إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 11 كانون الأول، 2017

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 4 كانون الثاني، 2021
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 19 كانون الأول، 2019
“ندوة العمل الوطني” رحبت بعودة سوريا الى جامعة الدول العربية

وضعت "الأخبار" و"الديار" و"المستقبل" و"البناء" التظاهرة الشعبية أمام السفارة الأميركية في بيروت/عوكر يوم أمس، من أجل حرية وعروبة القدس عاصمة فلسطين، ضمن سياق مئات الإحتجاجات الشعبية التي نظمت في فلسطين والدول العربية والأجنبية، ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل". بينما اختارت "النهار" و"الجمهورية" واللواء" موقف الإعتراض وتوجيه الإتهام ضد أهداف هذه التظاهرة والمشاركين فيها. وهذا الموقف يكمل التحريض السياسي الذي بدر من السفارة المذكورة ومن القوى السياسية التابعة لها، لا سيما "حزب القوات". إذ نقلت "الجمهورية" عن مصادر هذا "الحزب" [الذي يرأسه العميل “الإسرائيلي” السابق سمير جعجع] مطالبته بتعديل قرار الأمم المتحدة رقم 1701، بحيث يسمح بنشر قوات دولية تقفل الحدود مع سوريا. وهذا التوتير الإعلامي المحلي يلبي طلبات النظام السعودي، الذي سأل، عبر جريدة "الحياة" : كيف سيتحرك الرئيس سعد الحريري بعد أن لقي حاضنة دولية من قبل المجموعة الدولية لدعم لبنان، وهل سيكون أمام مرحلة جديدة بعد عودته عن استقالته، تختلف عن مرحلة ما قبل الاستقالة؟. وأجابت هذه الصحيفة السعودية : أن الجواب عن هذا السؤال يبقى ملكاً للحريري، الذي ـ حسب رأيها ـ يطمح إلى اجتياز الاختبار أمام المجتمع الدولي …
Related image
النهار
نصرة القدس للتوظيف السياسي وأعمال الشغب!

تحرير فلسطين لا يمر في جونيه ولا في عوكر، ولا في أي بقعة من لبنان، وأعمال الشغب والاضرار بمصالح المواطنين لا تستعيد القدس، وجولات مسؤولي الميليشيات العسكرية من العراق وغيره لا تساعد في بناء السلم الاهلي في لبنان، ولا تفيده في علاقاته مع المجتمع الدولي أو مع اشقائه العرب. كما ان استمرار "حزب الله" في تحدي المؤسسات وضرب مفهوم الدولة، ونسف اتفاق"النأي بالنفس" الذي توافق عليه الافرقاء في الداخل، وبغطاء خارجي شكل مخرجاً لعودة الرئيس سعد الحريري عن استقالته، لا تخدم حالة الاستقرار التي ينشدها اللبنانيون. 
لم يكن خطأ تسريب الفيديو الذي يصور مسؤول ميليشيا "عصائب أهل الحق" العراقية عند الحدود الجنوبية أو مصادفة انما هدف الى امرار رسائل داخلية وخارجية تترجم الكلام الاخير للامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي اطلقه في احتفال "يوم القدس العالمي" في 23 حزيران الماضي، وكشف فيه ان "أي اعتداء اسرائيلي على محور المقاومة قد يفتح الأجواء لعشرات الآلاف بل مئات الآلاف من المجاهدين والمقاتلين من كل أنحاء العالم العربي والإسلامي ليكونوا شركاء في هذه المعركة، من العراق واليمن وإيران وأفغانستان وباكستان". 
وجاء تبرير الميليشيا العراقية للزيارة في رد على بيان رئيس الوزراء سعد الحريري اتسم بالوقاحة اذ اعتبرت أن" زيارة الامين العام للحركة قيس الخزعلي الى الحدود جاءت للتعبير عن التضامن بين الشعوب الاسلامية والعربية للوقوف بوجه الكيان الصهيوني وتجديد العهد للقدس المحتلة." 
ورأت الحركة أن "بيان الرئيس الحريري عن الزيارة يحمل الكثير من المغالطات والتناقضات، حيث أن الزيارة جاءت وفق الاصول وبجواز سفر عراقي، أما اللباس العسكري فهو تعبير عن رسالة تضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني ضد العدو المشترك". 
وصرح الناطق باسم " عصائب أهل الحق " نعيم العبودي لـ"النهار" مبرراً جولة زعيمه قيس الخزعلي بصحبة عنصر من "حزب الله " وكلاهما بلباس الميدان بأنها "كانت رسالة الى الداخل الاسرائيلي وليس الى الداخل اللبناني مفادها ان أي حماقة تقدم عليها اسرائيل ضد لبنان أو جهة أخرى ستواجه بمقاتلين من العراق واليمن ولبنان". 
وكان مكتب رئيس الوزراء قال إن "الفيديو جرى تصويره قبل ستة ايام، وهو يشكل مخالفة موصوفة للقوانين اللبنانية استدعت قيام رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري باتصالات مع القيادات العسكرية والأمنية المعنية لإجراء التحقيقات اللازمة واتخاذ الاجراءات التي تحول دون قيام أي جهة أو شخص بأي نشاطات ذات طابع عسكري على الأراضي اللبنانية، ودون حصول أعمال غير شرعية على صورة ما جاء في الفيديو، ومنع الشخص المذكور من دخول لبنان". 
وفي معلومات لـ"النهار" ان "حزب الله"، وان كان متمسكاً بعدم التعليق على ما يثار عن جولة الخزعلي ربما في انتظار كلمة نصر الله عصر اليوم، الاّ انه يتمسك بحرصه على المناخات الايجابية التي تسود البلاد وعلى عدم اثارة أي التباس نتيجة أي خطوة، وفي الوقت عينه لن يتراجع عن معادلة تحصين الردع في مواجهة العدو الاسرائيلي. 
من جهة أخرى، صرح وزير العدل سليم جريصاتي لـ"النهار" بأن الرئيس "طلب اجراء تحقيق عسكري أمني في هذا الموضوع، وقد بوشر، ويواكبه القضاء العسكري حكما، ومن الجائز ألا يكون الخزعلي دخل لبنان خلسة، وان شريط الفيديو يعود الى وقت سابق". 
وتعليقاً على ما حصل من اعمال شغب في عوكر، قال جريصاتي ان ثمة 11 موقوفاً، هم سبعة فلسطينيين وأربعة لبنانيين وجريح من رجال الامن إصابته جدية. ووضع القضاء يده على الحادث. وأضاف: "كلنا قدس، ونعم لاستعادتها، ولكن ليس من عوكر وعبر التعرض لامنيين لبنانيين. نعم للتظاهر ونعم للقدس القضية المقدسة، ونثمن كلام الوزير جبران باسيل لهذه الجهة اذ يشكل وثيقة يمكن الركون اليها على صعيد سياسة الدولة اللبنانية، وهي المقاومة في موضوع القدس، ولكن ليس من عوكر". 
وحيا رئيس مجلس النواب نبيه بري موقف وزير الخارجية في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وقال إنه عبر عن حقيقة موقف لبنان حيال القدس و"برافو على أصله". وردّد بري أمام زواره ان" خطاب باسيل كان متقدما ومتميزا عن بقية الخطابات". 
ويذكر أن بري لن يتوجه الى المغرب الاربعاء المقبل- بل سيكتفي بايفاد نائب ليمثل مجلس النواب في اجتماع رؤساء البرلمانات العربية" لأن دولا خليجية ترفض مشاركة رئيس مجلس الشعب السوري. وقال: بري: "لو تغيبت سوريا أو اي دولة أخرى فلن اشارك. ومن المستغرب أن قضية في حجم القدس والأخطار التي تهددها لا تجمع العرب حيث يتم تقديم هدايا مجانية لإسرائيل وأميركا". 
الأخبار
«التيار» مصرّ على التعديل الوزاري
من عوكر إلى القدس… طريق طويل

تبدو فكرة تعديل وزاري يطال وزراء في التيار الوطني الحر حاضرةً بقوّة لدى قيادة التيار والوزير جبران باسيل، بعد سقوط فكرة تعديل وزاري يطال وزراء القوات اللبنانية، أمام عدم حماسة الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري
بعدما طويت صفحة التعديل الوزاري الهادف إلى إقصاء وزراء القوات اللبنانية، لا تزال مطروحة «بقوة» فكرة تعديل يطال وزراء في التيار الوطني الحرّ. وبحسب مصادر متابعة، فإن قيادة التيار الوطني الحرّ، ممثلة برئيسه الوزير جبران باسيل، ترغب في استبدال نحو نصف وزراء تكتل التغيير والإصلاح الحاليين بوزراء جدد، تحت عنوان فشل هؤلاء في إدارة وزاراتهم.
وفيما لم يبدِ الرئيس سعد الحريري والرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، حماسةً لإجراء تعديلات وزارية تطال وزراء القوات اللبنانية، تبدو فكرة استبدال بعض وزراء التيار الوطني الحر حاضرة بقوّة لدى قيادة التيار، لأن «بعض هؤلاء لم يكونوا عند التوقعات بنجاحهم في وزاراتهم». وحتى الآن، لم يتضح بعد إن كانت التعديلات ستجد فرصتها، وخصوصاً أنه سيكون صعباً إيجاد أسماء تراعي التوزيع المذهبي للوزراء الحاليين، فضلاً عن موقف رئيس الجمهورية ميشال عون.
التيار: تفاهُمُنا مع «المستقبل» يشمل ما بعد بعد الانتخابات النيابية المقبلة!
ومع أن الحريري غضّ الطرف عن مسألة استبدال وزراء القوّات، إلا أن العلاقة بين الحريري والقوات تمرّ في أسوأ أحوالها، مع استمرار اقتناع الحريري بالدور السلبي الذي قام به رئيس القوات سمير جعجع في ما تعرّض له رئيس الحكومة في السعودية. إلّا أن الحريري، الذي يستبعد أكثر من مصدر حصول لقاء بينه وبين جعجع في المدى المنظور في ظلّ الاتصالات شبه المقطوعة بين الرجلين، ليس في وارد الدخول في مواجهة مع القوات في هذا التوقيت، واستفزاز الأميركيين والسعوديين الذين يسود الجفاء علاقتهم بالحريري في الوقت الحاضر.
على صعيد آخر، يؤكّد أكثر من مصدر معني أن الفترة المتبقية حتى عطلة الأعياد لن تشهد تطوّرات سياسيّة كبيرة، وأن مرحلة ما بعد رأس السنة ستشهد انشغالاً لبنانيّاً كبيراً بالانتخابات النيابية. وتقول مصادر وزارية إن الانتخابات حاصلة في موعدها، وإن «التحالفات الرئيسية حتى الآن، هي تحالف حزب الله وحركة أمل من جهة، وتحالف التيار الوطني الحر وتيار المستقبل من جهة ثانية، مع ما يعنيه الأمر من تقاطع بين التحالفين بسبب علاقة حزب الله بالتيار الوطني الحرّ وتحسّن علاقة التيار بالرئيس برّي».
وفي الإطار عينه، تؤكد مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر لـ«الأخبار» أن علاقة التيارين (الوطني الحر والمستقبل) هي في أعلى مستويات التنسيق والتقارب، «وتفاهُمُنا مع المستقبل يشمل ما بعد بعد الانتخابات النيابية المقبلة».
في سياق آخر، لا تزال العبارات التي وردت في بيان باريس الصادر عن مجموعة الدعم الدولية للبنان قبل أيام، تثير البلبلة في بيروت. فالبيان، مع أنّه جاء قاسياً تجاه المملكة العربية السعودية ورفض تدخّلها في لبنان، إلى جانب المعزوفة المعتادة حول رفض التدخّل الإيراني، إلّا أن ورود القرار 1559 ضمن مجموعة القرارات الدولية المطلوب تنفيذها، لم تستسغه قوى سياسية لبنانية، ولا سيّما حزب الله وبرّي وقوى 8 آذار. وإذا كان القرار 1559 قد ورد ضمن سلّة القرارات الدولية، فإن إعادة بيان باريس التذكير بـ«إعلان بعبدا»، جاء مخيّباً للآمال في بيروت، وخصوصاً لناحية عدم تمكّن الحريري وباسيل من إضفاء تعديلات عليه. فـ«إعلان بعبدا» فقَدَ وهجَه الداخلي منذ سنوات، وأعلن حزب الله وحلفاؤه موته منذ زمن، فضلاً عن أن عون قال في أكثر من مناسبة مواقف داعمة للمقاومة تتناقض وروحية الإعلان، الذي يعدّ إرثاً ثقيلاً من تركة عهد الرئيس ميشال سليمان. ويتداول سياسيّون بارزون انتقادات حول البيان.
