اليمن : جرائم "التحالف السعودي" ضد المدنيين مستمرة …

اليمن : جرائم "التحالف السعودي" ضد المدنيين مستمرة …

Quand les États-Unis voient leurs alliés leur échapper
عملية حلميش : الفدائي عمر عبد الجليل العبد قتل 3 مستوطنين وجرح رابعة
Ahmed Henni : “La monarchie saoudienne semble devoir pour garder ce système de monopolisation des affaires opérer une fuite en avant”

خاص ـ الحقول/ عند الساعة الحادية عشر والنصف ظهر يوم الثلاثاء الموافق 26 يونيو/حزيران 2018، أقدمت طائرات تحالف العدوان السعودي ـ الاميركي ـ الاماراتي على ارتكاب جريمة مروعة جدا باستهداف حافلة مدنية لنقل الركاب في الطريق العام الواصل بين مديرية زبيد ومديرية الجراحي في محافظة الحديدة، وكان على متنها قرابة الـ 22 مدنيا" بينهم نساء واطفال، اغلبهم نازحون من مدينة الحديدة بإتجاه مديرية الجراحي والبقية مسافرون.

وقد ادى هذا الاستهداف الى مقتل قرابة 9 مدنيين بينهم طفلان، ثلاثة منهم لم يتم التعرف عليهم الى الان بسبب تفحم جثثهم. كما جرح ١٢ اخرين بينهم ٤ اطفال وامرأة معظمهم اصابته خطيرة. واظهرت المشاهد التي التقطها مصورون في المنطقة، بقاء الجماجم فقط من بعض الشهداء حيث لم يبق منها شيئا، في افظع مشهد لجريمة حرب منذ بدء التحالف الذي تقوده السعودية وتشرف عليه الولايات المتحدة العدوان على اليمن.

وفيما يلي اسماء الضحايا:

أولا": الشهداء:

1 – علي وهبان حسن طاري 18 عاما؛

2 – مراد علي زيد طاري 18 عاما؛

3 – عامر علي محمد جلمود 45 عاما؛

4 – مهدي ناجي حبار؛

5 – شعيب منصور علي حليصي؛

6 – متين (سائق الحافلة)  25 عاما؛

7- ثلاثة جثث متفحمة؛

 

ثانيا": الجرحى:

1 – عبد النور حسين محمد مزجاجي37 عاما؛

2 – حسين عبدالنور حسين مزجاجي 6 اعوام؛

3 – سلسبيل عبدالنور حسين مزجاجي 4 اعوام؛

4 – محمد عبد النور حسين مزجاجي عامين؛

5 – عادل ابراهيم محمد مزجاجي 32 عاما؛

6 – عبدالله حسين محمد مزجاجي 18 عاما؛

7 – فيصل حسين محمد مزجاجي25 عاما؛

8 –  احمد محمد زيد طاري 38 عاما؛

9 – حسن سالم مرشي 35 عاما؛

10 – عبدالله وهبان طاري 40 عاما؛

11 – ضيف ابراهيم تاج 24 عاما؛

12 – بشرى إبراهيم احمد سار 27 عاما؛

 

مجرزة عمران

وكان طيران السعودي الأمريكي قد ارتكب فجر يوم الإثنين 25 يونيو/حزيران 2018م، مجزرة مروعة في محافظة ذمار بإستهدافه أحياء سكنية بعدد من الغارات أدت لإستشهاد وإصابة اكثر من 24 مواطن أغلبهم نساء وأطفال.

وأفاد مصدر محلي عن إستشهاد وإصابة 24 مواطن بينهم 8 من أسرة واحدة غالبيتهم أطفال ونساء جراء غارات لطيران العدوان السعودي الأمريكي على أحد الأحياء السكنية في مدينة عمران.

وأشار المصدر إلى نقل المصابين الى المستشفى بصعوبة إثر غارات العدوان على أحد الأحياء السكنية، مشيراً إلى البحث ما زال جارِ عن الضحايا جراء غارات العدوان على أحد الأحياء السكنية في المحافظة.

ولفت المصدر إلى تعرض الإدارة العامة للاتصالات ومبنى إدارة أمن المحافظة بالإضافة لأحياء سكنية لعدد من الغارات فجر اليوم، مخلفة مجزرة مروعة في صفوف المدنيين أغلبهم اطفال ونساء.

وكان قد استشهد مواطنان وأصيب آخر يوم الأحد 24 يونيو/ حزيران 2018م، إثر غارتين لطيران العدوان السعودي الأمريكي استهدفتا منزلهم بمديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة.

