إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 13 أيار، 2019

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء، 19 كانون الأول، 2017
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 24 كانون الثاني، 2024
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 16 كانون الأول، 2016

عودة إلى "لعبة عسكر وحرامية". تأخر إقرار الموازنة، فتحرك موظفو الحكومة. "عسكروا" في الشارع منذ الليل، حتى لا يأخذهم "حرامية" الحكومة على غفلة. لكنه تحرك محدود. (غير) سياسي. ليس ثورة لإصلاح النظام (الطائفي) أو تغييره. ولا انتفاضة لاستبدال حكومة (الأقلية الإجتماعية) بحكومة (الأغلبية الإجتماعية). همُّ الموظفين، اليوم، أكانوا عاملين أو متقاعدين، هو دفع العِوَز عن أنفسهم وعن أسرهم. حماية مصدر الدخل الأساسي لديهم، أي الراتب أو المعاش التقاعدي وما فيه من تقديمات اجتماعية. هذه هي حدود "اللعبة". مع الأسف. لا ينتظر المواطنون من "العسكر" أن يقودوا "الحرامية" إلى الحبس. وإن كانوا يتمنون ذلك. 
هيئة تحرير موقع الحقول
يوم الإثنين 13 أيار، 2019


البناء
أحداث الفجيرة تخيّم على أسواق النفط… اتهامات خليجية لإيران… وبومبيو وصل موسكو الحكومة تنهي موازنتها اليوم وسط الاحتجاجات… وخليل يطمئن ذوي الدخل المحدود "القومي": هزمُ الإرهاب بتكامل الجيوش والمقاومة… والقوميون كانوا حيث يجب أن يكونوا

يبيت الخليج ليلة من ليالي التوتر التي كثيراً ما كان العالم يخشاها، فمع الأحداث التي شهدها ميناء الفجيرة والتي بقي الغموض يلفها، بين روايات عن انفجارات أصابت ناقلات نفط عدة أشعلت فيها النيران وروايات رسمية إماراتية عن أعمال لتخريب تعرّضت لها سفن تجارية، وضعت الحشود العسكرية الأميركية أمام التحدي بفعل التصريحات الخليجية التي حملت إيران مسؤولية استهداف الملاحة التجارية والنفطية في مياه الخليج، مطالبة واشنطن بترجمة وعودها بالتصدّي لإيران وحماية حلفائها من أي استهداف. 
بالتزامن مع هذا وصل وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى موسكو مفتتحاً زيارة ستستمر حتى الأربعاء، حيث يصل الثلاثاء إلى سوتشي للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاملاً رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومتوّجاً حواراته مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، ووفقاً لما هو معلن في كل من واشنطن وموسكو فإن الزيارة التي وصفت بالتاريخية ستمهد الطريق للقاء الرئيسين ترامب وبوتين في نوساكا في اليابان على هامش مشاركتهما في قمة العشرين الشهر المقبل، بعد الحوار الهاتفي المطوّل بينهما قبل أيام، ويتقدّم ملف الاتفاق النووي الإيراني والتصعيد بين واشنطن وطهران المواضيع التي تنتظر الحوار الروسي الأميركي وفقاً لما هو معلن في موسكو واشنطن، وهو ما زاد قوة وحضوراً بعد أحداث الفجيرة. 
الأيام التي يُمضيها بومبيو في موسكو حاسمة، بمقدار ما هي التطورات التي سيشهدها الخليج في هذه الأيام، فمرورها بهدوء يعني أن السياق التفاوضي تغلّب على دعوات التصعيد التي يسوق لها مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الذي نالته انتقادات رئيسه قبل أيام، وتشاركه أوساط خليجية وإسرائيلية بدت متحمّسة لمواجهة أميركية إيرانية. 
لبنانياً، تبدو الموازنة التي تتقدّم على طاولة الحكومة، مع سحور الليلة الماضية، وجلسة اليوم الصباحية المفترضة، على موعد مع سلسلة من الاعتراضات التي تحتشد في تحرّكات قطاعية تحتاج معالجتها إلى الابتعاد عن لغة التصادم والفوقية خصوصاً في ما يخصّ القطاعات التي سلبت بعض الحقوق، والتي تنتمي لذوي الدخل المحدود، المفترض أنها محصنة بوعود حاسمة بعدم المساس بمداخيلها، وقد كان كلام وزير المال علي حسن خليل أمس، تجديداً للالتزام بهذه الحصانة لمداخيل هذه الفئات وعدم المساس بها أو تعريضها لضرائب إضافية. وهذا ما يستدعي فتح حوار مباشر مع هذه القطاعات والاستماع لهواجسها والحوار الهادئ معها، للانتباه إلى أي تسرّب لمواد مؤذية في بنود الموازنة، ليتم تصحيح أي خلل أثناء المناقشات النيابية للموازنة، تفادياً لانتقال الأزمة إلى الشارع ما يعرّض الاقتصاد والسياسة، وربما الأمن للاهتزاز. 
في تقييم ما شهدته المنطقة خلال عام، كان للحزب السوري القومي الاجتماعي محطة حزبية للمؤتمر القومي بعد سنة على انعقاده للاستماع إلى تقارير السلطتين التشريعية والتنفيذية، وكانت كلمة رئيس الحزب حنا الناشف، عرضاً لأبرز الأحداث التي شهدتها المنطقة، مشيراً إلى محورية الانتصار على الإرهاب الذي هزم بإرادة الشعب وعزيمة القادة، بفعل تكامل جيوش دول المنطقة في لبنان وسورية والعراق مع قوى المقاومة، التي لعب نسور الزوبعة دوراً فاعلاً بين صفوفها، متوقفاً أمام التحديات في العراق وسورية ولبنان وفلسطين، وأهمية معادلة الردع التي فرضتها قوى المقاومة في مواجهات غزة. 