وكانت الترجمة العربية الأولى للبيان قد أسقطت القرار 1559 من حزمة القرارات الدولية المذكورة فيه، قبل أن تعود السفارة الفرنسية في بيروت وتوزّع نسخة تتضمّن الـ 1559، ما أثار بلبلة إضافية، حول ما إذا كان الأمر مقصوداً أم خطأً عاديّاً في الترجمة.
من جهة ثانية، أثارت زيارة قيس خزعلي، قائد عصائب أهل الحقّ، أحد فصائل المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي و«داعش»، للجنوب وانتشار فيديو له مع مجموعة من قادة المقاومة قرب بوابة فاطمة وحديثه عن دعم قواته للمقاومة اللبنانية، ردود فعلٍ في الداخل اللبناني وفي الكيان المحتل، ولا سيّما ما صدر عن رئاسة الحكومة اللبنانية. وأبدى الحريري انزعاجاً واضحاً من الزيارة، مطالباً في بيان باسم رئاسة الحكومة بمنع الخزعلي من دخول لبنان. فيما صوّب حزب القوات اللبنانية وبقايا 14 آذار على أن زيارة خزعلي تشكّل خرقاً لخيار «النأي بالنفس» الذي أعيدت الحياة إليه الأسبوع الماضي. وتساءلت مصادر وزارية بارزة في تيار المستقبل، عمّا إذا كانت الزيارة رسالة من حزب الله في هذا التوقيت، أم أن الأمر عابر. وقالت المصادر لـ«الأخبار» إن «التسوية التي حصلت أخيراً حصلت برضى جميع الأطراف، وإذا كان الفريق الآخر لا يريد الالتزام بها، فعليه أن يخبرنا حتى نعرف كيف نتصرّف»، متسائلةً عن «جدوى مثل هذه التحرّكات في هذا التوقيت». في المقابل، قالت مصادر أخرى إن «زيارة الخزعلي لا علاقة لها بالداخل اللبناني، وكلامه موجّه للعدو الإسرائيلي الذي يستبيح القدس ويهدّد بالاعتداء على لبنان بشكل دائم». وقالت المصادر: «لا أحد خطّط لنسف التسوية أو التصرّف بكيدية، والجميع ملتزم بالتسوية، والأفضل أن لا تفسّر الزيارة بغير معناها الحقيقي».
من عوكر إلى القدس… طريق طويل
الطريق إلى القدس تمر بعوكر… لا أحد يملك الحق في أن يحاجج المئات الذين تقاطروا صباح، أمس، على دفعات لنصرة القدس على أبواب السفارة الأميركية. فالرسالة، هذه المرة، لا بد من أن تكون مباشرة، سواء عبر الشاشات العربية والأجنبية، أو عبر برقيات دبلوماسية، لا شك أنها طارت من أحد المكاتب، باتجاه وزارة الخارجية، ومنها إلى سيد البيت الأبيض المغرور (مقال وسام متَّى).
حتى أهالي البلدة المتنية الذين حلّت عليهم «لعنة» السفارة الأميركية منذ تفجير المقر الأساسي في بيروت في ثمانينيات القرن المنصرم، بدوا أمس أكثر تفهماً للتظاهرة التي دعت إليها القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، قياساً إلى تظاهرات سابقة كانت الشتائم تنهال فيها على «الزعران» في كل مرة كانوا يصوّبون فيها بوصلة تحركهم نحو «الشيطان الأكبر» القابع عند إحدى تلال عوكر.
كالعادة، أقفل الأهالي محالهم، وأخذوا يراقبون من شرفات المنازل، المطلة على الساحة، تسلسل الأحداث، في حين كان بعضهم يتفاعل مع المشهد الحماسي الذي أشعلته أناشيد «يا بحرية» و«علِّ الكوفية ولولح فيها»، قبل أن يضطروا إلى الاحتماء في الداخل من حجر «طائش» أو قنبلة غاز، ضلّت طريقها مرتين: الأولى حين وجهت إلى «فلسطين»… والثانية حين أطلقت باتجاه أحد المنازل.
يوم السفارة الطويل بدأ قبل الموعد المتفق عليه. العشرات من شبان المخيّمات سبقوا الأحزاب إلى ساحة عوكر، خط الدفاع الأول للقوى الأمنية عن مقر السفارة الأميركية، على طريق لا يتجاوز طوله الكيلومتر الواحد.
لا يتحرك هؤلاء الشبان بأجندة منظمة. شعاراتهم عفوية، كما كلامهم. «نريد أن يفتحوا لنا الحدود»، يقول أحدهم… «سنصل إلى السفارة ونمسح بكرامة ترامب الأرض»، يزيد آخر. هو المنطق الفطري المناقض لمنطق «الدولة» التي استنفرت أجهزتها للقيام بموجب «حماية البعثة الدبلوماسية» الذي يفرضه عليها القانون الدولي، تماماً كما حدث قبل أعوام، حين أقفلت الحدود مع فلسطين عند مارون الراس.
اختلاف المنطقين قاد إلى الجولة الأولى من المواجهات التي انتهت بوصول «الأحزاب»، لتحل فنون الخطابة الجماهيرية مكان الاندفاعة العفوية لشبان الشتات، والشعارات النارية الموجهة بالتساوي بين إسرائيل وراعيها الأميركي وبين «أنظمة الخيانة العربية»، قبل أن تتحول الجلبة إلى رقصة دبكة بشعار «تحرير فلسطين».
الكلمات الحزبية سجلت الموقف المطلوب، في مواجهة قرار ترامب، ومعها دعوات طوباوية لتشكيل «جبهة مقاومة عربية» بالموقف والسلاح على حد سواء، وتنديد بالموقف العربي الخانع، مع تحييد نسبي للموقف الرسمي اللبناني.
اختتمت الكلمات والتقطت الصور ــ الإعلامية والذاتية ــ لتعود التظاهرة الى النقطة التي انطلقت منها. «باقون إلى أن تُفتح الحدود»، قال الشاب ذاته، لكن هذه المرة كان القرار قد اتخذ على المستوى الأمني بفضّ التحرّك سريعاً، ما أطلق العنان أمام موجة ثانية من المواجهات، كانت أعنف هذه المرة، ليس في وابل قنابل الغاز فحسب، وإنما في تحرّك وحدات «مكافحة الشغب» التي اعتقلت عشرة متظاهرين، بحسب بيان قوى الأمن الداخلي، الذي تحدث عن إصابة 19 عنصراً في صفوفها، من دون التطرق إلى الإصابات التي لحقت بصفوف المتظاهرين بسبب العنف المفرط، الذي لامس حتى الصحافيين.
لكن تداعيات الجولة الثانية أعادت الأمور إلى نقطة ما قبل بداية «يوم السفارة»: عاد مصطلح «الزعران» للتداول مجدداً، لكن هذه المرة مع التأكيد على التضامن مع فلسطين، إلا لدى قلة استهجنت ما وصفته محاولة البعض العودة إلى شعار «طريق القدس تمر في جونية»، بعدما تلقت جرعة عنصرية من جهات سياسية ومنصات إعلامية معروفة… أمّا الطريق من ساحة عوكر إلى مقر السفارة الأميركية، فظلّت أبعد من الطريق من بيروت إلى القدس!
الجمهورية
الحكومة تتعثّر في انطلاقتها الجديدة… وحراك ديبلوماسي يُراقب "النأي"

يستمر القرار الاميركي، الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، محور الاهتمام والمتابعة محليا واقليميا ودوليا، في وقت بَدا في المشهد أن لا خطوات عربية واسلامية فاعلة رَداً على هذا القرار، وانّ الرد ما زال يقتصر حتى الآن على انتفاضة الفلسطينيين في الاراضي المحتلة والتظاهرات التي تحصل في لبنان وبعض العواصم العربية والاسلامية والغربية التي تندّد بهذه الخطوة الاميركية غير المسبوقة، وتطالب بالعودة عنها، وينتظر ان تبلغ ذروة التحركات اللبنانية في التظاهرات التي ستنطلق في الضاحية الجنوبية اليوم، وفي بيروت غداً إستنكار للقرار ورفضاً له. 
بعدما كانت الحكومة تأمل في ان يشهد الاسبوع الحالي انطلاقة جديدة لعملها بعد "بيان النأي عن النفس"، برزت معطيات وأحداث جديدة من شأنها التأثير في هذه الانطلاقة، وأبرزها:
اولاً، البيان الصريح جداً الذي صدر عن اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس الذي رطّب الذاكرة بالقرار 1559 الذي يفترض انّ القرار 1701 قد جعله لزوم ما لايلزم. 
ثانياً، تداعيات قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل، حيث حاولت اطراف لبنانية وفلسطينية تحويل التظاهرة أمام السفارة الاميركية في عوكر إحتجاجاً على قرار ترامب، الى أعمال شغب واعتداءات على الأملاك الخاصة والعامة، لا ضد السفارة بل ضدّ الدولة اللبنانية عبر اجهزتها الامنية، وخصوصاً ضد الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي الذين رَشَقهم المتظاهرون بالحجارة وأحرقوا مستوعبات النفايات وحطّموا ممتلكات. 
ثالثاً، الزيارة الملتبسة للامين العام لـ"حركة عصائب أهل الحق" التابعة لـ"الحشد الشعبي العراقي" الشيخ قيس الخزعلي الذي دخل لبنان من دون علم السلطات اللبنانية، وزار برفقة قياديين من "حزب الله" المنطقة الحدودية في الجنوب، بلباس عسكري، وأدلى بتصريحات أقلّ ما يقال فيها انها دعوة الى إنشاء دولة إسلامية مذهبية، دعاها دعوة "صاحب الزمان". 
وعلى رغم تأكيد البعض أنّ زيارة الخزعلي للجنوب سبقت اعلان بيان النأي بالنفس ومؤتمر باريس للمانحين، إعتبر بعض المراجع الرسمية الزيارة "بمثابة خرق موصوف لبيان النأي بالنفس، وكذلك لبيان باريس". 
بدورها، سألت مصادر سياسية: "هل أنّ السيادة اللبنانية مرتبطة ببيان يصدر او لا يصدر؟ وقالت: "حتى لو كانت الزيارة حصلت قبل اعلان بيان النأي بالنفس، فما هي الغاية إذاً من بَث فيديو عن الزيارة بعد صدور البيان وغداة اجتماع باريس؟". 
تقارير ديبلوماسية
وعلمت "الجمهورية" انّ السفارات المعتمدة في لبنان لم تنتظر نهاية "الويك اند" لتكتب الى حكوماتها، بل سَطّرت تقارير اليها امس وامس الأول حول هذه الحادثة، مشيرة الى "انّ اللبنانيين بدأوا يشككون ببيان "النأي عن النفس" الجديد فيما لم يجف حبره بعد. واعتبر أحد السفراء الكبار "أن هناك فريقاً يَتعمّد تعرية لبنان من صداقاته وعَزله عن المجتمع الدولي بُغية الهيمنة عليه اكثر فأكثر". 
وكان رئيس الحكومة سعد الحريري أوعَز الى الجهات المختصة لاتخاذ سلسلة اجراءات، من بينها منع الخزعلي من دخول الأراضي اللبنانية. وطالب بتحديد المسؤولية عن هذا الخرق، كذلك طالب السلطات الأمنية بفتح التحقيقات اللازمة. 
المعارضة
ورأت مصادر سياسية معارضة في زيارة الخزعلي للجنوب "رسالة ايرانية متعددة الاهداف لدوائر القرار الوطنية والعربية والدولية، مفادها أنّ "الحرس الثوري الايراني" هو الذي يَتحكّم بقرار المنطقة السياسي والامني والعسكري، وأن لا وجود في لبنان للدولة، ولا وجود للقرارين 1701 و1559، وبالتالي إصرار المجتمع الدولي على قرارات الشرعية الدولية وإصرار الشرعية العربية على وصف "حزب الله" بأنه إرهابي، سقط من خلال هذه الزيارة التي اكدت أنها تتجاوَز قرار الدولة اللبنانية بالنأي بالنفس، واسقطت ايضاً ادّعاء الحكومة أنها قادرة على تنفيذ مبدأ "النأي بالنفس"، وبالتالي اسقطت إمكانية تحسين العلاقات اللبنانية ـ العربية لأنّ تحسينها مرتبط بالنأي بالنفس. فإذا لم تنجح الحكومة اللبنانية ومعها الحريري في تنفيذ النأي بالنفس، فلن تتحسن هذه العلاقات". 
ونَددت هذه المصادر بما حصل خلال تظاهرة عوكر، "فعوكر ليست غزة، وما حصل فيها غير مقبول، وإيصال رسالة اعتراض على قرار الادارة الاميركية في شأن القدس يكون من خلال التظاهر السلمي وليس من خلال رشق الحجارة على الجيش والقوى الأمنية، فما جرى كان استباحَة "سرايا المقاومة" للدولة اللبنانية وقوانينها ولنظامها الأمني والعسكري". 
