فلسطين المحتلة : فعاليات إحياء “يوم الأرض” 2018

فلسطين المحتلة : فعاليات إحياء “يوم الأرض” 2018

إيران تفك الحصار النفطي الأميركي عن فنزويلا وتنعش النظام الدولي الإنتقالي
فلسطين المحتلة تشيع القائدين في “كتيبة جنين” السعدي والزبيدي اللذين استشهدا في قتال الجيش الصهيوني
دراما الاستعارات: مكيافللي في ” ابتسم أيها الجنرال”*:

أصيب عشرات المواطنين، صباح الجمعة، برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، على طول المناطق الشرقية لقطاع غزّة، أثناء مشاركتهم في مسيرة العودة الكبرى. فيما بلغ عدد الإصابات 38 إصابة في مناطق شرقي جباليا شمال قطاع غزّة، بينها إصابات بالرصاص الحي والاختناق بالغاز. أما في محافظات جنوب قطاع غزّة، فقد بلغ عدد الإصابات في رفح أكثر من 34 إصابة بينها بالرصاص والاختناق، وفي شرق خانيونس أكثر من 10 إصابات برصاص الاحتلال.
ووصلت عشرات الإصابات إلى مستشفى الشفاء غرب غزة، من المناطق الشرقية للمدينة، قرب موقع ملكة وقرب موقع ناحل عوز. وجاء ذلك توافد بعد عشرات الآلاف من المواطنين، منذ ساعات صباح الجمعة، على طول المناطق الشرقية لقطاع غزّة، للمشاركة في مسيرة العودة الكبرى. وكانت قوات الاحتلال قد أطلقت فجر اليوم، قذيفة مدفعية تجاه أراضٍ فلسطينية شرق خان يونس؛ أسفرت عن استشهاد مزارع وأصيب آخر بجراح.
وخصصت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة" ستة مخيمات قرب السياج الفاصل شرقي طاع غزة مع الأراضي المحتلة عام 1948. وتخشى سلطات الاحتلال الإسرائيلية من تفجر الأوضاع الميدانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة المقرّر لها أن تشهد اليوم فعاليات شعبية إحياء لذكرى "يوم الأرض"، من ضمنها "مسيرة العودة"؛ حيث قرّر جيش الاحتلال نشر قوات عسكرية إضافية ووحدات من القناصة على حدود القطاع لقمع المشاركين في المسيرة.
وشهدت المناطق الحدودية تعزيزات عسكرية كبيرة سواء آليات عسكرية أو مشاه وشرعت بعملية إطلاق نار متقطعة على المتجمهرين قرب السياج الفاصل، فيما شهدت تواجد للقناصة وتمركزها في مناطق مرتفعة وواضحة. وأقامت وزارة الصحة الفلسطينية غرفة عمليات للطوارئ قرب المسيرة، في حين نشر "الهلال الأحمر" العديد من النقاط الطبية في المنطقة، كما أعلنت وكالة الغوث عن فتح مراكزها الصحية لكافة المرضى والمصابين في حال الطوارئ.

عشرات الآلاف زحفوا إلى المسجد الأقصى
توافد عشرات آلاف المواطنين من مدنية القدس المحتلة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، إلى المسجد الأقصى، منذ ساعات الفجر الأولى، في حين يواصل الآلاف المسير نحو القدس لأداء صلاء الجمعة في الأقصى.
وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال دفع بتعزيزات إضافية من عناصر وحداته الخاصة ومن قوات ما تسمى "حرس الحدود"، إلى وسط مدينة القدس المحتلة، وتحديداً في الشوارع والأحياء المتاخمة لسور القدس التاريخي الممتدة من حي المصرارة وباب العامود مروراً بشارعي السلطان سليمان وصلاح الدين، وباب الساهرة، وصولاً إلى باب الأسباط، إضافة إلى فرض حزام أمني آخر وأوسع يشمل أحياء الشيخ جراح ووادي الجوز، والصوانة، وبلدتي الطور/جبل الزيتون، وسلوان، وحي راس العامود.
وأشارت إلى نشاط غير اعتيادي لدوريات الاحتلال الراجلة والمحمولة والخيالة في الشارع الرئيسي المحاذي لسور القدس، فضلاً عن نصْب متاريس حديدية على أبواب القدس القديمة والمسجد الاقصى، ونصْب حواجز عسكرية وشُرطية مشتركة في العديد من شوارع وطرقات وأحياء المدينة، في الوقت الذي نشر فيه الاحتلال دوريات عسكرية راجلة بشكل مكثف في شوارع وطرقات البلدة القديمة المُفضية إلى المسجد الأقصى.
