افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 17 تشرين الأول، 2016

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 11 آب، 2022
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 7 كانون الأول، 2020
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 5 تموز، 2018

احياء ذكرى 13 تشرين الأول أمس تضمن كلاماً توفيقياً ومشهداً جامعاً لممثلي المذاهب، وتأكيداً للميثاقية مدخلاً الى بناء الدولة. وشكل “بروفة” احتفالية للعونيين شابها بعض الحذر من تراجع منسوب التفاؤل اذا لم يعد الحريري الى بيروت اليوم، بعد بث اخبار تؤكد هذه العودة لاعلان الترشيح غداً او في الايام القريبة، أو من عثرات قد تظهر من جهات أخرى في فريق 8 اذار. وما لم يقله العماد ميشال عون الذي اطل عبر الشاشة مخاطبا الجموع من غير ان يتناول الاستحقاق، عبر عنه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل مشددا على ان الحلم هو وقوف عون على شرفة القصر الجمهوري.
Image result for ‫أنصار التيار الوطني الحر‬‎
/++++++++++++++++++++++++++++/
النهار//
“بروفة” العونيين على طريق قصر بعبدا//
لبنان كله على وقع الاستحقاق الرئاسي. ترقّب محير لكل الافرقاء، وتغريدات غامضة التوجهات والاهداف تولد حركة اتصالات بعضها لتوضيح الرؤى والطمأنة، وبعضها الاخر لضبط الانفعالات والردود. العونيون عاشوا نهاراً طويلاً على مسافة امتار من القصر الجمهوري، يحلمون ببلوغ باحة القصر الخالي، ودونهم امتار سياسية لا تقاس بالجغرافيا، في انتظار كلمة سر تخرج من فم الرئيس سعد الحريري الذي ابلغ الوزير جبران باسيل حسم موقفه ايجابا من الترشيح كما أفادت مصادر “التيار الوطني الحر”. احياء ذكرى 13 تشرين الأول أمس تضمن كلاماً توفيقياً ومشهداً جامعاً لممثلي المذاهب، وتأكيداً للميثاقية مدخلاً الى بناء الدولة. وشكل “بروفة” احتفالية للعونيين شابها بعض الحذر من تراجع منسوب التفاؤل اذا لم يعد الحريري الى بيروت اليوم، بعد بث اخبار تؤكد هذه العودة لاعلان الترشيح غداً او في الايام القريبة، أو من عثرات قد تظهر من جهات أخرى في فريق 8 اذار. وما لم يقله العماد ميشال عون الذي اطل عبر الشاشة مخاطبا الجموع من غير ان يتناول الاستحقاق، عبر عنه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل مشددا على ان الحلم هو وقوف عون على شرفة القصر الجمهوري. وأضاف انه “عند صعود عون الى قصر بعبدا سيصبح أباً لكل اللبنانيين وسيرفض التفاهمات الثنائية والثلاثية والرباعية وسيصبح ضمانة كل اللبنانيين”. هذا الكلام الاخير أثار تساؤلات لم تخرج الى العلن عن رفض التفاهمات، وما اذا كان مقدمة لتبدل لاحق في المواقف، وخصوصاً بعد تمييز الوزير باسيل في مقابلته الاخيرة بين موقف الحزب وموقف الدولة اللبنانية من دول خارجية.

واذا كان الرئيس نبيه بري قال امس أمام زواره “جربت الموالاة طويلاً وبدي جرب المعارضة”، في اشارة الى استمراره في رفض انتخاب العماد عون من دون “السلة”، علمت “النهار” ان تطورا في الموقف الرئاسي لدى كل من الرئيس بري والنائب سليمان فرنجية سيظهر خلال اليوميّن المقبلين. ولم توضح المصادر مصدر المعلومات طبيعة هذا التطوّر مكتفية بالقول إن النائب فرنجية مستمّر في الترشح لمنصب الرئاسة الاولى وهو سيكون حاضراً في الجلسة المقبلة لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية لمواصلة السباق أيا تكن التطورات المتصلة بترشيح عون.

من ناحيته، يتجه الرئيس الحريري الى إجراء جولة جديدة من المشاورات في الرياض التي قد تبلغه موقفها الواضح من خيار ترشيح عون. ولهذا آثر الحريري الامتناع عن الخوض علانية في الاستحقاق الرئاسي ريثما تتبلور نتائج مشاوراته في العاصمة السعودية.

أما في الداخل، فان أوساط الحريري، الذي بات قاب قوسين من تأييد ترشيح عون، تسأل عن المغزى من التغريدات والتسريبات التي تتناوله، وما اذا كانت متعمدة لايصال رسائل تهديد له من جهة تسعى الى تأجيل الاستحقاق ورمي مسؤولية الفراغ المستمر في مرمى رئيس “المستقبل”. وتسأل تلك الاوساط عن موقف الحزب من “سلة” الرئيس بري، وما اذا كانت ستشكل دفتر شروط على عون لا يمكنه التقدم خطوة من دونه.

وفي معلومات “النهار” ان قيادياً في “حزب الله” أجرى إتصالات في الساعات الاخيرة مع عدد من الحلفاء بهدف توضيح موقف الحزب من موضوع وصول الحريري الى السرايا في حال وصول عون الى قصر بعبدا وذلك في ضوء الالتباس الذي أثارته تصريحات بعض الشخصيات الحليفة للحزب والتي تربط عودة الحريري الى رئاسة الحكومة بعدد من الشروط، والكلام عن رفض سوري للامر.

جنبلاط: الله يستر

من جهة أجرى، غرّد رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، عبر “تويتر”: “أتت كلمة السر يبدو، الله يستر”. وأرفقها برسوم تعبيرية منها: عيون ونظارات وابتهالات وطائرات. وبصورة لشخص لا يظهر وجهه يتسلم رسالة عبر النافذة من شخص لا تظهر منه إلا يده الحاملة للرسالة.وفي معلومات حصلت عليها “النهار” أن جنبلاط أبلغ بأن كلمة السر تتضمن رفضاً لمسار الحريري الرئاسي من قبل مسؤولين في الرياض كذلك رفضاً لرئاسة الحريري للحكومة من فريق 8 آذار مما استدعى تخوّفه من تداعيات محتملة وقوله “الله يستر”.

