افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 20 كانون الأول، 2019

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 27 آذار، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 11 تشرين الثاني، 2022
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 17 تموز، 2019

يزور وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل بيروت، يقول على أعتاب المسؤولين: "نحن نحثّ السياسيّين اللبنانيين على القيام بالإصلاحات المستدامة لدعم الإستقرار في لبنان".هذا خداع. يخادع المسؤولون الأميركيون المواطنين اللبنانيين، عندما يصرحون عن "الإصلاحات" و"الإستقرار" عن "وقوفهم وراء الناس" في بلدنا. لأن السؤال المنطقي الذي تثيره هذه التصريحات هو : ما هي هذه "الإصلاحات" ومن هم "الناس"، الذين قررت أميركا أن تقف "وراء"هم. فالشعب اللبناني تتراوح مطالبه ما بين "إسقاط النظام" الطائفي، بحسب المنهج الثوري، أو إحداث تغيير عميق فيه، بحسب المنهج الإصلاحي، ينهي استبداد الأوليغارشه وتسلطها الإجتماعي والسياسي. يريد المواطنون اللبنانيون إنهاء استبداد رأس المال المالي بهم، الذي ينهب ومصارف أميركا وأوروبا جهدهم ومدخراتهم. يريدون استعادة حقوق الدولة المالية من الشركات الخاصة التي استولت على المرافق العامة بأبخس الأسعار. يريدون إنهاء الخصخصة ودور "حزب الخصخصة"، الذي "تستقتل" أميركا وأوروبا لأجله. يطمحون إلى بناء اقتصاد منتج بستثمر في الإنتاج والعمل الذي تحاصره أميركا، وليس اقتصاد الربا، الذي يمد بيوت المال الإمبريالية بخيرات وطننا وجنى أعمار مواطنينا. الشعب اللبناني يطالب بدعم المقاومة الوطنية لتبقى قادرة على ردع "إسرائيل"، وحماية الثروات الوطنية، لا سيما مكامن النفط والغاز في بحر لبنان. الشعب اللبناني يريد فتح السوق العربية على بعضها، ابتداءاً من سوريا والعراق وصولاً إلى الخليج العربي ومصر والسودان ودول المغرب العربي. تصريحات هيل ماكرة. الإدارة الأميركية ماكرة. يتصرف المسؤولون الأميركيون كأن ذاكرة المواطنين اللبنانيين "ذبابية". كلا. 
هيئة تحرير موقع الحقول
الجمعة 20 كانون الأول، 2019

 

Résultat de recherche d'images pour "‫حسان دياب في بعبدا‬‎"

 

البناء
ديفيد هيل يخسر مرشحه نواف سلام… وجنبلاط ينتقد خذلان الحريري… الذي حمل على "القوات" 
حسان دياب رئيساً مكلفاً بـ 69 صوتاً: الاختصاصيون أولوية… 
بانتظار المشاورات النيابية تيار المستقبل في الشارع يقطع الطرقات… والغالبية لاحتواء الضغوط ومرونة في الشروط

تجاوز لبنان قطوع الوقوع في ثلاثة أخطار بضربة واحدة ذكية الاختيار والتوقيت: الخطر الأول كان الفراغ بالخضوع لطلبات التأجيل المستمر للاستشارات النيابية، وهو ما كان يتقرحه رئيس الحكومة المستقيلة مستنداً إلى دعم ثنائي حركة أمل وحزب الله لعودته إلى رئاسة الحكومة، فكان لقرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بحسم موعد الاستشارات يوم أمس قبل وصول معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل، ورفضه منح فرصة أخرى بعد يوم الاستشارات، فشكّل القرار الحاسم عامل ضغط إيجابي على ثنائي أمل وحزب الله ومن خلالهما على الرئيس الحريري لحسم الخيارات خلال الأيام الفاصلة بين الإثنين والخميس، للخروج برئيس مكلف تشكيل الحكومة الجديد بديلاً عن تأجيل يستتبع تأجيلاً ويتمادى الفراغ ويتمدّد. أما الخطر الثاني فقد كان تسمية السفير السابق نواف سلام، الذي لم يعد خافياً أنه الاسم الذي أراد الأميركيون عبره تحقيق الحلقة الأهم في مشروعهم بتدويل الحدود البرية والبحرية والجوية للبنان، مقابل الوعود بالتمويل. وبعد التسمية التي انتهت بخسارة هيل لمرشحه، أوضحت خيبة النائب السابق وليد جنبلاط وحديثه عن خذلان الحليف المستقبلي لتسمية سلام، مقابل حديث الحريري عن أن المفاجأة القواتية دعته للعزوف عن الترشح، بحيث تحوّل ما بدا أنه انضباط لفريق 14 آذار، وتفكّك فريق الغالبية النيابية، إلى مشهد ظهرت خلاله قوى الغالبية النيابية عند الاستحقاقات المفصليّة موحّدة رغم هوامش خصوصياتها المتباينة، وبدت قوى 14 آذار متخبّطة ومفكّكة رغم ما كان يبدو تناغماً بين مكوّناتها. أما الخطر الثالث فكان وقوع الغالبية في تسمية أحد رموزها بصورة تفتح مواجهة سياسية واقتصادية داخلية وخارجية، يمكن أن تتحوّل إلى مواجهة طائفية سريعاً.
تفادت الغالبية الأخطار الثلاثة بذكاء التوقيت والخيار. التوقيت يعود لرئيس الجمهورية، والخيار لثنائي حركة أمل وحزب الله، خصوصاً لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، وبات للبنانيين رئيس حكومة مكلفٌ بـ 69 صوتاً من ضمنها ثلاثة أصوات للقوميين، أكد باسمهم رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان، الحرص على حماية السلم الأهلي وعلى تجاوز الطائفية، وإعطاء الأولوية للخروج من الفراغ، بينما شدّد الرئيس المكلف على كونه مستقلاً ومن الاختصاصيين، ومتفاعلاً مع صوت الحراك الشعبي وطلباته، معتبراً أن الاختصاصيين أولويته في تشكيل الحكومة، لكنه ينتظر نتائج المشاورات التي سيجريها مع الكتل النيابية غداً.
في الشارع خرجت أصوات من الساحات التي افتقدت إلى الحشود، تتحدث بلغة التشكيك بتسمية دياب وأخرى تدعو لمنحه فرصة، لكن جمهور تيار المستقبل سيطر على صورة الشارع عبر قطع الطرقات طلباً لتسمية الرئيس سعد الحريري. وقالت مصادر متابعة، إن الأيام الأولى هي مهلة للشارع والقوى السياسية لاستيعاب الذي جرى، لكن من مطلع الأسبوع سيكون وضع جديد يتقاسم خلاله الرئيس المكلف ورئيس حكومة تصريف الأعمال المهام لشهرين مقبلين لا بدّ أن يستغرقهما كحد أدنى تشكيل الحكومة ونيلها الثقة، يجب أن تحضر خلالهما بقوة حكومة تصريف الأعمال خدمياً وأمنياً ومالياً وتحفظ الاستقرار. أما على مستوى تشكيل الحكومة، فقالت المصادر إن قوى الغالبية تتصرّف بمنطق تأكيد استقلالية حكومة دياب واتساعها لأوسع مشاركة، وستكون المرونة في الشروط التي تضمن نجاح الرئيس المكلف باحتواء الضغوط هي عنوان ما تطلبه كتل الغالبية وتعمل وفقه. ولم تستبعد المصادر قبول حزب الله وحركة أمل بحكومة اختصاصيين خالصة، بعيداً عن وزراء دولة حزبيين.
ومع إعلان رئاسة الجمهورية رسمياً تكليف دياب لتأليف الحكومة الجديدة، بدأت عمليات قطع الطرقات الممنهجة في مختلف المناطق اللبنانية لا سيما في بيروت حيث خرجت مسيرات دراجات نارية في عدد من أحياء المدينة وأمام منزل دياب في تلة الخياط رفضاً لتكليفه، في ما يشبه تنفيذاً لأمر عمليات واضح بإشعال الشارع استمراراً لمسلسل الفوضى والفراغ؛ ما يثبت برأي مصادر مطلعة استخدام بعض الجهات الخارجية للشارع وللحراك لمصالح سياسية.
وقد دلت الشعارات التي أطلقها المحتجون ومناطق الاحتجاجات على أنهم جمهور تيار المستقبل، حيث اكدوا أنهم أتوا من الطريق الجديدة وقصقص وغيرها من المناطق المحسوبة على التيار، ما يفتح باب التساؤلات عن الجهة التي تحرّكهم: هل هي الحريري أم محيطه السياسي والأمني؟ أم جهات خارجية؟ وهل هناك محاولة لدفع الرئيس المكلف الجديد للاعتذار تحت ضغط الشارع؟ علماً أن الحريري وجّه رسالة إلى مناصريه عبر "تويتر" قائلاً: "أدعو جميع الأنصار والمحبّين الى رفض أي دعوة للنزول الى الشارع او قطع الطرقات. الهدوء والمسؤولية الوطنية أولويتنا والأزمة التي يواجهها لبنان خطيرة ولا تحتمل أي تلاعب بالاستقرار". وعلماً أن دياب أكد أنه لن يعتذر عن تأليف الحكومة و"التأليف سيكون سريعاً بالنسبة الى الوقت الذي أخذته الحكومات السابقة". وفي حديث للـ"او تي في" أعلن أنه لم يلتق أحداً من حزب الله وحركة أمل، وقال: "التقيت فقط الرئيسين عون والحريري الذي كان متجاوباً جداً وسأزور مفتي الجمهورية يوم غد". كذلك تفهم دياب المحتجين على تسميته، معتبراً أنهم "أناس موجوعون ويعانون منذ سنوات وعقود، بالتالي المطلوب استيعاب هذا الوجع وتعبيرهم عن آرائهم".
إلا أن اللافت هو تزامن تحريك الشارع مع إثارة رؤساء الحكومات السابقين وبعض فريق 14 آذار مسألة الميثاقية، رغم أن مصادر بعبدا توضح لـ"البناء" أن الميثاقية لن تؤخذ بعين الاعتبار في التكليف بل في التأليف، حيث يراعى تمثيل الطوائف والمذاهب بحسب الدستور والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين ولا شيء في الدستور اسمه ميثاقية التكليف بل هي عملية ديموقراطية عبر الاستشارات النيابية وهنا سوابق على ذلك".
كما تزامن تحريك الشارع مع وصول الدبلوماسي الاميركي ديفيد هيل الى بيروت، حيث يلتقي المسؤولين اللبنانيين اليوم، لا سيما رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كما كان لافتاً وصف عدد كبير من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية دياب بأنه "المرشح المدعوم من حزب الله". ومن هذه الوسائل والوكالات: AP ورويترز وcnn والعديد من وسائل الإعلام الفرنسية، علماً أن دياب نفى ذلك، كما أكدت مصادر أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر لـ"البناء" على أن دياب ليس حكومة مواجهة بل سيسعى الى إشراك جميع الأطراف في الحكومة من ضمنها المستقبل والحراك الشعبي.
وعلمت "البناء" أن انقساماً كبيراً حصل بين مجموعات الحراك حيال تكليف دياب، ففي حين يدعو البعض الى رفض دياب لكونه لا يلبي طموحات اللبنانيين، يفضل البعض الآخر انتظار شكل الحكومة وبرنامجها وأداءها والحكم عليها لاحقاً. كما علمت أن القوات والكتائب والاشتراكي وبعض اجنحة المستقبل دعوا مناصريهم الى النزول الى الساحات غداً مع عائلاتهم إن أمكن لإسقاط دياب في الشارع.
وبرز موقف النائب السابق وليد جنبلاط الذي اتهم الرئيس سعد الحريري بالتخاذل عن تسمية السفير نواف سلام، وقال على "تويتر": "أن تختار قوى 8 آذار مرشحها وتنجح هذا ليس بغريب، فهم على الأقل لديهم مشروع، لكن أن تخذل قوى المستقبل المتسترة بالتكنوقراطية وكأنهم خريجو Silicon Valley ان تخذل نواف سلام خوفاً من التغيير، فهذا يدلّ على عقمها وإفلاسها. كنا أقلية وسنبقى وكم الأمر أريح. قال أحدهم "قل كلمتك وأمشِ".
وكانت الكتلة القومية الاجتماعية التي تضمّ النواب أسعد حردان، البير منصور، وسليم سعادة، قد سمت الدكتور حسان دياب لرئاسة الحكومة اللبنانية.
وأكد رئيس الكتلة النائب أسعد حردان من بعبدا بعد لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بـ "أننا من دعاة تعزيز السلم الأهلي وتعزيز الوحدة الوطنية في لبنان ونبذل كل جهد في هذا الخصوص، وإننا نطالب القوى السياسية أن تتحمّل مسؤولياتها بتخفيض منسوب المواقف المتشنجة في البلد". أضاف: "لبنان يجب أن يُحفظ ويُصان بخفض منسوب الخطاب الطائفي والمذهبي حتى يتمكن من الخروج من هذا المأزق الاجتماعي والمالي والمعيشي والاقتصادي، وبالتالي البدء بالإصلاح السياسي الذي هو مطلبنا ومطلب اللبنانيين".على صعيد آخر، أعلنت الامانة العامة لرئاسة مجلس النواب أن "الرئيس المكلف سيجري استشارات التأليف يوم غد السبت المقبل في مجلس النواب وفقاً للبرنامج المحدد".