جرائم السعودية "قد ترقى إلى جرائم حرب" …

وفي "التقرير العالمي 2018" الذي نشرته منظمة مراقبة حقوق الإنسان عن الحرب العدوانية التي تشنها السعودية والولايات المتحدة ـ "إسرائيل"، والإمارات على اليمن، خلال عام 2017،  ذكّرت بأن "طيران التحالف بقيادة السعودية قصف 3 مبان سكنية في صنعاء يوم 25 أغسطس/آب 2017، فقتل 16 مدنيا على الأقل، بينهم 7 أطفال، وجرح 17 آخرين، بينهم 8 أطفال". وأضافت "بعد استنكار دولي، اعترف التحالف بشن الهجوم، لكن لم يقدم أي تفاصيل عن الدول الأعضاء الضالعة فيه".

ووثقت هذه المنظمة "85 غارة جوية شنها طيران تحالف" العدوان على شعب اليمن، و"أدت إلى مقتل قرابة 1000 مدني، وأصابت منازل وأسواق ومستشفيات ومدارس ومساجد". وقالت إنها "غارات غير شرعية. وقد ترقى بعض هذه الغارات إلى جرائم حرب". كما لفتت إلى أنه في مارس/آذار الماضي، هاجمت مروحية قاربا يُقل مهاجرين ولاجئين صوماليين قبالة سواحل اليمن، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.

ولفتت المنظمة إلى أن "السعودية تعهدت عام 2017، بتقليص الأضرار المدنية في هجمات التحالف" على اليمنيين. "لكن منذ ذلك الحین، وثقت 6 هجمات لقوات التحالف أسفرت عن مقتل 55 مدنیا، بینهم 33 طفلا. كما قتلت إحدى الهجمات 14 شخصا من نفس العائلة". وقد أعلن "مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان" في سبتمبر/أيلول الماضي أن الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف السعودي ما تزال "السبب الرئيس في سقوط ضحايا في صفوف المدنيين".

قصف المدنيين بالقنابل العنقودية

كما وثق تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان استخدام التحالف بقيادة السعودية 6 أنواع من الذخائر العنقودية المحظورة على نطاق واسع، بعضها يُنتج في الولايات المتحدة والبرازيل، في هجمات استهدفت مناطق مأهولة بالسكان، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.

وأوقفت الولايات المتحدة نقل القنابل العنقودية إلى السعودية عام 2016. وفي 19 ديسمبر/كانون الأول 2016، أعلن التحالف أنه سيتوقف عن استخدام قنابل عنقودية مصنوعة في المملكة المتحدة. وذلك بعد هجوم بالقنابل العنقودية قرب مدرستين محليتين شمال اليمن، أسفر عن مقتل مدنيين وإصابة 6 آخرين، بينهم طفل. كما وقع هجوم آخر في فبراير/شباط 2017 على مزرعة، أسفر عن إصابة طفلين. استخدم التحالف في كلا الهجومين ذخائر عنقودية برازيلية الصنع.

"الإرهاب ومكافحة الإرهاب"

وبعد وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة، ارتفع عدد الغارات الأمريكية بطائرات بدون طيار في اليمن بشكل ملحوظ. ووفقا لـ "مكتب الصحافة الاستقصائية"، نفذت الولايات المتحدة 37 هجمة بطائرات بدون طيار في اليمن عام 2016، العام الأخير من إدارة أوباما، ولكن حتى أكتوبر/تشرين الأول 2017، نفذت الولايات المتحدة 105 هجمات بطائرات بدون طيار. وتزعم الولايات المتحدة إن هذه الغارات استهدفت تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ولكن لم يتم التحقق من ذلك.

وشنت الولايات المتحدة هجومين أرضيين على الأقل في اليمن منذ يناير/كانون الثاني، أفادت تقارير أن ذلك كان بمشاركة الإمارات، قتل أحدهما ما لا يقل عن 14 مدنيا، بينهم 9 أطفال. وقد تكون الولايات المتحدة متواطئة في إساءة معاملة المحتجزين من قبل القوات الإماراتية. وفقا لوكالة "أسوشييتد برس"، أرسلت الولايات المتحدة محققين إلى اليمن وأرسلت واستلمت محاضر من تحقيقات الإمارات. لم تعلن الولايات المتحدة عن أي تحقيقات حول غاراتها في اليمن أو المشاركة في إساءة الإمارات أو اليمن للمعتقلين.

عرقلة ومنع وصول المساعدات الإنسانية

يعيش اليمن أكبر أزمة انسانية في العالم، حيث يوجد ما لا يقل عن 8 ملايين شخص على حافة المجاعة وحوالي مليون شخص يشتبه في إصابتهم بالكوليرا. ترتبط هذه الأزمة مباشرة بالعدوان السعودي.