/++++++++++++++++++++++++++++/
السفير//
عون يُطمئِن.. والسنيورة يستعين بـ«السنونو».. وجنبلاط: «الله يستر»!//
خلط أوراق رئاسية لمصلحة.. «الصقور»؟//
يبدو «التوقيت المحلي» للاستحقاق الرئاسي معلقا على ساعة الرئيس سعد الحريري الذي يكاد يستهلك كل المخزون الاحتياطي من الوقت المخصص للتشاور والدرس، قبل أن يتخذ قراره الرسمي من ترشيح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية.

وما دام الإعلان الرسمي عن دعم انتخاب «الجنرال» لم يخرج بعد من بيت الوسط، فلا عون سيبادر في اتجاه الرئيس نبيه بري، ولا رئيس المجلس سيباشر في التفاوض الحقيقي على ثمن وصول «الجنرال» الى القصر، ولا النائب سليمان فرنجية سيفكر في إمكان انسحابه من السباق الرئاسي، ولا «حزب الله» سيدخل على خط تليين مواقف بعض الحلفاء.

ليس هناك ما يضطر أحدا من هذه الأطراف الى أن يوقع على أي «سندات» سياسية مسبقة والالتزام بتسديدها من الآن، ما لم يجاهر الحريري بدعم ترشيح «الجنرال»، خصوصا أن الرياح الإقليمية والدولية قد تعيد بعثرة الأوراق، قبل أن تبلغ صندوق الاقتراع.

هبّات متفاوتة

ثم إن تمهل الحريري المستمر في الخروج من المنطقة الرمادية سمح بإطلاق بورصة يومية ومتقلبة من التوقعات والترجيحات المتناقضة التي تتلاعب بمصير الاستحقاق الرئاسي وبعواطف مؤيدي عون ومعارضيه، على حد سواء.

وعلى وقع هذه البورصة السياسية المتأرجحة، تعلو أسهم «الجنرال» قبل الظهر، ثم تنخفض بعد الظهر، وهكذا دواليك، في ظل تسريبات متفاوتة حول نيات الحريري الذي بات مُطالبا بأن يضع حداً لهذه البلبلة التي أصبحت تسيء الى مقام الرئاسة والمرشحين اليها.

وتردد أن الحريري قد يزور السعودية، في طريق عودته الى بيروت، توطئة لاتخاذ القرار النهائي.

وما زاد من غموض المشهد، هو الموقف المستجد للنائب وليد جنبلاط، الذي، على عادته في إطلاق الإشارات الملتبسة والقابلة للتأويل، غرّد أمس على حسابه عبر «تويتر» قائلا: «أتت كلمة السر يبدو، الله يستر..»، مطلقا العنان بعد هذه التغريدة لاستنتاجات شتى.

مواعيد الرابية

أما حقيقة موقف الحريري المرتقب، فإن المؤشرات المستمدة من «مراصد» الرابية تفيد بأن مقوّمات المجاهرة به نضجت واختمرت، وأن الإعلان عنه سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة، وبالتالي فإن السؤال السائد حاليا في أوساط «التيار الحر» هو: متى سيعلن الحريري عن دعم الجنرال؟ وليس: هل سيعلن عنه؟

وفي هذا الإطار، أكد مقربون من الرابية لـ«السفير» أن عون سبق له أن تبلغ قرار الحريري بدعم ترشيحه، وأن ما ينتظره الجنرال هو الإعلان الرسمي عن هذا القرار خلال الأسبوع الحالي، على أن يُترك الإخراج المناسب لرئيس «المستقبل»، وفق ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين.

السنيورة.. والسنونو

وفيما تتوقع أوساط «التيار الحر» أن يقول الحريري كلمته قبل جلسة 31 تشرين الاول الرئاسية، سألت «السفير» رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة عن تعليقه على تفاؤل «التيار البرتقالي» وبعض الأوساط السياسية بقرب حسم الحريري لخياره وصولا الى انتخاب عون رئيسا في القريب العاجل، فاكتفى بإجابة مرمّزة، قائلا: سنونوّة واحدة لا تصنع الربيع..

وفي سياق متصل، أبلغت مصادر بارزة في «المستقبل» «السفير» أن هناك مبالغات في الأجواء التفاؤلية التي تسود الرابية حيال قرب إعلان الحريري عن تأييده ترشيح الجنرال.

واعتبرت المصادر المعروفة بعدم حماستها لخيار انتخاب عون أنه من المبكر جدا الخروج باستنتاجات قاطعة وحاسمة في ما خص مسار الاستحقاق الرئاسي وموقف الحريري، لافتة الانتباه الى أن هناك تعقيدات عدة لا تزال تحول دون وصول الجنرال الى قصر بعبدا.

وأشارت المصادر المحسوبة على صقور «المستقبل» الى أنها تستبعد أن يُنتخب عون في جلسة 31 تشرين الاول أو حتى أن يبتّ الحريري في موقفه قبل هذا التاريخ، لافتة الانتباه الى أن حسابات الداخل والمنطقة غير مؤاتية بعد لانتخاب عون.

واعتبرت المصادر البارزة في «التيار الأزرق» أن مقابلة واحدة أو خطاباً واحداً للجنرال لا يكفيان لمحو تراكمات سنين من أزمة الثقة، ناصحة تياره بالتمهل في أجوائه الاحتفالية، «وإذا كنا الآن في مرحلة خلط الأوراق، فهذا لا يعني بالضرورة أن حصيلة هذا المخاض مضمونة في هذا الاتجاه أو ذاك».

ولاحظت المصادر أن أنصار عون أفرطوا في التوقعات الإيجابية وسبقوا الحريري في اندفاعتهم، معربة عن اعتقادها أن أحد أهداف هذا الضخ السياسي ـ الإعلامي هو إحراج رئيس «المستقبل» وحشره لدفعه الى الإسراع في حسم موقفه، تحت طائلة تحميله مسؤولية إجهاض الفرصة الحالية إذا لم يستكمل استدارته نحو الرابية.

خطاب.. رئاسي!