"القوات"
وقالت مصادر "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية": "انّ دخول الخزعلي لبنان يستدعي ضبط الحدود اللبنانية-السورية لمنع دخوله وغيره مجدداً. فمَن قال انّ مواكب "حزب الله" التي تجوب المنطقة ذهاباً وإياباً ولا تعترف بحدود، لا تُدخل إلى لبنان من أمثال الخزعلي من مكوّنات محور الممانعة. 
وإذا كان قد أُعلن عن جولة الأخير، فبالتأكيد هناك جولات وجولات غير معلنة، فيما النأي بالنفس الفعلي يتطلّب وسريعاً إصدار قرار دولي جديد او توسيع مهمات القرار ???? وصلاحياته ليشمل الحدود اللبنانية-السورية". 
ودعت المصادر "المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته بترجمة التزاماته وتعهداته بتطبيق سياسة النأي بلبنان عن نزاعات المنطقة، خصوصاً انّ زيارة الخزعلي شكّلت تحدياً لمجموعة الدعم الدولية التي اجتمعت في باريس، وتَحدياً للأسرة العربية التي دانت تدخل "حزب الله" في أزمات المنطقة، وتحَدّياً للحكومة اللبنانية التي أقرّت النأي الفعلي بالنفس، وانتهاكا صارخا للسيادة اللبنانية، واستفزازا لشريحة واسعة من اللبنانيين". 
وقالت مصادر "القوات" انه "بمعزل عن مضمون الرسالة التي أرادت طهران توجيهها من الجنوب اللبناني، فإنه لم يعد مسموحاً بعد اجتماع مجموعة الدعم وبيان الحكومة الاستثنائي، استخدام لبنان صندوق بريد"، وأكدت "انّ قرار الدفاع عن لبنان هو قرار الحكومة اللبنانية التي يشكل "حزب الله" أحد مكوناتها، وبالتالي ليس حقاً حصرياً للحزب إطلاقاً. 
وامّا التذرع بأنّ النأي بالنفس لا يشمل إسرائيل، إلّا انه في الوقت نفسه لا يعني فتح الحدود أمام المرتزقة، فيما قرار الحرب هو قرار سيادي لبناني بامتياز وليس قراراً إيرانيا ولا قرارا لميليشيات إيران المنتشرة في المنطقة". 
قمة اسطنبول
وقضية القدس، يحملها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد غد الاربعاء الى قمة اسطنبول، حيث يلقي كلمة لبنان فيها. وعلمت "الجمهورية" انه سيشدّد فيها على موقف لبنان الداعي الى وقف النزاعات العربية ـ العربية ووقف استخدام السلاح وتدمير بلدانهم بأيديهم. 
وسيقدّم مجموعة اقتراحات عملية لمواجهة ما حصل، والمحاولات المتقدمة لصَهينة القدس لمجرد الإعتراف بها عاصمة لإسرائيل. كذلك سيشدد على "رفض اغتصاب آخر المعالم الدينية التوحيدية المسيحية والإسلامية الجامعة على الأرض". 
واطّلع عون من وزير الخارجية جبران باسيل على الأجواء التي سادت مؤتمري مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان ومؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة، والمحادثات التي أجراها على هامش المؤتمر وتناولت مختلف التطورات على مستوى قضية القدس، وما يمكن ان تؤول اليه التطورات في المنطقة. 
واوضح باسيل انّ "لبنان اعترض على القرار الصادر عن الجامعة العربية، كونه لم يأتِ على المستوى المطلوب لهذا الحدث"، كاشفاً أنه سيطرح اقتراح "اعتراف لبنان بالقدس عاصمة لفلسطين في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل". 
وكانت وزارة الخارجية أعلنت انّ لبنان "سجل إعتراضه على عدم ملاقاة بنود القرار لمستوى خطورة القضية بما يعكس إلتزام لبنان عدم عرقلة إصدار القرار، مع مطالبته بمزيد من الاجراءات على النحو الذي يرقى الى مستوى الانتهاك غير المسبوق للمدينة المقدسة بمضامينها كافة". 
بري
واستبعد رئيس مجلس النواب نبيه بري انعقاد قمة عربية طارئة للقدس، على رغم مطالبة لبنان بعقدها خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب السبت الفائت في القاهرة. وإذ أشاد بري بما تضمنته كلمة لبنان في هذا الاجتماع، واشار الى انه لن يحضر شخصياً اجتماع الاتحاد البرلماني العربي المخصص للقدس المقرر في المغرب الاربعاء وذلك بسبب عدم دعوة سوريا الى المشاركة فيه.وأكد أنه سيرسل الى هذا الاجتماع من سيمثّله. 
وقال بري امام زواره امس انّ حركة "أمل" قررت المشاركة في المسيرة التي ستنطلق من الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم وسترفع العلمين اللبناني والفلسطيني، واشار الى مسيرة اخرى ستنظم في بيروت غدا وسيشارك فيها جميع القوى والاحزاب والفاعليات اللبنانية الى جانب الفلسطينيين. وحول البيان الذي اصدرته مجموعة دعم لبنان إثر اجتماعها في باريس، قال بري: "انّ البيان جيد لولا بعض الهَنات الهَيّنات". 
وكشف وزير بارز انّ لبنان طلب تعديل 5 نقاط في بيان مجموعة الدعم قبل اصداره ، منها الاستعاضة عن ذكر القرار الدولي 1559 بالقرار 1701 وسائر القرارات الدولية في اعتبار انّ الـ1701 حل مكان القرار 1559، وكذلك موضوع العودة الطوعية للنازحين. وعليه، فقد عُدّل النص بالنسخة العربية لكنه لم يعدّل بالفرنسية والانكليزية ما سبّب اللغط ". 
واضاف: "هذه حدود المسألة، لا اكثر ولا اقل". 
"حزب الله"
وعشيّة تنظيم "حزب الله" مسيرة شعبية حاشدة نصرة للقدس في الضاحية الجنوبية، تلبية لدعوة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، قال عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق: "انّ رَد المقاومة على قرار ترامب يكون بتعزيز قدراتها عسكرياً وبتعزيز مشروعها على مستوى المنطقة، وإنّ الرَدّ المجدي على القرار الأميركي، إنما يكون بتأجيج روح المقاومة على امتداد المنطقة". 
سعيد لـ"الجمهورية"
وقضية القدس سيطرحها ايضاً رئيس "لقاء سيدة الجبل" الدكتور فارس سعيد في لقاءاته في الفاتيكان، التي يسافر اليها اليوم لإجراء محادثات مع المسؤولين فيها، ومع رئيس منظمة "سانت إيجيديو"، المعنية بالحوار الاسلامي ـ المسيحي، وبالسلام في العالم 
وقال سعيد لـ"الجمهورية": "سنبحث خلال زيارتنا التي تستمر يومين في موضوع القدس خصوصاً، حيث سنؤكّد اعتراضنا على قرار الادارة الاميركية بجَعلها عاصمة لإسرائيل من خارج اطار عملية السلام الشامل، وفي الوقت نفسه سندعم قرار السلطة الوطنية الفلسطينية، وسنُبدي إصرارنا على ان تكون القدس مدينة مفتوحة امام جميع المؤمنين، مسيحيين ومسلمين، ورفع القيود عن زيارتها. وكما أكّد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في الأمس بأنّ "زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السَجّان".
اللواء
مَنْ يلعب على حبال الإستقرار من "العصائب" إلى عوكر؟ 
رفض رسمي لخروقات النأي بالنفس.. واقتراحات لبنانية جريئة في مؤتمر القاهرة

من زيارة مسؤول "العصائب" إلى "تظاهرة عوكر" احتجاجاً على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، التي تحوّلت في "لحظة ما" إلى اشتباك مع القوى الأمنية، عندما حاول شبان غاضبون اقتحام السفارة وعمدت قوى الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفريق المجتمعين، بدا المشهد آخذ بالتحوّل من وتيرة المكرس للاستقرار، إلى تحركات تضع الاستقرار على الطاولة، في خضم تصاعد تداعيات الاعتراض العارم اسلامياً وعربياً واقليمياً ولبنانياً على القرار الأميركي، والتي تبلغ مستوى قوياً في تظاهرة اليوم في الضاحية الجنوبية في وقت أكّد فيه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في القاهرة ان لا عروبة بلا القدس، ولا سلام دون القدس، وان ما فعله ترامب ضد الإنسانية، مطالباً بالتوجه إلى مجلس الأمن.
وفيما يستأنف الرئيس سعد الحريري نشاطه الرسمي في السراي الكبير اليوم لتوقيع ما تراكم من ملفات، ولديه جدول اعمال حافل، كشفت أوساط قريبة من بعبدا ان موقف لبنان من قرار ترامب يبلغ قمته مع كلمة الرئيس ميشال عون في قمّة اسطنبول، والتي ستتضمن وفقاً للمصادر نفسها، اقتراحات عملية لحماية القدس من انعكاسات قرار ترامب والإجراءات الإسرائيلية لتهويدها. 
وكشف مصدر وزاري لـ"اللواء" ان لبنان بقدر حرصه على مواجهة القرار الأميركي، سيبقى متمسكاً بالاستقرار العام في البلاد، ولن يفرط بالإجماع اللبناني والعربي والأوروبي والاممي حول ديمومة هذا الاستقرار. 
وقال: ان التحضيرات الجارية لعقد جلسة لمجلس الوزراء، بما في ذلك اعداد جدول أعمال الجلسة، المرجح انعقادها الخميس المقبل، بعد عودة الرئيس عون من تركيا. 
تظاهرة عوكر
وفي تقدير مصادر سياسية، ان ما حصل في تظاهرة عوكر، من أعمال شغب وتخريب واشتباك مع القوى الأمنية، كان في بعض جوانبه ايجابياً، على الرغم من وقوع نحو 70 إصابة، بينهم 19 عنصراً من قوى الأمن، وتوقيف عشرة أشخاص بتهمة القيام باعمال شغب، بينهم 4 لبنانيين و6 فلسطينيين، ذلك لأنه كان مطلوباً، سواء من قبل السلطة اللبنانية أو من المتظاهرين إيصال صوت لبنان الصاخب رفضاً للقرار الأميركي بشأن القدس، ومن أجل هذا الغرض، نظمت التظاهرة امام مقر السفارة الأميركية في عوكر، ولو على بعد نحو كيلومتر من مبناها، وبعلم المعنيين في وزارة الداخلية، والذين اتخذوا احتياطات وإجراءات أمنية احترازية لمنع المتظاهرين من الاقتراب من مبنى السفارة، بينها بوابة حديدية واسلاك شائكة، علماً انه لا يمكن العبور إلى السفارة الا من منفذ واحد من ساحة عوكر التي نظم فيها التجمع للحيلولة دون تجاوزها. 
ولاحظت المصادر انه سبق تظاهرة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، تظاهرة اتسمت بالهدوء للجماعة الإسلامية، في الساحة نفسها وللغاية ذاتها وهي رفض القرار الأميركي بشأن القدس، لكن القيمين عليها قرروا الانسحاب، لدى علمهم بقدوم التظاهرة اليسارية، قرابة الحادية عشرة قبل الظهر. وهنا كان لافتاً للانتباه التغطية الإعلامية الواسعة التي رافقت هذه التظاهرة ورافقتها من بدايتها وحتى انهائها، بما في ذلك الصدامات التي حصلت مع القوى الأمنية، والتي نقلت وقائعها على الهواء مباشرة. 
اما تظاهرة "حزب الله" اليوم، فلا يتوقع ان تحصل فيها أعمال عنف، نظراً لأنها ستبقى محصورة في الضاحية الجنوبية، بعيداً عن السفارة الأميركية، حيث سيكون لعناصر الانضباط في الحزب الدور القوي والفاعل والمعروف بحسن التنظيم والانضباط، ومنع اندساس عناصر الشغب بين المتظاهرين. 
وعلمت "اللواء" ان التظاهرة ستنطق في الساعة الثالثة من بعد الظهر، من امام مجمع سيّد الشهداء في حارة حريك، ومنه إلى اوتوستراد الشهيد هادي نصر الله وصولاً إلى تقاطع المريجة – الكفاءات، حيث تنتهي هناك، ويتوقع ان يطل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مباشرة على الجماهير لإلقاء كلمته. 
