إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 30 نيسان، 2018

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 6 نيسان، 2023
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 26 تشرين الأول، 2016
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 4 كانون الأول، 2020

أنجز المغتربون "مشاركتهم" في انتخاب برلمان 2018. ووردت انتقادات إدارية يمكن معالجتها كما قال وزير الداخلية نهاد المشنوق وغيره من المسؤولين. لكن الإنتقادات السياسية في انتخاب المغتربين هي المشكلة الجدية. فقد منعت أو أرهبت أو أعاقت بعض الدول العربية والأجنبية "مشاركة" المغتربين لديها، بالتصويت للوائح مرشحي قوى سياسية. وعلى جبهة التعبئة الطائفية "للمقيمين"، استعداداً ليوم 6 أيار القادم، احتل الوزير جبران باسيل الموقع الأول، "بكل انتهازية"، بحسب ما رصدت "الأخبار". وسألت هذه الصحيفة "الشباب المسيحي" الذي ينطق باسيل بلسانه : "لماذا لا تنضوون في صفوف القوات اللبنانية" التي يرأسها [العميل “الإسرائيلي” السابق] سمير جعجع. المهم أن "الأخبار" انفردت بنشر أنباء العدوان "الإسرائيلي" (على الأرجح) الذي تعرضت له مواقع سورية في حلب وحماه ليل أمس الأحد …
 

اللواء
إغتراب القارات يقترع: ننتظر من القيادات السماح ببناء البلد!
الحريري يعترف بأخطاء ارتكبت بحق عكار .. وباسيل يهاجم بري وجنبلاط ويحيِّد حزب الله