في هذا الوقت، استكمل عون من منبر إحياء ذكرى 13 تشرين الأول، ما بدأه في مقابلته التلفزيونية الأخيرة من انفتاح على جميع الأطراف وطمأنة لها، فكان خطابه الهادئ والمدروس رئاسيا بامتياز، وخاليا من «دهون التعبئة»، علما أن الوزير جبران باسيل مهّد له الطريق، عبر كلمته التي تضمنت رفضاً لأي تفاهم ثنائي أو ثلاثي أو رباعي، مؤكدا الحاجة الى تفاهمات وطنية، في رسالة واضحة الى أصحاب المخاوف من صفقة ما، جرى أو يجري ترتيبها بين عون والحريري، تحت الطاولة.

وعليه، فقد بدا احتفال أمس على طريق قصر بعبدا، بحضور الآلاف من مناصري التيار، مضبوط الإيقاع السياسي، ومحكوماً بسقف الانتظار، فيما كان لافتاً للانتباه أن «الجنرال» تجنّب الظهور المباشر من مكان الاحتفال وأطل عبر شاشة عملاقة من الرابية، لأسباب أمنية.

وأكد عون أن «بناء الوطن أول ما يكون باحترام الدستور والميثاق والقوانين، والمشاركة المضمونة والمتوازنة لكل الطوائف من دون كيدية أو عزل أو قهر».

/++++++++++++++++++++++++++++/
الأخبار//
في ذكرى 13 تشرين: عون «راجع»… إلى بيت الشعب//
كلّهم قدموا بوصفهم عسكراً، سواء كانوا معارضين للقيادة الحزبيّة أو موالين لها أو حتى مناصرين للجنرال حصراً، لا تعنيهم الأمور الأخرى. لم يكترث هؤلاء إن جلسوا على الأرض أو على حافة الطريق أو تسمّروا وقوفاً لساعات، فقد أرادوا تأكيد دعمهم لعون أولاً، وأحقيّة وصوله إلى سدة الرئاسة الأولى ثانياً، واستعدادهم لتلبية ندائه مجدّداً ثالثاً. بعضهم حمل صور العماد ببزّة عسكريّة تقابلها صورة ببزّة رسميّة، عسى الحلم يتحقّق قريباً، فيما حمل آخرون صور الشهداء، وصور تشرين 1990، وسلالاً فارغة وجّهوا بها رسالة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، صاحب شعار «سلّة التفاهمات قبل الرئاسة». أمّا الهيئات المحليّة واللجان المركزيّة فلم تجد أمامها سوى التباري بحجم الأعلام المرفوعة بأسمائها، ففاز في التحدي مكتب المهنيّات في قطاع الشباب.

«لقد تخطّى عدد المشاركين هذه السنة عدد المشاركين السنة الماضية»، بحسب اللجنة المنظّمة، باعتبار أن «عمل الهيئات المحليّة كان أكثر تنظيماً، وهي بدأت بالحشد منذ أكثر من شهر، وكذلك الأمر بالنسبة إلى البرامج الإذاعيّة والدعوات المتلفزة المتواصلة لتحفيز الناس على المشاركة». أمّا اللافت في هذا العام فهو التغطية المباشرة التي خصّصها تلفزيون المستقبل للاحتفال، وهو ما زاد من تفاؤل القاعدة الشعبيّة بقرب التسوية الرئاسية.

بعد تأخر ساعة، بدأ الاحتفال بوصلات أوبراليّة جامعة بين «الله أكبر والأبانا»، يقطعها بين الحين والآخر صوت بيار رفول ليسرد بعضاً من قصص 13 تشرين 1990، وحبيب يونس ليردّد أبياتاً شعريّة تحمّس الموجودين، قبل أن يلقي رئيس الحزب، الوزير جبران باسيل، كلمته التي لم تحمل ما لم يكن متوقّعاً، إذ أتت مكمّلة لما سبق أن صرّح به في إطلالته التلفزيونيّة الأخيرة، أي تأكيد أن «لبنان بلا ميثاق ليس وطناً»، وأن «الميثاق ليس ثنائياً ولا ثلاثياً بل محوره مصلحة لبنان»، أمّا «وصول العماد عون إلى قصر بعبدا فسيحوّله أباً لكل اللبنانيين وضمانة لهم، إذ لن يقبل بقاء أحد خارج الوطن».

كلمة باسيل بهدوئها لا تختلف عن الخطاب الذي ألقاه العماد عون من خلف الشاشة لـ»أسباب أمنيّة»، عكس فيه قرار التهدئة الذي تتبعه الرابية منذ بدء جولة المفاوضات الرئاسيّة الأخيرة. كان من المتوقّع أن يكون الخطاب مختلفاً، أو بالأحرى أكثر تفصيلاً، لو أعلن الرئيس سعد الحريري ترشيح الجنرال قبل موعد 16 تشرين، ولكنه ما زال موعداً مؤجّلاً. «الأرجح أنه سيكون خلال هذه الأسبوع»، بحسب ما تشيع الأجواء العونيّة.

بعد أكثر من ربع قرن، لم يتعب العماد، ولم يتراجع، ولم يكفّ عن الحلم ببناء الدولة، هذا ما يؤكّده خطابه. أمّا مناصروه فلا يختلفون عنه، وهم على أهبة الاستعداد لتلبية ندائه متى ناداهم. بعد 26 عاماً لم يتغيّر العماد ولا مناصروه أيضاً. هو على مبادئه وثوابته وتصميمه على «بناء دولة المؤسسات والقانون، عبر احترام الميثاقيّة والمشاركة من دون كيديّة أو عزل». وهم على وفائهم وإيمانهم بأنه خشبة الخلاص الوحيدة الباقية لهم. المبادئ والأحلام التي حملها خطابه أمس لا تبتعد عن واقعيّة تتطلّبها المرحلة الراهنة، ظهرت بهدوء النبرة ومحاولة الجمع، عاكسة الأجواء الإيجابيّة التي وصلتها المفاوضات مع الرئيس سعد الحريري التي يتوقع أن تعيده إلى قصر بعبدا رئيساً للجمهوريّة.

