افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 5 كانون الأول، 2018

هل تحدث “7 أيار” ثانية، وماذا جرى في “جامع الخاشقجي”؟
تكريم ومعرض : “تحية إلى الفنان فريد منصور”
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 16 تشرين الأول، 2023

أجمعت الصحف على أن التحرك العدواني "الإسرائيلي" باتجاه الحدود اللبنانية، مرتبط بأزمة الحكم في الكيان الصهيوني. بعد استقالة وزير الدفاع واتهام رئيس وزراء العدو بقضايا جنائية. وكشفت "اللواء" عن "ان السفيرة الأميركية أبلغت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بأن ما يقوم به جيش العدو من حفر، لا يشمل الأماكن التي تقع خارج الأراضي المحتلة، كما ان قوات الأمم المتحدة/ يونيفل تقوم بدورها في المراقبة". وقالت "البناء" إن هذا التحرك "استعراضي، روتيني، اعتادت وحدات الهندسة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، القيام به بعيداً عن الإعلام خلف السياج الحدودي" مع فلسطين المحتلة". وقالت إن "لن يجر إلى حرب مع المقاومة". وأكدت قيادة الجيش في بيان "أن وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة تقوم بتنفيذ مهماتها المعتادة". وأشارت إلى أن "الجيش على جهوزية تامّة لمواجهة أي طارئ".
Image result for ‫الجيش في الجنوب‬‎
البناء
تنياهو يهرب من حرب في غزة نحو مسرحية أنفاق الشمال… والمقاومة تتابع عن كثب
العريضي عند حزب الله «يزبط الأنتينات»… والخليل: ما جرى كاد يتسبّب بكارثة كبيرة
عون: ما قيل وما تبعه أساء للوطن… والسفير السوري في الجاهلية: سورية تنتصر والحلفاء يكبرون

حال الارتباك والإنكار في الغرب من واشنطن إلى باريس، تنتج كل يوم دليلاً جديداً، فبعد التراجع الأميركي عن الضرائب والعقوبات على الصين تراجع الرئيس الفرنسي عن زيادة أسعار المحروقات والكهرباء تحت ضغط جماعة «السترات الصفراء». والحال في السياسة ليس أفضل، وحال الحلفاء ليس مختلفاً. فما قام به رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو من حملة منحها هالة الحرب ومنحها اسم درع الشمال أسوة بالعمليات الحربية الكبرى، لم تقنع الداخل الإسرائيلي الذي تحدثت فيه الصحافة عن مسعى نتنياهو لصرف النظر عن ملاحقته القضائية وعجزه في غزة، واختياره عملاً استعراضياً لن يجره إلى حرب مع المقاومة لكونه عملاً روتينياً اعتادت وحدات الهندسة في جيش الاحتلال القيام به بعيداً عن الإعلام خلف السياج الحدودي، لكن نتنياهو طلب تحويله عملاً سياسياً لخطف الأنظار، والهروب من التحديات، كما قال أبرز معارضيه وزير الحرب المستقيل أفيغدور ليبرمان، فيما جاء إعلان جيش الاحتلال عن اكتشاف نفق قرب الحدود مدعاة للتساؤل عن سبب كشفه بدلاً من التكتم عليه واستخدامه بصورة معكوسة ككمين للمقاومة أو كطريق للتسلل؟
مصادر متابعة لعملية نتنياهو قالت إن المقاومة لا تعلق على مثل هذه العمليات لعدم تقديم أي معلومات مجاناً لجيش الاحتلال ولعدم منحه فرصة التباهي بلفت انتباهها وجذبها إلى ساحة سجال، لكنها تتابع عن كثب لمعرفة النيات الحقيقية من العملية الإسرائيلية، والتعرف على التقنيات والترتيبات المرافقة لها، واستكشاف طريقة تفكير القيادة السياسية والعسكرية والأمنية، وأساليب عملها. وهذه كلها عناصر العمل اليومي للمقاومة وقد جاءتها فرصة لتجميع المعلومات عبر وسائل الإعلام بدلاً من التقصّي عنها وبذل الجهود لبلوغها، فلماذا تفوتها؟
لبنانياً، بدت النتيجة الأهم لأحداث الجاهلية، عودة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط إلى آليات وقنوات التنسيق مع حزب الله، موفداً النائب وائل أبو فاعور والوزير والنائب السابق غازي العريضي للقاء المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل ومسؤول وحدة التنسيق الحاج وفيق صفا، حيث كان استعراض لشريط الأحداث الذي أوصل الحال إلى نقطة الخطر، والعبرة التي يقدّمها لجهة الحاجة لتفادي لغة التحدّي والرهان على فرض الأمر الواقع، مع التأكيد على التمسك بالخطاب الهادئ والبعيد عن الاستفزاز وتدعيم دور مؤسسات الدولة القضائية والأمنية شرط عدم توظيفها في الكيد السياسي وخارج مفهوم التوازن والانصاف وبعيداً عن أسلوب الكيل بمكيالين.
وقالت مصادر متابعة إن تملّص الحاج حسين خليل من الجواب عن سؤال نصيحة السيد نصر الله لجنبلاط بـ»تزبيط الأنتينات» والاكتفاء بجواب لائق لا ينفي أن مضمون المحادثات كان ما قصده السيد نصرالله بالنصيحة أي عدم الوقوع في خطأ القراءة والتقييم، خصوصاً أن الخليل قال في الكلام الذي أعقب اللقاء أن حزب الله متمسك بكونه حال دون وقوع كارثة كبيرة رافضاً الحديث عن شخصية سياسية حليفة بصفتها حالة شاذة.
على مستوى تقييم ما جرى في الجاهلية كان كلام لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون وضع نفسه فيه على مسافة من سلوك رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بالإعلان عن اعتبار الكلام الذي قيل وما تبعه من ردود أفعال قد أساء لكل لبنان، بينما شهدت الجاهلية زيارة للسفير السوري علي عبد الكريم علي أكد فيها أن حلفاء سورية يكبرون وأن سورية تنتصر.