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الأخبار
حسّان دياب: فرصة للإنقاذ أم وقت مستقطع؟

أحبِط خيار واشنطن وحلفائها بفرض رئيس جديد للحكومة ينفّذ انقلاباً على نتائج الانتخابات النيابية. وبمباركة الرئيس سعد الحريري، صار الوزير السابق حسان دياب رئيساً مكلفاً تأليف الحكومة. تحالف 8 آذار – التيار الوطني الحر اختار دياب الذي لم يضع الحريري أي فيتو عليه. على العكس من ذلك، فضّل رئيس تيار المستقبل عدم تسمية منافس لدياب، لكي لا يواجه شركاءه في الحكومة المستقيلة، ولا يحرجهم، خصوصاً الذين وقفوا إلى جانبه في ظل القرار الأميركي – السعودي بإبعاده عن رئاسة الحكومة. وأمام كتلة المستقبل، شدّد الحريري على نوابه بضرورة منح دياب فرصة لأن البلاد تمر بأزمة. لكنه، في الوقت عينه، اكّد لمقربين منه ان لن يشارك في الحكومة المقبلة، ولو كانت حكومة اختصاصيين. هذا الموقف يعني ان تأليف الحكومة لن يكون سهلاً، بل ربما لن تبصر النور، وأن رئيس الحكومة المستقيل ربما يتعامل مع تكليف دياب كـ"وقت مستقطع" قبل إعادة تسميته. فعدم مشاركة الحريري يعني ان الحكومة ستكون "من لون واحد"، وهو ما يرفضه حزب الله وحركة أمل، إضافة إلى الرئيس المكلف. ففريق 8 آذار يصر على التفاهم مع الحريري، لأن خلاف ذلك يعني مواجهة تعيد البلاد إلى ما قبل حكومة الرئيس تمام سلام، وتمنح الأميركيين فرصة بث المزيد من الفوضى في البلاد التي تشهد ازمة اقتصادية غير مسبوقة، وانتفاضة شعبية لا يبدو أنها ستهدأ قريباً. حكومة جديدة، بصرف النظر عن اسم رئيسها، هي فرصة لتخفيف سرعة الانهيار، وفي الوقت عينه، وصفة لزيادتها. فأي السبيلين سيُدفع إليه دياب؟
صار حسان دياب، بعد يوم واحد من تداول اسمه، رئيساً مكلفاً تأليف الحكومة. قبل مساء أول من أمس، لم يكن أحد قد سمع باسمه في أي من المداولات التي كانت تجرى. لكن مساء أمس، التقى رئيس الجمهورية الذي أبلغه نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة، التي أسفرت عن تسميته رئيساً مكلفاً تأليف الحكومة من قبل 69 نائباً، مقابل 13 نائباً سمّوا نواف سلام ونائب سمى حليمة قعقور، فيما لم يسمّ 42 نائباً أحداً.
انطوت مرحلة التكليف، بعد 50 يوماً من التجاذبات، التي كان سعد الحريري بطلها، منذ أن أطلق عبارته الشهيرة "ليس أنا بل أحد غيري"، مروراً بحرقه كل اسم غيره، وصولاً إلى عودته إلى ترشيح نفسه من بوابة دار الفتوى، قبل أن يضطر إلى الانسحاب نتيجة "خيانة" تعرّض لها من قبل "القوات".
يوم الاثنين الماضي، كان واضحاً أن الحريري سيترأس الحكومة، لكن بريد القوات حرمه من العودة. الرسالة الأميركية الواضحة تلقفها الحريري. انسحب من السباق من دون أن يذهب للمواجهة مع حزب الله. هو يعرف أن تسميته نواف سلام، بالرغم من أنه كان أول من طرح اسمه بعيد استقالته، هو مشروع مواجهة مع حزب الله. أو على الأقل، هو إحراج لحزب الله وحركة أمل اللذين كانا يطالبان الحريري بتسمية مرشح ليقبلا به رئيساً للحكومة. ولذلك ذهب رئيس "المستقبل" إلى أنصاف الحلول، هو الذي بالرغم من اختلافه مع الحزب، فضّل ربط النزاع معه.
عدم تسمية الحريري لأحد ليست سوى موافقة على تسمية دياب. وهو بذلك لم يضع موقعه بوصفه الأكثر تمثيلاً في الطائفة السنية في مواجهة مع الرئيس المكلّف، بل العكس، تفيد المعلومات بأن الحريري لمّح أول من أمس إلى أنه ربما سيسمّي دياب. وفي الجلسة التي عقدها لكتلة "المستقبل" أمس، قال الحريري للحاضرين: "سنعطي الحكومة الجديدة فرصة. وفي أول 100 يوم، لن ننتقدها. البلد بحاجة إلى إنقاذ، ولا نريد أن نظهر كمعطّلين". وهو وإن لم يسمّ دياب، إلا أنه لم يسمّ غيره، فأعطاه بذلك غطاءً طائفياً، علماً بأن هذا الغطاء قد ينحسر، تبعاً لما سيظهر من زيارة نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، ديفيد هيل، اليوم.
في المقابل، ذهب محور التيار الوطني الحر ــــ حزب الله ــــ أمل إلى ملاقاة الحريري في وسط الطريق، من خلال عدم تسمية شخصية مستفزة أو شخصية طامحة لزعامة سنية، علماً بأن هذا المحور كان أمام خيارين، بعد انسحاب الحريري، إما عدم تسمية أحد في الاستشارات، ما يؤدي إلى حصول سلام على الأغلبية، وإما تسمية شخصية تقطع الطريق على سلام، "مرشح الأميركيين". ولمّا كان حزب الله رافضاً منذ البداية لحكومة اللون الواحد، وبالتالي رافضاً لتسمية شخصية تشكّل تحدياً للشارع السني وللحريري، كان الخيار بدعم شخصية مستقلة وتكنوقراط، وهكذا كان… بمباركة حريرية، علماً بأن دياب أوضح لــ"أو تي في" أنه لم يلتق أحداً قبل التكليف سوى رئيس الجمهورية.
ما حصل استفز النائب السابق وليد جنبلاط، الذي اعتبر أن "اختيار قوى 8 آذار مرشحها ليس بغريب، فهم على الأقل لديهم مشروع. لكن أن تخذل قوى المستقبل المتسترة بالتكنوقراطية وكأنهم خريجو Silicon Valley أن تخذل نواف سلام خوفاً من التغيير، فهذا يدلّ على عقمها وإفلاسها. كنا أقلية وسنبقى وكم الأمر أريح". وفيما لا يزال غير واضح سبب عدم تلطي جنبلاط خلف موقف الحريري، كما فعل يوم عاد عن قرار الاستقالة من الحكومة، وإصراره على خوض المواجهة بالرغم من أن انعدام حظوظ سلام، أخذت القوات هذا الدور. واكتفت بعدم تسمية أحد، بالرغم من أن سلام كان خيارها. مصادر مطلعة على موقف جنبلاط ذكّرت بالعلاقة الشخصية التي تربطه بسلام، فضلاً عن أن الحريري وعده بمنح أصوات كتلته لسلام. أما القوات، فتقول المصادر إنها كانت تعلم أن خيار سلام سقط، وبالتالي، لم تُرد معراب تثبيت تهمة "الخيار الأميركي" عليها وعلى سلام.
بالنتيجة، انتهت مرحلة التكليف التي استمرت 50 يوماً، وبدأت مرحلة التأليف، التي تواجهها مجموعة كبيرة من المطبات، أبرزها الضغوط الخارجية، التي يبدو أن مؤشراتها بدأت تظهر سريعاً. فالإعلام الأميركي كما الأوروبي لم يتأخر في اعتبار دياب مرشح حزب الله الذي كُلّف تأليف الحكومة. في المقابل، كرر دياب الإشارة إلى استقلاليته وتوجهه لتأليف حكومة من الاختصاصيين. كذلك أعلن أنه لن يعتذر، وسيؤلّف الحكومة سريعاً بالمقارنة مع الوقت الذي أخذته الحكومات السابقة.
لكن ما لم يكن واضحاً أمس هو تحرك مناصري المستقبل لقطع الطرقات، ولا سيما طريق الجنوب، اعتراضاً على تكليف دياب، بالرغم من أن الحريري نفسه لم يعارض تكليفه، وبالرغم من أن حزب الله وأمل تمسّكا برئيس المستقبل حتى اللحظات الأخيرة، فيما القوات، حليفته، هي التي تخلّت عنه. وأكدت مصادر الحريري أنه بذل جهوداً كبيرة أمس لمنع الاستمرار بقطع الطرقات، بعدما أوعز إلى الجيش وقوى الأمن الداخلي بفضّ الاعتصام الذي نظّمه أنصار "المستقبل" قرب منزل دياب في تلة الخياط. كذلك فعل حزب الله، إذ اتخذ إجراءات مشددة في الضاحية، إلى جانب إجراءات أمنية اتخذها الجيش، لتفادي حصول ردات فعل على مؤيدي المستقبل الذين وجّه بعضهم إساءات إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري.
وقال دياب بعد انتهاء الاستشارات إنه سيعمل بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، واستناداً إلى الدستور، لتأليف حكومة "تكون بمستوى تطلعات اللبنانيين. تُلامس هواجسهم، وتحقّق مطالبهم، وتطمئنهم إلى مستقبلهم، وتنقل البلد من حالة عدم التوازن التي يمر بها، إلى مرحلة الاستقرار، عبر خطة إصلاحية واقعية لا تبقى حبراً على ورق، وإنما تأخذ طريقها إلى التنفيذ سريعاً".
وفيما أوضح أنه توافق مع الرئيس نبيه بري على عقد الاستشارات النيابية يوم غد (حددت دوائر المجلس توقيت الاستشارات لكل الكتل)، أعلن أنه سيتوسع في المشاورات لتشمل القوى والأحزاب السياسية، وأيضاً الحراك الشعبي. وتابع: "نحن نواجه أزمة وطنية لا تسمح بترف المعارك السياسية والشخصية، وإنما تحتاج إلى وحدة وطنية تحصّن البلد وتعطي دفعاً لعملية الإنقاذ".
وتوجه الى الناس المنتفضين منذ 17 تشرين الأول بالقول: "استمعت إلى أصواتكم التي تعبّر عن وجع مزمن، وغضب من الحالة التي وصلنا إليها، وخصوصاً من استفحال الفساد. وكنت أشعر بأن انتفاضتكم تمثّلني كما تمثّل كل الذين يرغبون بقيام دولة حقيقية في لبنان، دولة العدالة والقانون الذي يطبق على الجميع. هذه الأصوات يجب أن تبقى جرس إنذار بأن اللبنانيين لن يسمحوا بعد اليوم بالعودة إلى ما قبل 17 تشرين الأول".