على صورة لبنان ومثاله.. بدت الانتخابات النيابية، في المحطة الثانية، في الانتشار اللبناني حول العالم، وفي القارات من آسيا إلى افريقيا وأميركا وأوروبا واستراليا، حيث توافد المغتربون الذين يشكلون ما لا يقل عن 70355 من المسجلين للاقتراع إلى الأقلام، وفقاً للدوائر الـ15.
على ان الأبرز في المعادلة هو ان نظرة اللبنانيين هناك، تشبه نظرة اللبنانيين هنا، وهواجس الانتشار تناظر هواجس اللبنانيين في وطنهم: الكل يبحث عن إيصال صوته، ولو عبر صناديق الاقتراع الممهورة بتوقيع رؤساء الأقلام، والمختومة بالشمع الأحمر، على الرغم من الشوائب، وكما حصل في استراليا، عندما حضر المقترعون دون جدوى، فالاسماء لم تدرج في لوائح الشطب.
مؤدى الصوت: «نريد بناء بلادنا»، لكن الشخصيات السياسية الكبيرة تحول دون ذلك.. الصور وصلت إلى الداخلية حيث كانت الكاميرات هناك تصوّر، وهي موصولة بوزارة الداخلية، على ان تفرز الصناديق في الدوائر المخصصة مع فرز النتائج بعد انتهاء الاقتراع في بيروت والمحافظات في 6 أيّار.
اللبنانيون في الانتشار يبحثون عن ديمقراطية بلا انتماء طائفي، ولكن هذا هو لبنان وهذا هو نظامه الانتخابي.
لم تخف وكالة «فرانس برس» القلق عندما اشارت إلى «ان اقتراع المغتربين يثير تساؤلات إزاء شفافية آلية نقل الأصوات من الخارج».
ثغرات وأخطاء
وإذا كانت عملية اقتراع المغتربين في القارات الخمس أمس الأحد، اختباراً جديداً وتجربة لم تكن مسبوقة، للدولة وللمغترب الذي أصبح شريكاً فعلياً في العملية الانتخابية، يفترض ان تتكرس في الدورة المقبلة عام 2022 باختيار ستة نواب جُدد للمغتربين، فإن العملية حفلت أمس، بالعديد من الثغرات الشكلية والاجرائية والادارية كما حصل في انتخابات مغتربي الدول العربية يوم الجمعة، ذهبت بعض الاطراف السياسية الى اعتبارها مقصودة لأنها تؤثر على عدد ناخبيها، وبالتالي على مجمل النتائج في نهاية يوم الاحد المقبل بعد فرز النتائج. لكن وزير الداخلية اوضح انها ثغرات واخطاء قليلة لا تؤثر على مجمل العملية الانتخابية وبعضها تمت معالجته فورا، مثل النقص في اعداد اللوائح الانتخابية وعدم ايصال جوازات سفر لنحو 400 مقترع جرى اصدارها وتعذر نقلها، واعداً بمراجعة هيئة الاستشارات في وزارة العدل، بإمكان السماح لهؤلاء بالاقتراع في لبنان.
ومن الثغرات التي سجلت، ان الناخب لم يكمل عملية التسجيل الالكتروني، وضع اسم الناخب في قلم غير القلم الذي يصوت فيه وتمت معالجتها. اختلاف بتهجئة الاسماء عولجت فورا، توزيع العائلات على اقلام متعددة بعيدة عن منطقة السكن وهي بالالاف ما ادى الى عدم التصويت. وقد شكا منها مندوبو المستقبل و«التيار الحر» كما «امل» و«المردة» و«القوات». عدا عن ابقاء مغلفات الاقتراع مفتوحة ووضعها في الصندوق وهوما يعرض الانتخاب لمخاطراحتمال تزوير عبر سهولة تغيير اللائحة بلائحة اخرى. 
ولكن امين سر هيئة الإشراف على الإنتخابات عطا الله غشام قال في تصريح من وزارة الخارجية ان «العملية تسير بشكل جيد ولا ملاحظات على سيرها». 
اما مشكلة نقل الصناديق من الأقلام في هذه القارات، بعدما تبين ان شركة DHL لا تعمل خلال هذين اليومين في أميركا اللاتينية بسبب عطلة عيد العمال، على غرار ما حصل في بعض الدول العربية، فقد اوجدت الخارجية حلاً لها، من خلال نقل الصناديق ضمن الحقيبة الدبلوماسية على متن رحلات لشركات طيران أخرى.
وكانت عمليات الاقتراع بدأت في استراليا عند منتصف ليل السبت – الأحد بتوقيت لبنان (السابعة والنصف صباحاً بتوقيت استراليا) وانتهت بعد الظهر بتوقيت بيروت – حيث بلغت نسبة الاقتراع أكثر من 58 في المائة، باقتراع 6829 شخصاً من أصل 11826 سبق ان سجلوا اسماءهم، فيما بلغت النسبة في أرمينيا 42 في المائة، باقتراع 130 شخصاً من 311.
وبلغ عدد الناخبين المسجلين في 32 دولة أميركية وأوروبية وافريقية 70 ألفاً و355 ناخباً، لكن أكثر من نصفهم لم يتقدّم للاقتراع، بسبب الإشكالات والشكاوى فضلاً عن بعد المسافات بين أماكن سكنهم وأقلام الاقتراع.
وعلى هذا اقترع في أوروبا 8504 ناخبين من أصل 24484 بنسبة 42.90 في المائة، وغوادلوب 89 مقترعاً من أصل 276 وفي افريقيا اقترع 3343 من أصل 6414 بنسبة 52.15، وفي أميركا اللاتينية اقترع 984 من أصل 5602 بنسبة 18 في المائة.
ويفترض ان تنتهي عمليات التصويت في الساحل الغربي للولايات المتحدة الأميركية عند الثامنة من صباح اليوم بتوقيت بيروت، وكانت نسبة التصويت فيها هي الأدنى، حيث اقترع 2501 من أصل 21442 بنسبة 11.7  في المائة.
وبينما تفقد وزير الداخلية نهاد المشنوق العملية من وزارة الخارجية التي زارها الوزير جبران باسيل مرتين أمس، تابع الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا العملية، اعتباراً من ساعات الفجر الأوّلي، وتلقى تباعاً تقارير من وزارتي الخارجية والداخلية عن نسب الإقبال على الاقتراع مع وجود فوارق في التوقيت بين بيروت وعدد من الدول.
وعبر الرئيس عون عن ارتياحه لمسار المرحلة الثانية من الانتخابات والاجراءات التي رافقتها لاسيما لجهة معالجة بعض المسائل التي برزت خلال عمليات الاقتراع، وهو تبلغ عن وصول اقلام الاقتراع من الدول العربية الى مطار رفيق الحريري الدولي والتي ستوضع في خزنة مصرف لبنان الى حين انتهاء الانتخابات الاحد المقبل.
واستبعدت مصادر مطلعة أن يوجه الرئيس عون رسالة جديدة في ما خص الملف الانتخابي باعتبار أنه قال ما أراد قوله عشية انطلاق الانتخابات يوم الجمعة.
ولفتت المصادر إلى أن الرئيس عون قد يكرر بعض المواقف خلال نشاطه الرسمي. وأفادت أن الرئيس عون سيمارس حقه الانتخابي يوم الأحد المقبل في السادس من أيار المقبل لدى اقتراعه في بلدته حارة حريك, مسقط رأسه.
إلى ذلك، لم يعرف ما إذا كانت هناك جلسة حكومية هذا الأسبوع أم لا مع العلم أن الحكومة تستمر في الانعقاد حتى ليل 20 أيار موعد انتهاء المجلس النيابي الحالي حيث تصبح بعد ذاك مستقيلة على أن تواصل تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