أطلق العدو الإسرائيلي أمس، عملية الدرع الشمالية للبحث عن أنفاق عابرة للحدود قد يستخدمها حزب الله شمال الاراضي المحتلة، وادعى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أن عملية «الدرع الشمالية» هي لفضح وتحييد ما وصفها بـ«الأنفاق الإرهابية» من لبنان، على حد تعبيره، وقال نتنياهو على حسابه في «تويتر»: «نحن فخورون بقادة جيش الحرب الإسرائيلي والجنود المقاتلين لعملياتهم المعقدة ونجاحاتهم التشغيلية في المراحل الأولى من العملية»، مضيفاً أن «أي شخص يحاول إلحاق الضرر ب»إسرائيل» سيدفع ثمناً باهظاً»، على حد قوله. ومنذ الصباح الباكر، بدأت ورش عمل ««إسرائيل»ية» بحماية عسكرية مدعمتين بحفارات آبار ارتوازية بالحفر في منطقة العبارة في الجهة المقابلة لبلدتي كفركلا و العديسة .
حتى اللحظة، ينظر حزب الله بحسب مصادر مقربة منه لـ« البناء» الى درع الشمال بانها خطوة استعراضية خدمة لمصالح نتانياهو الشخصية لا سيما أن الأخير محاط بأزمات داخلية وخارجية، فأزمة الفساد المتهم به، هي سيف مسلط حول رقبته فضلاً عن أن حكومته غير مستقرة وهناك دعوات لإجراء انتخابات مبكرة قد تعود بالفشل عليه، اما في ما خصّ الأزمات الخارجية فإن إقفال الأجواء في وجهه في سورية وعجزه عن شن حرب على لبنان وعن الإيفاء بوعوده للإسرائيليين بمنع حزب الله من تنامي قدراته العسكرية، كل ذلك جعل نتنياهو يلجأ الى عملية درع الشمال للتغطية على فشله.
وإذ لفتت المصادر إلى أن نتنياهو في مأزق، وأن «إسرائيل» اعتادت الذهاب الى حرب للتغطية على مآزقها، رأت المصادر أن «إسرائيل» تخشى الحرب في ظل عجزها عن القيام بها لا سيما أن الولايات المتحدة الأميركية التي أعطت الضوء الأخضر للعدو للقيام باستعراض حفر الأنفاق لأهداف سياسية خدمة لنتانياهو، فإنها لم تعط «إسرائيل» حتى الساعة قراراً بدحرجة الأمور نحو حرب ضد لبنان.
على ضوء إعلان العدوّ الإسرائيلي فجر اليوم إطلاق عملية «درع الشمال» المتعلقة بأنفاق مزعومة على الحدود الجنوبية، أكدت قيادة الجيش في بيان «أن وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة بتنفيذ مهماتها المعتادة على طول الحدود بالتعاون والتنسيق مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان، لمنع أي تصعيد أو زعزعة للاستقرار في منطقة الجنوب»، مشيرة الى أن «الجيش على جهوزية تامّة لمواجهة أي طارئ».
أما «اليونيفيل» فتواصلت أمس، مع جميع المحاورين المعنيين لضمان أن يستخدم الأطراف آليات الارتباط والتنسيق التابعة لليونيفيل للحفاظ على الهدوء والاستقرار المستمرين، واعتبرت أن «الوضع في منطقة عملياتها يحافظ على هدوئه».
وسط هذه الاجواء، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، التطورات في منطقة الحدود الجنوبية بعدما باشرت «إسرائيل» القيام بحفريات قبالة الأراضي اللبنانية. وأجرى لهذه الغاية سلسلة اتصالات شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزيف عون. وتمّ خلال الاتصالات التي أجراها الرئيس عون، تقييم الموقف في ضوء المعطيات المتوافرة حول أبعاد العملية الإسرائيلية، وطلب من الأجهزة الأمنية متابعة الموقف بدقة. وعرض عون الأوضاع العامة في لبنان والعلاقات اللبنانية – الأميركية مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية اليزابيت ريتشارد التي أشارت الى ان البحث تناول أيضاً التطورات في منطقة الجنوب. وأكدت دعم بلادها للبنان وأهمية تشكيل حكومة جديدة.
« الاشتراكي» في حارة حريك
وبعد ما وصفته مصادر مطلعة في 8 آذار لـ«البناء» بالتحريض الجنبلاطي لدى الرئيس المكلف سعد الحريري تجاه مباركته أحداث الجاهلية، قرر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط التراجع عما ارتكبه، فبعد سلسلة تغريدات أكدت العلاقة المنتظمة مع حزب الله، كان سبقها رفع للسقف في وجه حزب الله وايران، أوفد جنبلاط الوزير السابق غازي العريضي الى حارة حريك للقاء المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل الذي كشف عن نصيحة أسداها الحزب للرئيس المكلّف والقادة الأمنيين جنّبت لبنان كارثة كبيرة كادت تحلّ فيه على خلفية أحداث الجاهلية، لافتاً إلى أن حجم القوة الأمنية المستَقدَمة إلى الجاهلية السبت الماضي فضلاً عن استقدام سيارات إسعاف يدللان على وجود نية مبيّتة بالقتل أو الاعتقال. ورفض الخليل وصْف أي قوة سياسية لبنانية بالحالة الشاذة في اشارة الى وصف الاشتراكي لحالة وهاب، مشيراً إلى أنّ الهمّ المشترك بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي يتمثل في تحييد البلد عن أيّ مطبّ أمني أو انتكاسة أمنية. وأكد العريضي التفاهم والاتفاق على استمرارية التواصل مع الحزب، معرباً عن قناعته بضرورة الاحتكام الدائم إلى الدولة والمؤسسات والقضاء.
أما على خط دار الجاهلية فإنّ اللافت يوم أمس، حضور الشخصيات السنية المعارضة الى تقديم التعازي فضلاً عن حضور السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي كان قد تعرّض لهجوم عنيف من وهاب عقب الانتخابات النيابية. أكد رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب لـ«البناء» أنّ «دم الشهيد محمد بو دياب وحّد 8 آذار وكلّ قوى المقاومة وأسقط المشروع الذي كان يُحاك ضدّنا وضدّ المقاومة». وجزم بأن لا فتنة في الجبل. وقال: «لن نسمح بها حتى لو على دمي وليس فقط على دم محمد أبو دياب». مشيراً الى أنّ فريقه القانوني قدّم كلّ المستندات والأدلة حول جريمة الجاهلية.
وربط وهاب بين «غزوة الجاهلية» وبين التصعيد الإسرائيلي على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وقال: «فريق 14 آذار أدوات للمشروع الأميركي الإسرائيلي في لبنان ويحاولون استخدام أجهزة الدولة الأمنية والقضائية لتحقيق مآربهم، ولذلك المعركة واحدة بين عملاء الداخل والخارج».