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف أن اعتراف أميركا بالقدس عاصمة لكيان الاغتصاب وبنقل سفارتها إليها، هو جزء من مخطط "صفقة القرن" التي من بنودها جعل أبو ديس عاصمة ما يتبقى من فلسطين، كما أن القرار الأميركي باعتبار الجولان المحتل ضمن ما يُسمّى سيادة الكيان الصهيوني، تعدٍّ سافر على القوانين والأعراف والقرارات الدولية والشرعية الدولية. 
وأضاف: "أما شعبنا في فلسطين فقد تمكن من فرض نوع من توازن الردع بالسلاح والتضحيات في غزة ورغم حرب التجويع والحصار والحرمان والقتل التي يمارسها الكيان الصهيوني المغتصب ورغم الاعتداءات والقصف والدمار في حربه الوحشية على غزة، فإن إرادة القوة وإرادة الحياة لا تزال تتفجّر في شعبنا هناك، ولا نزال نرى الفصائل الفلسطينية تقاتل بفاعلية وشراسة مملوءة بروح الصراع وجزء منها رفقاؤنا في فلسطين الذين يقاتلون جنباً الى جنب مع كافة القوى الفلسطينية على الأرض، ومسيرات العودة تتالى أسبوعياً هناك منذ أكثر من سنة، ورغم القتل والتنكيل والغدر والسجن، فإن الأصوات الرافضة للاحتلال ولصفقة القرن والمفاوضات لا تزال تعلو وتتكاثر مطالبة بكل أرض فلسطين، ولا تزال صواريخ المقاومة تدكّ قرى وبلدات ومدن الاحتلال". 
ولفت الناشف في التقرير الذي قدّمه عن أعمال السلطة التنفيذية مجلس العمد خلال الاجتماع السنوي للمجلس القومي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، المخصص لتلاوة تقريري السلطتين التشريعية والتنفيذية ومناقشتهما، واشتمل على قراءة للأوضاع العامة والمواقف منها الى أن لبنان استطاع أن يستعيد عافيته الأمنية بعد أن نكّلت بها يد الغدر الإرهابي بالتآمر وبالسيارات المفخخة وبالتفجيرات في الأماكن المكتظة، وذلك بفضل قواه الأمنية وجيشه. كما استطاع بفضل المعادلة الذهبية ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة أن يحرر أرضه ومناطقه الجبلية من فلول الإرهاب والإرهابيين. 
ولفت إلى أن الغرب استخدم شعارات براقة ووسائل خادعة ومضللة نشر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وما سُمّي بالربيع العربي ، وسائل دمار وتفرقة ونيران في بعض الدول العربية، … وأدخل القتلة والعصابات المسلحة والإرهابيين المدججين بالسلاح لزرع الفوضى والرعب والهلع في متحداتنا وكياناتنا السورية باستخدام الوحشية في القتل المنقول تلفزيونياً واعتماد التطرف الديني وسيلة من الوسائل الأشد فتكاً في تفكيك وحدة شعبنا وتشريده ونزوحه، وفي تأليب بعضه على بعض. وفرض على الدول الخليجية تزويد الإرهابيين بالمال والرجال والأسلحة بسخاء وغباء منقطعي النظير. 
وأشار رئيس "القومي" في تقريره، إلى أنه مع هزيمة الإرهاب سارعت جيوش الغرب وأسلحته للانتقال الى التدخل المباشر في محاولة واضحة لمعاونة الإرهابيين لتثبيتهم في أماكن احتلالهم واغتصابهم للمدن والقرى وجرى اختلاق الأضاليل والمزاعم والأكاذيب، ما دفع روسيا والصين إلى استخدام الفيتو لمنع اميركا والغرب عن التدخل تحت سقف الذرائع الكاذبة. 
وتحدث الناشف في تقريره عن دعم الكيان الصهيوني الغاصب للإرهابيين في الشام ومؤازراتهم بالعمليات العدوانية المباشرة، بالتوازي مع بدء تنفيذ مخطط قضم كل فلسطين عن طريق الغطرسة والإرهاب، وعن طريق ضرب الروح المعنوية لشعبنا في فلسطين. 
وأردف: "ورغم أنه لا يزال هناك أجزاء غالية من أرضنا في الشام ترزح تحت الاحتلال والاغتصاب، برعاية وبتدخل وبمشاركة أميركا والكيان الصهيوني والتحالف الغربي وتركيا والأموال الخليجية، إلا أن إرادة القتال عند شعبنا كله، الجيش والقوى الرديفة ومحور المقاومة، والقوى الحليفة ستكون لا ريب كفيلة بتحرير كل حبة تراب من ارضنا في الشام، وقد بدأت مؤشرات البدء بمعركة التحرير الكامل تظهر للعيان". 
وأكد "صوابية قرار الحزب السوري القومي الاجتماعي بالمشاركة في الدفاع عن قرانا ومدننا وأرضنا في الشام"، مشيراً إلى "أن انخراط حزبنا عبر نسور الزوبعة في قتال الإرهاب على كل المحاور وداخل المناطق المحتلة مكّن حزبنا من لعب دور مميز في دحر فلول الارهاب من القرى والمدن، وفي استعادة مناطق كثيرة من الارهاب، وفي إنقاذ الكثير من أفراد شعبنا من الاضطهاد والتنكيل والقتل، وهو لا يزال مستمراً في دوره النضالي والقتالي حتى الساعة إلى جانب الجيش السوري، إضافة لدور الحزب السياسي في الشام من موقعه في الجبهة الوطنية التقدمية، وفي مجلس الشعب وفي المجالس المحلية". 