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اللواء
رسائل مُنهِكة إيرانية أميركية.. وبيروت تنتفض على حكومة اللون الواحد!
دياب يبدأ مهمّة معقّدة في متاهات الإنهيار.. والحريري يعترف بالفشل ويدعو للإستماع إلى كلمة الثورة

لم يوقف تكليف الوزير السابق حسان دياب رئيساً لتشكيل حكومة جديدة حركة الاحتجاجات في الشارع، أو الساحات الممتدة من تلة الخياط حيث منزل الرئيس المكلف إلى وسط بيروت، حيث نقل الصليب الأحمر إصابة من جرّاء التدافع وأخرى من دوار السلام وسط بيروت، واصابتين من البالما في طرابلس في وقت اندلعت فيه الحرائق في شوارع فردان – الحمراء، قصقص، كورنيش المزرعة، ومنطقة الكولا، امتداداً إلى خلدة – الناعمة الجية، وبالاتجاهين، لكن الأمر لم يستمر، وأعيد فتح الطرقات، في لعبة "كر وفر" مرهقة للشارع والقوى الأمنية على حدّ سواء.
وفي السياق، لم يترك كلام الرئيس المكلف صدى طيباً لدى الشارع، أو حتى القيادات السنية الروحية والزمنية، ورؤساء الحكومات الذين يعتزم القيام بجولة تقليدية عليهم، إن لجهة إعلان استقلاليته، واعتبار ان الانتفاضة تمثله، أو رفض العودة إلى ما قبل 17 ت1، أو اصراره على ان تكون الحكومة التي سيشكلها حكومة مواجهة..
وإذا كانت قوى 8 آذار رفضت اعتبار ما حصل، لا يُشكّل تحدياً، ولا مبرر لتهييج الشارع، فإن الاتصالات والتوجيهات التي أعطيت إلى الاطراف: تيّار المستقبل، حركة "أمل" وحزب الله، بالابتعاد عن الشعارات المسيئة، وعدم الانجرار إلى الاشتباكات أو الشجارات الفتنوية، فيما كثفت دوريات الجيش اللبناني وقوى الأمن دورياتها، حفاظاً على الهدوء وعدم الانجرار إلى الصدامات الأهلية في الشارع.
ومع ذلك، وقبل ان يبدأ الرئيس المكلف مهمة معقدة في متاهات الانهيار، انتفضت بيروت، من دار الفتوى، إلى اتحاد العائلات البيروتية، الذي رأى في تكليف دياب تشكيل الحكومة العتيدة "خرقاً فاضحاً للميثاقية الوطنية، وبالتالي هو لا يمثلنا ولا يمثل المكون الطائفي الذي ينتمي إليه، وهذا ما تجلى برفض تسميته من نواب المكون السني الأكثر تمثيلاً تيّار "المستقبل"، ومن رؤساء الحكومات السابقين، ومن الجماهير التي خرجت في كل المناطق اللبنانية منددة بتكليفه تشكيل الحكومة.
كما عبرت الانتفاضة البيروتية عن ذاتها، بقطع الطرقات والشوارع الرئيسية وافتراش الطرقات والساحات، ودعوة الرئيس المكلف للاعتذار عن المهمة الموكلة إليه.
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر دبلوماسية لـ "اللواء" ان ما جرى عشية وصول مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى بيروت، بمثابة رسائل ملتهبة بين طهران وواشنطن، حول مَنْ يمسك بوضع البلد في منطقة حافلة بالتغيرات والخرائط الاقتصادية والجيوسياسية.
و كشفت مصادر دبلوماسية ان ازمة تشكيل الحكومة اللبنانية كانت مدار بحث وتشاور بين مسؤولين روس وزوار سياسيين لبنانيين للعاصمة الروسية في الايام الماضية، وكشفت عن اتصالات جرت بين هؤلاء المسؤولين مع حزب الله والوزير جبران باسيل بهذا الخصوص للمساعدة في حل هذه المشكلة مع التشديد على أن موسكو تدعم التفاهم بين جميع الأطراف المعنية لتاليف الحكومة وهي لاتحبذ حكومة اللون الواحد لانها جربت في السابق وفشلت وتكرار اعتمادها سيؤدي الى تفاقم الأزمة والانقسامات بين اللبنانيين.
ودعت وزارة الخارجية الأميركية الحكومة اللبنانية إلى الإصلاح والمحاسبة، مشيرة إلى "اننا طالبنا الحكومة اللبنانية بتنفيذ إصلاحات اقتصادية ملحة".
نتيجة غير مفاجئة
وإذا كانت المرحلة الأولى من معالجة الأزمة الحكومية انقضت بتكليف الوزير الأسبق الدكتور حسان دياب، تشكيل الحكومة الجديدة بأغلبية 69 صوتاً بينهم ستة نواب سنة فقط، هم نواب "اللقاء التشاوري" الخمسة المتحالفين مع "حزب الله" بالإضافة إلى عضو "كتلة التنمية والتحرير" قاسم هاشم، فإن هذه النتيجة التي لم تكن مفاجئة وتم رصدها منذ الليلة الماضية، احدثت لدى مجموعة من السياسيين من فريق ما كان يسمى بـ14 آذار، حالة يمكن وصفها "بالانقلاب السياسي"، الذي يشبه إلى حدّ بعيد انقلاب "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" على حكومة الرئيس سعد الحريري الثانية، في عهد الرئيس ميشال سليمان، والذي جاء بالرئيس نجيب ميقاتي في 13 حزيران من العام 2011 بحكومة سميت في حينه بحكومة "اللون الواحد" أو حكومة "حزب الله".
والمفارقة، ان الرئيس المكلف دياب نال نسبة الأصوات نفسها التي نالها الرئيس ميقاتي عندما كلف في العام 2011، ولم يصوت حينذاك سوى خمسة نواب سنّة لمصلحة ميقاتي، وصبت أصوات نواب فريق 8 آذار لمصلحته، كما فعلت مع الرئيس دياب، عبر غطاء وطني وسياسي امنته الكتل الشيعية والمسيحية وبينها أصوات درزية وارمنية، الا ان امتناع معظم النواب السنة، جعل هذا الغطاء غير مكتمل ميثاقياً، ولو انه لا يمكن الحديث عن ميثاقية في التكليف، بل فقط على عملية التأليف، علماً ان اتحاد جمعيات العائلات البيروتية رأى في تكليف دياب خرقاً فاضحاً للميثاقية الوطنية، ودعته إلى الاعتذار.
وفي تقدير مصادر مطلعة، ان الرئيس المكلف الذي تجاوز المطبات الأولى للورشة الحكومية بالتكليف عبر محاولات استيعاب رفض الشارع، ولا سيما شباب الانتفاضة لتكليفه، يفترض ان تواجهه مطبات التشكيل إذا رغب في تشكيل حكومة اختصاصيين، وتشمل كل الأطراف بما فيها الحراك الشعبي، بحسب ما قال في بيان التكليف، ويبقى الاساس تسهيل القوى السياسية لمهمته سواء القوى التي سمته، او القوى التي لم تسمهِ ولكنها تعهدت التعاون لإنقاذ البلد.كما ان ترقب مواقف الدول المعنية بالازمة اللبنانية العربية والغربية يبقى عاملا اساسيا في تسهيل مهمته في التأليف وفي انطلاقة الحكومة بزخم.
وافادت المعلومات ان الرئيس المكلف سيقوم بجولة مشاورات تشمل كل القوى السياسية التي سمّته اولم تسمّه ساعيا الى إشراكها في اقتراح الاسماء المناسبة لحكومة اختصاصيين. وانه لا يريد حكومة مواجهة اوحكومة لون واحد، فيما علم ان الكتل التي سمت الرئيس دياب ستسهل مهمته في تأليف الحكومة.
وكانت معلومات أكدها لاحقاً الرئيس المكلف، بأنه التقى ليل أمس الأوّل الرئيس عون في حضور الوزير جبران باسيل.
وانتهت الاستشارات النيابية الملزمة، التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في قصر بعبدا، بنيل الدكتور حسان دياب 69 صوتا، والسفير نواف سلام 13 صوتا، والدكتورة حليمة قعقور صوتا واحدا، وامتنع 42 نائبا عن التسمية.