وعما إذا كان حزب الله سيقف معه في معركته مع مثلث الحريري – عثمان – حمود؟ أجاب: «مَن يسمع اليوم الحاج حسين الخليل يعرف موقف حزب الله جيداً. وهذا السؤال لم يعد منطقياً… وعما يريد قوله للحريري أجاب: «لن أقول له شيئاً لأنني أقول لأحد قادر على الاستيعاب ولديه عقل وبس يصير يستوعب ببقى بقله كتير».
بينما رأى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم خلال تقديمه واجب العزاء أنّ حلفاء سورية يكبرون كلّ يوم، أكدت مصادر مطلعة في 8 آذار لـ«البناء» ان الحراك منصبّ على تكوين جبهة وطنية، مشيرة في الوقت عينه، إلى أنّ هذا التكتل ومهما اجتهد البعض في توصيفه، أنه تجميع لشخصيات حليفة لسورية من الطائفتين الدرزية والسنية، فإنه يحظى بتأييد حزب الله. وقالت المصادر العمل جار على إعادة تنظيم للجمهور السياسي لمحور المقاومة تحت لواء سوف يضمّ تكتلاً وطنياً قومياً وتكتلاً سياسياً مشدّدة على انّ الأمور ذاهبة بعكس ما يشتهي الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط.
في موازاة ذلك، أكد الرئيس ميشال عون أنّ «ما سمعناه في الأيام الماضية وما استتبعه من ردود فعل لم يسئ الى شخص أو فريق أو جماعة بل أساء الى الوطن والى جميع أبنائه وكاد أن يعيد عقارب الساعة الى الوراء، وهذا ما لن نسمح به أبداً». وأشار الرئيس عون في افتتاح المبنى الجديد للمكتبة الوطنية الى انّ «الاستقرار الذي ينعم به لبنان لن يستطيع أيّ طرف الى أيّ جهة سياسية أو حزبية انتمى أن يستهدفه لا سيما أنّ المؤسسات القضائية والأمنية قادرة على وضع حدّ للتجاوزات في القول أو في ردود الفعل وعازمة على تصحيح الأخطاء في الأداء عندما تقع».
وفيما حضر مسار تشكيل الحكومة الجديدة في ضوء الاقتراحات التي يتمّ التداول بها خلال لقاء الرئيس ميشال عون وزير الثقافة غطاس خوري، شدّدت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ«البناء» على انّ الاتصالات مستمرة والمساعي قائمة لتذليل العقد أمام تأليف الحكومة، لكنها أشارت في الوقت عينه الى أنّ اللقاءات التي قام بها الوزير جبران باسيل لم تحرز حتى الساعة التقدم المنشود.
أما على الخط الأوروبي فأكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، التي زارت صيدا على رأس وفد من سفراء مجموعة دول الاتحاد الأوروبي أهمية الاستقرار في لبنان وتسريع تشكيل الحكومة آملين للرئيس المكلف سعد الحريري «النجاح في مساعيه».
وبينما تجتهد مصادر في 8 آذار لـ«البناء» وتتحدّث عن إعادة نظر بتكليف الرئيس سعد الحريري كمخرج لحلّ الأزمة، حيث يعتذر الحريري ثم يعاد تكليفه لكن وفق أسس جديدة ستراعي وجود ثلاث تكتلات كبيرة عند 8 أذار وحلفائه تتمثل بتكتل لبنان القوي وتكتل حلفاء سورية وتكتل حزب الله وتضمّ كلها 74 نائباً، أشارت مصادر معنية بالتأليف لـ«البناء» الى ان اعتذار الحريري غير وارد، والموضوع غير مطروح عند حزب الله او رئيس الجمهورية، وانّ المطروح في الوقت الراهن، يتمثل بأن يكون تمثيل اللقاء التشاوري بشخصية يتفقون عليها من خارج النواب الستة من حصة الرئيس عون. وأشارت المصادر الى أنّ طرح الـ32 وزيراً لم يحظ حتى الساعة بموافقة الرئيس المكلف، مع تشديد المصادر على ان التحرك الإسرائيلي على الحدود اللبنانية يجب ان يشكل دفعاً عند الأفرقاء السياسيين للإسراع في تأليف الحكومة.
وشكل الوضع المالي محور لقاء وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي أكد الاتفاق على خطة لاستقطاب أموال لإصدارات الدولة واستخدام فوائد السوق. وأشار الى انه في العام 2019 سيكون هناك رزمة جديدة من قروض الإسكان وهناك خطط اخرى تُبحث مع الاجهزة المختصة. وهذا الأمر لا يتناقض مع عملية تمويل الدولة، لأن هذا التمويل سيكون من القطاع المصرفي بدعم الفوائد من مصرف لبنان، مشدداً على أن مصرف لبنان لن يضع سيولة اضافية في السوق عن السيولة الموجودة حالياً. وأكد خليل من جهته الاستقرار النقدي في البلد والالتزام بانتظام دفع الرواتب والأجور وملحقاتها والالتزام بتسديد المترتبات على الدولة من سندات داخلية وخارجية.
إلى ذلك، يتوجّه الرئيس الحريري على رأس وفد اقتصادي الى باريس ولندن في العاشر والثاني عشر من الشهر الحالي، حيث سيقدّم اقتراحات لحث المستثمرين الفرنسيين والإنكليز على الاستثمار في مشاريع البنى التحتية التي أقرها «البرنامج الاستثماري الوطني». وبحسب مستشار الرئيس الحريري نديم المنلا فإنّ اجتماع باريس سيكون بحضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، الأمين العام للمجلس الأعلى للخصخصة زياد حايك، رئيس هيئة إدارة قطاع البترول وليد نصر، وسيُعقد في غرفة التجارة والصناعة الفرنسية، ويجمع القطاع الخاص الفرنسي برجال أعمال لبنانيين. ومن المقرّر أن يجتمع الرئيس الحريري بوزير المال الفرنسي برونو لومير». وأضاف أن «المحطة الثانية ستكون في لندن، حيث تنظم السفارة اللبنانية مؤتمراً تحت عنوان «منتدى الأعمال والاستثمار اللبناني – البريطاني» على مدى يوم كامل، بحضور وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال رائد خوري ووزير الطاقة سيزار أبي خليل». وأشار الى أن «مروحة اللقاءات والمؤتمرات ستتوسّع في الأشهر المقبلة لتشمل دولاً أخرى كألمانيا وأميركا وغيرها من الدول»، مشدداً على أن «الأزمة الحكومية لن تثنينا عن مواصلة جهودنا».
