هل يتحول خط الترانزيت الإقليمي عن لبنان ومصر نحو القطب الشمالي

“حديقة التضامن” مع قضية فلسطين
في الطريق الى بيت إملي*
مقرب من الرئاسة التركية متورط بتهريب كوكايين من البرازيل إلى أوروبا

 كشفت مجلة Magazine اللبنانية تقريراً خطيراً يحذر من تهميش دور مرفأ بيروت، وقناة السويس في تجارة الترانزيت الإقليمية، بعد أيام على موافقة مصر على “سعودة” جزيرتي تيران وصنافر. وربط محللون هذا التقرير “الخطير”، بقرار الصين استخدام الممرات الملاحية بالقطب الشمالي، بدلاً من قناة السويس، لتقصير مدة الرحلات التجارية البحرية بين شرق آسيا وغرب أوروبا والولايات المتحدة.

 

وذكرت الأسبوعية اللبنانية الصادرة اليوم (22، نيسان/ أبريل 016)، أن خبيراً متخصصاً قد أبدى حذراً كبيراً في تقييم دور الإقتصاد اللبناني بعد “سعودة” مضيق تيران على مدخل خليج العقبة شمال البحر الأحمر. وقال هذا الخبير إن نقل جزيرتي تيران وصنافر من سيادة مصر إلى سيادة السعودية يغير خارطة طرق التجارة الإقليمية ما بين الخليج العربي وأوروبا.

وأوضح أن لبنان كان يمثل ممراً بحرياً ـ برياً رئيسياً في شبكة خطوط الشحن وعمليات استيراد السلع الأوروبية نحو اسواق دول “التعاون الخليجي” حتى عام 2011. وأضاف إن هذه الشبكة التي كانت تمتد عبر سوريا والأردن وكذلك من العراق وتركيا، متجنبة تماماً أي عبور تجاري / ترانزيت عبر كيان الإحتلال “الإسرائيلي” في فلسطين، قد انهارت الآن.

ووصف حصول الرياض على منفذ بحري نحو خليج العقبة، بأنه ينطوي على أهداف استراتيجية واضحة، بذريعة مواجهة الخطر الإيراني. وهذه الأهداف تتمثل بتحويل جزئي لخطوط شحن النفط والسلع من خليج هرمز وباب المندب، في شرق وجنوب شبه الجزيرة العربية، نحو ممر بري ـ بحري جديد يبدأ من شمال شبه الجزيرة عند خليج العقبة وينتهي على البحر المتوسط في فلسطين المحتلة.
Akaba golfe

ويلاحظ هذا الخبير أن طبيعة البنى التحتية المنشأة في كلا الجزيرتين “المسعودتين” توَّاً، مثل الجسور وخطوط الغاز والنفط وسكك الحديد وشبكة الإتصالات والطاقة وموقعها عند مرفأ إيلات، تفتح خط تجارة ترانزيت بين دول الخليج العربي والأسواق الغربية، عبر مرفأ حيفا المحتلة.

وحذر من أن هذا الممر الجديد الذي يمتد من شمال السعودية إلى جنوب فلسطين المحتلة، وتحديداً إلى مدينة إيلات أو مدينة أم الرشراش كما يسميها المصريون، سوف يضعف حركة عبور السفن التحارية عبر قناة السويس أيضاً. وقال إنه يجعل “إسرائيل” شريان التجارة الإقليمية الآمن، وهو يهدد دور مصر التجاري، كما يهدد دور لبنان التقليدي في تجارة الترانزيت، ويضعف آماله بإعادة تأمين وفتح مسارات التجارة البرية لديه عبر سوريا.

وكانت صحيفة الصين الرسمية قد ذكرت يوم الاربعاء الماضي (20 نيسان/ أبريل 016) إن الحكومة الصينية ستحض شركات الملاحة على استخدام “الممر الشمالي الغربي” المار عبر القطب الشمالي، لتقليل الزمن الذي تستغرقه الرحلات البحرية بين المحيطين الاطلسي والهادئ. ومن شأن استخدام الممر القطبي، الذي فتح بفعل التغير المناخي، توفير الوقت والمال لشركات النقل البحري الصينية. وعلى سبيل المثال أصبحت مسافة الرحلة البحرية عبر الممر المذكور، ما بين مدينة شنغهاي غرب الصين الى ميناء هامبورغ في ألمانيا على بحر البلطيق، أقصر بـ 2800 ميلاً بحرياً عن طول الطريق التجاري عبر قناة السويس.

وكانت ادارة سلامة الملاحة الصينية اصدرت في وقت سابق من الشهر الحالي دليلا يقع في 356 صفحة باللغة الصينية يحتوي على تعليمات مفصلة للابحار من الساحل الشمالي لامريكا الشمالية الى المحيط الهادئ الشمالي، حسبما قالت الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن ليو بينغ في، الناطق باسم وزارة الملاحة البحرية الصينية قوله “عندما تعتاد السفن على استخدام هذا الطريق، سيغير ذلك وجه الملاحة التجارية العالمية مما سيكون له اثر كبير على التجارة العالمية والاقتصاد العالمي وتدفق رؤوس الاموال واستغلال الموارد الطبيعية”.

واضاف الناطق ان السفن التجارية الصينية ستستخدم الممر الشمالي الغربي في المستقبل دون ان يتطرق الى جدول زمني محدد. ونقلت الصحيفة عن مسؤول آخر قوله إن الممر ستكون له منافع استراتيجية للصين، واضاف “لقد استوعبت العديد من الدول القيمة المالية والاستراتيجية للممر القطبي، كما فعلت الصين”.

واشار ليو بينغ في الى المخاطر المحيطة باستخدام هذا الطريق، مثل غياب البنى التحتية والاضرار التي قد يحدثها الجليد للسفن والطقس المتقلب. وقال “بما ان الجليد الذي كان يغطي القطب الشمالي بدأ بالانحسار بفعل التغير المناخي، فقد زادت المنافع المحتملة لهذا الممر، ولذا نحن بحاجة الى دليل بحري للسفن التي تحمل العلم الصيني”.

يذكر ان للصين وجود متزايد في المنطقة القطبية الشمالية، إذ تعتبر من اكبر المستثمرين في قطاع التعدين في غرينلاند. كما أنها ابرمت اتفاقا للتجارة الحرة مع آيسلندا. وفي عام 2013، وافق “المجلس القطبي” على منح الصين والهند صفة عضوين مراقبين.

وتبين هذه المعلومات أن آفاق الأمن التجاري العربي ما زالت تتعرض لتهديد خطير.

موقع الحقول للدراسات والنشر

‏الجمعة‏، 22‏ نيسان‏، 2016

المصادر :

ـ موقع Magazine :

http://magazine.com.lb/index.php/fr/confidences/confidences-liban-?issue_id=231

ـ موقع الراديو البريطاني :

http://www.bbc.com/arabic/business/2016/04/160419_china_northwest_passage

ـ وكالات أجنبية.

COMMENTS