وذكرت معلومات ان مدارس منطقة الضاحية الجنوبية قررت إنهاء الدوام في الساعة الواحدة بدلاً من الثانية تجنباً لزحمة السير واحتمال قطع بعض الطرقات المؤدية إلى مكان تجمع التظاهرة، ومنها قطع الطريق من جسر المشرفية حتى محلة الكفاءات على المسلكين، وتحويل السير إلى الطرقات الفرعية المجاورة، اعتباراً من الساعة 12 ظهراً، بحسب ما أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن، التي توقعت ان يكون الحضور غفيراً. 
اجتماع القاهرة
ومهما كان من أمر تظاهرة عوكر أمس ومن ثم تظاهرة الضاحية الجنوبية اليوم، واللتين لا بدّ الا ان تندرجا في سياق الغضب الشعبي على القرار الأميركي، انسجاماً مع الدعوة إلى تحركات شعبية في مختلف العواصم العربية، فإن لبنان الرسمي حضر بقوة سياسية في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة مساء السبت واستمر حتى ساعة متأخرة من الليل للبحث في الموقف الواجب اتخاذه من القرار الأميركي، سواء من خلال كلمة وزير الخارجية جبران باسيل، التي كانت عالية السقف تجاه الموقف الأميركي والإجراءات المطلوبة للعودة عنه، كما كانت موضع اشادة وترحيب عربي ولبناني، أو من خلال التعديلات التي طرحها باسيل على البيان الختامي، وتبناها الوزراء العرب وهي في ثلاث نقاط: 
– الدعوة لعقد قمة عربية طارئة للبحث في موقف عربي موحد وقوي بوجه القرار الاميركي. 
– الدعوة الى تحركات شعبية في العواصم العربية رفضا للقرار. 
– البحث في فرض عقوبات عربية تجارية واقتصادية على الادارة الاميركية وعلى اي دولة اخرى توافق على الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان العدو، وذلك من باب الضغط لإلغاء القرار. 
وذكرت مصادر الوفد الدبلوماسي اللبناني لـ"اللواء"، ان الوزراء العرب ايدوا هذه التعديلات لكنهم استمهلوا شهرا لعقد القمة العربية لحين اتضاح صورة الوضع ومسار الاتصالات الجارية مع الادارة الاميركية والضغوط السياسية والدبلوماسية العربية والدولية التي تمارس عليها للعودة عن القرار. 
اما باسيل فوافق على البيان التزاما بالاجماع العربي ولعدم عرقلة صدور القرار، لكنه سجل تحفظا على ضعف البيان الختامي وعدم ملاءمته لخطورة الحدث ولعدم اتخاذ اجراءات حازمة، بحسب ما جاء في بيان الخارجية اللبنانية. 
وكان باسيل قد دعا في كلمته امام الاجتماع الوزاري الى "المصالحة العربية – العربية سبيلا وحيدا لخلاص هذه الأمة ولإستعادة ذاتها"، والى "قمة عربية طارئة عنوانها القدس، لإستعادتها الى حضنها العربي لأنه من دونها لا عرب ولا عروبة"، وقال: "الويل لنا إذا خرجنا اليوم بتخاذل، إما الثورة وإما الموت لأمة نائمة". 
كما دعا الى "إستعادة الذات بدل خسارتها، وإستعادة السياسة العربية الموحدة لإتخاذ إجراءات ردعية ردا على القرار الأميركي، وإستعادة العزة العربية والنفس العربي الثائر على الظلم، بإنتفاضة شعبية واحدة في كل بلداننا العربية". 
مجلس الوزراء
إلى ذلك، تقرر مبدئياً، أن يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية يوم الخميس المقبل، رجحت مصادر أن تعقد في القصر الجمهوري في بعبدا، وهذا الأمر سيتقرر في الدعوة التي سيوجهها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري رسمياً له اليوم. 
ومعلوم انه سيسبق الجلسة زيارة للرئيس ميشال عون إلى اسطنبول للمشاركة في قمّة زعماء الدول الإسلامية تلبية لدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبحث في اتخاذ موقف إسلامي من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان القدس المحتلة عاصمة للكيان الاسرائيلي ونقل السفارة الأميركية إليها. 
ومن المقرّر أن تستمر زيارة عون إلى اسطنبول ساعات عدّة يعود بعدها إلى بيروت مساء فور انتهاء القمة. وذكرت مصادر رسمية انه ستكون للرئيس عون كلمة في المؤتمر ما زال العمل جارياً على تحضيرها. 
وتوقعت مصادر وزارية، ان يتصدر موضوع القدس جلسة الحكومة الخميس، في ضوء ما أعلنته الوزير باسيل أمام مؤمر القاهرة من انه "سيتقدم بطلب من مجلس الوزراء باتخاذ كل الإجراءات الثنائية والدولية للاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وبتكريس القدس عاصمة لها، بدءاً من الاجراءات الديبلوماسية ومروراً بالتدابير السياسية وصولاً الى العقوبات الاقتصادية والمالية، على غرار ما فعلته المملكة العربية السعودية والعراق في العام 1981 بوقف التعاملات النفطية مع الولايات المتحدة، وتدابير أخرى مما أجبرها فوراً على وقف إجراءات نقل سفارتها إلى القدس. 
ومن ناحية ثانية، كشفت المصادر عن اتصالات رئاسية تجري لادراج موضوع استخراج النفط والغاز من المياه اللبنانية، على جدول أعمال جلسة الخميس، خصوصاً بعد انتهاء عملية التفاوض التي أجراها وزير الطاقة سيزار أبي خليل مع تونسوتيوم الشركات الثلاث الفرنسية والروسية والايطالية للتنقيب عن الغاز في البلوكين 4 و9 داخل المياه الإقليمية، بالنظر للاهتمام الرسمي بهذا الموضوع، والذي يتواكب مع اهتمام نيابي عبر عنه الرئيس نبيه برّي، الذي أكد بأن "الخطوة المقبلة لمجلس النواب سكون بالتركيز على القوانين المتعقلة باستخراج النفط من البحر والبر،" مشيراً بأن اللجان النيابية ستعاود غداً الثلاثاء درس سلسلة اقتراحات قوانين تقدمت بها كتلة التنمية والتحرير" وأبرزها: الموارد البترولية والصندوق السيادي اللبناني وشركة البترول الوطنية وإنشاء مديرية خاصة للموارد البترولية. 
وقالت المصادر انه سواء عرض ملف النفط أمام اللجان الثلاثاء أو جلس الوزراء الخميس، فلا يتوقع ان يسلك طريقه إلى التنفيذ أو الاقرار نظراً للتجاذب القائم حوله داخل الحكومة أو بين الحكومة والمجلس النيابي. 
ظهور الخزعلي
في هذا الوقت، بقي ظهور زعيم ميليشيا "عصائب أهل الحق في العراق"، قيس الخزعلي، عبر شريط نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتجول بلباس عسكري برفقة عناصر من حزب الله عند "بوابة فاطمة" في بلدة كفركلا على الحدود مع فلسطين المحتلة، موضع متابعة رسمية وسياسية، خصوصا بعدما اعتبره المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري، بأنه "يشكل مخالفة موصوفة للقوانين اللبنانية، استدعت قيام الرئيس الحريري باتصالات مع القيادات العسكرية والأمنية المعنية لاجراء التحقيقات اللازمة واتخاذ الإجراءات التي تحول دون قيام أي جهة أو شخص بأية أنشطة ذات طابع عسكري على الأراضي اللبنانية، ودون حصول أعمال غير شرعية على صورة ما جاء في الفيديو ومنع الشخص المذكور من دخول لبنان". 
ولم يشر بيان المكتب الإعلامي إلى طبيعة المخالفة الموصوفة للقوانين اللبنانية، لكن مصادر متابعة، لاحظت ان شريط الفيديو جرى تصويره قبل 6 أيام من بثه، وتحديداً بتاريخ الثالث من كانون الأوّل الجاري، وكأنه جاء بمثابة رسالة اعتراض على "اعلان باريس" الذي أكّد على ضرورة الالتزام بالقرارين 1701 و1559، خاصة وانه نشر في اليوم الثاني لمؤتمر مجموعة الدعم الدولية، وبعد ثلاثة أيام من قرار الحكومة اللبنانية بالنأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية في المنطقة. 
وفي هذا السياق، أكّد مصدر عسكري لبناني ان دخول أي أجنبي إلى المنطقة الحدودية يتطلب الحصول إلى تصريح من الجيش اللبناني، بموجب القرار 1701، وهو ما لم يحصل، معتبرا بأنه ان صح دخول الخزعلي إلى الجنوب، فهو تمّ بطريقة غير شرعية. 
ولاحقا، ردّ المكتب الإعلامي للخزعلي على بيان الحريري معتبرا انه يحمل "مغالطات"، مشيرا إلى ان زيارة الخزعلي جاءت بصفة أصولية وبجواز سفر عراقي، وأن اللباس العسكري الذي ارتداه فهو تعبير عن رسالة تضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني ضد العدو المشترك للاسلام والانسانية المتمثل بالكيان الصهيوني". 
ورد مصدر مسؤول في الحكومة اللبنانية مؤكدا "ان بيان الخزعلي مردود لصاحبه شكلا ومضمونا، وأن لبنان في غنى عن أي "عصائب" للدفاع عنه، وأن الدولة اللبنانية وحدها المعنية بمواجهة أي عدوان على أرضها وسيادتها، والعراضة التي ارادها صاحب البيان على الحدود الجنوبية مسألة تخالف أبسط مقتضيات الأخوة والتضامن، ورسالة مرفوضة تتجاوز القوانين، وتدخل غير مقبول في شؤون داخلية لبنانية هي من اختصاص اللبنانيين دون سواهم". 
وفيما لوحظ ان حزب الله التزام الصمت ولم يصدر عنه أي بيان توضيحي، فان مصادر قيادية في الحزب استغربت الاعتراض على جولة الخزعلي، واكتفت بالتساؤل: هل ان النأي بالنفس يشمل قضية فلسطين؟". 
وقالت لـ "اللواء": "نحن في محور المقاومة لا ننأى بأنفسنا عن قضية فلسطين، والجولة حصلت وانتهت وعاد الخزعلي إلى بلده وانتهت القضية". 
وفي السياق، انتشر فيلم جديد على الحدود اللبنانية الجنوبية يظهر مقاتلين عراقيين وافغان تابعين لسراي السلام (التابعة للتيار الصدري في العراق) بزي مقاتلين لحزب الله يتولون الحراسة مع عناصر الحزب، ويتحدثون عن مشاركتهم في مساندة الحزب في التصدّي لأي عدوان. 
لكن رئيس بلدية كفرحمام، أبلغ تلفزيون "المستقبل" ان الفيديو قديم، ولا وجود مسلح غريب داخل البلدة.
الديار
تمثال لترامب في القدس وإسرائيل تتكل على عبّاس والملك عبدالله والسيسي بإنهاء الإنتفاضة

سقطت الجامعة العربية ومعظم الأنظمة العربية امام الشعور العربي الوطني والقومي الذي اشتعل نتيجة قرار الرئيس الأميركي ترامب اعتبار مدينة القدس المقدسة والمحتلة عاصمة لإسرائيل (مقال شارل أيوب).
وكم كان هزيلا بيان وزراء الخارجية العرب وضعيفا وصغيراً امام القرار الظالم والمستبدّ الذي اتخذه الرئيس الأميركي ترامب في ان الولايات المتحدة اعترفت بالقدس كاملة عاصمة لإسرائيل وبأنها ستنقل السفارة الأميركية الى القدس رغما عن القرارات الدولية وضربا للشرعية الدولية، رغم ان واشنطن وافقت على كل القرارات في شأن القدس والضفة الغربية وحدود الـ 67، ثم يأتي الان الرئيس الأميركي ترامب ويتجاهل كل هذه القرارات الدولية ويعتبر القدس عاصمة إسرائيل.
الجامعة العربية كانت هزيلة جدا عبر اجتماع وزراء الخارجية العرب، وكانوا يحاولون إرضاء شعور الشارع العربي وفي ذات الوقت عدم المسّ بالولايات المتحدة والرئيس الأميركي ترامب بأي كلمة، بل عبارات لفظية مكتوبة عبر بيان، عن ان القرار أضرّ بتسوية السلام في الشرق الأوسط وانه يجب اخذ تدابير ديبلوماسية واقتصادية وغيرها، دون ذكر ما هي التدابير وكيفية اتخاذها، بل انتهى امس السبت مؤتمر وزراء الخارجية العرب الى فشل ذريع ومعيب في حق الشعوب العربية التي انتفضت في كل انحاء العالم العربي وفي حق جميع المسلمين والمسيحيين، على كافة الكرة الأرضية.
يمكن الإعلان ان الجامعة العربية انتهت، وان مؤتمر وزراء الخارجية العرب مُخجل جدا، وكل الكلمات التي ألقيت في المؤتمر كانت كاذبة وفقط تحت ضغط الشارع العربي، لكنه لم يتم اتخاذ أي توصية في شأن الردّ على قرار الرئيس الأميركي ترامب من قبل 22 دولة عربية.