وأخضعت قوات الاحتلال عشرات الشبان إلى التفتيش الجسدي والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية على أبواب القدس القديمة والمسجد الأقصى، واحتجزت بطاقات المئات على الأبواب خلال دخولهم للصلاة.
وأكدت المصادر على أن الاحتلال حوّل، بإجراءاته العسكرية والأمنية، مدينة القدس وبلدتها القديمة ومحيطها، إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، تحسباً لخروج مسيرات كبرى عقب صلاة الجمعة من قلب المسجد الأقصى، تخليداً لذكرى يوم الأرض وهبّة القدس، ونُصرة للمسجد الأقصى المُستهدف من سلطات الاحتلال وجماعاته المتطرفة على حدٍ سواء.
وانطلقت أمس الخميس، دعواتٌ للنفير العام تجاه المسجد الأقصى اليوم الجمعة، حيث من المقرّر أن يتم إغلاق كافة مساجد بلدات وقرى وضواحي القدس المحتلة، لتوجه المواطنين إلى الأقصى، في ظلّ الهجمة التي ينوي القيام بها المستوطنون اليهود.
ودعت جماعات الهيكل المزعوم اليهوديّة قبل أيام، إلى ذبح القرابين على بوابات المسجد الأقصى وفي ساحاته، وقد طالبت المسلمين والعرب بإخلاء الحرم، تزامنًا مع عيد الفصح اليهودي.
هذا وأعلنت القوى الوطنية والإٍسلامية وأئمة المساجد والجمعيات والمؤسسات في قرية العيسوية، عن إغلاق كافة المساجد في القرية يوم الجمعة، ودعوا لأداء صلاتي الفجر والجمعة في الأقصى، في ظل ما يتعرض له المسجد من مؤامرة.
وأكدوا أن الرباط والتواجد في الأقصى وطوال أيام عيد الفصح اليهودي، هو واجب ديني ووطني على جميع الفلسطينيين.
وعلّقت الجماعات اليهودية لافتاتٍ في المسجد الأقصى تطالب المسلمين والفلسطينيين بإخلاء ساحات المسجد يوم الجمعة، عشية عيد الفصح.
كما نظمت جماعات الهيكل قبل يومين "طقوس وتدريب ذبح قرابين الفصح اليهودي" عند السور الجنوبي للمسجد الأقصى =في خطوة استفزازية، وتقام هذه الطقوس على بعد عدة أمتار من المسجد الأقصى، بدعم وموافقة من شرطة الاحتلال.
وقضت يوم الأحد محكمة "الصلح" التابعة لسلطات الاحتلال في القدس المحتلة، بالسماح للمستوطنين اليهود الصلاة  وأداء القرابين على أبواب المسجد الأقصى، مدعية بأن "حقهم في ذلك لا يقل عن حق العرب".
وتنظم "جماعات الهيكل" منذ 15 عاماً، برعاية بلدية القدس الاحتلالية، تدريبًا على تقديم القرابين خلال عيد الفصح اليهودي، كانت تتم طقوسه بسريّة ووسط دوائر مغلقة، إلا أنها في الأعوام الأخيرة تحوّلت إلى فعالية عامة، تشارك فيها المئات.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يسمح لهذه الجماعات المتطرفة بتنظيم نشاط تهويدي كبير جدًا كهذا في منطقة وقف إسلامي ملاصقة للأقصى، بموافقة شرطة الاحتلال
وتهدف هذه المنظمات إلى الضغط على حكومتها للتعجيل ببدء التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، كخطوة أولى على طريق بناء "الهيكل" المزعوم.
وفي سياق "عيد الفصح"، أعلنت قوات الاحتلال، فرض "طوق عسكري شامل" في محيط الضفة الغربية وقطاع غزة، بدعوى تأمين الاحتفالات اليهودية، وذلك سيستمر مدة ثمانية أيام، اعتبارًا من منتصف ليلة الخميس 29 آذار/ مارس الجاري، حتى ليلة السابع من نيسان/ أبريل المقبل.

قطاع غزة يتحرك .. استشهاد عمر سمّور
بدأ آلاف المواطنين، من ساعات صباح الجمعة، يتوافدون على طول المناطق الشرقية لقطاع غزّة، للمشاركة في مسيرة العودة الكبرى، فيما استهدفت قوات الاحتلال بنيرانها عددًا من الشبان ونقلت عدة إصابات إثر ذلك.