تصعيد بري – باسيل
وفي الوقائع اليومية الانتخابية، وبعد التصعيد الخطابي بين الرئيس نبيه برّي ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل يوم السبت، حيث تبادلا المواقف النارية، تراجعت حدة هذا الخطاب أمس الأحد، خاصة لدى باسيل الذي تكلم في ثلاثة مهرجانات للتيار وحلفائه في الدامور وزغرتا وبعبدا، خافضاً من سقف كلامه بإتجاه برّي، وتحدث بصورة عامة عن ضرورة الاصلاح ومكافحة الفساد ودعم العهد وبناء الدولة القوية، لكن مهرجان لائحة بعبدا الذي اقامه التيار قرب مفرق القصر الجمهوري عصر امس، اقتصر على حضور اعضاء لائحة الوفاق الوطني بمن فيهم النائب علي عمار والمرشح فادي علامة وعدد من مسؤولي التيار وغاب اي حضور لحركة «امل» و«حزب الله»، كذلك اقتصرت الكلمات القصيرة على باسيل ومرشحي التيار الثلاثة النواب الدكتور ناجي غاريوس وحكمت ديب والان عون. 
واكد باسيل في كلمته ان «الاتفاق مع حزب الله لم يحصل على اساس مقايضة أو مصلحة، بل هو استراتيجي لا يستطيع احد المساس به من الخارج وهو اتفاق بين اقوياء»، واصفاً الرئيس عون والأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله بالجبلين اللذين لا يلتقيان لكنهما التقيا في مقاومتين منذ 12 سنة.
وقال: «اننا كلنا بعد الانتخابات و6 ايار، على موعد مع مقاومة الفساد، فنحن وحزب الله على موعد ليس لمكافحة الفساد بل لمقاومته بعد 6 أيار».
وإذا كان باسيل تجنّب الإشارة إلى برّي في مهرجان بعبدا، الا انه لم يوفّر، في المقابل، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في مهرجان لائحة «ضمانة الجبل» في الدامور، في حضور الوزير طلال أرسلان، لكنه اكتفى بالغمز، حيث اعتبر ان «المصالحة لا تكون من أجل التهويل والتهديد»، وانها «تكون حقيقية عندما لا يشعر أي مواطن بالتهميش»، مشددا على ان «المسيحيين شركاء في الجبل وليسوا اجراء عند أحد».
اما الرئيس برّي الذي احبط جمهوره بعدم حضوره شخصيا مهرجان «عهد القسم» الذي اقامته حركة «امل» مساء السبت في صور، لدواع أمنية، مكتفياً بالاطلالة عليه عبر الشاشة، فقد خصّ باسيل، من دون ان يسميه، بمجموعة من «الغمز واللمز» واصفاً اياه «بالبرغوث» الذي «يبزغت» اليوم في دائرة صور- الزهراني، مؤكدا انه «لن يقبل بجبل لبنان قرباناً للمصابين بجنون العظمة والمعقدين نفسيا، ولن يسمح باضعاف الحاضن الشعبي للمقاومة وتحويله من موقع القوة للبنان إلى شراع مثقوب تتسلل منه رياح الفتنة».
وقال: هناك اليوم من يحاول ان يسلك الطريق إلى محولة تدير فكرة ورسالة لبنان عبر سواح انتخابيين أحدهما يرغب اليوم في دائرتنا»، معيدا إلى الأذهان كلام الرئيس ميشال عون عندما دعا إلى «نبذ من يؤجج المشاعر الطائفية والعصبيات لأنه يتلاعب باستقرار الوطن»، وأضاف متسائلاً: «هل يسمع الاقربون والابعدون والاقربون خصوصا هذا الكلام؟».
وكان الرئيس برّي استهل كلمته بوعد قال انه سيكشفه ذات يوم في لقاء قريب مع جمهوره عن الأسباب التي حالت دون ان يطل عليه شخصيا.
وعلمت «اللواء» ان برّي كان تبلغ منذ قرابة شهرين معلومات من أجهزة أمنية بضرورة الاقلال من تنقلاته لأسباب أمنية، من دون كشف تفاصيل.
الحريري في عكار والضنية
في هذه الاثناء، وفيما يدخل لبنان سباق والمائة متر الانتخابي، وصولا إلى يوم الاستحقاق الكبير يوم الأحد المقبل، ينهي الرئيس سعد الحريري جولته الانتخابية اليوم في الشمال، بزيارة البترون والكورة، بعدما كان جال يومي أمس والسبت في الضنية- المنية وعكار، على ان يخصص ما تبقى من أيام للمعركة الانتخابية في بيروت.
وشكلت جولة الحريري الشمالية، والتي لم تستثن بلدة أو قرية ولا سيما في قضائي المنية والضنية وعكار، مناسبة لدعوة مؤيديه وانصاره إلى التصويت بكثافة في الانتخابات للتأكيد على التمسك بنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومنعا لعودة الوصاية إلى الشمال تحديداً، الذي وصفها بأنها «أفضل نموذج للعيش المشترك».
وبطبيعة الحال، لم تخل مواقف الحريري من انتقادات لخصومه المرشحين في لوائح منافسة، الذي قال عنهم انهم «طعنوا بابن الشهيد وبمسيرة الشهيد، بحجة انهم مع مسيرة الشهيد». معلنا رفضه الاجتماع مع من يطعن ويخون ومع من لا يكون صادقاً، كاشفا انه حاول سابقا واجتمع مع هؤلاء وخضنا انتخابات مشتركة واتفقنا على أساس ان نحافظ على وحدة الصف، ولكن كان هناك من يخون، وبالتأكيد لست انا»، وانهم بعض هؤلاء يجر الشباب إلى أماكن لا تحمد عقباها والآن ندفع الثمن.
وقال انه يعمل على قانون عفو بسبب هؤلاء الذين حرضوا الشباب واوصلوهم إلى ما هم فيه اليوم، مؤكدا ان قانون العفو سيقر، وان وحدة الصف يجب ان تكون مع أشخاص يخافون على الصف وليست لديهم مصالح شخصية، وهذا هو الفارق بين من يضحي ويقيم تسويات لمصلحة البلد والناس، وبين من يغتنم الفرص.
وإذ اقر بحصول أخطاء ارتكبها تيّار «المستقبل» بحق عكار، وبوجود عتب عليه وغضب من البعض وملاحظات على طريقة العمل، الا انه اعتبر ان ذلك لا يجب ان يُشكّل سبباً للبقاء في بيوتنا، قائلاً: «انتم ترون امام اعينكم ان سعد الحريري طراز 2018 غير سعد الحريري طراز 2005.. جاي فول ابشن في الـ 2018».
وأوضح الحريري، خلال زيارته للمنية الملابسات التي قضت بترشيح عثمان علم الدين بدل النائب كاظم الخير، مؤكداً انه لم يأت لإقفال بيت سياسي في المنية، مشيراً الى انه حصل اتفاق، نزولا عند رغبة العديد من فعاليات البلدة، بعد وفاة النائب السابق هاشم علم الدين، باعتماد مبدأ المداورة في الترشيح، ويومذاك كانت النيابة في بيت علم الدين ولم يقل ان بيت الخير أقفل، وحين أصبح  غيره نائباً (كاظم الخير) لم يقل أحد ا بيت علم الدين أقفل».
وتابع غامزاً من الرئيس نجيب ميقاتي الذي أخذ الخير على لائحته: خصومنا في قلب بيئتنا السياسية منتشرون في كل لبنان، من الشمال لبيروت للبقاع والجنوب، وبينهم أشخاص جعل منهم رفيق الحريري نواباً ووزراء، وبينهم جعل منهم سعد الحريري، نوابا ووزراء ورؤساء وزراء ايضاً!