13 تشرين الأوّل 1990 انتهى كارثياً؛ يومها كان الجنرال وحده. وقبل سنة، وربّما أشهر من اليوم، كانت بكركي ضدّه، وسمير جعجع يحارب شرعيّته، والحريري يهرب من وعود قطعها له. أمّا في 13 تشرين الأوّل 2016، فتبدّلت المعادلة، وهناك أمل لدى مناصريه… أمل كبير بالعودة القريبة إلى «بيت الشعب».ما من مكان محبّب إلى قلب العونيين أكثر من «بيت الشعب»؛ فالطريق إلى هناك لا يشبه طريقاً آخر. هناك كانت بداية النضال، والحلم ببناء دولة. أمس عاد العونيون إلى الطريق نفسه الذي افترشوه منذ 27 عاماً، وقائدهم على قاب قوسين من العودة إلى القصر رئيساً. لم ينتظروا الحادية عشرة من صباح أمس لبدء التوافد إلى طريق القصر الجمهوري في بعبدا، كما هو مُعلن في برنامج الاحتفال الشعبي الذي نظّمه التيار الوطني الحرّ بذكرى 13 تشرين، بل قادتهم حماستهم إلى هناك منذ ليل السبت. افترش بعضهم الأرض بانتظار اللقاء المُنتظر، ولاقاهم الآلاف فجر أمس.

منذ السادسة صباحاً، استنفرت اللجان التنظيميّة لتستقبل الوفود الشعبيّة، وترشدهم إلى مواقف السيّارات، وتسهّل وصولهم إلى التجمّع الكبير، فيما يتجوّل أفراد من «لجنة الانتساب» لتعبئة استمارات لمن يودّون إعلان التزامهم حزبياً.

عند السابعة والنصف، بدأ «شعب عون» بالتوافد. لبّى هؤلاء النداء مجدّداً، ليمتلئ الطريق بهم قرابة الحادية عشرة، مع استمرار الحشود في التجمهر حتى الثانية عشرة، موعد انطلاق الاحتفال.


/++++++++++++++++++++++++++++/
الجمهورية//
“عون تجنّب التصعيد… والراعي: لا لرئيس ينحاز إلى محاور”//
إنتهى النهار «العوني» الطويل إحياء لذكرى 13 تشرين بكلمة لرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، بدت أشبه بمختصر لخريطة طريق أسلوب الحكم الذي سيعتمده إذا ما وصل إلى قصر بعبدا، مفتتحاً الأسبوع الجديد على احتمالات عدة تتوقف على ما سيبادر إليه رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري الذي أرجأ ترشيحه لعون إفساحاً لمزيد من المشاورات والإتصالات التي يواصلها في الخارج وستستكمل هذا الأسبوع على رغم ما صدر من بعض الشخصيات المحسوبة على «حزب الله» والنظام السوري بأن «لا قبول برئيس حكومة لا يلتزم ببند الجيش والشعب والمقاومة». تزامناً، ألقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عظة لا تقلّ حزماً عن سابقاتها في ما يخصّ الإستحقاق الرئاسي. في المقابل نشر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على موقع «تويتر» صورة تظهر شخصاً يستلم رسالة من آخر، مرفقة بعبارة: «أتت كلمة السر كما يبدو ألله يستر». أمّا دولياً، فحذّرَت واشنطن ولندن أمس من أنّ الحلفاء الغربيين يبحثون فرضَ عقوبات على أهداف اقتصادية في روسيا وسوريا بسبب حصار مدينة حلب، غداة محادثات بشأن سوريا بين روسيا والولايات المتحدة وعددٍ من دول المنطقة أمس الأول في مدينة لوزان السويسرية لم تفضِ إلى نتيجة.

نظّم «التيار الوطني الحر» أمس ذكرى 13 تشرين في تجمّع آلاف من أنصاره على طريق قصر بعبدا قبل أن يطلّ عون عبر شاشة عملاقة، على عكس توقعاتهم مبرّراً ذلك بالقول: «تعرفون الأسباب»، ويلقي كلمته الهادئة التي احتوت مؤشرين بارزين:

أولاً، حدّد فيها مجموعة أفكار تحت عنوان «بناء الوطن» وهي تصلح أن تكون جزءاً من خطاب القسم أهمها: «إحترام الدستور والميثاق والقوانين، والمشاركة المضمونة والمتوازنة لكافة الطوائف من دون كيدية أو عزل أو قهر، وضع حد للمحسوبيات والاستزلام، واحترام الكفاءات في الاختيار، وعودة معايير الولاء للدولة من دون سواها. دعم استقلالية القضاء كي يحمي الناس في رزقهم وعيالهم وكرامتهم وحرياتهم.

تجديد النخب السياسية من خلال قانون انتخابات عادل يؤمّن التمثيل الصحيح لجميع مكوناته، وإيجاد البيئة الاقتصادية الملائمة لعودة شبابنا، التنمية المتوازنة وتثمير خيرات البلاد، والاستماع الى صرخة الناس في همومهم اليومية ومحاولة إيجاد الحلول السريعة لها».

ثانياً، إستخدم لهجة مرنة غابت عنها الرئاسة، وبَدا كلامه جامعاً منفتحاً على كل المكوّنات والطوائف بعدما نأى بنفسه عن مهاجمة أي طرف سياسي لأنّ من شأن ذلك أن ينسف المشاورات والتفاهمات التي بناها طوال الأسبوع الفائت، مفسحاً في المجال أمام الحريري لتنظيم الهيكليّة والآليّة التي سيعلن بموجبها ترشيحه في الأيام المقبلة.

امّا رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل فاكد أنّ «نضال التيار مستمر من أجل الميثاق بعد أن ناضلنا من أجل تحرير لبنان من الوصاية والاحتلال، وبعد أن عدنا إلى الدولة بقيت الرئاسة لنصل إليها». وقال: «حلمنا أن يقف عون على شرفة القصر الجمهوري ويهتف يا شعب لبنان العظيم والى جانبه كل قادة لبنان»، معتبراً أنّ «لبنان من دون ميثاق العيش المتساوي بين مسلمين ومسيحيين ليس وطناً».

في غضون ذلك توقّعَ مصدر «مستقبلي» أن يتحدّث الحريري في اجتماع الكتلة غداً عن موقفه من ترشيح عون، على أن يستكمل هذا الموقف في إطلالة تلفزيونية في إطار برنامج «كلام الناس» للزميل مارسيل غانم على شاشة الـ»أل.بي.سي» الخميس المقبل.