في سياق آخر، أفاد مركز استقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين السوريين التابع لوزارة الدفاع الروسية أن أكثر من ألف لاجئ سوري عادوا إلى وطنهم خلال الـ24 ساعة الماضية، قادمين من لبنان والأردن وجاء في نشرة المركز أن 158 نازحاً قدموا من لبنان عن طريق معبري جديدة يابوس وتلكلخ، و844 آخرين قدموا من الأردن عبر معبر نصيب. وأفاد المركز أن 223 نازحاً عادوا خلال الـ 24 ساعة الماضية إلى مناطق إقامتهم الدائمة داخل البلاد.
كرامي وعلي عبد الكريم ووفود عزّوا بأبو دياب 
لقاء «صريح» بين حزب الله و«الاشتراكي» 
فيما واصل رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهّاب تقبّل التعازي بالشهيد محمد أبو دياب في بلدة الجاهلية الشوفية، استمرت الاتصالات واللقاءات لتطويق ذيول الحادث وترسيخ الاستقرار في الجبل.
وفي هذا الإطار، عُقد لقاء بين المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل مع وفد الحزب التقدمي الاشتراكي ضمّ الوزير السابق غازي العريضي والنائب وائل أبو فاعور، في حضور مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا.
وقال العريضي بعد اللقاء «انّ الاجتماع سادته روحية التفاهم والصراحة واللقاء يكتسب أهمية معينة بسبب الظروف التي شهدها البلد إلا أنه في إطار التنسيق، ونحن مقتنعون بضرورة الاحتكام الدائم الى الدولة والمؤسسات وإلى القضاء لأننا حريصون على استقرار لبنان».
من جهته، أكد الخليل «أنّ الهمّ المشترك مع الحزب الاشتراكي هو تحييد لبنان عن أيّ انتكاسة أمنية، وما حصل في الجاهلية كان عملاً متهوّراً وكاد يجرّ لبنان إلى كارثة، ومن رأى المشهد في الجاهلية يعلم أنّ العملية لم تكن للتبليغ بل تظهر نية للقتل أو الاعتقال».
من جهة أخرى، أعلن النائب فيصل كرامي، بعد تقديمه التعازي بأبو دياب في الجاهلية، «أننا ننتظر التحقيقات الكاملة ولم تعد تكفي التبريرات الإعلامية والتسريبات السياسية، ولبنان اليوم بحاجة إلى الإستقرار». وقال «أكدنا وما زلنا نؤكد أنّ الجميع تحت سقف القانون وتحت سقف القضاء. ونتساءل لماذا تمّ الهجوم الكبير بمدرّعات وآليات من أجل إخبار طبيعي».
وأكد كرامي أنّ «على الجميع الوعي بأنّ لبنان بحاجة إلى الاستقرار وعلى الطبقة السياسية أن تكون مسؤولة وأن تقتنع بنتائج الانتخابات وتحترمها، والناس قالت كلمتها». وأعلن أننا «لن نتوقف ولن نستكين في مواجهة الفساد».
وقال «طالبنا بحقنا الطبيعي بوزير في حكومة الوحدة الوطنية، حتى أننا لم نطلب الحقيبة، ولكننا اليوم مصرّون على مطلبنا ونريد حقيبة».
من جهته، قال وهاب «قلنا كلمتين ضدّ الحريري في موضوع الفساد، فقيل لنا إننا نحرّض على أهل السنة، وأنا قلت إنّ السنة أمة وليسوا طائفة، وهذه الأمة بحاجة الى رجال كرشيد وعمر كرامي وسليم الحص».
وشدّد على ان «لا 7 أيار في الجبل، وهم من حاولوا افتعاله، لكن السحر انقلب على الساحر»، وقال «إننا بحاجة لصوت العقل اليوم، ودماء محمد أبو دياب هي فداء للبنان».
وأشار وهاب الى انّ «الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله حقن دم الدروز في الجبل ودم القوة المهاجمة، نحن رفعنا أيدينا لأننا انتصرنا على الفتنة».
من ناحيته، قال السفير السوري علي عبد الكريم علي من الجاهلية «جئت للتعزية، وفي لبنان حكماء يريدون منع الفتنة، لذلك نستبشر خيراً أنّ دماء محمد أبو دياب فدت لبنان».
وأشار إلى «أنّ الذين يتربّصون بلبنان وسورية هم الخاسرون ونحن نتعامل بمنطق الأخوة، وحلفاؤنا في لبنان يحصدون انتصاراً، حلفاؤنا معنا ويكبرون والتحديات تصيب سورية ولبنان معاً سواء كانت من إسرائيل أو الإرهاب».
كما أمّت الجاهلية للتعزية وفود سياسية وشعبية عدة.
وفي السياق عينه، قال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أنور الخليل في بيان، «بألم وأسف شديدين تلقينا نبأ وفاة، مرافق الوزير السابق وئام وهاب ، محمد أبو دياب»، مقدماً الى عائلته والى سائر أبناء بلدة الجاهلية وقرى المنطقة ورفاقه ومحبيه أحرّ التعازي، وأضاف «أتطلع معكم ومع سائر اللبنانيين إلى أن تأخذ هذه القضية مسارها القانوني السليم».
وأعلنت «حركة الشعب»، في بيان أصدرته اثر اجتماع لقيادتها، «انّ المناخ المشحون الذي خيّم على لبنان الأسبوع الماضي، يذكرنا بمناخات العام 1975»، مشيرةً إلى أن «حادث الجاهلية يذكرنا بحوادث مماثلة افتعلت قبل 43 سنة، وكانت الشرارة التي أشعلت نار الحرب الأهلية».
وسألت «من كانت الجهة الخفية التي أوعزت بإطلاق النار على بوسطة عين الرمانة، ومن الذين أطلقوا النار؟ الفاعل المعلوم لا يزال مجهولاً، ولكن نار الحرب الأهلية اندلعت لتحرق الأخضر واليابس. من أطلق النار على المناضل معروف سعد؟ الفاعل المعلوم لا يزال مجهولاً. ولكن الحرب اندلعت لتقتل عشرات الآلاف، وتشرّد مئات الآلاف وتخرب وتدمّر وطننا وشعبنا».