البناء
بومبيو يضمن للخليج و«إسرائيل» الحماية مقابل عدم إلغاء التفاهم النووي مع إيران
الجيش السوري ينجح بفرض تسويات جنوب دمشق على داعش والجماعات المسلحة
الانتخاب الاغترابي: إجماع على نجاح التجربة رغم الثغرات… وقلق من المنع السياسي

بدأ الخطاب الأميركي بالتهديد بإلغاء التفاهم النووي بالتراجع، بعدما تم ترتيب السلم الأوروبي للنزول عن شجرة التصعيد في القمم التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقادة الأوروبيين تباعاً، وصار عنوان الموقف الأميركي، لن نسمح بسلاح نووي لإيران. وهذا تحصيل حاصل وفقاً للتفاهم الذي كانت واشنطن تهدد بإلغائه، بل هو جوهر هذا التفاهم، وصارت أوروبا معنية بفتح الطريق لعودة التفاوض مع إبران حول الملفات الإقليمية، انطلاقاً من عنوان عريض هو النفوذ الإيراني، لا يلبث أن يصير المشكلات الناشئة بين إيران والسعودية في المنطقة.
جولة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في المنطقة جاءت ترجمة لهذا السياق متضمنة التطيمنات لحكومة الاحتلال الإسرائيلي وحكومات الخليج بأن واشنطن تلتزم حماية حلفائها، وأنها لن تسمح بامتلاك إيران للسلاح النووي، والتمهيد للتفاوض مع إيران تحت شعار أن إلغاء التفاهم سيكون آخر الحلول، إذا لم يتم الوصول لتفاهمات مرضية لواشنطن وحلفائها، وهو تفاوض لا يبدو ممكناً في المدى المنظور مع رفض إيراني واضح وقاطع لكل تفاوض يطرح تحت عنوان تعديل التفاهم على ملفها النووي، ما يعني أن استحقاق الثاني عشر من أيار المقبل سيتم التعامل معه تحت عنوان هذا الخطاب الأميركي الجديد، بعيداً من تهديد الإلغاء، ويرجح احتمال إقدام الرئيس الأميركي على منح مهلة جديدة لحلفائه الأوروبيين لتفادي إحراج الإلغاء.
فيما تبدو العين الأميركية على الملف الكوري الشمالي، يتراجع الملف الإيراني إلى التجميد. وهذا ما يشمل استحقاق الثاني عشر من أيار، والملف الكوري الشمالي يخطو خطوات عملية متسارعة نحو الانفراجات التي شكلت قمة الكوريتين وما صدر عنها أبرز علاماتها، ولاقاها الرئيس الأميركي بالتنويه بالإيجابية التي تظهرها كوريا الشمالية والآمال المتوخاة من القمة التي ستجمعه بزعيمها خلال أسابيع.
التجميد يبدو عنواناً جامعاً للتعامل الأميركي مع ملفات المنطقة لاختبار فرص إحداث اختراقات جدية في الملف الكوري الشمالي وتحصينها بالتفاهمات اللازمة مع كل من روسيا والصين، والتجميد يعني عدم التقدم بمبادرات سياسية أو الإقدام على مغامرات عسكرية. وهذا ما جعل اجتماع وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران يؤكدون عزمهم مواصلة السير في إحياء العملية السياسية في سورية وفقاً لمسار أستانة، وتركيزهم على الدور السلبي الأميركي والغربي، في ما يخصّ شرق سورية والتشجيع على الحركات الانفصالية. وهو ما ترجمته مواجهة وقعت أمس بين الجيش العربي السوري وحلفائه والعشائر العربية من جهة، والجماعات الكردية المسلحة مدعومة من الطيران الأميركي في قرى شرق دير الزور.
في سورية نجح الجيش العربي السوري بعد عمليات عسكرية نوعية في جنوب العاصمة دمشق بفرض تسويات متزامنة مع الجماعات المسلحة في يلدا وببيلا من جهة، ومع تنظيم داعش في مخيم اليرموك من جهة موازية، وتقوم التسويات على خروج المسلحين مقابل تأمين خروج المحاصَرين في بلدتي الفوعة وكفريا وعدد من الأسرى لدى الجماعات المسلّحة.