واعترفَ المصدر بوجود فريق داخل كتلة «المستقبل» لا يزال يعارض ترشيح عون بقوّة.

في غضون ذلك، تضاربَت المعلومات حول ما إذا كان الحريري غادر باريس أم لا يزال فيها، لكن المتوقّع أن يكون في بيروت في أيّ وقت، ولم يُعرف ما إذا كان سيُعرّج على الرياض أم لا.

واستبعَدت جهات سياسية معنية بالاستحقاق أن يَحسم الحريري موقفَه في السرعة التي يتوقّعها البعض، مشيرةً إلى أنّه لم يمتلك كلَّ المعطيات الكاملة لمِثل هذه الخطوة بعد.

العامل السوري

وفيما ينتظر «التيار» أن يقول الحريري كلمته «قريباً جداً» على حد تأكيدات مسؤوليه موضحاً ان تفاؤله مبنيّ على مقوّمات حقيقيّة، وتؤكد «القوات اللبنانية» بلسان نائبها جورج عدوان بأنّ موقف الحريري سيكون خلال ايام، جاءت مواقف مختلف الاطراف السياسية لتخالف حالة التفاؤل العونية ـ القواتية بانتخاب عون لرئاسة الجمهورية في جلسة 31 تشرين الحالي ولا حتى في اي جلسة بعدها، ولتؤكد أنّ ازمة لبنان لا يمكن ان تحل بالاتفاقات الثنائية إنما بالحوار الشامل مع كل الأفرقاء والكتل النيابية، وذهبت مواقف البعض في فريق 8 آذار الى استحضار العامل السوري على خط الرئاسة، رافضة وصول الحريري الى رئاسة الحكومة، في وقت كرّر رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الاستمرار في السباق الرئاسي وعدم التراجع مُشدداً على انّ الكلمة الفصل لصندوق الاقتراع نهاية الشهر الجاري.

«14 آذار»

ورأت مصادر في قوى 14 آذار ما سمّته «بصمات حزب الله» في دخول العامل السوري على خط الرئاسة»، وقالت لـ«الجمهورية»: مَن تحدّث عن رفض دمشق لتوَلّي الحريري رئاسة الحكومة لا يفعل ذلك من دون توجيهات من الحزب.

وبالتالي، هذه توجيهات صدرت مباشرة منه في محاولة لعرقلة انتخاب الرئاسة مجدداً، وما جرى يؤكّد عدم رغبته في إنجاز الاستحقاق الرئاسي ووصول عون الى سدة الرئاسة.

على خط مواز، قال مصدر وزاري وسطي لـ«الجمهورية»: إذا تمّ الفصل بين الملفّين الاقليمي والمحلي تصبح مبادرة الحريري مبادرة جدية وليس معناه «انها بتمشي»، لكن هذه الجديّة تحتاج الى تذليل عقبات عدة مع مواقع اساسية في البلد.

فتفت

ووضع عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت التفاؤل بقرب تبنّي الحريري ترشيح عون في اطار الضخّ الاعلامي والضغط لا اكثر ولا اقل، مؤكداً ان لا قرار نهائياً حتى الآن في انتظار عودة الرئيس للحريري واجتماع الكتلة.

وعن لهجة عون وباسيل الهادئة امس، قال فتفت: لقد سبق السيف العَزل. السياسة التي اعتمدها في مقابلته المتلفزة الاخيرة كلها ضمن الاغراءات التي يقدّمها اي مرشح رئاسي، واعتبر انّ عون انتبه الى ذلك متأخراً جداً.

وأضاف: لو شاء إقناع الناس لكان عليه ان يبدأ بهذا الخطاب منذ سنوات وليس الآن، فخطابه اليوم لا يقنع احداً، إذ للأسف الممارسات في الفترة الماضية كانت تصفية حسابات وكيدية في الوزارات وتحديداً في الوزارات التي استلمها الوزير باسيل.

حمادة

وقال النائب مروان حمادة لـ«الجمهورية»: «لا نستطيع ان نركن الى اللهجة أكانت هادئة أو متشنّجة او حماسيّة، لأنها تبقى شعبويّة. لا مشكلة لنا مع الحلم. المهم ان لا يتحوّل الى كابوس بالنسبة لغد اللبنانيين».

سعيد

من جهته، جدّد منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد موقفه القائل إنّ عون لن يكون رئيساً للجمهورية. وقال لـ«الجمهورية»: أنا اليوم متمسّك برأيي اكثر بعد فشل مؤتمر لوزان. وشَبّه سعيد خطاب عون بـ«أكل المستشفيات»، فبما انه مرشّح للرئاسة ولا يريد مشاكل مع الجميع، لم يتحدث في السياسة».

وقال سعيد: المشكلة لا تكمن في ما اذا كان الرئيس الحريري سيتبنّى ترشيح عون أم لا، بل هل هناك انتخابات رئاسية في لبنان في ظل التعقيدات السياسية الموجودة في سوريا ؟ وهل انّ ايران ستسلّم ورقة الرئاسة اللبنانية الى ادارة اميركية راحلة ام الى ادارة اميركية جديدة؟

فجلسة الانتخاب في 31 تشرين الجاري والانتخابات الرئاسية الاميركية في 8 /11/ 2016 ألا تنتظر القضية شهراً أو شهرين أو ثلاثة اشهر؟ فلماذا الاستعجال؟

الراعي

في غضون ذلك، كان البطريرك الراعي يُلقي عظة قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي ببكركي، إستكمل فيها مواقفه الحازمة من الإستحقاق الرئاسي وحَدّد مواصفات رئيس الجمهورية العتيد: «المطلوب رئيس جدير بتحمّل المسؤولية التاريخية، وبإعادة بناء الدولة بمؤسساتها على أساس الدستور والميثاق الوطني؛ رئيس يعمل جاهداً وأساساً من أجل المصالحة والوفاق وعودة الثقة بلبنان الدولة والوطن الذي يعلو كل اعتبار، وبين اللبنانيين من مختلف الاتجاهات؛ رئيس معروف بثقافة الانفتاح وأصالة الانتماء يعيد لبنان إلى موقع الصداقة والتعاون والعلاقات السلمية والسليمة مع أسرة الدول العربية والأسرة الدولية، على أساس من الاحترام والصدق والإنتاج.