كما سألت «اليوم، من هي الجهة التي دبرت حادث الجاهلية، وماذا كان هدفها، ومن كانت تستهدف تلك الرصاصة التي أودت بحياة المرحوم محمد بو دياب؟ وهل إنّ الصدفة وحدها هي التي عطلت مفعول الشرارة التي كان مقدّراً لها أن تشعل الفتنة الكبرى في لبنان؟»
وشدّد الأمين العام لـ «التيار الاسعدي» المحامي معن الأسعد، على «ضرورة إعتماد العقل ولغة الهدوء والحوار في التخاطب بين القوى السياسية، لأنّ خطاب التشنج والكيدية والعناد والتمترس خلف الطائفة والمذاهب والمصالح السياسية الضيقة سيعمّق الأزمة ويقفل كلّ خيارات وبوابات الحوار والحلول»، محذراً من «استعمال الشارع لرفع سقف التفاوض وتقاسم «جبنة الوطن» لأنه الخطر بعينه المتربص بالبلد». واعتبر «أنّ لبنان نجا من قطوع بل من كارثة كادت معه تنفلت الأمور وتضع البلاد على حافة الفتن والحروب التي ستكون تداعياتها خطيرة وقاتلة».
ونبّه إلى «خطورة محاولة إغراق القضاء والأجهزة الأمنية والعسكرية في الصراعات السياسية والطائفية والمذهبية والمصلحية». وأشاد بالمؤسسة العسكرية «التي استطاعت بوطنيتها وحكمة قيادتها تجنيب البلد الفتنة او الوقوع في الخطأ القتل والمدمّر».

الأخبار
جنبلاط يتبرّأ من غزوة الجاهلية

اللقاء الصريح بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي يوم أمس، تضمّن «لهجة قاسية» من قبل «الحزب» في تقييم وقائع حادثة الجاهلية يوم السبت، وما سبقها. تولّى «الاشتراكي» توضيح الصورة، ومحاولة التنصل من تغطية العملية الأمنية
لا تزال حادثة الجاهلية، يوم السبت، تُظلّل الحراك السياسي في البلاد. فبعد تخليص لبنان من فتنةٍ، تستمر القوى السياسية في مساعيها لِلملمة ذيول الحادثة، وتعويض «خسائرها»، ولا سيّما النائب السابق وليد جنبلاط. استشعر الزعيم الشوفي خطورة الوضع في «ساحته»، التي تتحضّر لتشكيل جبهة حليفة لحزب الله، فأرسل وفداً يُمثّل التقدمي الاشتراكي للقاء «الحزب». لم يكن الوزير السابق غازي العريضي، سيُبادر إلى طلب موعدٍ من حزب الله، لو أنّ وقع نتائج «الجاهلية» لم يكن «قاسياً» على «الاشتراكي». فعِوض أن تُوَجَّه «ضربة قاضية» إلى الوزير السابق وئام وهّاب، تمكّن الأخير من تأمين التفاف فريق 8 آذار السياسي حوله، ولا سيّما من قِبَل حزب الله، في مُقابل انتقال «العزاء» إلى جبهة تيار المستقبل – التقدمي الاشتراكي، الذي خَسِر جولةً سياسية جديدة. الظروف عند جنبلاط لا تحتمل «دعسات ناقصة»، فذهب النائب وائل أبو فاعور والوزير السابق غازي العريضي إلى ضاحية بيروت الجنوبية، والتقيا المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، من أجل «ضبّ الموضوع». وجود أبو فاعور في الاجتماع، وهو الذي يُعتبر «ضابط الارتباط» بين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وجنبلاط، كان مُتعمداً من أجل أن يكون الكلام واضحاً للجميع.
تكشف مصادر مُتابعة لاجتماع أمس، لـ«الأخبار»، أنّ حزب الله كان «واضحاً وحادّاً» في كلامه مع أبو فاعور والعريضي. عرض الخليل وصفا أمام ضيفيهما، وقائع مُدونة بالتفاصيل، «فكانت جلسة عتاب عن كلّ المرحلة السابقة، وطريقة تصرّف جنبلاط خلالها». عادَ حزب الله في الحديث، إلى مُجريات يوم الخميس، وكيف وفّر كامل الدعم للقوى الأمنية والعسكرية، في وضع حدّ للفلتان في الشارع والمواكب السيارة، وفي تهدئة الأجواء السياسية بين جنبلاط ووهاب. في المقابل، لم يكن مفهوماً بالنسبة إلى «الحزب» تصرّف جنبلاط في تغطية العملية الأمنية ضدّ وهاب يوم السبت، والتوجه إلى بيت الوسط ودعم الحريري في قراره. وبحسب المعلومات، فإنّ وفد «الاشتراكي» ردّ على «التفاصيل التي تخصّه، ولم تكُن واضحة بالنسبة إلى حزب الله. إضافةً إلى شرح الكثير من المعطيات الناقصة». وتقول المصادر إنّ الاشتراكِيَّين أبلغا حزب الله «عدم رضا جنبلاط عن العملية الأمنية، وعدم علمه بها، إلّا حين وصل عناصر فرع المعلومات إلى منطقة الدامور. وقد عاد جنبلاط وأيّدها، لأنّ ما قام به وهاب أمرٌ غير مُبرّر وغير مقبول، ولأنّه لا يُمكن أن يترك جنبلاط حليفه سعد الحريري، من دون تغطية»، مع تأكيد الوفد الاشتراكي رفض «سقوط أي نقطة دم في بيتنا ومنطقتنا».
وتُفيد مصادر «الاشتراكي» في اتصال مع «الأخبار» بأنّ «الحدث الأمني والخوف على البلد فرضا اللقاء مع حزب الله، ولا سيّما بعد أن أعلن وهاب أنّ القرار عند الحزب، وليس الخوف على وجودنا أو بيئتنا». وتقول المصادر إنّه خلال الاجتماع «وبعد أن أطلعنا الخليل وصفا على وقائع يوم السبت، أخبرناهما بأنّ الاختلاف في السياسة بين حزب الله والاشتراكي موجود، ولكن لا يجب توتير الأجواء، بل الاستمرار في التنسيق والتعاون وتنظيم الاختلاف بين الحزبين». في الإطار نفسه، كان الردّ من حزب الله في الاجتماع: «العلاقة مع الاشتراكي مُستمرة، خاصة أنّه لم يحصل أي خلاف بين الاثنين في الأيام الماضية، ولكن مع تأكيد الدعم المُستمر من قِبل حزب الله لحلفائه».