ويشار إلى أن النائبين ميشال المر وإدي ديمرجيان اعتذرا عن الحضور.
واذا كانت كتلة "المستقبل" وكتلة الجمهورية القوية (القوات اللبنانية)، وكتلة الوسط المستقل لم تسمِ الرئيس دياب، فقد أوضح المستشار الإعلامي في القصرالجمهوري رفيق شلالا أنه لم يُحتسب صوت النائب بلال عبد الله في عداد نواب اللقاء الديمقراطي التسعة الذين سموا السفير نواف سلام، لأنه لم يبرّر غيابه، فيما احتسب صوت النائب طوني فرنجية من تكتل اللقاء الوطني المستقل (سمى دياب) الذي اعتذر لوجوده خارج البلاد، كذلك أحتسب صوت النائب فايز غصن الذي أرسل كتابا يوضح فيه تغيّبه لعذر صحي.
خطاب للانتفاضة
وحرص الرئيس المكلف، في بيان التكليف، والذي لوحظ انه اعد سلفاً، على توجيه معظم خطابه إلى شباب الانتفاضة الشعبية، متعهداً بعدم العودة إلى ما قبل 17 تشرين أوّل، معتبراً ان أي سلطة لا تحتكم للشعب هي سلطة منفصلة عن الواقع ولن تستطيع حماية البلد. ودعا اللبنانيين في كل الساحات إلى ان يكونوا شركاء في إطلاق ورشة الانقاذ، مشدداً على ان الأولوية لديه ستكون حكومة اختصاصيين، ما يناقض توجه "حزب الله" والرئيس نبيه برّي اللذين كانا يصران على حكومة تكنو-سياسية، وهو ما يمكن الوصول إليه في النهاية، إذا لم تتعرقل مهمته بالشروط والشروط المضادة.
لكن الرئيس دياب، أكّد في حديث مع قناة O.T.V الناطقة بلسان "التيار الوطني الحر" انه لن يعتذر عن تأليف الحكومة، مشدداً على ان التأليف سيكون سريعاً بالنسبة إلى الوقت الذي اخذته الحكومات السابقة، ولفت إلى انه سيكون في الحكومة عدد كبير من النساء ومن الاختصاصات المطلوبة لمعالجة الكثير من الأمور، موضحاً انه سيشرك الجميع في الحكومة، وانه طلب اعطائه مهلة للقيام بالاستشارات يوم السبت في مجلس النواب.
وشدّد على انه ليس محسوباً على أحد، وانه لم يلتق أحداً لا من حزب الله ولا من حركة "أمل"، وانه التقى فقط الرئيس ميشال عون والرئيس الحريري الذي قال انه كان متجاوباً جداً، لكنه لم يشأ الرد على سؤال حول عدم تسمية الحريري له في الاستشارات.
وأعلن ان جولته على رؤساء الحكومة السابقين ستنطلق حوالى الساعة العاشرة، لكن مصادر مطلعة أكدت ان الرئيس دياب لم يطلب حتى الآن مواعيد من رؤساء الحكومة السابقين لزيارتهم في إطار جولته البروتوكولية، في حين ذكر ان الرئيس ميقاتي لن يتمكن من استقباله نظراً لوجوده خارج لبنان.
وعلم ان لقاءه بالرؤساء السابقين حدّد يوم السبت في إطار برنامج مشاوراته مع الكتل النيابية في المجلس.
وأشار الرئيس دياب، في سياق الحديث أيضاً إلى انه منذ لحظة وصوله إلى المنزل، أكّد لأمين عام مجلس الوزراء ان الأولوية هي لزيارة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، وان هذا الأمر سيحصل اليوم.
إلا ان مصادر دار الفتوى أكدت لـ"اللواء" ان الرئيس المكلف لم يطلب موعداً لزيارة مفتي الجمهورية. وقالت انه في كل الأحوال لم تجر العادة ان يزور الرئيس المكلف دار الفتوى الا بعد إنجاز تشكيل الحكومة وصدور مرسوم التأليف.
الحريري
اما الرئيس الحريري، فقد أعلن في أوّل حديث له بعد بيان اعتذاره عن قبول التكليف، ان عودته إلى رئاسة الحكومة ليست مهمة، بل المهم ان يعود لبنان، مشدداً على ان التفاؤل يجب ان يبقى موجوداً.
وأشار إلى اننا في السلطة "فشلنا ولم نقدم الكهرباء ولا الاتصالات"، مضيفاً: "فشلنا نعم، ولكنني لم اذهب إلى التسوية عن عبث بل من اجل البلد".
وشدّد الحريري في اتصال مع محطة الـMTV عبر برنامج "صار الوقت" على انه "علينا جميعاً ان نتكاتف ونسمع كلمة الثورة".
وأكد الحريري أنني "سمعتُ صوتَ الناس منذ الدقيقةِ الأولى، ولذلك أنا أوّل من رشّح نواف سلام"، لكنه لم يشر إلى سبب عدم تسميته لسلام في الاستشارات والتي كانت موضع انتقاد أمس من رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط.
وأضاف: "تفاجأت بموقف "القوات"، ومن منطق أن يكونَ هناك سلامٌ بين الطوائف ومن منطق الإعتدال طلبت يومين للتفكير بالموضوع".
وأعلن أنه سيستقبل الرئيس المكلف خلال الإستشارات غير الملزمة.
ولم يشأ الرد على سؤال حول قدرة الرئيس المكلف على تأليف الحكومة، معتبراً انه ليس هو الذي من يُشكّل الحكومة، لكنه قال انه "ليس مرتاحاً لأنه يخاف على البلد".
واضاف: "يجب ان نتقدم، والطريق التي يمكننا الخروج منها من الأزمة هي بحكومة اختصاصيين".
احتجاجات وقطع طرقات
ومع ان الرئيس المكلف، حرص على التقرب من الحراك، من خلال تبني مطالبه، الا ان ردة فعل شباب الحراك جاءت سلبية، وعبروا صراحة عن رفضهم تكليفه، بالتزامن مع تنظيم مجموعة احتجاجات واعتصامات بدأت من أمام منزله في تلة الخياط، ومن ثم التجمع في ساحة شهداء، ثم توسعت هذه الحركة ليلاً في اتجاه طرابلس والشمال والبقاع الأوسط، وطريق الساحل باتجاه الجنوب عند الناعمة، فيما أعاد الجيش فتح اوتوستراد انطلياس- جل الديب بعدما قطعه المحتجون لدقائق.
اما العاصمة، فقد شهدت ليلاً، قطع طرقات قصقص بالاتجاهين عند جامع الخاشقجي بالاطارات المشتعلة، وكذلك شارع فردان امام ثكنة بربر الخازن، والمدينة الرياضية قرب جسر الكولا وكورنيش المزرعة، حيث افيد عن حصول اشكال بين متظاهرين ومواطنين على نصب خيمة وسط الكورنيش، كما افيد عن قطع طرقات في مناطق الحمرا والملا بالاطارات المشتعلة.
وإزاء اتساع حركة الاحتجاجات، دعا الرئيس الحريري "جميع الأنصار والمحبين" إلى رفض أي دعوة للنزول إلى الشارع أو قطع الطرقات.
وأكّد في تعليق على مواقع التواصل الاجتماعي، ان الهدوء والمسؤولية الوطنية اولويتنا، والأزمة التي يواجهها لبنان خطيرة ولا تحتمل أي تلاعب بالاستقرار.
ولوحظ ان بعد صدور هذا النداء، انسحب المتحجون من امام منزل دياب في تلة الخياط، في حين استمرت عمليات قطع الطرق، ولا سيما في طرابلس، حيث افيد عن إلقاء قنبلة صوتية في مجرى نهر أبو علي في باب التبانة، وإطلاق عيارات نارية في منطقة القبة، وجاب شوارع المدينة شبان عملوا على قطع الطرقات الداخلية، كما قطعوا الطريق البحرية بين طرابلس والقلمون، في محلة البالما حيث سجل اشتباك بين المتظاهرين وقوى الجيش أثناء محاولتها فتح الطريق. وأفيد أيضاً عن قطع الأوتوستراد الساحلي في السعديات والدامور وخلدة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