ووضع الناشف مجموعة من العناوين للمرحلة المقبلة، منها متابعة الدور الفاعل في محاربة الإرهاب، ومحاربة الطائفية والمذهبية والعرقية، وترسيخ مفهوم العلمنة. ومواصلة الجهد لإعادة النازحين إلى بيوتهم وقراهم وفصل موضوع إعادتهم عن الحل السياسي، والتعاون مع الدول الصديقة لتسريع هذه الإعادة. والدفع مجدداً بمشروع مجلس التعاون المشرقي المطروح من الحزب. 
وكانت كلمة لرئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان حول تقرير السلطة التشريعية المجلس الأعلى ، عن أعمال المجلس خلال عام. 
ومساء أمس، استأنف مجلس الوزراء جلساته المخصصة لدراسة مشروع الموازنة العامة حيث بحث المعنيون في البند المتصل برواتب العاملين في القطاع العام، في ظل وجهات نظر مختلفة حول اما اقتطاع نسبة من الراتب او تجميد جزء من الراتب ووضعه كسندات خزينة على مدى ثلاث سنوات، ليعود بعد انتهاء المدة إلى الموظف مع فائدته. 
وقبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء حاول ناشطون من المجتمع المدني إغلاق المداخل المؤدية إلى السراي الحكومي واعترض عدد منهم سيارة أحد الوزراء ورشقوها بعبوات مياه، ما استدعى تدخل قوى الأمن الداخلي المنتشرة في محيط السراي. 
وبالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء نفذ العسكريون المتقاعدون اعتصاماً أمام مصرف لبنان مطالبين السلطة بسحب المواد التي تضرب حقوقهم من مشروع موازنة 2019 وإيداعها لجنة متخصصة ضمن وزارة الدفاع، وحمِّل العسكريُّون المتقاعدون السلطة مسؤولية أية تداعيات قد تنتج عن استمرارها بتعنُّتها وممارسة غيِّها بحق حماة الوطن ورفضها تلبية مطالبهم. كما دعا العسكريُّون المتقاعدون زملاءهم المتقاعدين كافة وعوائل الشهداء والمعوَّقين وعوائل زملائهم في الخدمة الفعليَّة إلى ملاقاتهم إلى أمام مصرف لبنان ليخوضوا سوياً معركة: "حقُّ العسكر.. خطٌ أحمر". 
وعلمت البناء أن وزير الدفاع الوطني الياس بوصعب سيلتقي اليوم قبل جلسة مجلس الوزراء لجنة من المتقاعدين العسكريين شُكّلت بناءً لطلبه. علما ان مصادر العسكريين المتقاعدين اكدت لـ"البناء" ان العسكريين المتقاعدين لن يتراجعوا عن موقفهم بالإضراب ما لم تسحب الحكومة المواد 55 و57 و58 التي تمس بحقوقهم، مشددة على أن المادتين 55 و57 غير دستوريتين. واعتبرت المصادر أن التصعيد سيبقى مستمراً وسيواكب جلسات مجلس الوزراء المتبقية وجلسات مجلس النواب المرتقبة بالإضراب لعدم التطاول على حقوق العسكريين، خصوصاً ان كل الاجراءات الواردة في البنود السابقة الذكر تضرب كل الخدمات التي توفرها المؤسسة للعسكريين. 
من ناحية أخرى يعقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمراً صحافياً عند العاشرة من صباح اليوم في مقر الوزارة، يتناول فيه التطورات السياسية وما يتصل منها بما شهدته وزارة الخارجية في الأسبوع الماضي من تحقيقات أجراها أمن الدولة في الوزراء مع عدد من السفراء. وكان باسيل أكّد من زحلة يوم السبت ضرورة إقرار الموازنة معها قرارات اقتصادية. وهذا ما يُخلّص لبنان. وأشار إلى أنّ هناك عجز الموازنة والعجز التجاري والعجز السكاني، مشدّدًا على ضرورة ايجاد حلّ لهذه الأمور. وأعلن أنّه سيعرض الأسبوع المقبل رؤيته في مجلس الوزراء وخارجه. وتحدّث عن ملف الكهرباء قائلاً: "لن نأخذ موقف المتفرّج من الفرحين بتعطيل خطة الكهرباء وبتقديم الطعون أمام المجلس الدستوري". 
وفي ما يتعلق بموضوع عودة النازحين، أكّد باسيل أنّه لا يمكن إنقاذ الاقتصاد في لبنان ويعيش على أرضه مليون ونصف نازح. 
على خط آخر تواصل السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد زيارة السراي الحكومي وبيت الوسط، وعرضت يوم السبت مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. 