وكان حسين الخليل قد ردّ، بعد اللقاء، على وصف جنبلاط لوهاب بـ«الحالة الأمنية الشاذة»، مُعتبراً أنّ «لبنان بلد تنوع سياسي ولا يمكنني القول إنّ أحداً حالة شاذة على المستوى السياسي. الحالة الشاذة الوحيدة في لبنان هي العمالة للعدو الإسرائيلي، وهي حالة يجب أن تُقطع»، فعلّق العريضي، موضحاً أنّ «الحديث كان عن أنّنا لا نسمح بحالة أمنية شاذة في الشوف ولبنان»، قبل أن يؤكد أنّ الاجتماع «سادته روحية التفاهم والصراحة. ونحن مقتنعون بضرورة الاحتكام الدائم إلى الدولة والمؤسسات وإلى القضاء لأننا حرصاء على استقرار لبنان». وفي الإطار نفسه، قال الخليل إنّ «الهمّ المشترك مع الاشتراكي هو تحييد لبنان عن أي انتكاسة أمنية (…) سعينا في الماضي إلى تحقيق الاستقرار وأكّدنا ذلك خلال هذه الجلسة». ولكن ما حصل في الجاهلية «كان عملاً متهوراً وكاد يجرّ لبنان إلى كارثة. من رأى المشهد، يعلم أنّ العملية لم تكن للتبليغ، بل تُظهر نيّة للقتل أو الاعتقال». وكشف الخليل عن نصيحة حزب الله إلى الحريري «والقادة الأمنيين، لأن العمل كان غير مدروس وكاد أن يجرّ لبنان إلى كارثة».
وتقول مصادر في فريق 8 آذار إنّ التعامل مع حادثة الجاهلية انتقل إلى «المستوى القضائي الهادئ، إن كان بالنسبة إلى التحقيقات في مقتل محمد أبو دياب، أو الدعوى القضائية بحقّ وهاب». سَحْبُ الاحتقان من الشارع، انتقل أيضاً إلى الاشتراكيين، فاتصل النائب تيمور جنبلاط أمس بنضال أبو دياب، شقيق محمد أبو دياب مُعزياً، «وسيقوم وفد من الاشتراكي، يوم الأحد ، بزيارة العائلة من أجل تقديم واجب العزاء»، بحسب مصادر «الاشتراكي».
بانتظار الأحد المقبل، استمرّ أمس توافد المُعزين بمحمد أبو دياب، ومن بينهم السفير السوري علي عبد الكريم علي، الذي صرّح بأنّ «الذين يتربّصون للبنان وسوريا هم الخاسرون، وحلفاؤنا في لبنان يحصدون انتصارات. حلفاؤنا معنا ويكبرون، والتحديات تصيب سوريا ولبنان معاً، سواء كانت من إسرائيل أو الإرهاب». من جهته، قال النائب فيصل كرامي بعد التعزية إنّ «التبريرات الإعلامية والتسريبات السياسية لم تعد كافية، ولبنان اليوم بحاجة إلى الاستقرار. نتساءل لماذا تم الهجوم الكبير بمدرعات وآليات من أجل إخبار طبيعي؟».
على صعيد آخر، لم يُسجَّل أي خرق في ملفّ تشكيل الحكومة، في وقت لا يزال فيه كلّ فريق مُستمراً في عملية شدّ الحبال والتصعيد، وكان آخرها كلام كرامي أمس بأنّه «طالبنا بحقنا الطبيعي بوزير في حكومة الوحدة الوطنية، حتى إننا لم نطلب الحقيبة، ولكننا اليوم مصرون على مطلبنا ونريد حقيبة». أما نائب «تكتل لبنان القوي» إلياس بو صعب، فقد غرّد على «تويتر» مُعتبراً أنّ «عدم اعتماد معيار واحد، منذ اليوم الأول لتأليف الحكومة، أدّى إلى ما وصلنا إليه. الوزير باسيل يعمل على حلّ الأمور، وهو ليس طرفاً، ومن غير الممكن أن نتنازل عن أي شيء». رفض الحلول التي تقدّم بها جبران باسيل، حطّ رحاله أيضاً في بيت الوسط، إذ تقول مصادر في التيار الوطني الحرّ إنّ «الحريري رفض صيغة الـ 32 وزيراً» التي اقترحها وزير الخارجية، مع العلم بأنّ هذا الموقف لم يتبلغ به باسيل رسمياً.

اللواء
إنعاش جهود التأليف يسابق محاولات إقليمية لزرع الفوضى
عون يلتقي موفد الحريري: المؤسّسات قادرة على معالجة التجاوزات..

بعد أربعة أيام، على حوادث الجاهلية، ترسخت مساعي الاحتواء، والتمسك بالاستقرار، غير قابل، للأخذ والرد، وإعادة تركيز الاهتمام على انتشال تأليف الحكومة من الركود، فضلاً عن الانصراف إلى توفير السيولة لصرف رواتب الموظفين والاجراء والمتقاعدين في القطاع العام، قبل الأعياد المجيدة..
ومسح اثار حوادث الجاهلية، والعودة إلى الحوار الهادئ بعيداً عن الإساءات والاهانات، ضمن معادلة شدد عليها الرئيس ميشال عون، في كلمة له لدى تدشين مبنى المكتبة الوطنية الجديد، بعد ترميمه، في محلة الصنائع، ومؤداها انه من غير المقبول إعادة «عقارب الساعة إلى الوراء، وهذا ما لا نسمح به ابداً، لأن الاستقرار الذي ينعم به لبنان لن يستطيع أي طرف أو أي جهة سياسية أو حزبية انتمى، ان يستهدفه، لا سيما وأن المؤسسات القضائية والأمنية قادرة على وضع حدّ للتجاوزات..
وكشفت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان إطلاق إسرائيل عملية درع الشمال، ومسارعة البيت الأبيض إلى دعم العملية، تنطوي على مخاطر، مع مسارعة تل أبيب إلى استدعاء الإعلام التلفزيوني الدولي، لتغطية العملية، في إطار ما قاله جيش الاحتلال الإسرائيلي من انه رصد انفاقاً لحزب الله تسمح بالتسلل من لبنان إلى داخل الكيان المحتل.. معلناً مباشرة العمل لتدميرها..
وقالت ان زوّار بعبدا لمسوا قلقاً لدى رئيس الجمهورية ويشاطره هذا القلق الرئيسان نبيه برّي وسعد الحريري..
وأشارت المصادر إلى ان هذا التطور الإقليمي الخطير، معطوفاً على الإشارات التي حملتها حوادث الجاهلية في الشوف، دفع كبار المسؤولين لانعاش عملية تأليف الحكومة، انطلاقاً من فكرة توزير سني من 8 آذار، من حصة الرئيس عون، شرط الحصول على ضمانات بأن هذا المخرج يُشكّل حلاً للعقدة القائمة، من دون استيلاد عقدة جديدة..