لبنانياً، تمّت المرحلة الأخيرة من انتخابات الاغتراب اللبناني وقد شهدت عدداً من الثغرات التي لم تؤثر على سيرها الطبيعي أو على الإجماع حول نجاح التجربة، وبقي الإجماع الموازي حول كونها منقوصة بسبب الحرمان الناتج عن المنع السياسي لحرية تحرك القوى السياسية التي تحظر عليها دول عديدة الوجود فوق أراضيها وتمنعها من نيل التسهيلات التي تضمن تكافؤ الفرص مع منافسيها، كما هو حال لوائح حزب الله في السعودية ودول الخليج وعدد من دول الغرب في مقدّمتها أميركا. وهو ما أكد وزير الخارجية جبران باسيل على وجوده كنقطة ضعف، مشيراً إلى أن التيار الوطني الحر كحليف لحزب الله لحقه بعض التأثير جراء ذلك.

انتخابات الانتشار انتهت بسلام

انتهت المرحلة الثانية من انتخاب المنتشرين في الخارج، بسلام، حيث اقترع امس، المغتربون في اوروبا وافريقيا واستراليا واميركا اللاتينية واميركا الشمالية، بعدما كانت المرحلة الاولى قد بدأت يوم الجمعة في الدول العربية. وقد وصلت نسبة الاقتراع في 32 دولة إلى نحو 31.81 في المئة، فبلغت النسبة في أستراليا 58 في المئة، أوروبا 43.18 في المئة، أفريقيا 52.10 في المئة، أميركا اللاتينية 18 في المئة، وأميركا الشمالية 11.70 في المئة.

وتابعت وزارة الخارجية مجريات المرحلة الثانية لحظة بلحظة، وعبّر رئيس الجمهورية عن ارتياحه لمسار المرحلة الثانية من الانتخابات والإجراءات التي رافقتها لا سيما لجهة معالجة بعض المسائل التي برزت خلال عمليات الاقتراع.

وتبلغ رئيس الجمهورية وصول 31 من أصل 32 طرداً دبلوماسياً يحتوي على صناديق الاقتراع والمغلفات وبداخلها ظروف اقتراع المغتربين اللبنانيين المختومة بالشمع الاحمر، والذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات النيابية اللبنانية التي جرت في الدول العربية، والتي ستوضع في خزنة مصرف لبنان الى حين انتهاء الانتخابات الاحد المقبل، علماً ان الصندوق المتبقي سيصل من جدة اليوم عند الساعة العاشرة والنصف صباحاً.

وأشار وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى أن العملية الانتخابية والتي لم تخلُ من الشوائب الصغيرة التي عولجت ليست فخراً لوزيري الخارجية والداخلية، بل هي فخر لكل اللبنانيين.