وأفاد مراسل بوابة الهدف أنّ الآلاف توافدوا في المناطق الشرقية للقطاع، بينها رفح والبريج وحي الزيتون وجباليا، وقد تمركزوا في الخيام المنصوبة على طول الشريط الفاصل شرقي القطاع.
وأطلقت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" نيرانها تجاه الشبان، حيث أصيب سبعة مواطنين على الأقل بالرصاص شرق مخيم البريج، إحداها في القدم، وأصيب اثنين شرق جباليا بالقدم والبطن، وإصابة في رفح، إضافة لإصابتين شرق حي الزيتون.
وخصصت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة" ستة مخيمات قرب السياج الفاصل شرقي طاع غزة مع الأراضي المحتلة عام 1948.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية ولافتات تؤكد على حق اللاجئين في عودتهم لأراضيهم، حيث رفع المئات من المواطنين لافتاتٍ باسم بلداتهم الأصلية التي هجّروا منها عام 48.
وشهدت المناطق الحدودية تعزيزات عسكرية كبيرة سواء آليات عسكرية أو مشاه وشرعت بعملية إطلاق نار متقطعة على المتجمهرين قرب السياج الفاصل، فيما شهدت تواجد للقناصة وتمركزها في مناطق مرتفعة وواضحة.
وأقامت وزارة الصحة الفلسطينية غرفة عمليات للطوارئ قرب المسيرة، في حين نشر "الهلال الأحمر" العديد من النقاط الطبية في المنطقة، كما أعلنت وكالة الغوث عن فتح مراكزها الصحية لكافة المرضى والمصابين في حال الطوارئ.
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة عن استشهاد المزارع عمر سمور (31عامًا) وإصابة اخر نتيجة قصف مدفعي استهدف منطقة البركة شمال شرق خانيونس، فجر اليوم.
وقالت مصادرٌ محلية، أنّ المزارعيْن كانا يعملان في الأراضي الزراعية في منطقة عبسان الجديدة شرقي خانيونس، إلّا أنّ مدفعية الاحتلال استهدفتهم.
ومسيرة العودة الكبرى، تأتي تزامنًا مع ذكرى يوم الأرض، 31 آذار/مارس، في خطوةٍ سلميّة وشعبية واسعة تهدف لعودة اللاجئين لأراضيهم، وتأكيد حقهم في العودة أمام العالم.

"يوم الأرض" .. الذكرى الخالدة 
يُحيي الفلسطينيّون في كافّة أماكن تواجدهم "يوم الأرض الفلسطيني" الذي يصادف آذار/مارس من كل عام، والذي تعود أحداثه إلى 42 عاماً مضت، حين انتفضت جماهير الداخل الفلسطيني المحتلّ إثر مصادرة سلطات الاحتلال، برئاسة إسحاق رابين، 21 ألف دونم من أراضي القرى العربية في الجليل، ومنها عرابة و سخنين و دير حنا وعرب السواعد وغيرها ، عام 1976، لخدمة المشاريع الاستيطانية ضمن خطة تهويد الجليل و اقتلاع السكان العرب منه.
ليُعلن فلسطينيّو هذه القرى وقرى الجليل والمثلث، الإضراب العام يوم 30 مارس، حيث خرجت المسيرات والفعاليات المنددة بالسياسة الإسرائيليّة في اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم،  فيما حاولت قوات الاحتلال كسر الإضراب بالقوة ، حيث دخلت قوات معززة من الجيش  والآليّات العسكرية إلى القرى الفلسطينية وأعادت احتلالها، و شبّت مواجهات مع جنود الاحتلال، كانت أشدّها في قرى سخنين وعرابة ودير حنّا، و تسببت المواجهات باستشهاد 6 فلسطينيّين، وهم: خير ياسين من عرابة، ومحسن طه من كفر كنا، وخديجة شواهنة من سخنين، ورجا أبو ريا وخضر خلايلة من سخنين، ورأفت زهيري من مخيم نور شمس قرب طولكرم، واستشهد في الطيبة، وأصيب خلال المواجهات عشرات الفلسطينين، كما اعتقل الاحتلال المئات منهم.
وحسب الهيئة القيادية العليا لفلسطينيي 48، فإنّ الاحتلال صادر من أراضي 48 نحو 1.5 مليون دونم منذ احتلال فلسطين حتى عام 1976.