وفيما التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب السابق غازي العريضي في إطار اللقاءات التي يعقدها مع الاشتراكي لتهدئة الأمور مع حارة حريك خصوصاً أن لقاء عين التينة الذي جمع المعنيين في حزب الله والاشتراكي جاء بعد زيارة العريضي عين التينة للبحث في الأزمة المستجدة بين الحزب التقدّمي الاشتراكي وحزب الله، علماً أن العريضي مكلف من النائب السابق وليد جنبلاط التواصل مع حزب الله في إطار العلاقة بين الطرفين. ولم تستبعد مصادر مطلعة لـ"البناء" ان تشهد عين التينة لقاء جديداً بين حزب الله والاشتراكي الى مائدة إفطار لاستكمال البحث في النقاط الخلافية والعمل على إعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل ازمة معمل اسمنت الارز. ودعا رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" الى "تثبيت لبنانية مزارع شبعا لأنها تمت الموافقة على لبنانيتها في الـ 2006 بالإجماع بين اللبنانيين، ومن حقنا تثبيت لبنانيتها على الحدود البرية كما البحرية، وذلك بإجراءات قانونية تتخذها سورية"، موضحاً ان "انا لم أنكر لبنانية المزارع، بل طالبت بتثبيت حقنا فيها". 
أما على خط التعيينات، فقد ناقش الرئيس بري مع وزير الاعلام السابق ملحم الرياشي آلية التعيينات للفئة الأولى. ولفتت مصادر قواتية لـ"البناء" الى توافق بين الرئيس بري وحزب القوات على ضرورة اعتماد آلية في التعيينات توصل من يتمتع بالكفاءة والمواصفات الإدارية الواضحة الى الوظائف المناسبة بعيداً عن المحاصصات والمحسوبيات لاختيار الأفضل في وظائف الدولة إذا كانت هناك من نية جدية للإصلاح. 
الى ذلك غادر قائد الجيش العماد جوزاف عون على رأس وفد من ضباط الجيش إلى الولايات المتحدة الأميركية، في زيارة رسمية للمشاركة في اللقاء السنوي الذي يعقد من أجل تقييم المساعدات الأميركية للجيش والحاجات المستقبلية. كما سيلتقي العماد عون خلال الزيارة، عددا من المسؤولين الأميركيين المكلفين ملف برنامج المساعدات. 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الأخبار
السراي ومصرف لبنان «تحت الحصار»: الحكومة تشتري الوقت ونقاش الرواتب مستمر
رفع الضريبة على الفوائد… ومخصصات العسكريين لم تحس
م
على وقع تصاعد الحركات الاحتجاجية في الشارع، عقدت الحكومة جلسة جديدة ليل أمس لمتابعة مناقشة موازنة 2019، وخطة التقشّف التي تتجّه نحوها البلاد، تحت ضغط مؤتمر سيدر والأزمات الاقتصادية المتراكمة.
امتدت الجلسة حتى الثانية فجراً، ليخرج وزير الاعلام جمال الجراح معلناً قرارات «عادية» في ما بدا كأنه محاولة لامتصاص غضب الشارع عبر إرجاء بت القرارات التي تتعلق بخفض الرواتب. الجراح أعلن فرض غرامات على التهرب الضريبي ورفع الاجور على اجازات العمل وخفض مساهمة الدولة في بعض الادارات بين 10 و50 في المئة وتشجيع الاستثمار في قطاعات منها تكنولوجيا المعلومات ورفع الرسوم على الطائرات التي تهبط في مطار بيروت. وتفادى الجراح، بالاشارة الى ما يتعلق بخفض الرواتب مرجئاً الأمر الى ما بعد تقدير كلفة الخفض الذي حققته الإجراءات الحكومية حتى الآن، معلناً عقد جلسة ظهر اليوم.
شراء الوقت جاء بعدما انعقدت الجلسة في ظل تحركات للموظفين حول السراي الحكومي وقدامى العسكريين الذين نصبوا خيماً أمام مصرف لبنان، مع التلويح بتصعيد اليوم بعدما عكست أجواء ما قبل الجلسة اتجاهاً لدى الحكومة إلى نقاش خفض الرواتب. ومع قرار عقد الجلسة ليلاً، بدا كأن الحكومة تحاول تمرير يوم الإثنين من دون إعطاء مادة دسمة للمعترضين من المتقاعدين والموظفين في محاولة لشراء الوقت، قبل انكشاف الإجراءات التي اتفقت السلطة على عناوينها العريضة. ولا تزال التفاصيل موضع نقاش وتجاذب.
وحتى الآن، يبدو أن الإجراءات التقشفية التي اتخذتها الحكومة أسهمت في تخفيض العجز، ولكن لا تزال الموازنة تحتاج إلى ما بين 500 و600 مليون دولار، ليتراجع العجز إلى الحد المطلوب، وهنا تبحث السلطة عن تأمين هذه الاموال من مصدرين: أوّلاً خفض الرواتب وثانياً رفع الرسم الجمركية على السلع المستوردة.
وكان من المفترض، بحسب أجواء ما قبل الجلسة، أن يتم بحث هاتين النقطتين، وكلتاهما تحدّان من القدرة الشرائية وتؤثران على ذوي الدخل المحدود، بمعزلٍ عن الفوائد الأخرى التي يعود بها على الاقتصاد الوطني موضوع رفع الضريبة على البضائع المستوردة.
وبما أن غالبية السلطة متفقة على هذين الإجراءين، يبقى التباين في حالة خفض الرواتب، على الطريقة التي سيتم فيها تخفيض الأجور ومن هي الشريحة المستهدفة والتي ستتأثر بهذا الإجراء، فيما في الإجراء الثاني يظهر التباين في السلع المستهدفة من رفع الضريبة، إذ إن التيار الوطني الحرّ مثلاً، اقترح رفع الضريبة 3% على كامل السلع المستوردة، فيما يقترح حزب الله رفعها على السلع الكمالية وتلك التي يمكن استبدالها بسلع محليّة للحدّ من العجز التجاري. وهذا الطرح، أي رفع الضرائب على السلع الكمالية، يسهم أيضاً في الحدّ من الحاجة إلى خفض الرواتب ونسبة هذا التخفيض، علماً بأن هذا الإجراء سيدفع الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراض، بحجّة التزام لبنان بالسوق الأوروبية، على رغم أن نصوص الاتفاقيات واضحة لجهة حق لبنان في إيجاد آليات لفرض رسوم حمائية، عندما يكون ميزان المدفوعات في حالة عجز.