النهار
 الخطة "ب": تكليف و"قمع" الانتفاضة

يبدو ان العهد انتقل الى الخطة "ب"، الى المواجهة. كل المؤشرات تشي بذلك. حكومة مواجهة تستبعد ما كان يعرف بفريق 14 اذار بعد اعتكاف الرئيس سعد الحريري عن ترؤس حكومة مسبقة الشروط والتركيبة ، وذهاب "تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي و"القوات اللبنانية" والكتائب اللبنانية كل في طريق مختلف عن الاخر، لتتحقق ارادة الوزير جبران باسيل بأن اصرار الحريري على اخراجه من الحكومة، لن يمر من دون اخراج الاخير من السرايا الحكومية. لذا كان الحصار الذي استمد دعماً خارجياً من خلال تواصل الوزير باسيل مع دولة قطر في محاولة لتوفير غطاء لمرشح بديل يحظى بالدعم المالي ايضا لانطلاق حكومته، وجرى بحث في اسم النائب فؤاد مخزومي، الذي جبه برفض "حزب الله" له.
واذا كان الخيار وقع أخيراً على اسم الوزير السابق حسان دياب، فان الاخير وضع في خانة "حزب الله" مباشرة بما يوحي ان البلاد ذاهبة الى حكومة مواجهة، خصوصاً ان الحزب الذي يمتنع غالباً عن تسمية رئيس للوزراء خلال الاستشارات، سمى دياب بما بدا دعما كاملا له. وأكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد التعاون "بشكل كامل معه". وهوما أشارت اليه مؤسسات اعلام عالمية منها "وكالة الصحافة الفرنسية" ومحطة "سي ان ان" ، اما صحيفة "الفيغارو" الفرنسية فاوردت ان لبنان سمى رئيساً مدعوماً من "حزب الله". والى هذا التوصيف، ضعف الغطاء السني الذي لم يتوافر له الا من نواب "اللقاء التشاوري" السني الذي يدور في فلك الحزب، اضافة الى النائب قاسم هاشم من كتلة "التنمية والتحرير" لتسقط مقولة "الميثاقية" التي كان أطراف عدة أصروّا عليها في الاسابيع الاخيرة قبل ان يسقطوها من حساباتهم. كما بدا لافتا ان الرئيس نجيب ميقاتي الذي ادخل دياب الى الحلبة الحكومية عام 2011، لم يسمه امس كما سافر بعد الاستشارات ما يعني عدم استقباله الرئيس المكلف وفق التقليد القاضي بان يجول المكلف على من سبقه في الموقع.
وقد أكد الرئيس المكلف، الذي استقبل بتظاهرات حاصرت منزله وبقرع على الطناجر من اهالي الحي، عدم مضيه بـ"حكومة مواجهة"، وصرح بعد تكليفه: "سوف أعمل جاهدا لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، من خلال التشاور مع رؤساء الحكومات السابقين الذين سأستفيد من آرائهم ونصائحهم ومع الكتل النيابية وسائر النواب. سأتوسع في المشاورات التي سأجريها لتشمل القوى والأحزاب السياسية، وأيضا الحراك الشعبي. سأستمع لكل الآراء لكي ننطلق بحكومة فاعلة تستند إلى إرادة شعبية".
وقال: "إن المرحلة دقيقة جداً وحساسة، وتتطلب جهداً استثنائياً وتضافر جميع القوى السياسية، في الحكومة وخارجها، فنحن نواجه أزمة وطنية لا تسمح بترف المعارك السياسية والشخصية، وإنما تحتاج إلى وحدة وطنية تحصن البلد وتعطي دفعا لعملية الإنقاذ التي يجب أن تكون أولوية في حسابات الجميع، بهدف الخروج من حالة الشك التي وصلنا إليها، إلى حالة اليقين واستعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم، عبر إعطائهم الثقة بمستقبل واعد".
وأضاف: "إنني ومن موقعي كمستقل، أتوجه اليكم بصدق وشفافية، أنتم الذين عبرتم عن غضبكم ووجعكم، لأؤكد أن انتفاضتكم أعادت تصويب الحياة السياسية في لبنان، وأنكم تنبضون بالحياة ولا تستسلمون لليأس، وأنكم أنتم مصدر السلطات فعلاً لا قولاً. على مدى 64 يوماً، استمعت إلى أصواتكم التي تعبر عن وجع مزمن، وغضب من الحالة التي وصلنا إليها، وخصوصا من استفحال الفساد. وكنت أشعر بأن انتفاضتكم تمثلني كما تمثل كل الذين يرغبون بقيام دولة حقيقية في لبنان، دولة العدالة والقانون الذي يطبق على الجميع. هذه الأصوات يجب أن تبقى جرس إنذار بأن اللبنانيين لن يسمحوا بعد اليوم بالعودة إلى ما قبل 17 تشرين الأول، وأن الدولة هي ملك الشعب، وأن بناء المستقبل لا يكون إلا بالتفاعل مع مطالب الشعب".
الانتفاضة
لكن الشارع المنتفض لم يتلق، الرسائل الايجابية لدياب، اذ اشتعلت الساحات في غير منطقة، فاقفلت الطرق في الشوارع البيروتية من قصقص الى البربير الى كورنيش المزرعة والمدينة الرياضية وفردان، وفي ضهر البيدر وقرى بقاعية، وحصل اشكال واطلاق نار في بعلبك، كذلك في الشمال حيث احرقت اطارات وحصل اطلاق نار ورمي قنابل صوتية في طرابلس، وقطعت طرق العبودية والكورة وكفرحزير، مع دعوات الى اعلان اضراب عام في طرابلس والشمال واقفال جميع المدارس والجامعات الرسمية والخاصة اليوم. كذلك اقفلت الطرق في الجية والناعمة وصيدا. واتخذت التحركات طابعاً سنياً في عدد من المناطق التي اعتبرت ان الرئيس المكلف لا يمثل الوجدان السني وانه فرض فرضا على الطائفة.
من جهة أخرى، اصدرت قوى الثورة بيانا مما جاء فيه:
"بعد 64 يوماً على الثورة، وفي ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية وتزايد القلق عند الناس، تردّ قوى المنظومة بتكليف غير مطابق لكل ما طلبته ساحات الثوار وما يتطلبه الوضع للخروج من الازمة. فهذا التكليف يعاكس ارادة الناس الذين طالبوا بحكومة مستقلة من خارج قوى المنظومة ومن غير المرتبطين بها، والذين رفضوا ويرفضون النهج السابق من التكليف المبني على الحسابات السياسية التي تحاول استعادة مشاهد الانقسام بين 8 و14 اذار، النهج ذاته الذي شكلت من خلاله كل الحكومات المتعاقبة بعيداً عن أي بحث في برامج وخطط جدية لتجنيب الناس اعباء الأزمة الاقتصادية المالية.
لا عودة الى ما قبل 17 تشرين الاول 2019. الثورة مستمرة حتى تحقيق المطالب بحكومة مستقلة تماماً ومنحازة للناس ببرنامج انقاذي يوزع اثمان وتكاليف الازمة بشكل عادل، حكومة تعمل على اجراء انتخابات مبكرة وفق قانون يضمن صحة التمثيل".
وقالت مصادر مطلعة لـ"النهار" إن السلطة خططت لقمع الانتفاضة أو تلطيفها منذ عشية الاستشارات بدليل الخطة الامنية المتشددة التي اعتمدت ليل الاربعاء – الخميس بحواجز تفتيش اقامها الجيش اللبناني. وأضافت المصادر ان قوى السلطة وتحديداً "حزب الله"، بعدما قررت الذهاب الى المواجهة، اتخذت قراراً بـ"تلطيف" الانتفاضة من دون تصفيتها لعدم التصادم مع المجتمع الدولي الذي يؤيدها، لكن الخطة تقضي بمحاصرتها وابقائها في عدد من الساحات المقفلة والمحاطة بجدران عزل ووضعها تحت المراقبة بحجة الحماية، فيقتصر نشاطها على حلقات بحثية ومحاضرات وندوات، بحيث تُدفع الى تصفية ذاتية بعد حين، ما يعتبر انتصاراً على مخطط اميركي لاثارة الفوضى عبرها. وأكدت هذه المصادر ان قوى السلطة لا تزال تنظر الى الانتفاضة بعين الريبة كأنها حراك أميركي غربي ولا تريد الاعتراف بانها ثورة نابعة من وجع الناس. وفي رأيها ان الاعتداء على المتظاهرين في غير منطقة واحراق الخيم واشجار الميلاد انما تصب في هذه الخطة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الجمهورية
 إنتهى التكليف والعبرة في التأليف.. والرئيس المكــلّف في مواجهة "الألغام"