ولم تخف المصادر ان ضغوطاً إقليمية أخرى ما تزال تؤثر على الوضع الداخلي، على الرغم من لملمة ذيول ما جرى في الجاهلية السبت الماضي، وما سبقه، من محاولات من شأن تكرارها زرع الفوضى في البلاد، في ضوء تفاقم المواجهة الأميركية – الإيرانية على خلفية العقوبات النفطية، وتهديدات المسؤولين الإيرانيين، بمنع تصدير النفط الخليجي ككل، في حال مُنع تصديرها للنفط الإيراني..
الحكومة لا تحجبها «درع الشمال»
وإذا كانت عملية «درع الشمال» الإسرائيلية أعادت تصويب البوصلة لبنانياً باتجاه الجنوب، ونحو «الحالة الاستثنائية الشاذة» الوحيدة التي يواجهها لبنان، وهي العدو الإسرائيلي، بحسب المعاون السياسي للأمين العام «لحزب الله» الحاج حسين الخليل، فإن هذه العملية التي لا يستبعد الإعلام الإسرائيلي ان تكون محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لصرف الأنظار عن تهم الفساد التي يواجهها بأختراع حكاية «انفاق حزب الله» في الجنوب، لم تحجب الاهتمام عن متابعة التطورات السياسية والأمنية في الداخل، وما يتصل بها بموضوع الحكومة، على الرغم من ان معظم المعنيين بعملية التأليف يعتقدون انها دخلت في نفق لا يبدو في نهايته أي ضوء، بعد الذي حصل في بلدة الجاهلية، والذي زاده تعقيداً سقوط ضحية ودماء، ما يرتب على ذلك من تداعيات سياسية وأمنية، بدأت طلائعها بالتفاف دروز 8 آذار حول الوزير السابق وئام وهّاب، وإنهاء القطيعة معه سواء من قبل النائب طلال أرسلان أو سفير النظام السوري علي عبد الكريم علي، رغم الخلافات العميقة، الأمر الذي يؤشر إلى وجود سيناريو لمحاصرة المختارة وزعيمها وليد جنبلاط، وهو ما دفعه إلى إعادة احياء تنظيم العلاقة مع «حزب الله»، على ذلك يبعد الحزب من ان يكون طرفاً في أمن الجبل واستقراره.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان الجواب على خيار الـ32 وزيرا جاء سلبيا من قبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وغيره وبالتالي سقط ويجري البحث حاليا عن الية تتصل بالـ30 وزيرا يجري فيها توزير سني يسميه اللقاء التشاوري او سنة 8 اذار.
وقالت المصادر ان الطرح يقوم على ان بكون هذا الوزير من حصة رئيس الجمهورية ولم تستبعد ان يأتي ذلك من ضمن آلية معقولة للبحث بحيث تتكرر تجربة الوزير الدرزي من خلال رفع لائحة باسماء يجري الاتفاق عليهاو لا تضم الوزراء السنة المستقلين الى رئيس الجمهورية لاختيار اسم لكن هذا الطرح لم يعرف مصيره والى اي مدى يمكن السير به مكررة القول انه طرح للبحث وليس للتأكيد.
ولهذه الغاية، استقبل أمس الرئيس عون الوزير غطاس خوري موفداً من الرئيس المكلف.
عون: لأمن الجبل والاستقرار
وفيما غابت الاتصالات في شأن تأليف الحكومة عن التداول، في انتظار عودة وزير الخارجية جبران باسيل اليوم من العراق، واستئناف حركته المكوكية باتجاه الأطراف المعنية، كوسيط مكلف من قبل رئيس الجمهورية، لفت الانتباه ان موضوع الحكومة غاب عن كلمة الرئيس ميشال عون في خلال افتتاحه مبنى المكتبة الوطنية في الصنائع، وحضرت بدلاً منه تطورات الجبل، حيث كانت له مواقف اتسمت بالوسطية، إذ ارضى الرئيس المكلف سعد الحريري الذي حضر معه الاحتفال، من خلال انتقاده الاساءة إليه ووصفها بأنها «اساءة للوطن»، وفي نفس الوقت تحدث عن «تصحيح أخطاء في الاداء».
في إشارة إلى ما حدث في الجاهلية، لكنه أكّد ان «المؤسسات القضائية والأمنية قادرة على وضع حدّ للتجاوزات».
أذ أعلن الرئيس عون ان «ما سمعناه في الأيام القليلة الماضية من كلام وما استتبعه من ردود فعل، لم يسء الى شخص أو فريق أو جماعة، بل أساء الى الوطن والى جميع أبنائه من دون تمييز، وكاد أن يعيد عقارب الساعة الى الوراء، وهذا ما لن نسمح به أبدا».
 واكد «أن الاستقرار الذي ينعم به لبنان لن يستطيع أي طرف، الى أي جهة سياسية أو حزبية انتمى، أن يستهدفه، لا سيما أن المؤسسات القضائية والأمنية قادرة على وضع حد للتجاوزات، في القول أو في ردود الفعل، وعازمة على تصحيح الأخطاء في الأداء عندما تقع، وذلك بتوجيه من السلطة السياسية، واستنادا الى القوانين والأنظمة المرعية الإجراء».
تزامناً، كان لافتاً للانتباه أيضاً، استقبال الرئيس الحريري للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ورئيس شعبة المعلوات العميد خالد حمود، حيث عرض معهما الأوضاع الأمنية في البلاد، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، الذي اضاف: ان الحريري أثنى خلال اللقاء على الجهود التي تبذلها قطاعات قوى الأمن للحفاظ على أمن واستقرار المواطنين في مختلف المناطق اللبنانية، من دون ان يُشير المكتب الإعلامي الى منطقة معينة، كالجبل مثلاً، أو إلى ما حصل في الجاهلية.
كتلة «المستقبل»
غير ان كتلة «المستقبل» النيابية، التي اجتمعت أمس برئاسة السيدة بهية الحريري، وضعت ما جرى في خانة «مسلسل الفتنة الذي طاول المقامات والبلد والامن»، وقالت في بيانها انه «مسلسل يقوم ابطاله بنبش القبور وحقن الصدور من دون ان ترف لهم عين، ويفترون على الاحياء والاموات ويثيرون الفتن المذهبية والمناطقية ليتلطوا خلفها بعيداً عن اعين العدالة»، وهو «مسلسل يريد ابطاله ان ينتهي المشهد بمظلومية وهمية تحول المعتدي إلى ضحية، وترى في تطبيق العدالة مسألة استنسابية وتصور قيام الأمن بواجباته غزوة جاهلية».
