اعدائنا".

وشكّل الجنرال نيلر مجموعة عمل في المارينز لكشف "السلوك السيئ والمضايقات الجنسية عبر الإنترنت". ودعا المارينز إلى القبول بوجود نساء في صفوفهم واحترامهن وإن كان يفترض لتحقيق ذلك تغيير فكرة التضامن الفطري بين الذكور التي تطغى على هذه القوات التي تعتبر من وحدات النخبة في الجيش الأمريكي. وقال الجنرال نيلر: "منذ 15 عاما نقاتل جنبا إلى جنب رجالا ونساء"، مذكرا مرؤوسيه بنساء من مشاة البحرية قتلن عند نقطة مراقبة في العراق. وأضاف "اتركوهن يقمن بواجبهن وقوموا أنتم بعملكم، وكل شيء سيكون على ما يرام".

وتابع "لقد أدّين قسطهن للعلى ولا أعرف ماذا عليهن أن يفعلن أكثر" ليتم قبولهن. وأكد نيلر: "أحتاج إلى اشخاص جيدين رجالا ونساء من الشجعان (…)عليكم بالمزيد من المطالعة وبشرب كميات أقل من الكحول وأن تكونوا مدربين جسديا. إذا فعلنا كل ذلك، فسيسير كل شيء على خير ما يرام". وكانت إدارة الرئيس باراك اوباما قد ألغت في 2016 آخر قرارات تمييزية في الجيش وفتحت الباب لانضمام النساء إلى كل الوحدات (القوات الخاصة والمشاة والمدرعات). وبدت مشاة البحرية أكثر تحفظا حيال هذا التغيير الذي شرّع الباب أمام النساء للخدمة في وحدات كان الرجال يعتبرونها حكرا عليهم.

وتأتي فضيحة تبادل صور المجندات، عقب فضيحة مدوية سرّبها موقع ويكيليكس مؤخراً، تؤكد أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) تتجسس على الناس حول العالم باستخدام تقنيات تتيح لها اختراق أجهزة الهاتف المحمول والتلفاز والكمبيوتر. وقال الموقع إن الوثائق لا تكشف وجود الاختراق فحسب، وإنما تدل على تزييف الوكالة له ليظهر وكأنه صادر من روسيا.

ثقة الحلفاء بالأجهزة الأمريكية تضعف
وأقلقت تسريبات ويكيليكس المسؤولين الأمريكيين، وكان آخر "القلقين" ليون بانيتا، الذي شغل منصبي وزير الدفاع الأمريكي، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) سابقاً. وأكد بانيتا، أول من أمس الجمعة، أن تسريبات موقع "ويكيليكس" حول وثائق CIA تجعل مهمة أجهزة الاستخبارات الأمريكية أكثر صعوبة، وتضعف ثقة أجهزة مخابرات الدول الحليفة في التعاون معها. ونقلت "سي إن إن" عن بانيتا قوله: إن "هذه التسريبات تدمّر بشكل كبير قدرة عناصرنا الاستخبارية على تنفيذ المهمات المفترض تنفيذها؛ وهي جمع المعلومات من أجل حماية بلدنا". وأضاف: "عندما تحدث مثل هذه التسريبات فهي لا تدمّر فقط المصادر، بل أيضاً التقنيات المستخدمة، ونقل هذه المعلومات إلى الأعداء أمر خطير جداً بالنسبة إلى قدرتنا على حماية بلدنا".

وحذّر بانيتا من أنه "عندما تحدث مثل هذه التسريبات لمعلومات سرية للغاية، وترى دول أخرى أن هذا النوع من المعلومات الحساسة يتم تسريبه، فيمكن أن يؤثر في علاقتنا بأجهزة الاستخبارات حول العالم؛ لأنهم سوف يصبحون متحفظين جداً على مشاركتنا المعلومات الحساسة، التي قد نحتاجها كي نكون قادرين على حماية أمننا". وأضاف: "إنه أمر مقلق جداً أن يتم عرض هذا النوع من المعلومات الحساسة علانية من قبل ويكيليكس، لأن هذا يجعل مهمة أجهزتنا الاستخبارية أكثر صعوبة".
وكالات، 12 آذار/ مارس، 2017