معنى ذلك ان أنظمة عربية ستسقط امام شارعها وحتى ان السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية قد تسقط امام الانتفاضة ضد جيش الاحتلال وضد قرار الرئيس الأميركي ترامب في شأن اعتماد القدس عاصمة إسرائيل، لان الرئيس محمود عباس ما زال يتحدث عن كيفية السلام ولا يتحدث بكلمة عن اتفاق أوسلو الذي أوصل الفلسطينيين الى هذه المصيبة الكبرى، إضافة الى المصائب التاريخية التي اصابت الشعب الفلسطيني. 
كما ان أنظمة عربية أخرى معرّضة للسقوط نتيجة ثورة الشارع العربي وعدم قيام هذه الأنظمة العربية باتخاذ أي خطوة ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب ولو شكليا، سواء عبر استدعاء سفيرها لدى واشنطن ام غيرها.
في هذا الوقت تستمر الانتفاضة الفلسطينية على مدى الضفة الغربية وغزة وحتى داخل الخط الأخضر، ومع ان الاعلام الإسرائيلي لا يسمح ولا ينشر شيئاً عن المظاهرات الفلسطينية داخل إسرائيل 48 أي فلسطين التي تم اغتصابها سنة 1948 وتم اعلان دولة إسرائيل على أراضيها، فان الفلسطينيين داخل الخط الأخضر تظاهروا بعشرات الالاف في المدن العربية وفي تل ابيب لكن الاعلام الإسرائيلي حجب كل المعلومات ومنع حتى كافة المحطات الدولية الاوروبية والأميركية من نشر أي صور او خبر عن هذه المظاهرات.
اما في الضفة الغربية فسارت مظاهرة قوية من رام الله باتجاه مركز القيادة العسكرية الإسرائيلية التي تحكم وتحتل الضفة الغربية. واصطدم المتظاهرون مع الجنود الإسرائيليين، وسقط من الشبان الفلسطينيين 36 جريحاً منهم بالرصاص الحي، ومنهم بالرصاص المطاطي، كما أصيب اكثر من 51 شاباً فلسطينياً وصبية فلسطينية بالاختناق نتيجة القنابل الغازية التي تحمل مواد كيماوية مسممة للتنفس، وفي ذات الوقت مسيلة للدموع في شكل لا يعود المتظاهر يستطيع رؤية ما امامه. ورغم ذلك، ظهر الناطق باسم البيت الأبيض واعلن ان المتظاهرين، وفق ما قاله «في إسرائيل بينما هي فلسطين المحتلة لا يحق لهم التظاهر لانه من المعروف تاريخيا ان اليهود هم الذين يملكون القدس وهي عاصمتهم الحقيقية والتاريخية».
الانتفاضة في القدس  والضفة الغربية وغزة 
ازاء تصريح الناطق باسم البيت الأبيض لم تصدر ردود فعل من الدول العربية ومن وزارات الخارجية العربية أي رد فعل عن ذلك، فلا لبنان استدعى السفيرة الأميركية ليحتج، ولا الأردن ولا مصر ولا المغرب ولا الخليج العربي، باستثناء العراق والجزائر وموريتانيا وتونس، الذين استدعوا السفير الأميركي لدى عواصمهم وقدموا له مذكرات احتجاج من حكوماتهم ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
اما في الشارع العربي فاستمرت المظاهرات في مصر وفي الأردن وفي العراق وفي سوريا وفي ليبيا وفي تونس والجزائر وعدة دول عربية، لكن الأنظمة العربية سكتت عن قرار الرئيس الأميركي ترامب وأصبحت معزولة عن شعبها وعن شعوره الوطني والقومي، حتى باتت هذه الأنظمة متآمرة مع إسرائيل ومع اميركا على الشعب الفلسطيني. 
اما الغريب في الامر، فان الرئيس محمود عباس وكذلك صائب عريقات مسؤول العلاقات الخارجية والتفاوض وكذلك السيد نبيل شعث لم يقوموا بأي تحرك ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب، ولم يقولوا ان اتفاق أوسلو أصاب الفلسطينيين بمصيبة كبرى لا يمكن حلها قبل 25 سنة، ما لم تقم السلطة الفلسطينية بإلغاء اتفاق أوسلو الغاء نهائيا، وكما ارتكب الرئيس الراحل ياسر عرفات خطأ وكذلك أبو مازن الذي ادار محادثات أوسلو مع صائب عريقات ونبيل شعث وغيرهم، وقاموا بالاعتراف بإسرائيل كدولة كاملة السيادة على فلسطين سنة 48 مقابل وعد إسرائيلي بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية منزوعة السلاح وان يبقى الجيش الإسرائيلي على نهر الأردن يمنع التواصل بين الضفة الغربية والأردن والدول العريبة الا عبر الحواجز العسكرية الإسرائيلية وهي التي تسمح بالدخول والخروج الى ما قالت عنه إسرائيل سلطة فلسطينية، واعتقدت منظمة التحرير ان إسرائيل تتحدث عن دولة فلسطينية.
ومنذ عام 1994 عقدت منظمة التحرير اتفاق أوسلو وعلى رأسها حركة فتح مع إسرائيل وهو اتفاق جرى تحت الطاولة وبرعاية أميركية ومفاوضات مباشرة إسرائيلية – فلسطينية، أدت الى اهدار حق الشعب الفلسطيني، والسؤال، ماذا ينتظر الرئيس الفلسطيني محمود عباس كي يتخذ قراراً مع منظمة التحرير بإلغاء اتفاق أوسلو، وكيف يقبل الرئيس الفلسطيني بالغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة وسقوط الشهداء وخاصة طفلين بين الشهداء، فيما تستمر المخابرات الفلسطينية تجتمع مع المخابرات الإسرائيلية وتقوم بالتنسيق الأمني المشترك رغم كل العدوان الإسرائيلي وكل الظلم الأميركي ضد الشعوب العربية والانحياز الى دولة الاحتلال الإسرائيلي.
بعد مظاهرة رام الله واشتباكهم مع الحواجز الاسرائيلية في مقر الحاكم العسكري انتشرت من جديد مظاهرة كبرى في القدس باتجاه المسجد الأقصى واقام المسيحيون في بيت لحم شجرة الميلاد واضاؤوها الا ان جيش الاحتلال منع تجمع المسيحيين حول كنيسة مهد السيد المسيح حيث وُلد ومنعوا أي تجمع واستعملوا الهراوات ليفرّقوا الفلسطينيين المسيحيين كذلك السياح الأجانب الذين جاؤوا لزيارة كنيسة الميلاد.
اما في المسجد الأقصى في قلب مدينة القدس المحتلة، فتظاهر آلاف الفلسطينيين من الطائفة الاسلامية الذين يريدون الصلاة داخل المسجد الأقصى والاجتماع في باحة المسجد لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعتهم من ذلك وواجهتهم بعنف كبير واطلقت قنابل مسيلة للدموع كذلك اطلقت الرصاص المطاطي فسقط نتيجة ذلك 28 جريحا بالرصاص المطاطي وكذلك حوالى 70 فلسطينياً من شاب وصبية نتيجة قنابل الغاز المسمومة ولم يعد يجوز تسميتها قنابل مسيلة للدموع لان المتظاهرين يصابون بالاغماء والشعور بحالة اختناق في التنفس ويغيبون عن الوعي. وكان عددهم قد ارتفع الى 71 مصابا.
كما سارت مظاهرات في شوارع القدس لكن جيش الاحتلال دفع بتعزيزات كبيرة واغلق طرقات القدس امام المظاهرات وقام بقمعها والأسلوب هو ذاته اطلق القنابل من الغاز المسموم حيث يسبب الاختناق التنفسي وعدم الرؤيا لمدة ساعة تقريبا من الذين يصل الدخان الى وجوههم. كذلك اطلقوا الرصاص المطاطي وقاموا بتفريق كل المظاهرات في القدس، وقطعوا القدس الى اكثر من 9 اقسام، خاصة الطريق من المسجد الأقصى الى جبل الزيتون الى كنيسة القيامة حيث قبر السيد المسيح، كذلك اقاموا الاسلاك الشائكة حول جبل الزيتون، حيث صام السيد المسيح ومنعوا المتظاهرين من الدخول الى جبل الزيتون. 
وفي نتيجة المواجهات سقط اكثر من 140 جريحا نتيجة العنف الذي استعمله جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المتظاهرين المقدسيين أي سكان القدس المحتلة.
اما في مدينة الناصرة وقلقيلية والخليل وبيت لحم وجنين فقد حصلت مظاهرات كبيرة انما كانت تصطدم بتعزيزات كبيرة من الجيش الإسرائيلي الذي حشد حوالى 60 الف جندي في كامل الضفة الغربية، اضافة الى 25 الف شرطي إسرائيلي وحوالى 3 الاف من رجال الاستخبارات العسكرية وجهاز شاباك للامن الداخلي لتطويق الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي التي ارتفع مستواها. 
مواجهة فرنسية أميركية 
هذا ورفع الصوت عاليا الرئيس الفرنسي ماكرون قائلا ان القدس الشرقية ستبقى عاصمة لفلسطين حيث سيتم انشاء وقيام دولة فلسطين على حدود عام 1967 تعيش جنبا الى جنب مع دولة إسرائيل سنة 48. وانتقد بشدة قرار الرئيس الأميركي ترامب معتبرا انه أضرّ بالسلام العالمي وأشعل الشرق الأوسط والعالم العربي ببركان من النار، كذلك اساء الى شعور اكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم. 
فيما ردت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الامن دون ذكر الرئيس الفرنسي بأن الإدارة الأميركية ليست بحاجة الى من يدافع عن الإرهاب ويدافع عن سلطة فلسطينية تترك الإرهاب ينتشر من غزة الى الضفة الغربية. 
غزة وانتفاضتها 
اما في غزة، فقد استمرت الانتفاضة وفجر امس قامت الطائرات الاسرائيلية بالاغارة على مركز لحماس فأصابت المركز بالصواريخ وكذلك اصابت ابنية يسكنها مدنيون. فاستشهد 4 مواطنين فلسطينيون من عائلتين إضافة الى استشهاد طفلين عمرهما 3 سنوات و5 سنوات. وهاجم الشبان الفلسطينيون السياج الذي يحاصر قطاع غزة، وما ان اقتربوا من الاسلاك الشائكة حتى بدأ جنود الاحتلال باطلاق النار نحوهم بالعيارات المطاطية، ورغم ذلك اصر الشبان الفلسطينيون والصبايا الفلسطينيات على إزاحة الشريط الشائك الحديدي، عندها استعمل الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي لكنه لم يسقط شهداء نتيجة اطلاق هذه النار، لان الشبان ارتموا ارضا وحموا انفسهم مع الصبايا الفلسطينيات من اصابتهم بالرصاص الحي. 
وطوال نهار امس كانت الطائرات الإسرائيلية تحلّق على علو منخفض وهي من طراز اف – 16 واف – 15 بسرعة بالغة وعلى علو منخفض فوق منازل وبلدات ومدن الضفة الغربية الفلسطينية، إضافة الى تحليقها فوق قطاع غزة وبسرعة كبيرة فوق كامل قطاع غزة ومبانيها، لاشعار الفلسطينيين بالخوف والرعب كون الطائرات الإسرائيلية كانت تطير في شكل مرعب على مستوى منخفض وبسرعة قوية، وهذا ما يؤدّي الى احداث ضجة واصوات عنيفة للغاية، خاصة وانها تؤذي الأطفال الصغار أذية كبيرة، نظرا لامكانية إصابة السمع لدى الأطفال، نتيجة هذه الأصوات الصادرة عن الطائرات في تحليقها المنخفض على علو 50 متراً فوق المنازل الفلسطينية.
كما قامت البوارج الإسرائيلية بمنع الصيادين في قطاع غزة من الإبحار قبالة شاطئ غزة لصيد الأسماك. واذاعت بالميكروفونات نداءات بعدم الخروج الى الصيد لان ذلك ممنوع وحتى اشعار آخر. ولدى محاولة بعض الصيادين التقديم لبضعة امتار بقواربهم الصغيرة لاصطياد السمك اطلقت البوارج الحربية العسكرية الاسرائيلية النارية على مسافات قريبة من القوارب الفلسطينية، وذلك بعنف كبير، مما أدى بالصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة الى العودة الى الميناء وعدم الخروج الى الصيد.
والمعلوم ان غزة لا يصلها كميات غذاء كافية بسبب الحصار الإسرائيلي عليها، وبسبب أيضا اغلاق مصر للبوابات ما بين قطاع غزة وسيناء. ولذلك فان اصطياد السمك هو حاجة ضرورة للغذاء لشعب قطاع غزة لكن إسرائيل منعتهم من ذلك.