وإذ أهابت الكتلة بالجميع ترك الأمر للقضاء الذي يستطيع وحده تحديد المسؤولية وتحقيق العدالة، وانه (أي القضاء) يملك من القدرة على استعمال الوسائل العلمية التي من شأنها تحديد اتجاه الرصاصة وتحديد الجهة التي يكون قد صدر منها إطلاق الرصاصة التي أصابت المرحوم محمّد بو ذياب، فإنها وجهت مجموعة تساؤلات كانت بمثابة مجوعة ردود على اتهامات وهّاب من دون ان تسميه.
وخلصت الكتلة إلى أن «الوطن غال كما الحريات، وان لا وطن بدون سيادة حكم القانون، وان قوى ترفع الخطوط الحمر بوجه قضائها وأمنها لا تبقي على وطن، وان الالتفاف حول الحليف بعصبية عمياء هو سقوط في أحضان الجاهلية البغضاء. حمى الله لبنان».
لقاء التقدمي – «حزب الله»
في المقابل، وفي إطار مساعي احتواء حوادث الجاهلية زار وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم النائب وائل أبو فاعور والوزير السابق غازي العريضي، المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين الخليل، في حضور مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، وكان تشديد من الطرفين على أهمية الحفاظ على الأمن ليس فقط في الجبل وإنما في كل المناطق اللبنانية.
وكشفت معلومات حزب الله عن اللقاء (موقع العهد الاخباري) ان النائب السابق غازي العريضي، بناءً على طلب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، أجرى اتصالاً بالمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، طالباً اللقاء بالحزب، فأجابه: اهلاً وسهلاً، الثلاثاء (أمس).
اللقاء استمر ساعة، وبدأ من حادثة الجاهلية، وانطلاقاً من الرسالة التي بعث عبر خطاب له، السيّد نصر الله، عندما قال له: «زبط أنتيناتك»، وكاشف الحاج خليل ضيفيه، العريضي والنائب وائل أبو فاعور، ان ما حدث في الجاهلية خطأ كبير جرى ارتكابه..
وكرر العريضي المسار التاريخي للعلاقة بين التقدمي وحزب الله، لينتهي اللقاء إلى الاتفاق على: الاستقرار الأمني أولوية وضرورة استمرار التشاور وعقد اللقاءات الدورية.
أنفاق «حزب الله»
وكان الوضع الأمني على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، قد خطف الأضواء أمس، على خلفية مزاعم الاحتلال الإسرائيلي عن وجود انفاق حفرها «حزب الله» في الجنوب ولا سيما قرية كفركلا وتصل إلى مستعمرة المطلة في الداخل الفلسطيني المحتلة.
وقالت معلومات رسمية ان رئيس الجمهورية تابع التطورات في منطقة الحدود الجنوبية بعدما باشرت إسرائيل القيام بحفريات قبالة الاراضي اللبنانية. واجرى لهذه الغاية سلسلة اتصالات شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزف عون.
وتم خلال الاتصالات التي أجراها الرئيس عون، تقييم الموقف في ضوء المعطيات المتوافرة حول ابعاد العملية الاسرائيلية، وطلب من الأجهزة الأمنية متابعة الموقف بدقة.
وعرض الرئيس عون امس في قصر بعبدا مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية اليزابيت ريتشارد، الاوضاع العامة في لبنان والعلاقات اللبنانية – الاميركية.
واشارت ريشارد الى ان البحث «تناول ايضا التطورات في منطقة الجنوب»، واكدت دعم بلادها «للبنان واهمية تشكيل حكومة جديدة».
وعلم ان السفيرة الأميركية أبلغت الرئيس عون ان ما يقوم به جيش العدو من حفر، لا يشمل الأماكن التي تقع خارج الأراضي المحتلة، كما ان قوات اليونيفل تقوم بدورها في المراقبة.
تمويل الخزينة من المصارف
مالياً، حسم الاجتماع الذي جمع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مع وزير المال علي حسن خليل، الاتفاق على إجراءات تمويل الخزينة اللبنانية، عبر اكتتابات بالعملة اللبنانية من القطاع المصرفي، سيباشر بها مصرف لبنان خلال الأسبوع المقبل.
وأوضح سلامة ان البحث تناول آليات التمويل التي يحتاجها لبنان خلال العام 2019، واتفقنا على خطة نستطيع بموجبها استقطاب أموال إلى اصدارات الدولة بموجب فوائد السوق، مشيراً إلى ان البنك المركزي سيتفق مع المصارف لتحويل ودائعها بالليرة اللبنانية إلى سندات خزينة بالليرة وبفوائد السوق، كاشفاً ان هذه السندات لن تكون قصيرة المدى بل على 10 أو 20 سنة بفائدة تصل إلى 10.5 في المائة.
اما الوزير خليل، فأكد من جهته ان الاجتماع ثبت عملياً انتظام دفع كل الرواتب والأجور وملحقاتها والالتزام بتسديد المستحقات أو المترتبات على الدولة من سندات الدين الداخلية والخارجية حفاظاً على موقع وسمعة وتصنيف لبنان.
وإذ شدّد على وجوب اجراء إصلاحات جدية تتعلق بالانفاق، كشف انه جرى توظيف أكثر من 5000 موظف جديد في سنة 2018 نصفهم في السلك العسكري، وهذا أدى إلى خلق أعباء إضافية، لافتاً النظر إلى ان الانفاق الاستثماري لا يتجاوز الـ8 في المائة مقابل 92 في المائة الذي هو الانفاق الجاري بين رواتب واجور وخدمة دين وعجز الكهرباء، قائلاً: «نحن لا نستطيع ان نستمر هكذا».
ونفى خليل، ان تكون تقديرات وزارة المالية لسلسلة الرتب والرواتب قد تجاوزت هذه التقديرات، مؤكداً انها كانت مطابقة مائة في المائة وان كل الأرقام التي طرحت خلال الفترة الماضية على لسان خبراء واقتصاديين ووزراء ونواب هي أرقام لا تمت إلى الحقيقة بصلة، الا انه أقرّ بأن الزيادة التي سجلت على السلسلة كانت لرواتب العسكريين والامنيين بسبب الزيادة في التوظيف، إضافة إلى زيادة تعويضات نهاية الخدمة نتيجة ازدياد اعداد المتقاعدين في السنة الحالية، ما نسبته 220 مليار ليرة افتتح لها اعتماد إضافي في الأسبوع الماضي.