لادي ترصد مخالفات

وتحدثت بعثة الاتحاد الأوروبي على لسان المندوب خوسيه انطونيو دو غبريال عن اقتراع المنتشرين في الخارج، وقال «لا انتهاكات ولا مشكلات رصدها مراقبونا، كما ان الآليات محترمة، وبُذلت جهود كبيرة للتسهيل لاقتراع ذوي الاحتياجات الخاصة»، لافتاً الى ان «وزارة الخارجية اللبنانية تقوم بتحديث المعلومات كل الوقت، وتقييمنا إيجابي جداً».

في المقابل، رصدت الجمعية الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات «لادي» مخالفات خلال يوم الاقتراع ولغاية الساعة 5 بتوقيت بيروت في ليبيريا وبريطانيا واسبانيا وابيدجان وكندا واستراليا والغابون.

اقتراع المغتربين ناقص
وبينما أكدت مصادر التيار الوطني الحر لـ «البناء» ان «اقتراع المغتربين يعد إنجازاً مهماً للعهد بشكل خاص، رغم كل الثغرات التي رافقت العملية، فهذه الثغرات من الطبيعي أن تحصل لا سيما انها التجربة الاولى للبنان، ومن الطبيعي ان تعمل وزارتا الداخلية والخارجية في مرحلة لاحقة على الأخذ بالملاحظات التي رافقت مرحلتي الاقتراع في الدول العربية واوروبا والاميركيتين وافريقيا واستراليا واستكمالها بشكل افضل في المستقبل»، كان لافتاً تأكيد حزب الله ان عملية انتخاب المغتربين كانت ناقصة، حيث أعلن عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق «تأييد عملية اقتراع المغتربين، على رغم أن هذا الإنجاز كان ناقصاً، ولم تكتمل بسبب سياسة الترهيب السعودية التي حالت من دون مشاركة المندوبين والمؤيدين للحزب وحركة أمل في الانتخابات هناك». ولفت الى ان «هذه الانتخابات منتقصة قانونياً وديموقراطياً، ونحن سكتنا عن حقنا كي نسهل عملية الاقتراع وحرصاً على إجراء الانتخابات وعلى الوحدة الوطنية».
رسائل بين أمل والوطني الحر
الى ذلك تواصلت المهرجانات الانتخابية في عطلة الاسبوع، وما رافقها من مواقف سياسية وتوجيه رسائل من كل حدب صوب. وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «اسرائيل تبيّت عدواناً ضد لبنان لإرجاعه سنوات الى الوراء»، لافتا الى أنها أعدت منظومات حربية عديدة لهذه الغاية، داعيا لزيادة الانتباه لرد أي عدوان. وغامزاً من قناة وزير الخارجية جبران باسيل من دون أن يسمّيه لفت بري خلال احتفال انتخابي في صور الى ان «هناك من يحاول اليوم أن يسلك طريق تدمير فكرة ورسالة وتجربة لبنان عبر سياح انتخابيين أحدهم «يبرغت» اليوم في دائرتنا ويتكلمون عن حرية تلة مغدوشة ونسوا من حرّرها».
وتوجّه إلى الجنوبيين قائلاً: «نعم لا أخشى عليكم أن تقعوا في براثن التحريض الطائفي والمذهبي الرخيص». واستشهد بكلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «الداعي إلى نبذ من يؤجج المشاعر الطائفية»، قائلاً «هل يسمع الأقربون خصوصاً».
وقال: «نريد إنقاذ البلد من الطائفيين والأنبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان». وكان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال مهرجان التيار الوطني الحر في مغدوشة التابعة لدائرة صور – الزهراني أن «لا أحد في العالم يبعدنا عنكم ويمنعنا من المجيء اليكم ونحن لم نترككم رغم كل الضغوط، وسيدة المنطرة مثل سيدة حريصا ومثل كل لبنان. هذه الأرض جزء من الجنوب، حيث استشهد الكثيرون لنبقى ومن هنا نحيي المقاومة وسيّد المقاومة». وقال اذا كانوا يريدون منعنا عن مقعد نيابي فلا يمكنهم منعنا من التعبير عن رأينا كما نريد وفي الوقت الذي نريد ونقول من الجنوب.. الفساد لا يعيش مع التحرير والمقاومة».
وشدّد وزير الخارجية خلال مهرجان لائحة «الوفاق الوطني» في بعبدا، على أنه «على أرض بعبدا ولدنا سياسياً، وهنا نكبر لأن الشرعية اللبنانية مكانها هنا وهنا استشهدنا دفاعا عنها». وأضاف: «يُقال إن جبلين لا يلتقيان، لكن في بعبدا التقى جبلان هما السيد حسن نصرالله والعماد عون. وهنا التقت مقاومتان منذ 12 سنة»، قائلاً «هنا معقل المقاومة لـ»إسرائيل» التي ردّت الاعتبار للبنان والعالم العربي»، ونحن وحزب الله على موعد ليس لمكافحة الفساد، بل لمقاومته بعد 6 أيار». في موازاة هذه المواقف صوّب باسيل من زغرتا سهامه تجاه رئيس تيار المردة منافسه الأساس في دائرة الشمال الثالثة، حيث أكد أن من واجه الهيمنة والتسلط في لبنان ليس كثيراً عليه أن يواجهها في زغرتا ليكسرها ويعيد التوازن».