كما أصدرت سلطات الاحتلال في لواء الشمال، ما يعرف بوثيقة (كيننغ) في الأول من مارس من عام 76، وهي وثيقة سرية، تستهدف تهويد مناطق الجليل وإفراغه من الفلسطينيين .
الهبّة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية في 30 مارس 1976، كانت الأولى من نوعها، حيث كانت المرة الأولى التي ينظم فيها الفلسطينيون احتجاجات جماعية وطنية، لذا أصبح هذا اليوم ذكرى تاريخية تُوثّق حق الفلسطينيين في أرضهم.
وبعد قرار الاحتلال بمصادرة الأراضي، دعا القادة العرب ورؤساء بلديّات قرى الداخل الذين شكّلوا 'لجنة الدفاع عن الأراضي العربية'، ليوم الإضراب العام والاحتجاج ضد مصادرة الأراضي ، وكان هذا اليوم هو 30 مارس.
ولم تقتصر المسيرات والاحتجاجات على الداخل الفلسطيني ، بل عمّت المظاهرات كافة المدن الفلسطينية في الضفة المحتلة وقطاع غزة وتعدّت حدود الوطن، لتصل مخيمات اللجوء في البلدان العربية المجاورة.
ويُعدّ 30 مارس يوم النضال الأبرز بالنسبة لفلسطينيّي الداخل بشكل خاص – نحو 1.3 مليون نسمة حاليّاً -، حيث شكّل هذا اليوم تحوّل كبير في مسيرة كفاحهم من أجل البقاء والحفاظ على الهوية والتاريخ والأرض، في معركة متواصلة لاستعادة الحقوق الفلسطينية المسلوبة.

مقالات عربية وفلسطينية في "يوم الأرض" 
كتب وليد شرارة :
صفحة جديدة من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني ستكتب غداً عند حدود غزة مع باقي أرض فلسطين المحتلة. لقد أظهر الإجماع الشعبي والسياسي على قرار تنظيم مسيرات العودة أن الوحدة الوطنية الحقيقية يتم بناؤها على قاعدة المواجهة مع الاحتلال وحول الهدف الأول والأساس للحركة الوطنية الفلسطينية عند انطلاقها وهو العودة الى الأرض السليبة. فقضية فلسطين، قبل أن تكون قضية حق في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة، هي قضية صراع على الأرض بين شعب فلسطين والاستعمار الاستيطاني الصهيوني. مسيرات العودة على المستوى السياسي والرمزي تعيد القضية إلى مربعها الأول، أي حق الشعب الفلسطيني بالعودة الى أرضه، ضاربة عرض الحائط بعملية السلام المزعومة وبجميع المشاريع والمقترحات لتسوية هذه القضية، القائمة على إنكار هذا الحق على غالبية من هجر من مدنه وقراه عام 1948. قلق القيادات الصهيونية العسكرية والسياسية الكبير من هذه المسيرات له ما يبرره. هي إثبات حي على فشل منظومة السيطرة والتحكم الصهيونية التي اعتبرت نموذجاً يحتذى من قبل عدد من القوى الدولية لكيفية التعامل مع كتل اجتماعية معادية أو متمردة، في تحقيق غاياتها، وفي مقدمتها كسر إرادة المقاومة لدى جماهير الشعب. وتأتي المسيرات أيضاً في سياق خطر بالنسبة إلى الاحتلال، من أبرز سماته تصاعد المقاومة بأشكالها المختلفة في القدس والضفة الغربية ضد جنوده ومستوطنيه.