وبحسب ما رشح من الجلسة، فإن النقاش دار حول موازنات عدد من الوزارات، علماً بأن غالبية الوزارات تقدمت بموازناتها يوم الجمعة، وبقي بعضها، ومنها الخارجية والطاقة التي استمهلت حتى يومي أمس وأول من أمس.
وعلى ما نقل بعض الوزراء، فإن المتوقّع أن تستمر الجلسات حتى يوم الأربعاء قبل تحويل الموازنة إلى المجلس النيابي، ما يعني بقاء التوتر في الشارع والاعتصامات والتظاهرات، وإمكان تمددها في حال شروع الحكومة في إجراءات قاسية تطال الرواتب.
وعلمت «الأخبار» أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة استدعى أمس عدداً من الموظفين الذين يتولّون مهام مؤثّرة في عملية التبادل المالي مع المصارف الأخرى والتحويلات المالية، وطلب منهم النوم في المصرف تحسبّاً من قطع الطريق من قبل المتقاعدين، حتى لا ينعكس هذا الأمر على العمليات المالية والمصرفية في البلاد.
رفع الضريبة على الفوائد… ومخصصات العسكريين لم تحسم
جديد مناقشة مشروع موازنة الـ 2019، إقرار الحكومة ضريبة الـ 10% على الفوائد المصرفية، لمدة ثلاث سنوات فقط. وهي خطوة، ليست جزءاً من سياسة ضريبية. فهذه الفوائد التي ارتفعت لا تزال أدنى من ضريبة الدخل على الشركات (17%) وضريبة الأفراد (التي تصل بعد استحداث شطر جديد إلى 25%)، سيتم خفضها إلى 7% بعد ثلاث سنوات، وربما 5% كما أعلن الوزير جمال الجراح.
أما البند الخاص بالعسكريين، فلم يصل الى قرار نهائي وحاسم بعد. وأعلن وزير الإعلام جمال الوزير الجراح بعد الجلسة أنّه «جرى بحث جدي في قانون التدبير الرقم 3 والمراسيم الصادرة، والحكومة ستطبق القانون الذي ينص على أن التدبير الرقم 3 هو في مواجهة العدو الإسرائيلي. أما الباقي فيخضع للتدبير الرقم 1، ولكن ترك لقادة الأجهزة الأمنية تحديد الحالات التي يعتبرونها تخضع للتدبير الرقم 3 وتلك التي تخضع للتدبير الرقم 2 والرقم 1».
وكان قد سبق نقاش أمس، اجتماع رئيس الحكومة سعد الحريري مع وزيري الدفاع الياس بو صعب والداخلية ريا الحسن. وفيه قال وزير الدفاع إنّ الجيش يتولى حالياً الأمن على الحدود وفي محيط المخيمات الفلسطينية وعلى كامل الأراضي اللبنانية بموجب المرسوم الرقم 1 (تاريخ 1991، وأضاف إنّ قيادة الجيش على استعداد لأن تخضع تعويضات العسكريين الذين يخدمون على الحدود وفي محيط المخيمات الفلسطينية للتدبير الرقم 3، في مقابل أن يخضع بقية العسكريين والأمنيين للتدبير الرقم 1 (الذي يُعطي لكل عسكري تعويض شهر ونصف شهر عن كل سنة خدمة)، شرط أن يتم إلغاء المرسوم 1 وتنحصر مهمات الجيش على الحدود والمناطق المحيطة بالمخيمات الفلسطينية، ولا يتدخل في الداخل إلا لمؤازرة قوى الأمن الداخلي وبناءً على طلبها.
رفض الحريري والحسن طرح بو صعب، مُعتبرين أنّه يجب أن يبقى الوضع على ما هو عليه، أي تولي الجيش عملية الانتشار في مناطق عدة من لبنان ومساعدة بقية القوى الأمنية على حفظ الأمن. وأن يخضع كل العسكريين للتدبير الرقم 2 (يُعطي تعويض شهرين عن كلّ سنة خدمة). وفي حال أُريد الفصل بين المهمات العسكرية والداخلية، أن يكون هناك قطاعات يُطبق عليها التدبير الرقم 3 وأخرى التدبير الرقم 2. لم يوافق وزير الدفاع على ذلك، وقال إنّه لا يُمكن شمل العسكري الذي يُرابض على الحدود بالتدبير الرقم 2، مثله مثل العسكري الذي يُمارس الخدمة المدنية والمكتبية، وفي الوقت نفسه إبقاء الجيش مكلفاً بالأمن الداخلي. وقد عبّر بو صعب عن رفضه لطرح الحريري والحسن خلال الجلسة، ليتقرّر أن تعود الحسن في الجلسة المقبلة مع دراسة حول الموضوع.
التحركات الاحتجاجية
الى ذلك، تواصل التحركات المعترضة على خطة الحكومة لاقتطاع جزء من رواتب موظفي القطاع العام. لكن المشكلة الواضحة عدم قدرة المحتجين على إقامة تحالف نقابي وإشراك قوى اجتماعية جديدة.