الجمهورية
أسبوع التحضير لـ«الأحد الكبير».. وتوقُّع إرتــفاع منسوب التشنج

يبدأ اليوم الأسبوع الانتخابي الأخير استعداداً لـ«الأحد الكبير» في ختامه، حيث سيكون يوم الانتخابات في طول البلاد وعرضِها. ويُنتظر أن يخوض المرشحون بلوائحهم المختلفة جولاتهم وحملاتهم الانتخابية الأخيرة قبل أن يلتزموا وقفَ إطلاقِ الكلام تنفيذاً للقانون الانتخابي الذي يقضي بتوقّفِ الحملات الإعلامية والإعلانية والانتخابية قبل 48 ساعة من موعد فتحِ صناديق الاقتراع. ولاحَظ المراقبون ما يرافق الخطابَ السياسي المتشنّج من تعدّدِ المخالفات والارتكابات والخروجِ على كلّ القوانين التي ترعى العملية الانتخابية التي جُنّدت لها كلّ القدرات السلطوية والإمكانات المتوافرة لدى أهلِ الحكم خدمةً للوائح السلطة. وتخوّفوا من استغلال السلطة جلسةَ مجلس الوزراء الأسبوعية هذا الأسبوع لإمرار دفعةٍ جديدة من التعيينات الإدارية بغية استثمارها تعزيزاً للوائح أهلِ السلطة قبَيل فتحِ صناديق الاقتراع.
أقفِل أمس اليومُ الانتخابي الطويل في القارّات الأوروبية والأميركية والأفريقية والأسترالية، ليُفتحَ اليوم في لبنان أسبوعٌ انتخابيّ حارّ مع بدءِ العدّ العكسي لاستحقاق السادس من أيار في ظلّ استنفارٍ سياسي وشعبي غيرِ مسبوق.

وتوقّعت أوساط سياسية عبر «الجمهورية» ارتفاعاً ملحوظاً في سخونة الخطاب السياسي من اليوم وحتى 7 الاثنين المقبل، اليوم التالي للانتخابات، وذلك بغية استثماره انتخابياً وتعبئة الناخبين.

وأملت أن تبدأ في 7 أيار مرحلة جديدة بحيث ينتظم الجميع في حوار لتأليف حكومة وفاق وطني. إلّا انّ المصادر توقّعت حصول تعقيدات في الملف الحكومي من شأنها تأخير تأليف الحكومة في السرعة اللازمة، مشيرةً الى أنّ التأليف قد يستغرق أشهراً، في ضوء التصعيد السائد في الخطاب السياسي وتعريجِ بعض اصحابِه على رأيهم في الحكومة المقبلة وإعلانِ طرفٍ سياسي رفضَه أن يأخذ الطرف الآخر حقيبة معيّنة، واعلان الآخر أنه سيرفض أن يأخذ غيره حقيبة معينة. وبذلك يضع كثيرون من الآن العصيّ في دواليب الحوار المفترض لتأليف الحكومة».

في هذا الوقت، أبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ارتياحَه لمسار الانتخابات في بلدان الانتشار، والإجراءات التي رافقتها، خصوصاً لجهة معالجة بعض المسائل التي بَرزت خلال عمليات الاقتراع، فيما اعتبَر وزير الداحلية نهاد المشنوق أنّ العملية الانتخابية التي لم تخلُ من الشوائب الصغيرة التي عولجَت، «ليست فخراً لوزيرَي الخارجية والداخلية، بل هي فخر لجميع اللبنانيين».

في حين أكّد «حزب الله» بلسان عضو مجلسه المركزي الشيخ نبيل قاووق «تأييد عملية اقتراع المغتربين، على الرغم من أنّ هذا الإنجاز كان ناقصاً، ولم يكتمل بسبب سياسة الترهيب السعودية التي حالت من دون مشاركةِ المندوبين والمؤيّدين للحزب وحركة «أمل» في الانتخابات هناك». واعتبَر أنّ «هذه الانتخابات منتقصة قانونياً وديموقراطياً، ونحن سَكتنا عن حقّنا لكي نسهّل عملية الاقتراع وحِرصاً على إجراء الانتخابات وعلى الوحدة الوطنية».

