أميركا “تعسكر” أوروبا : أضخم شحنة أسلحة إلى “رامشتاين”، وروسيا ترد؟

إدارة ترامب : “الكلب المسعور” وزيراً للدفاع الأمريكي
صربيا توفد متطوعين للتدريب القتالي في منطقة زابوروجيه ودعم “الرفاق الروس”
القاهرة ومينسك تتفقان على إنتاج درونات عسكرية

سلمت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" شحنة قياسية من الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية إلى أكبر قواعدها العسكرية الجوية في الخارج "رامشتاين". ووصلت هذه الشحنة إلى قاعدة "رامشتاين" في ألمانيا، التي يستخدمها البنتاغون كمركز لتجمع قواته في أوروبا، وهي تتكون من نحو 100 حاوية، فيها مختلف أنواع الأسلحة والذخائر والمعدات، وفقا لبيان نشرته إدارة القاعدة في صفحتها الرسمية على الإنترنت.
لكن روسيا كشفت عن إرسال سرية "سمرقند" للتشويش الإلكتروني. وذكرت تقارير صحفية من موسكو، أن وزارة الدفاع الروسية نصبت أحدث معدات الحرب الإلكترونية المتمثلة في منظومات "سمرقند" للتشويش الإلكتروني في مقاطعة كالينينغراد على الحدود مع ألمانيا، وفي مقاطعات موسكو ومورمانسك وغيرهما من مناطق روسيا.

البنتاغون يسلم أضخم شحنة أسلحة إلى أهم قواعده العسكرية
وأكدت إدارة قاعدة "رامشتاين" أن عملية التسليم جرت على مدار شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وأن هذه الشحنة هي الأكبر من نوعها منذ العام 1999 (أي الحملة العسكرية الجوية لقوات حلف الناتو ضد جمهورية يوغوسلافيا خلال حرب كوسوفو). وقالت هذه الإدارة إن الأسلحة التي تلقتها ستستخدم في العمليات المستقبلية على ساحات القتال وتعزيز قوات القيادة الأوروبية الأمريكية ودعم "مبادرة الردع الأوروبية" للناتو، فضلا عن تعزيز قدرة القوات المسلحة الأمريكية على الرد السريع على "التهديدات الناجمة عن الجهات الفاعلة العدوانية"، دون توضيح هوية تلك الجهات.
وقال الخبير العسكري فلاديمير أورلوف، إن قاعدة "رامشتاين" كانت خلال "الحرب الباردة" قاعدة متقدمة للمواجهة مع الاتحاد السوفياتي. والآن كما هو معروف يزحف حلف شمال الأطلسي/ ناتو باتجاه الشرق حيث أصبح له موضع قدم في جمهوريات البلطيق وبولندا وحتى أوكرانيا، أي أن "رامشتاين" أصبحت قاعدة خلفية. وفي جميع خطط ناتو فإن روسيا هي العدو المفترض، لذلك نرى أن الخدمات اللوجستية تتضمن نقل المعدات والأسلحة من ألمانيا ووسط أوروبا وغربها إلى القواعد الأمامية في أوروبا الشرقية.
ويضيف هذا الخبير أن الأطلسي يحب تخويف سكان أوروبا، بقوله إن كالينينغراد هي شوكة في حلق أوروبا، ولذلك هي دائما تحت مراقبة خاصة من ناتو. ولكن روسيا ترد من جانبها بشكل مناسب على أي تهديد، بما في ذلك استخدام معدات الحرب الإلكترونية.
أما الخبير العسكري أليكسي ليونكوف، فيى إن كل ما يتعلق بوسائل الحرب الإلكترونية معتّم عليه تماما، ومع ذلك يمكنني القول إن "سمرقند" تشوش على المخابرات الأمريكية الجوية والفضائية. وأضاف، سوف يتم تغطية كامل الحدود الروسية تدريجيا بوسائل دفاع جوية فضائية ومعدات الحرب الإلكترونية، ستكون مرحلتها الأولى الحدود الغربية والجنوبية، والثانية الحدود الشمالية والشرقية. وهكذا، نحن نرد على خطط الأطلسي والولايات المتحدة من جانب، ومن جانب آخر، فإن إجراءاتنا هذه تندرج ضمن الخطة الوطنية لتطوير الجيش الروسي وتعزيز قدراته.

ومن المعلوم أن الرئيس "الديموقراطي" السابق باراك أوباما هو الذي أطلق استراتيجية "عسكرة أوروبا" في حزيران / يونيو 2014، بهدف تقوية موارد القواعد العسكرية الأمريكية في القارة الأوروبية. وبرر أوباما هذا التوجه بعودة شبه جزير القرم إلى روسيا، وباندلاع مواجهة مسلحة في جنوب شرق أوكرانيا. وتتخذ القيادة الأمريكية في أوروبا من قاعدة "رامشتاين" مقراً لها. وتخزن في هذه القاعدة أسلحة نووية، ويتمركز فيها أكثر من 30 ألف عسكري، وهي إحدى قاعدتين أمريكيين في ألمانيا.
وكالات، 27 تشرين الأول 2018
آخر تحديث 30 تشرين الأول، الساعة 21:48