فلبنان، المميّز بالتعددية الموحدة، والمؤمن بقضية العدالة والسلام، والباحث عن الأمن والاستقرار، لا يتحمّل الانحياز إلى محاور والانخراط في معسكرات إقليمية أو دولية».

وتابع: «لقد سئم الشعب اللبناني ممارسة سياسية منذ سنتين وستة أشهر، يبحث أصحابها تارة عن سلة وتارة عن تفاهمات. وهي تصبّ، في معظمها على ما يبدو، في خانة واحدة هي تقاسم حصص ومغانم على حساب الخير العام، بل على حساب لبنان وشعبه. وها هم ضائعون بين تفسيرات متناقضة لتصريح، وبين انتظارات لإعلان موقف ونوايا، فيما انتخاب رئيس للبلاد بات رهينة لكلّ ذلك.

ألا يستطيع أهل السياسة بعد هذا الفراغ الطويل من أخذ المبادرة الذاتية، اللبنانية -اللبنانية، والتركيز على ما يوحّد، ونبذ ما يفرّق؟ لقد حان لهم أن يعودوا إلى لبنان».

وأمل الراعي في أن تصل المحاولات الجارية إلى تفاهم على شخص الرئيس وأن يتمّ انتخابه في جلسة 31 الجاري وأن تسلّط «التفاهمات» على كيفيّة إيقاف الدّين العام.

وأكدت اوساط كنسيّة لـ«الجمهورية» انّ عظة الراعي أمس تأتي ضمن المسار الذي بدأه البطريرك منذ فترة وتَوَّجه بنداء المطارنة، لافتة الى أنّ جميع الذين راهنوا على تغيير لهجة بكركي سقطت رهاناتهم لأنّ الراعي ماض في مواقفه التي تنبثق من الدستور وليس من حسابات شخصية او فئوية.

وشدّدت المصادر على انّ الراعي يريد تحصين الرئيس المقبل أيّاً كان اسمه وهذا مبدأ عام ولا يريد ان نصل الى انتخابات رئاسية والرئيس مجرّد من اي صلاحية او سلطة.

واشارت الى انّ الصرح البطريركي سيشهد المزيد من اللقاءات والمشاورات من اجل دفع عجلة الاستحقاق قدماً، ولم تستبعد ان يزور عون بكركي قريباً بعد الاتصال الذي حصل اخيراً مع البطريرك أو أيّ من الأقطاب المسيحيين الآخرين.

واكدت الاوساط انّ بكركي حريصة على اللعبة الديموقراطية والميثاقية ومشاركة المسيحيين في الحكم وهي أوّل من أيّدت اتفاق معراب، وتدعو كل لحظة الى تفاهم اللبنانيين، لكنّ طرح السلال او التفاهمات الجانبية يأتي في سياق عرقلة الرئاسة ولو كان هذا الأمر مدخلاً ضرورياً للانتخابات الرئاسية لماذا تأخّر سنتين وخمسة أشهر علماً أنّ الراعي كان يدعو دائماً الى مبادرات شجاعة؟

وختمت المصادر: نحن مع انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد، والسلة الوحيدة التي نقبل بها هي الدستور، ولا تنتظروا من بكركي التي هي أمينة على هذا الوطن أيّ تهاون في هذا المجال.

/++++++++++++++++++++++++++++/
اللواء//
“حكومة سلام تتهيّأ لجلسة منتجة الخميس مستفيدة من الأجواء الإيجابية للتيار العوني”//
مع دعوة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام مجلس الوزراء للانعقاد يوم الخميس المقبل لدرس جدول أعمال يضم بنودا أساسية تتعلق بشؤون حياتية وإدارية وبنود مؤجلة من جلسات ماضية، أبدى مصدر وزاري ارتياحه لدعوة الحكومة للانعقاد مجدداً، داعيا الى ضرورة الاستفادة من الاجواء الهادئة والمريحة المسيطرة حاليا في مجلس الوزراء لتمرير أكبر قدر ممكن من البنود المتعلقة بتسيير شؤون الناس والبلاد في حضور مكونات الحكومة.

المصدر توقع أن تكون الجلسة المقبلة منتجة كالجلستين الاخيرتين، متوقعا أن تستمر الانتاجية خلال هذا الشهر على الأقل، مع الايجابية التي يبديها «التيار الوطني الحر» في المرحلة الراهنة، وهذا الامر أصبح واضحا بشكل كبير، إذ يأمل التيار البرتقالي بأن تسفر تحركات رئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري للوصول الى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا في وقت قريب، ويعتبر المصدر أن التيار الحر يغالي بعض الشيء بالتفاؤل حول هذا الأمر، خصوصا انه يتصرف بأن الموضوع أصبح على قاب قوسين أو أدنى.

ولفت المصدر الى أن تحركات الحريري التي يعتبرها البعض بالايجابية قد لا تنعكس إيجابا عليه، من هنا فإن المصدر ينصح الحريري بقراءة متأنية وهادئة لمواقف «حزب الله» حيث لا يبدي أي حماسة لعودة الحريري الى الحكم مجددا في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة لا سيما ما تشهده اليمن من احداث أمنية كبيرة يُحمل الحزب مسؤولية ما يحدث فيها بشكل مباشر الى المملكة العربية السعودية.

وقال المصدر، كيف يمكن للحزب الموافقة بالإتيان بشخصية سنية موالية بشكل كبير للمملكة وتدعم خياراتها ومواقفها المعادية لايران وللحزب؟ كذلك لفت المصدر الى ضرورة تنبه الحريري للمواقف التي تصدر عن شخصيات موالية للنظام السوري كرسائل رافضة لعودته لتشكيل أي حكومة في حال وصول عون الى قصر بعبدا، متوقعا أن يشكل ذلك الأمر امتدادا لموضوع الفراغ.