في الجامعة اللبنانية، وبرغم ضغوط القوى السياسية، فليس وارداً التراجع عن الإضراب المفتوح حتى ضمان إقرار الحكومة للموازنة دون المس برواتب الأساتذة وتقديماتهم. ولم تفلح المكاتب التربوية في اجتماع «البريستول» قبل يومين في إعلان موقفها الحقيقي الرافض للإضراب، إنما اكتفت بمناشدة أهل الجامعة «الحفاظ على صورة الجامعة ووضع مصالح الطلاب كأولوية تتقدم على ما سواها».
بعض المعتصمين في باحة وزارة التربية أمس، أبدوا تفهمهم لموقف الطلاب من الإضراب، «فهم لديهم الحق بالتعلم والتخرّج مهما كانت الظروف، وليس جائزاً استخدامهم وقوداً في المعركة». وما لم «يبلعه» المعتصمون هو تعميم صورة نمطية عن أستاذ الجامعة اللبنانية على خلفية الإضراب المفتوح. استهجنوا أن يقال إن الأساتذة لا يعملون ويتقاضون رواتب عالية. استفزهم كلام وزير المهجرين غسان عطا الله أنّ يقول إنّ الأستاذ يتقاضى 17 مليون ليرة شهرياً.
من جهتهم، عاد العسكريون المتقاعدون الى التحرك بانتظار إعلان الحكومة سحب المواد 55 و57 و58 من قانون الموازنة والمتعلقة بالمس بمكتسباتهم، ملوحين بالتصعيد: من الاعتصام وصولاً إلى تعطيل البلد.
أما هيئة التنسيق النقابية، فأعلنت الإضراب اليوم، وتنتظر الهيئة من الجمعيات العمومية التي ستعقدها الروابط المكونة لها تفويضها بالتصعيد، وصولاً إلى الإضراب المفتوح. بينما طالب التيار النقابي المستقل وتجمع الموظفين المستقلين بالبقاء في الشارع، والتحضير لمقاطعة التصحيح في الامتحانات الرسمية وتعطيل العمل في الإدارات والمؤسسات العامة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللواء
فجر الموازنة: تخفيضات قاسية في الوزارات .. والرواتب المحطّة الأخيرة
البطريرك صفير يُشيَّع الخميس والحدِاد الوطني يسبق الحداد الرسمي

مع ساعات الصباح الأولى، خيّم جو من الحزن الوطني العام على رحيل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير (1920- 2019)، في وقت كانت الأنظار تتجه إلى ترقب تطورات الجلسة رقم 10 من جلسات مجلس الوزراء حول موازنة العام 2019. وهي تبحث مسألة الإجراء المتعلق بالأجور والرواتب للعاملين في القطاع العام، عل ان ينشغل لبنان السياسي والرسمي والشعبي بترتيبات وداع البطريرك الماروني الأسبق، الذي نعته بكركي، على لسان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، والذي وصفه بـ «ايقونة الكرسي البطريركي وعميد الكنيسة المارونية وعماد الوطن».
وجاء في بيان النعى «الكنيسة المارونية في يتم ولبنان في حزن». بوصف البطريرك الراحل انه شكل علامة فارقة في تاريخ لبنان، منذ اتفاق الطائف، الذي وفر التغطية المسيحية إلى العام 2005 عام اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مرورا بالبيان الشهير في العام 2000، الذي صدر عن مجلس المطارنة الموارنة بالدعوة إلى انسحاب القوات السورية من لبنان، والذي تحقق غداة الزلزال الكبير في العام 2005 (وهو ما أشار إليه الرئيس سعد الحريري، في النعي، وإعلان الحداد، يوم الأربعاء والخميس، باستذكار اللقاء التاريخي بين والده الرئيس الشهيد والبطريرك الراحل بقوله وكأنه كتب لهذين الرجلين الكبيرين، ان يلتقيا في الموعد التاريخي الفاصل بالايمان الوطني الواحد، والتطلع الواحد، واليد الواحدة».
ومنذ ما قبل الظهر، تداول ميشال عون مع الرئيس الحريري في الخطوات الواجب اعتمادها بعد وفاة البطريرك صفير لا سيما لجهة إعلان الحداد الرسمي والتوقف عن العمل في كل المؤسسات والإدارات الرسمية والخاصة يوم التشييع حدادا على الراحل صفير.
الجلسة العاشرة
وفي الثالثة من فجر اليوم، انتهت الجلسة العاشرة لمجلس الوزراء، والتي انعقدت في العاشرة ليلاً لمتابعة درس مشروع الموازنة، من دون ان تتمكن من حسم مسألة تخفيض الرواتب المرتفعة لكبار الموظفين، وكذلك خفض رواتب الوزراء والنواب، أو حتى التطرق إلى موضوع العسكريين، بسبب غياب وزير الدفاع الياس بوصعب بداعي السفر، فيما ارجئ البند المتعلق بفرض رسم 2 في المائة على الاستيراد.
وذكرت مصادر وزارية ان كل هذه الموضوعات طلب الرئيس الحريري تأجيلها إلى حين اتضاح ان الإيرادات التي يجري بحثها قد حققت نسبة العجز في الموازنة الى حدود 9 في المائة، وهي النسبة التي وضعتها الحكومة كأحد الشروط الأساسية لإنجاز الموازنة، وفي هذه الحالة قد يتم الاستغناء أو إسقاط بند الرواتب من احتساب الموازنة، علماً ان مجلس الوزراء سيعود إلى الاجتماع مجدداً عند الثانية عشرة من ظهر اليوم في السراي الحكومي، على ان تكون الجلسة الأخيرة لإقرار مشروع الموازنة ظهر غد الثلاثاء في قصر بعبدا، قبيل الإفطار الرئاسي الذي سيقيمه الرئيس ميشال عون غروب غد ويشارك فيه الرئيسان نبيه برّي والحريري والوزراء والنواب وكبار الشخصيات، فيما الإفطار الذي سيقيمه الرئيس الحريري في السراي سبق ان حدّد غروب الجمعة المقبل، إلا ان هذا الأمر لم يتأكد، لأن أحداً من الوزراء لم يتحدث عن موعد الانتهاء من درس الموازنة، باستثناء الوزير وائل أبو فاعور الذي توقع وضع اللمسات الأخيرة على المواد العالقة.