ويضيف تقرير هذه المنظمة : "أدت القيود التي فرضتها قوات التحالف بقيادة السعودية على الواردات إلى تفاقم الحالة الإنسانية الصعبة. قام التحالف بتأخير وتحويل ناقلات الوقود وإغلاق الموانئ الهامة ومنع البضائع من الدخول إلى الموانئ البحرية التي يسيطر عليها الحوثيون. كما مُنع الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات، إضافة لمنع ضخ المياه إلى المساكن المدنية.

في نوفمبر/تشرين الثاني، أغلق التحالف مؤقتا جميع نقاط الدخول إلى اليمن ردا على هجوم صاروخي من قوات الحوثي-صالح على الرياض، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل خطير. ما تزال هناك قيود رئيسة. في أغسطس/آب 2016، علق التحالف جميع الرحلات التجارية إلى صنعاء، ما أدى إلى "انعكاسات خطيرة على المرضى المحتاجين لعلاج طبي عاجل في الخارج"، وفقا للأمم المتحدة. منذ مايو/أيار، منع التحالف المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، من السفر إلى مناطق اليمن الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

من يحاسب المعتدين

ورغم الوعود قال تقرير المنظمة، فإنه "لم يُجر فريق تقييم الحوادث المشترك المعين من قبل التحالف تحقيقات ذات مصداقية، ولم ينشر تقارير شاملة أو معلومات مفصلة عن منهجيته، بما في ذلك كيفية تحديد الضربات التي يتم التحقيق فيها، أو ما إذا كانت لديه القدرة على ضمان ملاحقة الأفراد المسؤولين قضائيا عن جرائم الحرب. لم يوضح الفريق أي قوات تابعة للدول شاركت في الهجمات التي قام بالتحقيق فيها. بينما أوصى الفريق بأن يدفع التحالف تعويضات عن بعض الضربات، لا يبدو أنه أحرز أي تقدم ملموس نحو إنشاء نظام للتعويضات. كما لا توجد معلومات عن إجراء الولايات المتحدة تحقيقات حول أي هجمة مزعومة غير قانونية شاركت فيها قواتها.

في سبتمبر/أيلول، أوصى المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان للمرة الثالثة بإنشاء آلية دولية مستقلة للتحقيق في الانتهاكات المزعومة من قبل جميع الأطراف في اليمن. في ذلك الشهر، اعتمد "مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة" بالإجماع قرارا بإنشاء "فريق خبراء بارزين" لإجراء تحقيق دولي في الانتهاكات والإساءات في اليمن.

وقال التقرير إن أعضاء التحالف العدواني على اليمن يسعون إلى تجنب المسؤولية القانونية الدولية برفضهم تقديم معلومات عن دورهم في الهجمات غير القانونية". وأشار إلى أن "التحالف الذي تقوده السعودية يتألف من السعودية، البحرين، الكويت، الإمارات، مصر، الأردن، المغرب والسودان. انسحبت قطر في يونيو/حزيران.

وأكد أن الولايات المتحدة طرف في النزاع وقد تكون متواطئة في هجمات التحالف غير القانونية التي تشارك فيها. كما تواصل الولايات المتحدة تزويد طائرات التحالف المغيرة على اليمن بالوقود جواً، وتقديم أشكال إضافية من الدعم، لكن الولايات المتحدة لم تقدم معلومات مفصلة عن مدى ونطاق مشاركتها في العدوان.

كما قدمت بريطانيا دعما دبلوماسيا وتدريبات وأسلحة إلى أعضاء التحالف المعتدين. وقد تسببت مبيعات الأسلحة البريطانية إلى السعودية بملاحقات قضائية مستمرة في لندن. كذلك، تابعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا تقديم الأسلحة إلى السعودية ودول التحالف الأخرى، رغم استخدام التحالف للأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا في هجمات غير قانونية. واعترض المشرّعون الأمريكيون والبريطانيون مرارا على استمرار هذه المبيعات.

في أبريل/نيسان، دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى إزالة جميع العقبات التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى اليمن. في سبتمبر/أيلول، جدد البرلمان الأوروبي دعوته للدول الأعضاء إلى تعليق مبيعات الأسلحة إلى السعودية بسبب سلوكها في اليمن. كما نجحت هولندا، التي انضمت إليها كندا وبلجيكا وإيرلندا ولوكسمبورغ، في قيادة جهود لدى مجلس حقوق الإنسان لإنشاء فريق تحقيق دولي بجرائم السعودية وحلفائها في الحرب على اليمن.
مركز الحقول للدراسات والنشر
إعداد "شبكة حماية ضحايا الحرب"

27 يونيو / حزيران، 2018