أكثرية 69 صوتاً كلّف الوزير السابق حسان دياب تأليف الحكومة الجديدة، في ظل تساؤلات كثيرة عمّا إذا كان سينجح في هذه المهمة بعدما بدأت أصوات ترتفع مشكّكة بـ"ميثاقية" هذا التكليف، وفي ظل تساؤلات عمّا عدا ممّا بَدا حتى حصل التكليف بهذا الهدوء والسلاسة على رغم اعتراض المعترضين، وهل أنّ شيئاً ما في الأفق الاقليمي والدولي قد تبدّل لمصلحة الإستحقاق الحكومي في لبنان الذي يبدأ إنجازه قبل ساعات من وصول الموفد الاميركي ديفيد هيل الى بيروت مساء أمس في مهمة متنوعة الملفات، ومن بينها الملف الحكومي والتطورات التي يشهدها.
كما كان تكليف دياب تشكيل الحكومة الجديدة، متوقعاً، كذلك كانت ردود الفعل الاعتراضية عليه، سواء من جهة الحراك الشعبي، الذي وجدت فيه بعض مكوناته عنصراً استفزازياً له، ولا يلبّي ما طالب به، او من جهة مناصري تيار "المستقبل" الذين عبّروا عن تمسّكهم بالرئيس سعد الحريري، بتحركات شاركت فيها مكونات أخرى من الحراك، في طرابلس والبقاع وتمّ إقفال طرق خصوصاً في بيروت، بالتزامن مع تجمّع محتجّين أمام منزل الرئيس المكلف في تلة الخياط.
واذا كان تكليف دياب، يشكّل في نظر القوى السياسية التي سَمّته في الاستشارات الملزمة، جسر العبور الى حل الازمة القائمة، سواء في شقها الاقتصادي والمالي، او في شقها المتصل بمراعاة مطالب الحراك الشعبي المستمر منذ 17 تشرين الاول الماضي، فإنّ ما شاب هذا التكليف من ثغرات أفقدته من جهة التغطية السنية المحصّنة له مذهبياً وسياسياً، ومن جهة ثانية، المظلّة السياسية الواسعة التي لم تتوافر في ظل الانقسام السياسي الواضح حول اسم الرئيس المكلف، بحيث بَدا تكليفه وكأنه تكليف من لون سياسي واحد، يذهب تلقائياً نحو تشكيل حكومة من وَحيه، وتكمّله، اي حكومة لون واحد.
وعلى رغم من انّ الرئيس المكلف، في البيان الذي تلاه بعد قبوله مهمة التكليف، قد سعى الى توجيه ما بَدا انها رسالة تطمين للمعترضين عليه، بأنه شخصية مستقلة، تستمد قوتها من الحراك الشعبي وتركن الى مطالباته وتسعى الى تحقيق طموحاته، فإنّ بيانه المسبوك لبيان وزاري مسبق، لم يُغر مضمونه المحتجّين، ولا استطاع ان يلغي الحكم المسبق، ليس فقط عليه والذي عَلا في أصوات المحتجّين، بل على حكومته، اذا تمكن من تشكيلها وإحاطتها بصفات تبدأ باعتبارها "حكومة حزب الله" او "حكومة مواجهة" مع الداخل والمجتمع الدولي، ولا تنتهي باعتبارها حكومة السياسيين المرتزقين القافزين فوق حراك الشعب ووجعه.
وبمعزل عن نسبة الاصوات النيابية التي حملت دياب الى عرش الرئاسة الثالثة، فإنّ العبرة لم تكن في إمرار التكليف، الذي صيغ إخراجه بين القوى السياسية التي سمّته، وكانت سائر القوى الاخرى في جوّه منذ امس الاول، بل انّ العبرة تكمن في التأليف.
وبحسب الاجواء المحيطة بهذا الاستحقاق الحكومي، فإنّ الرئيس المكلف أمام مهمة شاقة وطريقه مزروعة بمجموعة ألغام معقّدة التفكيك:
أولها، اللغم السنّي ومحاولة انتزاع ثقة الطائفة التي بَدا جلياً انها محجوبة عنه في غالبيتها العظمى امس.
ثانيها، لغم الحكومة نفسها، الكامن في شكلها، وما اذا كان الرئيس المكلف قادراً على تشكيل حكومة اختصاصيين، لا سياسية، أو انه "مُكره أخاك لا بطل" على تشكيل حكومة تكنو- سياسية، يشكل اسمها استفزازاً للحراك الشعبي، والذهاب اليها، أشبه بعود ثقاب لإشعال تحركاته الاحتجاجية وبنحو أعنف ممّا كان عليه الحراك قبل التكليف.
ثالثها، لغم الثقة وما إذا كان الرئيس المكلف قادراً على تقديم نفسه كشخصية موثوقة للداخل، وكذلك للخارج. وما اذا كان يخبّئ في جعبته صيغة حكومية موثوقة وتوحي بالصدقية والثقة، تُحاكي المواصفات التي نصح بها المجتمع الدولي.
رابعها، "لغم الصمود"، وما اذا كانت "الجرأة" التي تمتع بها دياب بقبوله "التكليف"، متجاوزاً بذلك الموقف السني العام، وشرعية واسعة من القوى السياسية المعترضة عليه، ستثبت أمام ما تبدو انها هجمة مرتدة عليه في الشارع او على مستوى الطائفة، وسيستمر ماضياً نحو تأليف حكومة حَدّد روحيتها في بيانه من بعبدا بعد تكليفه، أم انّ هذه "الجرأة" ستذوب أمام الضغط، فيتحوّل مساره من التأليف الى اعتذار؟
الأكيد انّ الصورة ستبدأ بالوضوح اكثر في الايام المقبلة، وسترتسم حتماً من حركة الشارع، وايضاً ما سيستخلصه الرئيس المكلف من استشاراته النيابية التي ستنطلق غداً السبت في المجلس النيابي.
التكليف
وكان رئيس الجمهورية كلّف دياب تأليف الحكومة الجديدة في حتام يوم الاستشارات الطويل الذي سارت وقائعه في القصر الجمهوري، وانتهى بلقاء بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إستدعي اليه دياب ليبلّغ نتيجة الاستشارات التي فاز فيها بأكثرية 69 صوتاً.
وقد حصل دياب على أصوات كتل: "الوفاء للمقاومة"، "التيّار الوطنيّ الحرّ"، "التنمية والتحرير"، "اللقاء التشاوري"، "التكتل الوطني"، "ضمانة الجبل"، وكتلة نواب الأرمن، ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي والنائب جميل السيّد. وامتنع 42 نائباً عن التسمية، وهم نوّاب كتل: "المستقبل"، "الوسطيّة المستقلة"، "الجمهورية القوية"، إضافة الى الرئيسين نجيب ميقاتي وتمّام سلام، والنواب: نعمة افرام، أسامة سعد، فؤاد مخزومي وشامل روكز. فيما حصل السفير نواف سلام على 14 صوتاً من كتلة الكتائب اللبنانية، "اللقاء الديمقراطي"، النائب نهاد المشنوق ورئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوّض، فيما سمّت النائب بولا يعقوبيان حليمة قعقور.
ولم تحتسب الدوائر المختصة في القصر الجمهوري صوت النائب بلال عبد الله في عداد نواب "اللقاء الديمقراطي" التسعة، لأنّه لم يبرّر غيابه، واحتسبت صوت النائب طوني فرنجية الذي اعتذر لوجوده خارج البلاد، وكذلك صوت النائب فايز غصن الذي أرسل كتاباً يوضِح فيه تغيّبه لعذر صحي.
دياب يتعهّد
وتعهّد دياب في بيان تلاه بعد تكليفه "تشكيل الحكومة في أسرع وقت من خلال التواصل مع رؤساء الحكومات السابقين ومع الكتل النيابية وسائر النواب اضافة الى القوى والأحزاب والحراك الشعبي". واصفاً المرحلة بأنها "دقيقة وحساسة وتتطلب تضافر جهود القوى، فنحن نواجه أزمة وطنية لا تسمح بترف المعارك السياسية والشخصية بل تحتاج الى وحدة وطنية تحصّن الوطن". وقال: "من موقعي كمستقل أتوجه الى اللبنانيين الذين عبّروا عن وجعهم لأؤكد انّ انتفاضتكم أعادت تصويب الحياة السياسية في لبنان وأنتم مصدر السلطات فعلاً لا قولاً".
واعلن انه سيعمل "بالاتفاق مع رئيس الجمهورية ميشال عون واستناداً الى الدستور لتكون حكومة على مستوى تطلعات اللبنانيين تحقق مطالبهم وتطمئنهم الى مستقبلهم، وتنقل البلد من حالة عدم التوازن الى حالة الاستقرار عبر خطة إصلاحية واقعية تأخذ طريقها الى التنفيذ سريعاً". وشدد على أنّ "جهودنا جميعاً يجب أن تتركز على وقف الانهيار وصون الوحدة الوطنية وحماية أرضنا وثروات الوطن".
ولفت إلى أن "اللبنانيين لن يسمحوا بعد اليوم بالعودة الى ما قبل 17 تشرين الأول، وبناء المستقبل لا يكون الّا بالتفاعل مع مطالب الشعب وجهودنا جميعاً يجب ان تتركز على وقف الانهيار".
وقال: "التمسّك بالحريات العامة صمام أمان لحماية ورشة الانقاذ، وأي سلطة لا تحتكم للشعب هي سلطة منفصلة عن الواقع ولن تستطيع حماية البلد، وأدعو اللبنانيين في كل الساحات الى أن يكونوا شركاء في إطلاق ورشة الانقاذ".
وأشار دياب إلى أنّ "الاستقرار السياسي والاقتصادي ضرورة قصوى". وأضاف: "اليوم نحن في صدد العمل وليس الكلام، وأنا شخص اختصاصي والأولوية للاختصاصيين، وطلبت بدء الاستشارات يوم السبت".
ووصل دياب إلى منزله في تلة الخياط، حيث تتخذ الإجراءات الأمنية المكثفة للجيش وقوى الأمن الداخلي ويتجمّع عشرات الأشخاص.
ورداً على أسئلة الصحافيين، قال دياب: "إنّ المعترضين على تكليفي الموجودين في الشوارع يحق لهم إبداء آرائهم، خصوصاً أنهم موجودون في الشارع منذ 60 يوماً، رفضاً للاوضاع المعيشية السيئة". وأكد أنّ حكومته "لن تكون حكومة مواجهة أبداً".
"القوات"
وفي ردود الفعل على تكليف دياب قالت مصادر "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية": "انّ "القوات" تأسف لتشكيل الحكومة من لون واحد بعيدة كل البعد عن الحكومة المطلوبة اليوم التي هي حكومة اختصاصيين مستقلين، وترى أنّ هذا الاصرار على تشكيل هذه الحكومة له أهداف وخلفيات سلطوية في ظل ذهنية لا تريد إنقاذ لبنان".
وأضافت: "إنّ حكومة من هذا النوع لا تستوفي شروط المرحلة المالية والاقتصادية، وتؤدي الى مزيد من انزلاق لبنان نحو مزيد من الانهيار الشامل. وتؤكد "القوات اللبنانية" المزيد من التمسّك بموقفها الثابت المتعلّق بتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، وتعتبر انّ ما يحصل هو مزيد من هدر الوقت ومزيد من إدخال لبنان في متاهات سياسية غير مقبولة".
ورأت المصادر "أن الازمة اليوم هي أزمة اقتصادية ومالية، ويجب إيجاد المخارج من اجل مواجهتها. وما يحصل اليوم هو انّ البعض يتعاطى وكأنّ الازمة هي أزمة سياسية والمطلوب إخراجها. والحكومة في حال تشكلت ستكون حكومة تكنوقراط مغلفة ووهمية وغير حقيقية وغير فعلية، لأنّ وزراءها ستسمّيهم قوى سياسية ولا يؤدون الغرض المطلوب. والشارع لن يقبل هذه الحكومة والمجتمع الدولي لن يعطيها الثقة لأنها مؤلفة من فريق سياسي، بينما القوى السياسية الاخرى رفضت الانضمام اليها لأنها حكومة فاشلة منذ اللحظة الاولى. ولذك فإنّ الثقة هي عنوان المرحلة، وللأسف نحن امام مرحلة لا ثقة في الداخل ولا ثقة مع الخارج، وبالتالي مؤسف هذا الاصرار فقط على الاحتفاظ بمواقع سلطوية".
الحراك
الى ذلك، وبعد هدوء ساد طوال نهار أمس، عادت مشهدية قطع الطرق فور انتهاء الاستشارات النيابية إحتجاجاً على تكليف دياب تأليف الحكومة. إذ تجمّع عدد من المحتجّين على دراجات نارية أمام منزل دياب في محلة تلة الخياط في بيروت، وأطلقوا شعارات رافضة تكليفه تشكيل الحكومة ومؤيدة للرئيس سعد الحريري، وسط انتشار أمنيّ كثيف. فيما أقفلت شوارع بالعوائق والاطارات المشتعلة في عدد من أحياء العاصمة.
وفي طرابلس، عبّر أبناء المدينة عن غضبهم من خلال قطع معظم الطرق في المدينة بالإطارات المشتعلة وغير المشتعلة، من بينها أوتوستراد البداوي، وعند نقطة البالما حيث تم قطع الاوتوستراد بالاتجاهين، مردّدين الهتافات المندّدة بموقف النائب فيصل كرامي وكتلته النيابية لجهة تسمية دياب، خلال الاعتصام أمام منزله في طرابلس، والذي كان شهد انتشاراً كثيفاً للجيش اللبناني الذي أغلق كل الطرق المؤدية اليه.
كذلك، قطعت طرق عدّة في عكّار، والأوتوستراد الساحلي نحو الجنوب، وفي صيدا، وفي ضهر البيدر وزحلة والبقاع الاوسط والهرمل، وغيرها، إحتجاجاً على تسمية دياب.
ترحيب إسرائيلي بقرار الماني
من جهة ثانية رحّبت إسرائيل أمس بقرار اتخذه البرلمان الألماني، وقضى باعتبار "حزب الله" اللبناني "منظمة إرهابية" تدعمها إيران.
ونقلت القناة العبرية "13" عن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنّ قرار البرلمان الألماني "هو خطوة مهمة في الكفاح الدولي المشترك ضد الإرهاب، وخصوصاً ضد حزب الله وإيران". وقال: "على المجتمع الدولي الاتحاد ضد "حزب الله" وإعلانه منظمة إرهابية".
وطالبَ بتوقيع عقوبات أو فرض عقوبات على "حزب الله" حتى لا يقوم بعمليات ادّعى أنها "إرهابية" بدعم إيراني. وكان البرلمان الألماني أقرّ اقتراحاً أمس يَحضّ حكومة المستشارة أنجيلا ميركل على حظر كل أنشطة "حزب الله" اللبناني على الأراضي الألمانية، مشيراً إلى ما وصفه بـ"أنشطته الإرهابية" خصوصاً في سوريا.
وأفادت وكالة "رويترز" أنّ المحافظين من حزب ميركل أيّدوا الاقتراح إلى جانب "الحزب الاجتماعي الديموقراطي" المشارك في الائتلاف الحاكم و"حزب الديموقراطيين الأحرار" المعارض.
وهذا الاقتراح غير مُلزم لكنه سيزيد الضغوط على الحكومة لاتخاذ موقف، ويدعوها الى التخلّي عن سياساتها الراهنة، التي تفرّق بين الجناح السياسي والوحدات العسكرية لـ"حزب الله" التي قاتلت إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نداء الوطن
حكومة اللون الواحد… فاقدة "ميثاقية" الثورة دياب… "واحد منن"