ولكن المصدر يعود ليذّكر بنظام لبنان الديموقراطي، من هنا يؤكد على ضرورة نزول جميع النواب بمن فيهم نواب «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» الى المجلس النيابي والمشاركة في جلسة الانتخاب والمقررة في 31 الجاري، وعندها تظهر الامور بشكل واضح ووحدها صناديق الاقتراع هي التي تحدد مصير الرئاسة الاولى، لأنه لا يمكن المجيء برئيس للجمهورية مفروض على اللبنانيين فرضا وقد يكون مستفزا لبعضهم من خلال الضغط الممارس على البلد، والذي ينعكس على القطاعات كافة لا سيما الاقتصادية والمالية والتهديد بذهاب البلد نحو الأسوأ.

واستقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، قبل ظهر السبت في السراي الحكومي، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض يرافقه مسؤول البلديات المركزي في حركة امل بسام طليس، وجرى البحث في ملف تلوث نهر الليطاني. كما تم وضع الرئيس سلام في كل الاجراءات والتحضيرات بمناسبة اليوم الوطني لحماية نهر الليطاني في ٢٣ من الشهر الجاري.

/++++++++++++++++++++++++++++/
البناء//
روسيا تعزّز حضورها المتوسطي بحاملة… وسورية تقترب من حسم ريف حماة//
لوزان على مرحلتين تفصلهما مفاوضات من لندن على انسحاب النصرة//
عون مرشحاً من الحريري الأربعاء وبري يستقبله الخميس… وجنبلاط كلمة السرّ//
يبدو الدخان رمادياً أقرب للبياض المنتظر التصاعد بعد أن كان يميل إلى الرصاصي المائل للسواد خلال الأسبوع الفائت. ويبدو هذا إقليمياً من اليمن إلى سورية والعراق ولبنانياً، خصوصاً في الملف الرئاسي. فقد تلى الاعتراف السعودي المخجل بمجزرة صنعاء التي أودت بحياة خمسمئة شخص بغارة جوية سعودية قالت الرياض إنها نتيجة معلومات خاطئة، دعوة أميركية بريطانية إلى وقف فوري لإطلاق النار، والمقصود المباشر هو وقف الحرب السعودية على اليمن التي بدون وقفها لا قيمة للحديث عن وقف للنار، وفقاً لمبادرة وزير الخارجبة الأميركي جون كيري لحلّ سياسي في اليمن الشهر الماضي، والتي تقوم على وقف فوري لإطلاق النار يتضمّن وقفاً شاملاً للغارات الجوية السعودية وتهدئة للحدود اليمنية السعودية تليهما حكومة يمنية موحّدة يفترض أن تنتج عن محادثات يقودها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد من سلطنة عُمان بين الرياض وصنعاء. وتقول مصادر أممية إنّ نتائجها ستكون الدعوة لجولة محادثات جديدة في الكويت أو في العاصمة العمانية مسقط.

بالتوازي مع المسار اليمني تتصاعد الاستعدادات لمعركة الموصل في العراق، من دون أن يحجب تصاعدها الوتيرة العالية للتوتر التركي العراقي، الذي حجز مقعداً في اجتماعات لوزان، رغم كون الاجتماع الذي دعت إليه موسكو وواشنطن مخصصاً للحرب في سورية، وفي لوزان يعود وزراء خارجية الدول التسع الذين التقوا أول أمس السبت للاجتماع اليوم، بعدما جمعت واشنطن حلفاءها في لندن من الذين شاركوا في اجتماع لوزان وشركاءها الأوروبيين، بينما كانت ضفة الذين لم يشاركوا في اجتماع لندن وتضمّ روسيا وإيران ومصر والعراق تتوقّع إضافة للترضية التي يريدها الأميركيون من اجتماع لندن بسبب استعبادهم من لوزان أن يكون المجتمعون في لندن قد نجحوا في المفاوضات التي وعدوا بإجرائها مع الجماعات السورية المسلحة التي يريدون إشراكها في العملية السياسية وشمولها بالهدنة. وقد صرّح وزيرا خارجية أميركا وبريطانيا جون كيري وبوريس جونسون بأولوية السعي لفصل جبهة النصرة عما أسمياه بالمعارضة المعتدلة، وهما يتحدثان عن بدائل للضغط على روسيا وحليفتها سورية، مرة بالحديث عن الخيار العسكري وأخرى باستبعاده والحديث عن العقوبات. وكان وزراء خارجية السعودية وتركيا وقطر والأردن قد تعهّدوا إجراء هذه المفاوضات قبل العودة إلى لوزان للبحث مجدّداً في وقف النار والعودة لمفاعيل التفاهم الروسي الأميركي الذي تمّ توقيعه الشهر الماضي في جنيف، وتتمحور المفاوضات اليوم حول إمكانية وضع آلية تنفيذية لمبادرة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا القائمة على إخراج مسلحي جبهة النصرة من شرق حلب، كطريق عملي لتحقيق الفصل المرتجى بين النصرة وسائر الجماعات المسلحة.

مصير الدخان الأبيض يتقرّر مما سيخرج به اجتماع اليوم بالتسابق مع الميدان العسكري، الذي يبدو ساخناً في ريف حماة حيث واصل الجيش السوري تقدّمه مستعيداً بلدة معردس بعد استعادته أول أمس مدينة معان وبعدما عززت وزارة الدفاع الروسية حضورها في البحر المتوسط بحاملة طائرات إعلاناً عن العزم واستعداداً لتطورات ساخنة في حال فشل المفاوضات، بما يوحي مع استمرار العمليات في شرق حلب، لكن بوتيرة أقلّ تسارعاً من الأسبوع الماضي، بمنح المفاوضات فرصة ما قبل الضربة القاضية للجماعات المسلحة في الأحياء الشرقية للعاصمة السورية الثانية حلب. وتتوقع المصادر المتابعة في حال إحراز تقدّم أن توكل التفاصيل وموعد وقف النار وترتيباته لكلّ من المبعوث الأممي ووزيري الخارجية الروسي والأميركي.

لبنانياً يعود النائب وليد جنبلاط إلى الغموض مع تغريدته عن وصول كلمة السرّ، المتضمّنة إيحاء استنكارياً وتحريضياً من جهة، وإيحاء إيجابياً بحسم الموقف من الملف الرئاسي من جهة أخرى، اسوة بتغريدته الملتبسة عن السلة التي رفضها وعاد يوضح أنه لا يقصد بالسلال موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي قال إنّ ما طرحه من تفاهمات على طاولة الحوار يبقى الأساس، لتبقى كلمة السرّ الجنبلاطية عند جنبلاط نفسه بين التيسير والتعسير.