الحصار الإجرامي، الإسرائيلي ـــ العربي ـــ الدولي، الذي يتعرض له قطاع غزة منذ اثني عشر عاماً، بسبب تصويت غالبية فلسطينية لمصلحة حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، كان جزءاً من استراتيجية أشمل تتضمن ترسانة واسعة من السياسات والأدوات ترمي إلى معاقبة السكان والتنكيل بهم لكسر إرادتهم وإخضاعهم مجدداً لسلطة الاحتلال من دون أن ينتشر جنوده بين السكان بالضرورة. إسرائيل أرادت أن يتحول قطاع غزة إلى سجن بالهواء الطلق، تتحكم بمداخله ومخارجه وبحياة سكانه كما يتحكم السجانون بالسجناء عبر أنظمة المراقبة والتنصت وعبر استخدام العنف بدرجات متفاوتة، رداً على أي فعل مقاوم، من الاغتيال الفردي الى المجازر الواسعة النطاق، وتدمير المناطق السكنية والبنى التحتية واستخدام أحدث الأسلحة الفتاكة لـ«كيّ الوعي» وحمل الشعب على الاستسلام. حرب إسرائيل، كما في جميع مواجهاتها مع حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، تستهدف السكان باعتبارهم الحاضنة الاجتماعية التي تؤمن لهذه الحركات جميع أسباب الاستمرار والصمود والانتصار. لكن استراتيجية إسرائيل وترسانة أدواتها عجزت عن منع غزة من أن تتحول إلى قلعة للمقاومة، رغم الصعوبة الاستثنائية لظروفها، وأولها المشاركة المصرية والسعودية ـــ الإماراتية في محاصرتها. وقد كشفت الحروب الثلاث التي شنّت على القطاع طاقة أسطورية على المقاومة لدى شعب غزة المحاصر ومقاتليه، بل وقدرة على الانتقال الى تكتيكات هجومية أذهلت قادة الاحتلال وجنوده خلال حرب عام 2014 وتطور في الإمكانات العسكرية والصاروخية لديهم. لم يتجرأ الجيش الإسرائيلي على اجتياح القطاع خلال حروبه الثلاث، كما فعل عام 2002 مثلاً لمعرفته أن خسائره ستكون باهظة، وأي تقويم نزيه لحرب 2014 سيفضي حتماً إلى أن نتائجها السياسية كانت ستكون لمصلحة حركات المقاومة لولا الموقف المصري ـــ السعودي ـــ الإماراتي.
ظروف القطاع الشديدة الصعوبة نتيجة الحصار المستمر، والتي تصفها حتى تقاريرالأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالكارثية، لم تدفع حركات المقاومة الى تقديم أي من التنازلات المبدئية المطلوبة من قبل أعداء الشعب الفلسطيني الصهاينة والإقليميين والدوليين للتخفيف منه. لكن نافذة فرص لكسر الحصار تفتح الآن مع السياقات السياسية والميدانية المستجدة. فالضفة الغربية والقدس تشهدان منذ أكثر من عامين تصاعداً في النضال ضد الاحتلال مرشحاً للتعاظم في الأشهر القادمة، وخاصة في الفترة التي سيتم فيها نقل السفارة الأميركية الى القدس ليتحول الى انتفاضة شعبية واسعة. وقطاع غزة، الذي أدى دوراً طليعياً خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، إذا بادر الى المواجهة الشعبية المباشرة مع قوات الاحتلال عبر مسيرات العودة التي ستضم حسب المنظمين عشرات الآلاف من أبناء الشعب وعائلاته، سيساهم بشكل حاسم في توسع هذه الانتفاضة.
ولا شك في أن المواجهة إن اندلعت على حدود القطاع سيكون لها تداعيات كبرى على أطراف «صفقة القرن» وستكون عاملاً إضافياً، بين عوامل أخرى كثيرة، لتهديد استقرار أنظمتهم المعدومة الشرعية والفاشلة على جميع الصعد. غزة التي حاول البعض وضعها بين المطرقة والسندان ستحطمهما معاً.

كتب حاتم اسطنبولي
عندما انطلقت جماهير شعبنا الفلسطيني للتصدي لسياسات مصادرة الاراضي في قرى الجليل عرابة وسخنين وكفرقاسم وكفركنا لتتجاوب معهم كل جماهير شعبنا في فلسطين من الناقورة للنقب , وتفاعلت معها جماهير شعبنا في الضفة وغزة والشتات لتؤكد وقوفها مع انتفاضة ال48 وتفرض واقعا جديدا عنوانه وحدة الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده . يوم الارض كان يوم الوحدة الشعبية الفلسطينية وحدة حقوقه التاريخية وحدة اداته النضالية السياسية . يوم الارض كان عنوانا لرفض مصادرة الاراضي ورفض لسياسات الأستيطان يوم اعاد الاعتبار للمعنى الحقوقي بمضمون تاريخي واعطي الشعب الفلسطيني واداته النضالية زخما شعبيا جديدا كان دائما يراد تغييبه والتعاطي معه على اساس انه تجمع سكاني منقوص الحقوق داخل دولة المحتل المستعمر الاستيطاني هذه هي دروس يوم الأرض 30 اذار 1976.
اما يوم الارض 2018 جاء والأرض اصبحت مستباحة وسرقة الأراضي واستباحتها اصبحت سياسة يومية للأحتلال المستعمر .