 مؤتمر الدول الإسلامية في إسطنبول 
وبدعوة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي ترأس تركيا حاليا رئاسة مجلس التعاون للدول الإسلامية في العالم وهي 57 دولة، دعا الرئيس اردوغان الى مؤتمر قمة لرؤساء الدول الإسلامية في إسطنبول لدراسة قرار الرئيس الأميركي ترامب باعتبار القدس المحتلة عاصمة إسرائيل. لكن الرئيس اردوغان لم يوجه الدعوة الى سوريا، وهي دولة عضو في مجلس التعاون الإسلامي. فيما اتصل بالرئيس اللبناني العماد ميشال عون ودعاه الى المؤتمر، كذلك اتصل بكافة رؤساء الدول الإسلامية ودعاهم للاجتماع يوم الأربعاء في إسطنبول في اطار اجتماع القمة الإسلامية. وسيبحث مجلس التعاون الإسلامي قرار الرئيس الأميركي ترامب وامامه 3 خيارات:
1 – إقامة شكوى لدى مجلس الامن من 57 دولة إسلامية انما 56 دولة لان سوريا لم يتم دعوتها امام مجلس الامن الدولي ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب وانتزاع قرار من مجلس الامن لاسقاط القرار الأميركي في شأن القدس، واذا استعملت الولايات المتحدة حق الفيتو وسقطت الشكوى الإسلامية فسيلجأ مجلس التعاون الإسلامي ويجتمع مع رؤساء الدول الإسلامية الى اللجوء الى الأمم المتحدة والتصويت في داخلها وهي تضم 189 دولة وكلها ضد القرار الأميركي باستثناء إسرائيل.
2 -الدعوة الى قطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل من قبل الدول الإسلامية حتى تراجع الرئيس الأميركي ترامب والإدارة الأميركية عن قرارها في شأن اعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
3 – قيام 3 رؤساء دول إسلامية من كبريات الدول الإسلامية بالسفر الى واشنطن ومقابلة الرئيس الأميركي ترامب، ومطالبته بتجميد قراره حتى حصول التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في شأن اقامة دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية، لكن هذا القرار على الأرجح لن يحصل لان السعودية ترفض ارسال وفد إسلامي الى واشنطن والقيام بهذا الطلب، والقرار السعودي هو إعطاء إسرائيل مدينة القدس المحتلة كي تكون عاصمتها، ومقابل ذلك تكون عاصمة السلطة الفلسطينية مدينة أبو ديس القريبة جدا من القدس المحتلة.
هنا تجدر الإشارة الى ان السعودية نشرت كل جيشها والشرطة السعودية والذي يقدّر عددهم بـ 120 الف عنصر في كل المدن السعودية ومنعوا المظاهرات كليا تحت طائلة السجن لمدة 25 سنة لكل متظاهر، ولم تقم في كامل المملكة العربية السعودية وهي الدولة الإسلامية التي تتواجد على ارضها قبلة المسلمين مدينة مكة المكرّمة، ولم تسمح بأي مظاهرة ولا هي قامت بإصدار بيان ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب في تقديم هدية الى إسرائيل وهذه الهدية ان مدينة القدس المقدسة للمسلمين والمسيحيين تم تسليمها الى إسرائيل، في حين ان المملكة العربية السعودية وهي دولة دستورها الشريعة الإسلامية السنيّة، كان يجب ان تقف موقفا عربيا وخاصة إسلاميا، لانه وفق الدستور السعودي فان الملك هو الحاكم باسم الله على المواطنين المسلمين، وبالتالي رغم ان القدس ترمز الى الاسراء نحو قبة الصخرة لرسول الله ومنها المعراج الى السماء ورغم ان المسجد الأقصى يُعتبر احد اهم الرموز المقدسة لدى المسلمين، فان السعودية وهي الدولة الإسلامية الكبرى منعت التظاهر ولم تصدر بيانا عن الديوان الملكي ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب، بل اكتفت بأن السعودية تأسف لقرار الرئيس الأميركي ترامب.
وماذا تعني كلمة تأسف، في ظل قرار تاريخي سلب المسلمين اهم مراكز دينية لهم سواء اسراء النبي محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – من السعودية الى قبة الصخرة في القدس ومنها عرّج الى السماء عبر مدينة القدس ومسجد جامع الصخرة. كما ان المسجد الأقصى الذي أقامه الخليفة عمر وهو احد اهم الخلفاء الراشدين من بعد رسول الله قام باعمار المسجد الأقصى في القدس المدينة المقدسة، واصبح المسجد الأقصى الان بعد اعتبار اميركا انها عاصمة إسرائيل تحت الاحتلال الإسرائيلي وسيطرت بلدية القدس على كامل القدس الشرقية بما فيها المسجد الأقصى، ومسجد قبة الصخرة وقبر السيد المسيح وطريق الجلجلة للسيد المسيح، وكنيسة القيامة المسيحية حيث قام السيد المسيح من بين الأموات، إضافة الى اهم الاديرة المسيحية والاوقاف الإسلامية السنيّة في مدينة القدس المقدسة والمحتلة والتي الان أصبحت برأي الموقف الأميركي كاملة الاحتلال من قبل إسرائيل.
تمثال لترامب وإسرائيل تتكل على الأردن والسلطة ومصر لانهاء الانتفاضة الفلسطينية 
اذاعت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي ان الحكومة الإسرائيلية بقرار من رئيس وزرائها نتنياهو أعطت تعليمات لرئيس بلدية القدس بإقامة تمثال كبير للرئيس الأميركي ترامب تقديرا ومكافأة له على قراره باعطاء إسرائيل كامل القدس المقدسة والمحتلة عاصمة لها. وان التمثال سيتم اقامته مكان دير مار جرجس التاريخي والمسيحي وهو من احد اهم الرموز لدى المسيحيين. وقد تم بناؤه قبل 1790 في القدس المحتلة. وقد صادرته السلطات الإسرائيلية قبل 3 سنوات، والان ستقوم بهدمه لاقامة باحة توراتية بدل الدير ومعبدين إسرائيليين في ارض دير القديس مار جرجس وفي الوسط تمثال كبير للرئيس الأميركي ترامب، حيث سيتم الكتابة ان إسرائيل لن تنسى ابدا ايمان الرئيس الأميركي ترامب بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، وسيكون التمثال بارتفاع 15 متراً وعرض 4 امتار. فيما يقف الرئيس الأميركي في هذا التمثال وهو يحمل كتاب التوراة الإسرائيلي.
إضافة الى خبر إقامة تمثال للرئيس الأميركي ترامب، اضافت القناة الثانية الاسرائيلية ان وزير خارجية إسرائيل صرّح بأن إسرائيل اجرت اتصالاتها وحصلت على نتائج مرضية من قبل الرؤساء محمود عباس والملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن السلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية والجمهورية العربية المصرية سيقومون بكامل الجهود لانهاء الانتفاضة الفلسطينية بأقصى سرعة. لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكذلك الملك الأردني والرئيس المصري طلبوا من الحكومة الإسرائيلية تخفيف تعزيزات الجيش الإسرائيلي وترك بعض الوقت كي تجري مظاهرات وفي خلال أسبوع تكون السلطة الفلسطينية مع الأردن ومصر قد استطاعوا انهاء الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية.
اما في قطاع غزة، فان القطاع يعيش حالة تأهّب كبيرة نتيجة إمكانية حصول حرب بين كتائب القسام التابعة لحركة حماس إضافة الى القوة العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، حيث ان المناضلين في حماس وحركة الجهاد الإسلامي يستعدون لاطلاق الصواريخ نحو المستعمرات الاسرائيلية المقابلة لقطاع غزة.
وامس اطلقوا عند منتصف الليل 6 صواريخ ضد المستوطنات الإسرائيلية، واستطاعت القبة الصاروخية الإسرائيلية اعتراض 4 من الصواريخ فيما أصاب صاروخان اهدافهما دون ان تعلن إسرائيل الخسائر البشرية او المادية لها.
وعلى الأثر أرسلت إسرائيل 4 طائرات من طراز اف – 16 الأميركية الصنع وقامت بقصف نقطتين في قطاع غزة وسقط نتيجة ذلك 6 شهداء منهم طفلان، وعمر طفل 3 سنوات والثاني 5 سنوات.
واما الـ 4 شهداء الباقون فهم من افراد عائلتين يسكنان مبنى مدنياً على بعد 100 متر من مكتب لحركة حماس.
واذا حصلت حرب بين قطاع غزة وإسرائيل وقامت إسرائيل بشن حرب وحشية كما حصل منذ بضع سنوات، حيث سقط 2000 شهيد من قطاع غزة و10 آلاف جريح وتم هدم 4 الاف منزل في قطاع غزة عبر غارات الطيران الإسرائيلي الوحشية ضد شعب واهل قطاع غزة، ومعظمهم من المدنيين غير المقاتلين، واستشهدوا وهم في منازلهم. فان الضفة الغربية عندها ستنفجر انفجارا كبيرا ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي ولن يستطيع الرئيس محمود عباس ولا صائب عريقات ولا نبيل شعث ولا قائد المخابرات الفلسطينية من وضع حد للانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية، إضافة الى ذلك، فسينتفض الشارع العربي والإسلامي اذا حصلت الحرب الاسرائيلية ضد قطاع غزة لان الجميع باتوا يعرفون أوضاع سكان اهل قطاع غزة، حيث يعيش مليونان ونصف مليون مواطن فلسطيني محاصرين من كل الجهات سواء من جهة مصر او من جهة إسرائيل في ظل مساحة جغرافية لا تتسـع لاكثر من نصف مليون مواطن.
 ترامب ونتنياهو يحتفلان بالقرار 
في هذا الوقت اتصل رئيس وزراء العدو الإسرائيلي نتنياهو بالرئيس الأميركي ترامب وذلك يوم امس الاحد بعد انتهاء العطلة الاسرائيلية حيث لا يقوم الاسرائيليون بأي حركة منذ الساعة السادسة يوم الجمعة حتى الساعة السادسة يوم السبت  واتصل يوم الاحد بالرئيس ترامب وقام بشكره وابلغه ان تمثالا للرئيس ترامب سيتم اقامته في القدس وانه ينتظر ان يأتي الرئيس الأميركي ترامب خلال سنة ليدشن التمثال كذلك ان يأتي أعضاء الكونغرس الأميركي معه الى القدس المحتلة ويحتفلون بالقدس عاصمة إسرائيل، وفي ذات الوقت مشاهدة تمثال الرئيس الأميركي ترامب الذي ارتكب جريمة كبرى في حق الشعب الفلسطيني عندما اعطى إسرائيل ارضا ليست له بل هي للشعب الفلسطيني وهي القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وأعطى ما لا يملكه لمن لا يستحق. 
المستقبل
تظاهرات الغضب تتواصل .. وماكرون ينتصر للقدس

لليوم الرابع على التوالي، تواصل الغضب الفلسطيني والعربي والإسلامي إزاء "وعد ترامب" بأن تكون القدس عاصمة لإسرائيل، فخاض الفلسطينيون مواجهات بالحجارة والدواليب والمحروقة مع قوات الاحتلال، وسار عشرات الآلاف في مدن عدة في الشرق الأوسط والعالم هاتفين للقدس. 
البيت الأبيض أعرب عن استيائه من رفض السلطة الفلسطينية استقبال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس معتبراً أنها "تضيع فرصة مناقشة مستقبل المنطقة"، فيما أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن بلاده ترفض قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يُمثل "تهديداً خطيراً للسلام"، وطالبه بتقديم مبادرات حسن نية للفلسطينيين كتجميد الاستيطان. ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نظيره الفلسطيني محمود عباس إلى قمة ثنائية اليوم في القاهرة. 
ففي القدس اندلعت التظاهرات الشعبية رفضاً لإعلان الرئيس الأميركي نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وطعن فلسطيني يبلغ من العمر 24 عاماً من الضفة الغربية المحتلة حارس أمن إسرائيلياً بعدما اقترب من جهاز رصد المعادن عند مدخل محطة حافلات رئيسية، وقالت الشرطة إن الحارس في حالة حرجة. واحتجز المهاجم بعدما أمسك به أحد المارة. 
ومنذ الخميس، قتل أربعة فلسطينيين في مواجهات مع عناصر أمن إسرائيليين أو إثر غارات جوية نفذها الجيش الإسرائيلي. 
وفي لبنان أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه لتفريق بعض عناصر الشغب الذين عمدوا الى رشق القوى الأمنية بالحجارة وبالزجاجات الفارغة وأضرموا النيران في منطقة عوكر محاولين نزع الأسلاك الشائكة الفاصلة عن السفارة الأميركية في المنطقة. 