المستجدّ الذي أكدته مصادر واسعة الإطلاع لـ «البناء» على صلة بالاتصالات الخاصة بتقدّم الملف الرئاسي للعماد ميشال عون، هو حسم الرئيس سعد الحريري قراره بالإعلان عن دعم ترشيحه للعماد عون علناً بين يومي غد الثلاثاء وبعد غد الأربعاء، على أن يبدأ العماد عون كمرشح علني من ثلاثة أطراف رئيسية وازنة في الطوائف الثلاث الكبرى، تيار المستقبل وحزب الله والقوات اللبنانية، بجولة على القيادات اللبنانية يفتتحها بكلّ من عين التينة وبكركي، للحصول على البركتين السياسية والدينية، والتداول بالضمانات التي أعرب كلّ من البطريرك بشارة الراعي والرئيس نبيه بري عن الحاجة لسماعها، والتأكيد على عدم تضاربها، بينما يشغّل حزب الله محرّكات ماكينته السياسية للتمهيد والمواكبة حيث يستدعي الأمر مع الحلفاء تسهيلاً لمهمة العماد عون، وضماناً لرضى الحلفاء وتجاوبهم مع مسعى جعل جلسة الانتخاب الرئاسية المقبلة موعداً لانتخاب عون رئيساً بالإجماع أو شبه الإجماع.

خطاب رئاسي لعهد جديد

أتى خطاب رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون امس من الرابية في ذكرى 13 تشرين أشبه بخطاب رئاسي للعهد الجديد يجمع ولا يفرّق. أعلن العماد عون في كلمة له أن بناء الوطن أول ما يكون باحترام الدستور والميثاق والقوانين والمشاركة المضمونة والمتوازنة للطوائف كافة من دون كيدية أو عزل أو قهر. قائلاً «بناء الوطن ومؤسساته يكون على أيدي الأكفاء الذين يترفعون عن المكاسب الشخصية ويتمتعون بأعلى درجات النزاهة والمسؤولية إلى جانب وضع حدٍ لمحسوبيات والاستزلام، واحترام الكفاءات في الاختيار، وعودة معايير الولاء للدولة دون سواها». لفت إلى أن «بناء الوطن يكون عبر ورشة عمل مستمرة من جميع أبنائه، ويكون بناء هذا الوطن أيضًا عبر تجديد النخب السياسية من خلال قانون انتخابات عادل يؤمّن التمثيل الصحيح لجميع مكوّناته، وبالاستماع الى صرخة الناس في همومهم اليومية ومحاولة ايجاد الحلول السريعة لها».

الحريري لا يناور

إلى ذلك، انشغل الأفرقاء السياسيون بتناقضاتهم بتغريدة النائب وليد جنبلاط، «أتت كلمة السر يبدو، الله يستر». وأرفقها برسوم تعبيرية منها: عيون ونظارات وابتهالات وطائرات. وبصورة لشخص لا يظهر وجهه يتسلّم رسالة عبر النافذة من شخص لا تظهر منه إلا يده الحاملة للرسالة». وفيما فسّر البعض التغريدة الجنبلاطية أنها تغمز الى رفض سعودي انتخاب العماد ميشال عون رئيساً، ورفض سوري لترؤس الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة، أكدت مصادر مطلعة لـ «البناء» ان لا فيتو سعودي على وصول الجنرال، وأن الحريري لا يناور هذه المرة، مرجّحة أن تتوضح الأمور خلال الساعات الـ 48 المقبلة، وان الحريري سيتجه جدياً لدعم ترشيح العماد عون».

الرئاسة متروكة للسيّد

ونفت المصادر ما ينقل عن «رفض سوري لوصول الحريري الى رئاسة الحكومة»، مشيرة إلى «أن الرئيس السوري بشار الاسد والجمهورية الإسلامية لا يتدخلان في الملف الرئاسي ويتركان الأمر للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله». وأشارت المصادر إلى «أن مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري سمع من وفد حزب الله في جلسات الحوار الثنائي أن حزب الله لا يمانع في عودة الحريري الى الحكومة وأنه سيتعاطى بإيجابية».

ودعا رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين اللبنانيين للاعتماد على أنفسهم وعدم انتظار الخارج، فالخارج المنتظر، بحسب الوقائع لا التحليلات، مشغول بسيل خيباته في اليمن وسورية، أو بيخت أميره الذي اشتراه خلال إجازة له في فرنسا بأكثر من نصف مليار دولار، فيما خططه التقشفية شملت رواتب الموظفين والعسكريين وموازنات مشاريع كبرى في المملكة الغارقة بكل أنواع المستنقعات الاقتصادية والعسكرية وحتى السياسية.

أكد المدير العام السابق للأمن العام جميل السيد أن مجمل المعطيات الموجودة حالياً تؤكد بأن العماد عون هو أقرب ما يكون إلى الرئاسة من أي مرحلة سابقة، لافتاً إلى أن هذا يعود إلى خلفيات وأسباب، أبرزها الدعم المطلق له من جانب «حزب الله». وأوضح أن العماد عون كان ينتظر الإعلان الرسمي من جانب الرئيس سعد الحريري من أجل التحرك باتجاه باقي الأفرقاء، لافتاً إلى أن الحريري أبلغ الأفرقاء بأنه سيعلن دعمه العماد عون. على صعيد متصل، أكد السيد أن ليس هناك من رسائل سورية لتعطيل أي استحقاق لبناني. قائلاً: «ليس هناك من رسائل سورية فوق وتحت كلام أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله».

هل يعلن الحريري دعم عون قبل الخميس؟

وعلمت «البناء» من مصادر عليمة أن الرئيس سعد الحريري لا يزال في السعودية ينتظر أن يتحول الضوء الأصفر الى الضوء الأخضر، مشيرة الى انه سيعمل على معالجة بعض المخاوف وتخفيف الأضرار، ومرجحة «ألا يتعدى دعمه العماد عون الخميس المقبل». ولم تستبعد المصادر أنه إذا أقدم الحريري على هذه الخطوة فـ «ينتهي الفراغ الرئاسي ويُنتخب العماد عون في جلسة 31 الحالي».