تمر الذكرى ليوم الأرض وحالة التشرذم والأنقسام الذي انتجته اتفاقات اسلو ووادي عربة قائمة الغت الهوية التاريخية وتحاول الغاء الذاكرة الشعبية عبر سياسات تعليمية وثقافية تشرع الأحتلال الاستعماري لفلسطين وتشرع تماديه على الأرض العربية في محيط فلسطين التاريخية واعطائه مشروعية قانونية للتلاعب بالمكونات الداخلية للموكونات الأجتماعية في محاولة لتفكيكه واعادة بناء الوعي الجمعي على اساس مشروعية وجودها وحقها في تحديد مستقبل شعوب المنطقة .
30 أذار 2018 يجب ان يتحول للدفاع ليس فقط عن الارض الفلسطينية وانما لمحاولات مصادرة الأرض العربية .
30 آذار 2018 يجب ان يتحول ليوم لمجابهة محاولات اسقاط مفهوم الدولة الوطنية وتحويلها لدولة كمبرادورية تابعة .
30 أذار2018 يجب ان يتحول ليوم لمجابهة محاولات كي وتغيير الوعي الجمعي للشعوب العربية الذي يهدف لتغيير بوصلته وتفتيت قواه .
ان تكون مع الأرض الفلسطينية يعني ان تجابه تمدد المحتل على الجبهات الثقافية والمعرفية والقانونية والسياسية .
يوم الأرض يجب ان يتحول ليوم تعاد فيه الفكرة لأصلها فكرة العودة لها بالمعنى الشخصي والجمعي فكرة يوم الأرض تعني فكرة سيادة عدالة الحق التاريخي . يوم الأرض يوم وحدة الشعب في كافة اماكن تواجده وحدة اداته النضالية وحدة رفض المستعمر الأستيطاني فكرة توحيد الجهود السياسية والنضالية . وحدة الدفاع عن الأسرى والمعتقلين وحدة الدفاع عن القدس لدلالتها ومكانتها لدى شعوب الأرض .
يوم الارض الفلسطينية يجب ان يتحول ليوم الأرض العربية التي تستنزف امكانياتها البشرية والمادية .

كتب علي حيدر :
للوهلة الأولى، توحي المواقف والاستعدادات الإسرائيلية مع قطاع غزة، كأنها تتهيأ لمواجهة حشد عسكري سيجتاح المستوطنات المحيطة بالقطاع، وللتصدي لعملية التحرير التي على وشك أن تبدأ من جبهتها الجنوبية. وأكثر ما برز القلق الإسرائيلي في رسائل التهديد التي وجهها القادة الإسرائيليون إلى قادة المقاومة والجمهور الفلسطيني بهدف ثنيهم عن هذه الخطوة، وأيضاً في حجم الاستعدادات التي تظهرها كأنها تستعد لأسوأ السيناريوات، وهو إجراء مفهوم ويتناسب مع طبيعة مهمة وتفكير المؤسستين العسكرية والاستخبارية، لكن المواقف التي واكبتها تكشف عن أنها تتعامل مع مسألة ترى فيها تل أبيب تحدياً جدياً. فهل تبالغ القيادة الإسرائيلية أم أنها تنظر بخطورة فعلية إلى الحراك الذي يشهده القطاع، ولماذا؟
على المستوى التكتيكي، تشكّل مسيرة العودة تحدياً للمؤسسة الأمنية، لجهة أن المطلوب منها مواجهة مسيرات شعبية كبيرة سلمية تطالب بحقها في العودة إلى وطنها، ولذلك يتخوفون في تل أبيب من تجاوز الحواجز التي تفصلهم عن بقية وطنهم. وترى المؤسسة العسكرية قبالة تصميم وحماسة المشاركين أنها قد تواجه حالات تجاوز لهذه الحواجز، وهو ما سيشكل قدراً من الإحراج (مع التسامح في التعبير)، في حالتي استخدام النيران القاتلة أو الامتناع عن ذلك.
ففي الحالة الاولى، سيشكل الاحتكاك بين قوات الاحتلال والجماهير الفلسطينية المحتشدة إعادة تصويب لوجهة الصراع، في الوقت الذي تتركز فيه المساعي لتأجيج الخلاف الفلسطيني ــ الفلسطيني، وحرف وجهة الصراع نحو عناوين بعيدة عن مواجهة الهجمة الأميركية على الشعب الفلسطيني ومقاومته السلمية والمسلحة.