أي سلطة لا تحتكم للشعب هي سلطة منفصلة عن الواقع وتعيش في برج عاجي ولن تستطيع حماية البلد"… عبارة بحد ذاتها منفصمة عن الواقع قالها الرئيس المكلف تشكيل "حكومة اللون الواحد" حسان دياب من على منبر قصر بعبدا لكونها أتت بحرفيّتها تجسيداً واقعياً لتكليفه من قبل منظومة حاكمة تتربع على كراسيها في "أبراج عاجية"، تتعالى على هتافات الشعب المنتفض منذ أكثر من شهرين، تتحكم به ولا تحتكم إلا لغريزتها السلطوية، عملت ولا تزال تعمل على كسر إرادة الناس وتكسير ساحاتهم وتحطيم طموحاتهم، وهي حكماً "لن تستطيع حماية البلد" طالما بقيت تدير أذنها الطرشاء لهتافاتهم ومطالبهم المتكررة بتغيير الطبقة المستأثرة بمقاليد الحكم بعدما ثبت بالأداء القاطع كونها منظومة راعية للفساد والهدر والمحاصصة والإفلاس… وقد انضمّ دياب بالأمس عضواً جديداً في نادي "كلن يعني كلن" بعدما أمسى بنظر الناس كـ"واحد منن" بمجرد أن قبل تكليفه تشكيل حكومة سلطوية فاقدة لشرعية الحراك و"ميثاقية" الثورة.
لم تُسعف دياب كل "الكليشيهات" التي ضمّنها بيانه المكتوب إثر قبوله التكليف والتي خرق فيها كل السقوف العالية وكادت تبلغ أسوار "الحدائق المعلّقة" بوعودها الوردية، إذ لم يتعامل معه الناس إلا بوصفه رئيساً مكلّفاً ترقيع ورطة السلطة والتمويه عن القطب السياسية المخفية في وجه حكومته بمستحضرات تكنوقراطية "لزوم مشهد" المناورة في محاكاة تطلعات ثورة 17 تشرين… أقله هذا ما بدا من مسارعة المتظاهرين إلى الساحات على امتداد العاصمة والمناطق وصولاً إلى مدخل منزل دياب تأكيداً على رفضهم تكليفه تشكيل الحكومة، في مشهد لم يخلُ من قطع الطرقات واستعادة أنشودة "هيلا هيلا هو" ضده وضد رعاة تجليسه على كرسي الرئاسة الثالثة بخلاف رغبة الشارع المنتفض بشكل عام والشارع السنّي بشكل أخصّ.
فغداة قضاء ليلته مجتمعاً برئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لتدبيج مسألة ترشيحه وتعليب تكليفه، لم يحُز مرشح أكثرية 8 آذار بمحصلة نهار التكليف الطويل في قصر بعبدا، على أكثر من 69 صوتاً نالها بشق الأنفس على امتداد جولتي الصباح والمساء الاستشاريتين، مقابل 43 ورقة امتناع (إضافة إلى معلومات عن امتناع النائب ميشال المر عن التسمية رغم عدم حضوره إلى الاستشارات لدواعٍ صحية) و14 صوتاً للسفير نواف سلام الذي تميّزت كتلة "اللقاء الديمقراطي" بتسميته من بين الكتل السياسية إضافة إلى نواب مستقلين، وصوت واحد للدكتورة حليمة قعقور منحتها إياه النائبة بولا يعقوبيان.
وبينما خلص دياب إلى نتيجة جعلته رئيساً مكلفاً بامتياز من كتل 8 آذار، بدا لافتاً التعامل معه من قبل وسائل إعلام "التيار الوطني الحر" بوصفه رئيس حكومة العهد الأولى التي من شأنها أن تحقق الإنجازات التي يطمح إلى إنجازها رئيس الجمهورية في ما تبقى من ولايته الرئاسية، في حين حرص الرئيس المكلف الجديد بدوره على أن يخصّ قناة "أو تي في" ليلاً بأول تعليق له على التحركات الشعبية المناهضة لتكليفه فأبدى إصراره على التأليف مؤكداً أنه "لن يعتذر" إنما على العكس من ذلك سوف يعمد إلى تسريع إنجاز تشكيلته.
أما على الضفة السنّية، فيبدو أنّ "ميثاقية" انتخاب الأقوياء في الرئاسات الثلاث قد ضُربت من "بيت أبيها" بعدما نقضها "التيار الوطني الحر" نفسه الذي لطالما كان رافعاً لواءها على امتداد السنوات الأخيرة وشكلت رافعة وصول رئيس التيار السابق ميشال عون إلى كرسي الرئاسة الأولى، وربما كان يعوّل عليها الرئيس الحالي للتيار لبلوغه سدّة القصر الجمهوري. فمع حيازة دياب على 6 أصوات نيابية سنية فقط من أعضاء "اللقاء التشاوري" المحسوب على قوى 8 آذار، وتحت وطأة امتناع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقين عن تسميته، ووسط مقاطعة النائب بهية الحريري استشارات القصر بما تمثل ومن تمثل على رأس كتلة المستقبل النيابية التي آثرت عدم التسمية، وبينما لم يحظَ الرئيس المكلف بالتكليف الشرعي من دار الفتوى لتبوؤ رئاسة مجلس الوزراء، ثارت ثائرة الشارع السني ليلاً في بيروت وطرابلس والبقاع حيث انعكس استفزاز أبناء الطائفة اشتداداً للعصب الشعبي خلف قادتها الروحيين والسياسيين، وارتفعت أسهم زعيم "المستقبل" الذي سارع إلى محاولة احتواء الشارع تحت وطأة التحذير من "أزمة خطيرة يواجهها لبنان ولا تحتمل أي تلاعب بالاستقرار".
وليلاً، أطل الحريري في مداخلة هاتفية عبر برنامج "صار الوقت" مع الزميل مارسيل غانم ليتلو في ما يشبه فعل الندامة أسفه لفشل التسوية الرئاسية التي كان قد عقدها مع عون ظناً منه أن هذه التسوية من شأنها أن "تعيد المؤسسات ويسير البلد لكننا لم نلبّ مطالب الناس ولم نقدم شيئاً للمواطنين". وسأل: "هل قدمنا كهرباء واتصالات؟"، ليردف: "الطريقة للخروج من الأزمة هي بحكومة اختصاصيين، سمعتُ صوت الناس منذ الدقيقة الأولى ولذلك أنا أوّل من رشح نواف سلام (…) علينا جميعاً الاستماع إلى كلمة الثورة لأنها علمتني الكثير".
يبقى أن تتبلور أكثر فأكثر مشهدية التأليف على وقع معطيين متلازمين، الأول يتمحور حول كيفية تطور حركة الشارع تفاعلاً مع تكليف دياب من جانب قوى 8 آذار بمعزل عن متطلبات المرحلة شعبياً، والثاني يرتكز على مجريات المشاورات التي سيعقدها الرئيس المكلف غداً في المجلس النيابي مع الكتل النيابية والتي وعد بأن يوسّع مروحتها لتشمل القوى السياسية والحزبية وقوى الحراك الشعبي ليتضح في نتيجتها خيط التكنوقراط الأبيض… من الخيط السياسي الأسود في بنية تشكيلته المرتقبة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الشرق
أهل السنة يرفضون تكليف دياب مرشح حزب الله