وفي القاهرة، تظاهر طلاب وأساتذة جامعات في جامعة الأزهر بحسب متحدث باسم الجامعة. وأظهرت صور انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مئات من المتظاهرين. وتظاهر عشرات الطلاب في جامعتين مصريتين أخريين. 
وفي العاصمة المغربية الرباط قام عشرات آلاف المتظاهرين بمسيرة في الشارع الرئيسي مرددين شعارات "الشعب يريد تحرير فلسطين" و"الموت لإسرائيل عدوة الشعوب مثيرة الحروب". 
ولوح المتظاهرون بالأعلام الفلسطينية وحملوا صوراً للقدس وعبّروا عن غضبهم مما وصفوه "بخيانة" الحكومات العربية التي يعتقدون أنها تؤيد تحرك ترامب. 
وتظاهر آلاف خارج السفارة الأميركية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا ولوح الكثيرون منهم بلافتات كتب عليها "فلسطين في قلوبنا". 
وانضم قادة في إندونيسيا، وهي أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، إلى إدانات عالمية لخطوة ترامب شملت حلفاء غربيين لواشنطن يقولون إن الخطوة ضربة لجهود السلام وتُخاطر بتصعيد العنف. 
فلسطينياً، أعلنت الرئاسة المصرية أن قمة ثنائية ستجمع الإثنين في القاهرة الرئيس المصري ونظيره الفلسطيني لبحث سبل التعامل مع القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. 
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي في بيان إن السيسي وجه الدعوة لعباس "لعقد قمة ثنائية تشاورية في القاهرة الإثنين لتناول التطورات الخاصة باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وسبل التعامل مع الأزمة بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته الوطنية وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". 
وفي رام الله، أكدت مصادر في الرئاسة الفلسطينية أن عباس غادر رام الله في طريقه إلى القاهرة بناء على دعوة من السيسي. 
وأجرى عباس والسيسي اتصالاً هاتفياً الأحد، بحسب ما أوردت وكالة وفا الفلسطينية الرسمية للأنباء. وقالت وفا إنه "جرى خلال الاتصال استكمال المشاورات حول آخر المستجدات، عقب قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل". 
كما أجرى السيسي اتصالاً هاتفياً بالعاهل الأردني عبد الله الثاني، وفق الرئاسة المصرية. 
فلسطينياً كذلك، قال وزير الخارجية رياض المالكي إن الفلسطينيين سيبحثون عن وسيط جديد في محادثات سلام جديدة بدلاً من الولايات المتحدة وسيسعون لاستصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن قرار ترامب. 
وأوضح المالكي أن الرئيس الفلسطيني لن يجتمع مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال جولة بالمنطقة. وقال البيت الأبيض إن القرار مؤسف، وإن بنس يتطلع لمقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. 
وصرح كبير موظفي نائب الرئيس الأميركي أن السلطة الفلسطينية من خلال قرارها عدم لقاء بنس خلال زيارته إلى المنطقة في أواخر كانون الأول الحالي، ترفض "مجدداً" الحوار. 
وقال جارود ايجن في بيان "من المؤسف جداً أن تبتعد السلطة الفلسطينية مرة أخرى عن فرصة للتباحث حول مستقبل المنطقة". 
وتابع ايجن أن بنس يتطلع إلى لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري. 
لكنه بدا وكأنه يؤكد أن بنس لن يلتقي أي مسؤول من السلطة الفلسطينية. وقال ايجن "لقد طلب (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب من بنس القدوم إلى المنطقة لإعادة التأكيد على التزامنا العمل مع شركائنا في الشرق الأوسط من أجل التصدي للتطرف الذي يهدد آمال وأحلام الأجيال المستقبلية". 
وتابع ايجن أن الإدارة الأميركية "تظل رغم ذلك مصممة على جهودها على أمل إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفريقنا من أجل السلام لا يزال يعمل بجد من أجل إعداد خطة للسلام". 
وأدان وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ في القاهرة السبت قرار ترامب وقالوا إن القرار يُهدد بدفع المنطقة إلى الهاوية. 
وأضاف البيان الذي نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية أن وزراء الخارجية يؤكدون رفض القرار وإدانته واعتباره "قراراً باطلاً وخرقاً خطيراً للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة" والتي أكدت أن القدس الشرقية أرض محتلة.
وأكد ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجهة النظر هذه قائلاً إن الوضع يُهدد بإثارة العنف. ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن الشيخ محمد إشارته إلى "إمكانية أن تمثل هذه الخطوة طوق نجاة للجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة التي بدأت بخسارة قواعدها في المنطقة". 
وفي باريس، حث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي على القيام بـ"مبادرات" تجاه الفلسطينيين من أجل إحياء عملية السلام بعد أزمة الثقة التي أثارها إعلان الولايات المتحدة الأحادي الجانب للقدس عاصمة لإسرائيل. 
وأدان ماكرون جميع الأعمال الإرهابية ضد إسرائيل وأبلغ نتنياهو أنه ضد قرار ترامب وأن القرار يمثل "تهديداً خطيراً للسلام". إلا أن المسؤولين التزما موقفيهما إلى حد كبير خلال غداء في الإليزيه طغت فيه "أجواء من الصراحة"، بحسب مقربين من ماكرون، وذلك عشية زيارة لنتنياهو إلى بروكسل من المتوقع أن تكون على الدرجة نفسها من الحساسية. 
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو "لقد دعوت رئيس الوزراء إلى القيام بمبادرات شجاعة تجاه الفلسطينيين من أجل الخروج من المأزق الحالي" والسماح بعودة "المحادثات الإسرائيلية – الفلسطينية". 
وأضاف "يبدو لي أن البدء بتجميد الاستيطان واتخاذ إجراءات ثقة تجاه السلطة الفلسطينية، مبادرات مهمة". وأكد أنه قال لنتنياهو "أفسح المجال أمام السلام، وقم بمبادرات تجاه الفلسطينيين". 
وفيما جدد الرئيس الفرنسي تأكيد رفضه قرار نظيره الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ندد بـ "كافة أشكال الهجمات على إسرائيل في الساعات والأيام الأخيرة" التي أثارها إعلان واشنطن. 
وقبل مغادرته إلى باريس، انتقد نتنياهو ما وصفه بـ"النفاق" الأوروبي بسبب الإدانات لقرار ترامب من دون التطرق إلى "الصواريخ التي تُطلق على إسرائيل أو التحريض المروع ضدها". 
وقال رئيس الوزراء الذي سيلتقي وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الـ28 في بروكسل "احترم أوروبا، ولكنني غير مستعد لقبول معاييرها المزدوجة". 
ورفض كذلك تقبل "دروس في الأخلاق" من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اتهمه بـ"قصف" الأكراد ومساعدة "الإرهابيين خصوصاً في غزة". 
وجاء ذلك رداً على تصريح لأردوغان في وقت سابق قال فيه إن إسرائيل "دولة إرهابية تقتل الأطفال". 
وأعاد التأكيد في باريس أن إسرائيل لا يمكن أن تكون لديها عاصمة سوى القدس، واصفاً محاولات إنكار هذه "العلاقة التاريخية" بـ"السخيفة". 
وفي ما يتعلق بعملية السلام الإسرائيلية – الفلسطينية، كرر تننياهو أنه "دعا باستمرار عباس إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع إسرائيل" لكن من دون جدوى. 
وأعلن ماكرون أن فرنسا ستدعم أي مبادرة "لقيام دولتين" إسرائيلية وفلسطينية، مؤكداً "أن السلام لن يأتي إلا من الأطراف المعنيين" بالنزاع. 
وأكد أن هناك "رغبة من الأميركيين للوساطة ولا أريد إدانتها بشكل مسبق" وسط مساعٍ من مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر لإعادة إحياء عملية السلام. 
وأضاف "علينا الانتظار حتى الأسابيع القليلة المقبلة والأشهر المقبلة لمعرفة ما سيتم اقتراحه". وتابع "أعتقد أن علينا الانتظار لمعرفة ما إن كان الأطراف المعنيون سيقبلون بذلك أم لا". 
لكنه ألمح أن فرنسا التي ركزت على مفاوضات السلام المتعلقة بالحرب السورية والوضع في لبنان لن تبادر في ما يتعلق بالنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي. 
وفي 15 كانون الثاني الماضي بباريس، أكدت 70 دولة على التزامها بحل الدولتين الذي تعارضه إسرائيل بشدة. 
وقالت إدارة ترامب إنها ما زالت ملتزمة بإحياء محادثات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية، وقالت نيكي هايلي السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن الولايات المتحدة "مُلتزمة بعملية السلام كما كانت على الدوام". وأضافت "ترامب لم يتحدث بشأن الحدود… لأن الوضع النهائي للقدس هو أمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وليس للأميركيين أن يقرروا ذلك".
البناء
مشروع قرار للأمم المتحدة يجرّم نقل السفارات للقدس… ونتنياهو يناشد ماكرون التدخّل للتهدئة
انتفاضة فلسطين تفتتح موسم الطعن… ولبنان من رمزية عوكر إلى حشد الضاحية الجامع 
باسيل يقرَع الأجراس للوزراء العرب… وعون يضعُ النقاط على الحروف للملوك والرؤساء

على مرمى يومين من قبل قرع وزير خارجية لبنان جبران باسيل أجراسَ الإنذار لوزراء الخارجية العرب قائلاً لهم، تعالوا ننتفض لعزّتنا ونتجنّب لعنة التاريخ وأسئلة أحفادنا عن تخاذلنا، لأنّ الانتفاضة وحدَها تحفظ ماء وجهنا وتُعيد حقوقنا، فإما أن نتحرّك الآن، وإلا على القدس السلام ولا سلامَ، فخذلوه، فسجّل خذلانهم بتعقيب أنّ القرار دون مستوى التوقعات والحدث. وعلى مرمى يومين من بعد يضع رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون النقاط على الحروف في مؤتمر القمة الإسلامية التي يزيّنها بحضوره المسيحي المشرقي، ليمنح قضية القدس طابعها الحقيقي كقضية عابرة للديانات والجغرافيا والكيانات، حاملاً جدول أعمال لا بلاغة خطابة، وتنميق كلمات، وبيد المجتمعين مقدّرات سياسية ودبلوماسية واقتصادية، إذا جرى تفعيلها، ربطاً بمكانة جغرافية، إذا أحسن توظيفها، وجذور ضاربة في التاريخ، إذا تمّ استلهامها، ليشكّلوا قوة لا يمكن تجاهلها، قادرة على فرض جدول أولوياتها، لذلك القضية هي في الإجابة عن سؤال يحمله عون للمؤتمرين: "هل القدس أولويتكم، أم أنّ لكلّ من الحضور أولويات أخرى، تفرض عليه الانسحاب من جبهة القدس بحثاً عن نقاط الحدّ الأدنى لرفع العتب؟ وعندها يصير السؤال لمن يتشاركون الرؤية بأن القدس أولوية، هل أنتم مستعدون لتشكيل جبهة للقدس تصدقون القول والفعل لأجلها؟ 
مصادر متابعة للقمة الإسلامية والتحضيرات لأعمالها، قالت لـ "البناء" إنّ مشاورات تجري بين عدد من الدول المشاركة لتبنّي التقدّم بمشروع لقرار يعرض على مجلس الأمن الدولي يعتبر كلّ قرار باعتماد القدس عاصمة لـ"إسرائيل" باطلاً قانوناً، وبلا قيمة، وكأنه لم يكن، وتجريم كلّ دولة تُقدم على نقل سفارتها إلى القدس بمخالفتها للقانون الدولي، وبعد الفيتو الأميركي المتوقع، التوجّه للجمعية العامة للأمم المتحدة بالنص نفسه خلال أربع وعشرين ساعة تحت بند القرار 377، الذي ينصّ وفقاً لميثاق الأمم المتحدة على ما يلي "يجوز للجمعية العامة، عملاً بقرارها المعنون "متحدّون من أجل السلام" المؤرخ 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 1950 القرار 377 د 5 أن تعقد "دورة استثنائية طارئة" خلال 24 ساعة، إذا بدا أنّ هناك تهديداً للسلام أو خرقاً للسلام أو أنّ هناك عملاً من أعمال العدوان، ولم يتمكّن مجلس الأمن من التصرف بسبب تصويت سلبي من جانب عضو دائم، حيث يمكنها أن تنظر في المسألة على الفور من أجل إصدار توصيات إلى الأعضاء باتخاذ تدابير جماعية لصون أو إعادة السلام والأمن الدوليين". 