وكانت الجلسة قد انعقدت على إيقاع تحركات مفاجئة للعسكريين المتقاعدين وناشطين من الحراك المدني، لم تكن متوقعة، حيث كانت كل المعلومات تُشير إلى تأجيل التحركات في الشارع إلى اليوم لمواكبة مجلس الوزراء، سواء من قبل العسكريين أو من هيئة التنسيق النقابية وأساتذة الجامعة اللبنانية، وأساتذة التعليم الرسمي. وعمد العسكريون المتقاعدون إلى نصب خيم ليلاً امام مبنى مصرف لبنان في شارع الحمراء، معلنين استمرارهم في الاعتصام إلى اليوم، فيما حاول الناشطون إغلاق المداخل المؤدية إلى السراي من ساحة رياض الصلح، واعترض عدد منهم سيارة أحد الوزراء ورشقوها بعبوات المياه، ما استدعى تدخل القوى الأمنية وحصل اشكال بين الطرفين من دون تسجيل اصابات.
واكتفى وزير الإعلام جمال الجراح بعد انتهاء الجلسة بالاعلان ان الجلسة كانت طويلة لكننا بحثنا في العمق بالمواد الضريبية، واتخذت قرارات في بعض المواد منها مثلا تخفيض رسوم التسجيل للدراجات. فكما تعرفون أن أغلب الدراجات في لبنان غير مسجلة نتيجة أن الرسوم مرتفعة. جرى تخفيضها للحد الأدنى تشجيعا للناس لكي يسجلوا دراجاتهم. كذلك مساهمة الدولة في المدارس المجانية أصبحت خاضعة لرقابة التفتيش التربوي. واتخذت قرارات بخصوص الالتزام الضريبي، والغرامات على التهرب الضريبي أصبحت عالية بشكل أن نضبط جباية الدولة من الضرائب. كما رفعنا الرسوم قليلا على إجازات العمل على الأجانب، وهذه لا تطال اللبنانيين بل الأجانب الذين يستحصلون على إجازات عمل في لبنان. كما خفضنا مساهمة الدولة في المؤسسات العامة التي تستفيد من مساهمات من المالية العامة بين 10 و50 لبعض المؤسسات لكي نضبط إنفاق هذه المؤسسات. بالطبع، هناك قرارات بحاجة إلى صياغة قانونية بخصوص تشجيع الاستثمار، خاصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. رفعنا الرسوم على الطائرات التي تهبط في مطار بيروت بما يزيد الدخل والرسوم على هذه الطائرات، تساويا مع بقية المطارات في العالم أو المنطقة. هذه أهم الأمور، هناك بعض النقاط التي تحتاج إلى صياغات قانونية، غدا إن شاء الله الساعة الثانية عشرة ظهرا هناك جلسة وسنستكمل البحث. 
سئل: لماذا لم يتم حتى الآن البحث في مسألة الاقتطاع من الرواتب الخاصة بالوزراء والنواب والرؤساء وموضوع القطاع العام ما زال يتم تأجيله؟
أجاب: موضوع الرواتب ككل لم نبحثه حتى نرى الإجراءات التي اتخذناها حتى الآن وما الذي ستخفضه من العجز، وإن كانت كافية أم لا. طبعا هذا الموضوع بحاجة إلى بحث في العمق أكثر لكي نتخذ قرارا بشأنه. لكن، اليوم كل الإجراءات الضريبية التي اتخذناها وتخفيض الإنفاق في الوزارات ومؤسسات الدولة هي تخفيضات مهمة، ولأول مرة نكون قساة في التخفيضات بالموازنات، لكي نرى حجم هذه التخفيضات وانعكاساتها المالية، وعلى ضوئها نتخذ القرارات.
حداد رسمي
وخلافاً للبروتوكول الرسمي، أعلنت الحكومة الحداد الرسمي يومي الأربعاء والخميس المقبلين، على البطريرك الماروني السابق نصر الله بطرس صفير، الذي اسلم الروح عند السادسة من فجر أمس الأحد، في مستشفى «اوتيل ديو»، حيث كان يعالج من وعكة صحية لم تمهله أكثر من عشرة أيام.
وقضت مذكرة الحداد، والتي كانت موضع تشاور بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، بتنكيس الإعلام خلال يومي الأربعاء والخميس على سائر الإدارات الرسمية والمؤسسات العامة والبلديات، وتعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب والحدث الأليم. ويوم التشييع للراحل الكبير، والذي حدّد عصر الخميس يوم توقف عن العمل في جميع الإدارات العامة والبلديات والمؤسسات العامة والخاصة.
ومع إعلان خبر الوفاة من الصرح البطريركي في بكركي قرعت الاجراس حزناً في جميع الكنائس اللبنانية عند العاشرة صباحاً، وارتفعت الصلوات لراحة نفس البطريرك الراحل في كل قداسات الأحد، وعلى وجه الخصوص في بكركي، حيث ترأس البطريرك الماروني بشارة الراعي قداساً على نية الراحل الكبير، اعتبر في عظته ان الكرسي البطريركي خسر بوفاة البطريرك صفير أيقونة، لكننا نربحه جميعاً شفيعاً في السماء.