وفي حال امتناع إسرائيل عن القمع، سيشكل ذلك مؤشر ضعف تتخوف جراءه المؤسسة الإسرائيلية من أن يبدو أن هناك قيوداً على قراراتها وخياراتها القمعية، وهو ما قد ينطوي وفق حسابات محدَّدة تحضر عادة لدى المؤسسة الأمنية على تشجيع الشعب الفلسطيني لتكرار مثل هذه الخيارات لاحقاً، هذا مع الإشارة إلى أن الطابع السلمي للمسيرة سينزع من إسرائيل مبرر استخدام القوة المفرطة، التي تحاول تجنبها عبر إطلاق التهديدات الرادعة.
وتشكل مسيرة العودة محطة إضافية في سياق حركة الصراع، وتزخيم حركة الانتفاضة الشعبية ضد الاحتلال، وهو مسار بدأ يأخذ أساليب تصاعدية منذ إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وتأتي كخيار مواكب لعمل المقاومة المسلحة التي تستهدف جنود الاحتلال والمستوطنين، وذلك في مسار تكاملي على قاعدة توظيف الإمكانات كافة لمواجهة تحديات المرحلة التي تمرّ بها القضية الفلسطينية.
مع ذلك، تبقى لمسيرة العودة خصوصية محدَّدة، لكونها تأتي في مواجهة مخطط تصفية القضية الفلسطينية على مستوى الوعي العربي والعالمي، كجزء من «صفقة القرن». من هنا، إن بعض ما يفسر التوتر الاسرائيلي وكل من له مصلحة بتمرير هذه الصفقة أن هذه المسيرة الشعبية تشكل انتصاراً على مستوى الوعي؛ بمعنى أن مجرد نجاح فصائل المقاومة الفلسطينية في تحويل المسيرة إلى تظاهرة جماهيرية واسعة تعبر عن توجهات وآمال الشعب الفسطيني يشكل انتصاراً حقيقياً لا تستطيع مقابله إسرائيل ومن يؤازرها الحؤول دونه. وأهمية هذا النوع من الحراك الشعبي أنه يندرج ضمن سياسة الرد الفلسطيني الذي يهدف إلى تكريس حق العودة في الوعي العام، ويعزز حضوره على المستويين العربي والعالمي. وتتزايد ضرورة هذا الإنجاز لكونه يحاكي طبيعة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
أما عن موقع هذه المسيرة ودورها في الانتفاضة الشعبية، فإن تقييمها يأتي كجزء من مسار، وليس على نحو استقلالي. وتجسد المسيرة في التوقيت والعنوان والأسلوب تجسيداً للإبداع الفلسطيني على المستويين الشعبي والفصائلي في إدارة حركة المقاومة ضد الاحتلال. مع ذلك، هذا الإنجاز مشروط باستمرار الحراك الشعبي والمقاوم على نفس المسار بغض النظر عن التكتيكات والأساليب، وهو ما يتوقع أن يتواصل، بل هو ما أثبته الشعب الفلسطيني مراراً في مواجهة الهجمة المتعددة الجبهات العربية والإسرائيلية والغربية التي تستهدف النيل منه استكمالاً لمخطط الاستيطان والاحتلال.
تبقى الحقيقة أكثر حضوراً في حسابات القيادة الإسرائيلية أن مسيرة العودة تكشف عن تصميم فصائل المقاومة وقياداتها على مواجهة التحديات التي تمر بها القضية، وتعكس إصرارها على التصدي ومقاومة أي محاولات تصفية القضية الفلسطينية. على هذه الخلفية، إن إسرائيل التي تواجه الإنسان الفلسطيني المحتشد على حدود القطاع، يحضر في وعي صناع قرارها السياسي والأمني الخطوات التصاعدية التي سيلجأ إليها في اليوم التالي والشهر المقبل، والسنوات اللاحقة.

كتب غازي الصوراني :
الثلاثون من آذار، ذكرى لها دلالتها في تاريخ الحركة الوطنية للشعب الفلسطيني، في ذلك اليوم من عام 1976، هبت الجماهير الفلسطينية في الجليل والنقب ومناطق الاحتلال1948 وشاركتها الجماهير الفلسطينية في باقي الأراضي المحتلة عام 1967 والشتات ضد عملية وسياسة المصادرة للأراضي التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية , ووقف الشعب الفلسطيني يدافع عن الأرض التي أنجبته واحتضنته عبر آلاف السنين , أعطاها دمه وعرقه وعقله وأودعها أحلامه, وأعطته مأواه وخبزه ووطنه وهويته الإنسانية.فإذا كان صراعنا نحن الفلسطينيون ضد الدولة الصهيونية هو صراع وجودي، فهو أيضاً من أجل فتح أفق الثورة الوطنية الديمقراطية في كل قطر عربي على طريق التوحيد القومي و التطوّر و الحداثة و الدمقرطة والعدالة الاجتماعية بآفاقها الاشتراكية، الأمر الذي يجعل معالجة المسألة الفلسطينية متضمّنة في المشروع القومي الديمقراطي العربي، و يؤسس في سياق النهوض الشعبي العربي إلى تغيير موازين القوى لحساب مصالح ومستقبل الجماهير الشعبية العربية.