بعيداً عما سيقّرره الحكام، وعن أروقة الدبلوماسية، يمضي الشعب الفلسطيني بتصعيد الانتفاضة وتوسيع نطاق المواجهات مع قوات الاحتلال في القدس ومدن الضفة الغربية وحدود قطاع غزة، وقد شهد يوم أمس افتتاحاً لموسم الطعن لعناصر الأمن "الإسرائيلي"، حيث أصيب حارس أمن "إسرائيلي" في عملية طعن غرب القدس، فيما اعتقلت قوات الاحتلال منفذ الهجوم وذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" أنّ عنصر الأمن "الإسرائيلي" أصيب جراء العملية بجروح خطيرة في الأجزاء العلوية من جسده، مضيفة أنّ الطعن حدث قرب محطة الباصات المركزية في شارع يافا في القدس الغربية. 
المواجهة الفلسطينية الآخذة في التصاعد، وما فرضته من إيقاع سياسي فلسطيني، أدّى لرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، حضرت في الصحافة "الإسرائيلية" كمصدر قلق لحكومة بنيامين نتنياهو وخشيتها من خروج الأمور عن السيطرة، واضعة زيارة نتنياهو لباريس في إطار السعي لإغراء فرنسا برعاية المسار التفاوضي لاحقاً مقابل دورها في التهدئة حالياً، عبر توظيف موقفها الرافض للقرار الأميركي في الضغط على الفلسطينيين لوقف مساري الانتفاضة والمقاومة. 
على مستوى التحرّكات خارج فلسطين، كما في الأروقة الدبلوماسية والنشاط البرلماني بقي لبنان في الصدارة، حيث شهد محيط السفارة الأميركية في عوكر أكثر من تظاهرة متتابعة لإيصال صوت الغضب الشعبي إلى الواقفين خلف جدران السفارة، لم يخلُ مشهده من بعض العنف المتوقّع في مثل هذه الحالات، وبعضه المبالغ له، وبعض التنديد الذي حاول جعل الصورة عكس مقاصدها وتسليط الضوء على هذا البعد الثانوي من الصورة، لتتجه الأنظار نحو التظاهرة الحاشدة التي ستشهدها الضاحية الجنوبية بدعوة من حزب الله والتي ستشارك فيها الأحزاب الوطنية كلّها بحشود شعبية، وحضور سياسي، تظهر حضوراً وطنياً جامعاً حول فلسطين والقدس، ويتحدّث خلالها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بكلمة متلفزة ينتظر أن تتضمّن مواقف وخطوات تتصل بالمواجهة الشعبية والسياسية للقرار الأميركي ورؤية المقاومة لمستقبل المواجهة على مستوى المنطقة وحول فلسطين وفيها. 
لبنان ينتفض لفلسطين…
لا تزال القدس تشكّل العنوان الأوحد ومحور الأحداث على الساحة المحلية في ظل انعدام الحركة السياسية والحكومية المجمّدة على أن تعود إلى طبيعتها منتصف الأسبوع الحالي مع جلسة مرتقبة لمجلس الوزراء الخميس المقبل. وقد كان لبنان نجم التحرك على المستويين الرسمي والشعبي والسبّاق في الدفاع عن القدس، وأثبت أنه "البلد الشريك الأول لفلسطين في القضية، وأنه الصادق الوحيد الى جانب محور المقاومة في مواجهة ومقاومة العدو "الإسرائيلي" وأدواته الإرهابية في المنطقة". 
فبعد الجلسة النيابية الصارخة التي شهدتها ساحة النجمة والتي وحّدت الموقف الداخلي رفضاً لقرار الرئيس الأميركي الاعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب، ودعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري اتحاد البرلمانيين العرب للانعقاد الأربعاء المقبل في المغرب، انتفض الشارع اللبناني بأحزابه ومنظمّاته الشبابية وقواه وفصائله الفلسطينية أمس. بينما شكّلت كلمة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب ثورة مدوّية على العرب أدهشت الحاضرين وتردّد صداها في العواصم والشوارع والساحات العربية. 
وتحت شعار "شدّوا الرحال الى فلسطين"، نفّذ المتظاهرون تظاهرة حاشدة أمام مبنى السفارة الأميركية في عوكر يتقدّمهم شباب الطلبة الجامعيين في الحزب السوري القومي الاجتماعي الى جانب حركة الناصريين المستقلين – المرابطون والأحزاب والقوى والمنظمات الشبابية اليسارية والفصائل الفلسطينية، حيث تحوّل محيط السفارة الى ثكنة عسكرية. وأدان المتظاهرون خلال كلمات لعددٍ من رؤساء الأحزاب المشاركة، القرار الأميركي مطالبين الحكومة اللبنانية والدول العربية بوقف برامج التعاون مع أميركا وطرد سفرائها. 
وتخلل الاعتصام أعمال شغب من بعض المشاركين أدّت إلى اشتباكات مع القوى الأمنية ووقوع 19 عنصراً من قوى الأمن الداخلي بجروح مختلفة، بحسب بيان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، التي أكّدت "توقيف 10 أشخاص يشتبه في قيامهم بأعمال شغب، بينهم 4 مواطنين لبنانيين و 6 من الجنسية الفلسطينية". 
نصر الله يطل اليوم في نهاية تظاهرة الضاحية
وفي غضون ذلك، يبدو أن دائرة التحرّك الداخلي آخذة في التوسّع، فالضاحية الجنوبية اليوم على موعدٍ مع تضاهرة حاشدة دعا اليها حزب الله ستكون التظاهرة الأضخم التي شهدتها الضاحية الجنوبية، بحسب ما توقعت مصادر مطلعة، على أن تختتم بكلمة للأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله سيشكل ملفّ القدس وفلسطين العنوان الأبرز فيها. 
وقالت مصادر مطلعة لـ "البناء" إن "المشاركة في التظاهرة غير محصورة بجمهور معين، بل مفتوحة لكل اللبنانيين والفلسطينيين ولكافة الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية". وأشارت الى أن "الإجراءات التي دعا اليها السيد نصر الله في إطلالته الأخيرة هي المستوى الأدنى في استراتيجية التحرك التي وضعتها قيادة المقاومة، والتي سيكشف عن تفاصيلها المتدرجة السيد نصر الله في إطلالات متلاحقة مواكبة للمستجدّات في فلسطين والعالم". 
وإذ رفضت الغوص في تفاصيل استراتيجية التحرّك والمدى التي قد تصل إليه، أوضحت المصادر أن "الخطة طي الكتمان وفي عهدة سيّد المقاومة. وهي متدرجة وتصعيدية وستكون مؤلمة للعدو "الإسرائيلي" وراعيه الأميركي حتى يحقق عنصر المفاجأة هدفه، لكنها لفتت الى أن "قرار ترامب لا يمكن السكوت عنه أو التراجع عن مواجهته. وهو فجّر بركاناً لن يخمد قبل سنوات حتى التراجع عنه". 
وشدّد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق على أن "ردّ المقاومة على قرار ترامب يكون بتعزيز قدراتها عسكرياً وبتعزيز مشروعها على مستوى المنطقة، وإن الردّ المجدي على القرار الأميركي، إنما يكون بتأجيج روح المقاومة على امتداد المنطقة". 
بيان دون المستوى والخارجية تتحفّظ
المواجهة اللبنانية لم تقتصر على الصعيدين البرلماني والشعبي، بل خاضت الخارجية اللبنانية معركة دبلوماسية ضد بيان مجلس وزراء الخارجية العرب الذي لم يرقَ إلى مستوى خطورة المرحلة. 
فقد أعلنت وزارة الخارجية في بيان، "أن لبنان سجل اعتراضه على عدم ملاقاة بنود القرار لمستوى خطورة القضية، بما يعكس التزام لبنان عدم عرقلة إصدار القرار، مع مطالبته بالمزيد من الإجراءات على النحو الذي يرقى الى مستوى الانتهاك غير المسبوق للمدينة المقدّسة بمضامينها كافة، وبما ينسجم والكلمة التي ألقاها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مقرّ الجامعة العربية" . 
وقد علّق رئيس " اللقاء الديمقراطي " النائب وليد جنبلاط على بيان وزراء الخارجية العرب بالقول: "الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذكّر العرب أن القدس محتلة منذ 50 عاماً وأسقط بذلك كل الأقنعة من أنظمة وحكام وسلطات وهمية تحت الاحتلال". وفي تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أشار جنبلاط إلى أن "ما الإدانة الا ظواهر صوتية فارغة وتافهة وحدنا في لبنان ، وبالرغم من الانقسام نملك المصداقية التاريخية في المقاومة، وكل التحية لشعب فلسطين". 
وقد نشر رئيس الحكومة سعد الحريري ، على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة إضاءة صخرة الروشة بالعلم الفلسطيني وشدّد في تعليق مرافق، على أنّه "ستبقى القدس عاصمة فلسطين، وستبقى بيروت إلى جانب الحق وأصحاب القضية والأرض". 
كلمة باسيل مضبطة اتهام للعرب
وشكّلت كلمة الوزير باسيل في الاجتماع غير العادي الذي عقده مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة للبحث في مسألة القدس، إدانة وجردة حساب ومضبطة اتهام للحكام والحكومات العرب، حيث دعا باسيل إلى "المصالحة العربية – العربية سبيلاً وحيداً لخلاص هذه الأمة ولاستعادة ذاتها"، وإلى "قمة عربية طارئة عنوانها القدس، لاستعادتها الى حضنها العربي لأنه من دونها لا عرب ولا عروبة"، وقال: "الويل لنا إذا خرجنا اليوم بتخاذل، إما الثورة وإما الموت لأمة نائمة". 
وسأل: "هل يمكن للمصيبة أن تجمَعنا؟ أن تصفعنا لنفيق من سباتنا؟ فالقدس أم وأخت، شرفنا من شرفها، وهي تنادي وتستنجد بنا. فهل نخذلها؟ أم نستنهض هممنا لنصرتها؟ فالتاريخ لن يرحمنا، وأولادنا في المستقبل لن يشعروا بالفخر مما فعلنا، والمرآة حين ننظر اليها سوف تنظر الينا باستحقار. الويل لنا إذا خرجنا اليوم بتخاذل، فإما الثورة وإما الموت لأمة نائمة". 
ووضع باسيل للعرب خريطة طريق للمواجهة، ودعاهم إلى تكريس القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، كاشفاً أنه سيتقدّم لمجلس وزراء لبنان في أول جلسة له، بطلب لاتخاذ كل الإجراءات الثنائية والدولية اللازمة لذلك. كما اقترح باسيل مجموعة من الإجراءات الديبلوماسية والتدابير السياسية ووصولاً الى العقوبات الاقتصادية والمالية ضد "إسرائيل" والولايات المتحدة، كما دعا الى "انتفاضة شعبية واحدة في كل بلداننا العربية لا تتوقف هذه الانتفاضة إلا بتطبيق كافة مندرجات المبادرة العربية للسلام من دون أي انتقائية". 
تضخيم زيارة الخزعلي…
على صعيد آخر، أثارت جولة الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق" العراقية التابعة للحشد الشعبي العراقي قيس الخزعلي على الحدود مع فلسطين المحتلة، جملة من ردود الأفعال الرافضة، معتبرة أن ذلك يشكّل خرقاً للنأي بالنفس. لا سيما من "القوات اللبنانية" والنائب وليد جنبلاط. 
وأصدر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بياناً قال فيه: "الفيديو الذي تمّ تصويره قبل 6 أيام، يشكّل مخالفة موصوفة للقوانين اللبنانية، استدعت قيام رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري باتصالات مع القيادات العسكرية والأمنية المعنية لإجراء التحقيقات اللازمة واتخاذ الإجراءات التي تحول دون قيام أي جهة أو شخص بأية أنشطة ذات طابع عسكري على الأراضي اللبنانية، ودون حصول أعمال غير شرعية على صورة ما جاء في الفيديو، ومنع الشخص المذكور من دخول لبنان". 
غير أن مصدراً معنياً أبدى استغرابه لهذه المواقف كما استغرب تضخيم الزيارة التي ليست إلا تعبيراً إعلامياً متصلاً بالصراع مع "إسرائيل" ولا علاقة لها بالحسابات الداخلية وللنأي بالنفس، مذكّراً بأن "البيان الذي صدر عن الحكومة اللبنانية بالإجماع في جلستها الأخيرة والذي يتضمن النأي بالنفس لم يتطرّق الى النأي مع الكيان الصهيوني ولا إلى الصراع العربي "الإسرائيلي" ولا إلى حق لبنان ومقاومته في الدفاع عن أرضه ضد أي عدوان وفي تحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة". ونفى المصدر "أيّ علاقة لجولة الخزعلي بمؤتمر باريس، كما روّجت بعض القنوات المحلية".