وسيسجى جثمان صفير في كنيسة بكركي ابتداء من العاشرة من صباح الأربعاء وحتى ما بعد ظهر الخميس، ويحتفل بالصلاة عن نفسه عند الخامسة من بعد ظهر الخميس في باحة بكركي، ثم يدفن في مدافن البطاركة، وليس في وادي قنوبين، كما اشيع سابقاً بناء لرغبته الشخصية التي نقلها طبيبه الخاص الياس صفير، وقد أصرّ البطريرك الراعي على ان يكون الدفن مهيباً.
ويتقبل الراعي التعازي ابتداء من اليوم الاثنين وأيام الثلاثاء والاربعاء والخميس والجمعة ابتداء من العاشرة والنصف صباحاً وحتى السادسة مساء في صالون الصرح.
وتحدثت معلومات ذكرها نائب كسروان فريد هيكل الخازن، ان الرئيس عون سيكون حاضراً في جنازة تشييع صفير، وان الرئيسين الحريري ونبيه برّي ليسا بعيدين عن ذلك، في إشارة إلى ان الرؤساء الثلاثة سيتقدمون المشيعين في باحة بكركي، حيث عاش فيها صفير 63 سنة متواصلة كاهناً واسقفاً وبطريركياً وكاردينالاً، فيما أعلن المكتب الإعلامي للنائب السابق فارس سعيد، بأن أعضاء «قرنة شهوان» الذي كان يحظى برعاية مباشرة من البطريرك الراحل، تنادوا للقاء المطران يوسف بشارة لتبادل التعازي، ودعوا جميع اللبنانيين إلى المشاركة الكثيفة في صلاة الجنَّاز نهار الخميس عربون وفاء وتقدير، وكذلك دعا «لقاء الجمهورية».
وقبل بدء التعازي رسمياً، توافد إلى بكركي عدد كبير من المواطنين ومن الوفود الشعبية لتعزية البطريرك الراعي والسفير البابوي جوزف سبيتيري، وعائلة الراحل بوفاة صفير الذي كان بطريركاً استثنائياً للطائفة المارونية، ولقب بحق بطريرك الاستقلال الثاني، بالنظر للادوار الكبيرة التي لعبها في المرحلة الأخيرة من اعتلائه سدة البطريركية المارونية، حيث غطى مسيحياً اتفاق الطائف في العام 1989 بالرغم من معارضة العماد ميشال عون آنذاك، وكان لنداء المطارنة الموارنة الشهير في أيلول من العام 2000 مساهمة كبيرة في تحقيق انسحاب الجيش السوري من لبنان، انطلاقاً من الشعار الذي رفعه النداء بالحرية والاستقلال والعيش المشترك، والذي تُكرّس لاحقاً في مصالحة الجبل في آب 2001 وإطلاق لقاء «قرنة شهوان»، والذي أسهم بدوره في إطلاق ثورة الأرز، أي انتفاضة 14 آذار 2005، في أعقاب استشهاد الرئيس رفيق الحريري.
ومن الوفود التي زارت بكركي وفد من دار الفتوى برئاسة الشيخ خلدون عريمط الذي أعاد إلى الأذهان بأن البطريرك الراحل فتح صالون بكركي أثناء استشهاد مفتي الجمهورية الأسبق الشيخ حسن خالد، كذلك زار بكركي الرئيس أمين الجميل والنائب إبراهيم عازار ممثلاً الرئيس برّي، والنائب شوقي الدكاش ممثلا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. 
جنبلاط: مزارع شبعا لبنانية
من جهته، وصف رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط الذي كان الطرف الثاني في مصالحة الجبل، البطريرك صفير بالرجل الاستثنائي بتواضعه وشموخه، مؤكداً ان علاقته ببكركي ستبقى مستمرة بالوضع نفسه كما كانت أيام صفير، على الرغم من ان الظروف اليوم أقسى علينا كلبنانيين من تلك التي كانت موجودة في العام 2005.
وأكّد جنبلاط في حديث مع تلفزيون L.B.C ان لبنان كلّه سيكون موجوداً الخميس في وداع صفير، لكنه هو شخصياً لن يحضر بسبب اضطراره لسفر لظروف خاصة، وسيكون نجله تيمور ممثلاً عنه.
وفي شأن آخر أوضح جنبلاط انه لم ينكر لبنانية مزارع شبعا، بل طالب بتثبيت لبنانيتها، وان تعالج هذه المسألة بهدوء، لأنه سبق ان تمت الموافقة على لبنانيتها في العام 2006 بالإجماع بين اللبنانيين، ومن حقنا تثبيت لبنانيتها على الحدود البرية كما البحرية، بإجراءات قانونية تتخذها سوريا.
وفي المجال الاقتصادي أمل جنبلاط ان تصل جهود الرؤساء الثلاثة إلى خطة حقيقية للتقشف، ولا يجوز ان نستمر بمزاريب الهدر ذاتها الموجودة في الدولة، مشدداً على انه ضد أي مس بالطبقات المتوسطة والفقيرة، ولكن حين تنكشف مزاريب الهدر في الدولة لا يجوز ان نستمر بهذا المسار.
وقال اخشى على البلد من هذه السلطة وكنت جزءاً منها بسبب المبدأ الذي ارسته الوصاية السورية بأن تكون المعارضة والموالاة في السفينة نفسها.