وضمن ذلك ليس من الممكن التفكير بفلسطين ككيان قطري، و هذا يعني تأكيد الطابع العربي لفلسطين مقابل " تهويدها" ما يؤكد على أن النضال الفلسطيني لا يمكن أن ينعزل عن عمقه العربي وأن لا آفاق له سوى أن يكون رأس حربة النضال التحرري والديمقراطي العربي كله. 
انطلاقاً من ذلك يمكن أن يصاغ الحل، على أساس أن فلسطين جزءاً من دولة عربية ديمقراطية موحدة وأن تتحقق عودة اللاجئين الذين شُرِّدوا منها بالرغم من كل الصعاب أو "المستحيلات" التي يزعمها البعض أن شعبنا الذي رسم بالدم – آلاف المرات – خارطة الوطن عبر نضاله وتضحياته من أجل حق العودة هو شعب قادر -مهما طال الزمن- على تحقيق حلم الانتصار.
يمثل يوم الأرض بالنسبة لنا.. يوم لإعادة الاعتبار لأولوية النضال ضد المشروع الصهيوني، الهادف إلى إلغاء الوجود الفلسطيني بعد أن ضرب قادته المادية فوق أرض وطنه عام 1948، في أكبر عملية تطهير عرقي جرت في القرن العشرين، وأولوية إعادة الاعتبار تلك مدخلها الإنسان الفلسطيني كجوهر لاستمرار الوجود وتأكيد الهوية العربية الفلسطينية، وكقيمة لا يمكن أن يستقيم الوضع الفلسطيني دون أن يكون هو محور الأداء الفلسطيني، وتعزيز صموده فوق أرض وطنه، وحمايته وصيانة كرامته وحفظ حقوقه الإنسانية، التي بدونها يصعب الحفاظ على حقوقه وطموحاته وآماله الوطنية.
لقد استطاع المشروع الصهيوني الاستيطاني – الاجلائي –الاحلالي، أن يواجهنا بكامل طاقته وقدراته وإمكاناته من خلال المستوطنين الذين جلبهم من مختلف أصقاع الأرض دون أية روابط قومية تجمع بينهم، سوى الرواية الدينيةالتوارتية المختلقة والمزيفة، ليشكلوا قاعدة متقدمة للمشروع الإمبريالي الصهيوني، الذي يهدف إلى السيطرة والهيمنة على كل الوطن العربي، ونهب خيراته وثرواته واحتجاز تطور شعوبه، وضرب مرتكزات وحدتها القومية، وصولاً إلى إخضاع كامل تساهم فيه أنظمة الرجعية العربية.
إن النضال ضد المشروع الإمبريالي الصهيوني، لا يمكن فصله عن نضال الشعوب العربية من أجل استرداد كرامتها وحقوقها الوطنية والاقتصادية والاجتماعية، في الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية بآفاقها الاشتراكية، عن النضال ضدأنظمتها الرجعية الخاضعة والتابعة للهيمنة الإمبريالية ممثلة بالولايات المتحدة، التي لا تتعامل معهم سوى من بوابة بئر النفط، واستمرار نهب أموال الشعوب العربية، وليس أدل على ذلك مما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "السعودية ثرية جدًا وستعطينا جزءاً من هذه الثروة".. أي امتهان ذلك، وأية أنظمة تلك التي لا يحركها أي واعز وطني أو قومي..!!.
هنا لا يمكن اختصار يوم الأرض وما يمثل ويجسد، بما جرى في الثلاثين من آذار عام 1976، في الجليل والمثلث والنقب، ببعده الفلسطيني فقط، بل باعتباره يوماً للنضال الوطني والقومي، الذي وصل مداه إلى كل العواصم العربية، التي ستجدد ثوراتها الحقيقية، التي سيكون جوهرها تحقيق حريتها وحرية فلسطين أرضاً وشعباً.
مركز الحقول للدراسات والنشر
الجمعة 30 آذار/مارس، 2018