افضت الاستشارات النيابية الملزمة والتي وصفها الرئيس تمام سلام بالاستشارات المعلبة الى تسمية الوزير السابق حسّان دياب، على اثر اعتذار الرئيس سعد الحريري،ما فَتح ابوابا واسعة على التساؤلات عن مصير تكليفٍ يطعن بالميثاقية بموقع يتمثل فيه رئيس الحكومة السني، اذ لم يتجاوز عدد النواب السنة الذين سموه 6 نواب فمنطق الامور يفترض ان تكون الحكومة ميثاقية ابتداء من رأس الهرم.
كما يثير هذا التكليف التساؤلات عن مصير مساعدات موعودة من الخارج لحكومة يشكلها فريق 8 آذار وخصوصا حزب الله الموسوم بالارهاب دوليا، في ضوء رفض مشاركة قوى 14 آذار فيها او تسمية اي شخصية من الرئيس الى الوزراء. وماذا عن الموقف العربي مما يعتبرونه اقصاء للصوت السني الحقيقي، وعن تلقف الثوار للتكليف وبعده التأليف المتوقع الا يرضيهم، ما دامت القوى التي سمت دياب، رفضت شكل الحكومة التي يطالب بها هؤلاء والمتقاطعة مع طرح الرئيس سعد الحريري، حكومة تكنوقراط بحتة من دون سياسيين، وعن شكل الحكومة التي سيشكلها دياب للتوفيق بين القوى السياسية المشاركة وعن مشروع دياب الانقاذي للمرحلة البالغة الحراجة بعدما كان سابقا وزيرا في حكومة محور، وعن الموقف الاميركي الذي قد يكون الاول من نوعه دوليا، اذ يبلغه بالمباشر مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد هيل الذي يبدأ صباح غد جولة لقاءات مع كبار المسؤولين من بعبدا صباحا ثم عين التينة فبيت الوسط، في زيارة هي الاولى لمسؤول اميركي رفيع منذ بدء الانتفاضة الشعبية. علامات استفهام كثيرة سترتسم الى حين التشكيل، إن تم.
الرئيس المكلف اكتفى بالتأكيد انه "سيعمل جاهدا لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، فالمرحلة دقيقة جدا وحساسة وتتطلب جهدا ونحتاج إلى وحدة وطنية تحصن البلد وتعطي دفعا لعملية الإنقاذ وتعيد الثقة للبنانيين بوطنهم.
وفي المواقف اكد النائب نهاد المشنوق ان هذا التكليف غير ميثاقي ، ودعا دياب الى الاعتذار .
واكد رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط لـ"المركزية" "ان الحكومة العتيدة برئاسة حسان دياب باعتقادي انها حكومة حزب الله بامتياز ودور رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل فيها هو "كومبارس" وسيكون دور الرئيس المكلّف واجهة للتوقيع لا اكثر ولا اقل".
واشار الى "انها حكومة اللون الواحد فاقدة للميثاقية والدستور وستكون جزءاً من النفوذ الايراني وهذا يعني ان البلد مُقبل على ايام صعبة".
وفي عودة الى شريط الاستشارات حصل دياب على أصوات كتلة الوفاء للمقاومة، تكتل لبنان القوي، كتلة التنمية والتحرير واللقاء التشاوري والتكتل الوطني وكتلة ضمانة الجبل وكتلة نواب الأرمن ونائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي والنائب جميل السيّد في حين لم يسمّ 42 نائبا أحدا لتشكيل الحكومة وهم: كتلة المستقبل، الكتلة الوسطيّة المستقلة، كتلة الجمهورية القوية، الرئيسان نجيب ميقاتي وتمام سلام، النواب نعمة افرام، أسامة سعد، فؤاد مخزومي وشامل روكز.
وقد حصل السفير نواف سلام على 14 صوتا من كتلة الكتائب اللبنانية، اللقاء الديمقراطي، النائب نهاد المشنوق ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوّض فيما سمّت النائبة بولا يعقوبيان حليمة قعقور.
واللافت ان دياب لم يحصل إلا على أصوات 6 نواب سنّة من أصل 26 نائباً هم النواب السنّة التابعون لحزب الله وحركة أمل ما دفع البعض الى إثارة مسألة ميثاقية التكليف.
بأصوات 69 نائبا، كلّف رئيس الجمهورية ميشال عون الوزير السابق حسان دياب لتشكيل الحكومة بعد يوم طويل من الاستشارات النيابية.
وغاب عن الاستشارات النائب ميشال المر وادي دمرجيان.
ولم يحتسب صوت النائب بلال عبد الله لتغيبه من دون عذر.
وبعد انتهاء الاستشارات التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس مجلس النواب نبيه واطلعه على النتيجة ثم استدعي دياب وتم تكليفه رسميا .
وفور الاعلان عن تكليف دياب انطلقت التظاهرات المعترضة في بيروت والمناطق، كما احتشد مئات الشبان امام منزله في تلة الخياط وهتفوا ضد دياب ودعوه للاعتذار عن التكليف.