في الموازاة، قال مراقبون لـ»الجمهورية»: «إنّ اقتراع المغتربين لم يبدأ مع هذا العهد ولا مع وزير الخارجية جبران باسيل، بل هو مطلب قديم منذ الستّينات لإعطاء المغتربين حقّ الاقتراع وردّ الجنسية لهم. لكنّه يأتي الآن في سياق تغيير قانون الانتخاب ونتيجة التوافق الوطني، وقبول كلّ الاطراف بهذا الحقّ، بعدما صار الاغتراب من كلّ الطوائف ولم تعد له هوية طائفية وحيدة، وهذا يُعدّ إنجازاً لأنه يعيد تواصلَ المغتربين الوطني، وليس السياحي، مع لبنان، فيتحمّسون أكثر للدفاع عن قضاياه في الدول التي ينتشرون فيها. إلّا أنّ المحاولات مستمرّة لاستغلال البعض هذا الأمر وتوظيفه انتخابياً».

وحسبَ هؤلاء المراقبين، «فإنّ خطوة اقتراع الانتشار هي خطوة عملية، لكنّ نسبة المقترعين لن تبدّلَ في نتائج الانتخابات، ومن اقترَع هم المغتربون الجُدد الذين ينتخبون عادةً في لبنان، وإنّ نسبة قليلة من المغتربين القدامى شاركت في العملية الانتخابية.

وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»: «إقتراع المغتربين هو خطوة جريئة تحصل للمرّة الاولى، وهي من أهمّ عوامل استقطاب المغتربين وجذبِهم الى الوطن، لأنّ، تاريخياً، النظرة الى الاغتراب كانت على أنه مصدر مال، أمّا اليوم فتبدّلت مع مشاركة المغتربين في الحياة السياسية فعلياً. أمّا من حيث التطبيق فكان يمكن أن يكون افضل، أي أن تكون نسبة مشاركة المغتربين مرتفعة اكثر. ومردُّ ذلك الى أنّهم لم يكونوا على ثقة بأنّ الدولة ستذهب بهذه الخطوة الى النهاية بعدما جرت محاولات في حكومات سابقة ولم تبلغ نهاياتها.

وما زاد الأمرَ صعوبةً هو انّه حتى الذين سجّلوا أسماءَهم للاقتراع لم يقترعوا كلّهم لوجود نقصٍ في الحوافز، فهم لم يَشعروا بأنّهم يستطيعون التغيير والتأثير، ولم يَشعروا بأنّ قانون الانتخاب أو المرشّحين يعكسون تطلّعاتهم، لذلك اقتراع الانتشار خطوة يجب أن يتمّ التحضير لها باكراً».

من جهةٍ أخرى تترقّب الأوساط السياسية والإعلامية ما ستكون عليه نسبة الشكاوى من بلدان الاغتراب، وتحديداً ما جرى من خروق خلال فترة «الصمت الانتخابي». وقالت هذه الأوساط إنّ تحديد هذه الخروق ينطلق من التثبتِ من المخالفات الإعلامية والسياسية في ضوء التحذير الذي اطلقَته هيئة الإشراف على الانتخابات في تعميمها على وسائل الاعلام كافة طالبةً اليها التنبّه الى مرحلة الصمتِ الانتخابي التي سبَقت انتخابات المغتربين اللبنانيين الجمعة الماضي وأوّل أمس في البلدان العربية والأميركيتين وأوروبا، والتي حُدّدت قبل 24 ساعة على فتحِ الصناديق في هذه البلدان.

ولفَتت المصادر الى انّها سجّلت بعض المخالفات التي سيُنظر بها لاحقاً، مشيرةً الى انّ المذكّرة التي صدرت عن الهيئة في 25 نيسان الجاري دعَت وسائلَ الإعلام الى «تحاشي إجراء دعاية أو نداء انتخابي مباشر، باستثناء ما يَصعب تفاديه من صوت أو صورة لدى التغطية المباشرة لمجريات العمليات الانتخابية ولجهة اقتصار تغطيتها هلى نقلِ الوقائع الانتخابية».

وقالت مصادر هيئة الإشراف على الانتخابات لـ»الجمهورية» إنّها «وثَّقت مئآت المخالفات بوسائل عدة، ولا سيّما تلك التي تقدَّمَ بها مرشّحون أو تلك التي تمّ توثيقها بوسائل أخرى». مشيرةً الى «انّ كلّ هذه المخالفات ستشكّل مضمونَ التقرير النهائي الذي سيُرفع الى كلّ مِن رئيس الجمهورية ورئيسَي مجلس النواب والحكومة والمجلس الدستوري خلال مهلة شهرٍ تلي إقفالَ صناديق الاقتراع.

خطاب باسيل

داخلياً، احتدمت المنافسة الانتخابية تحت عناوين مختلفة وسط التراشق بالاتّهامات. ووصَفت مصادر سياسية معارضة خطابَ رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل بأنّه «خطاب ضائع» يقوم على قاعدة «لكلّ مقام مقال»، وتختلف لهجتُه وعناوينه عند كلّ جولة، فيهاجم من الجنوب رئيسَ مجلس النواب نبيه برّي، في وقتٍ يُهادن من بعبدا «حزب الله «ـ حليف برّي. ويعلِن عند إبرام التفاهم مع «القوات» أنّ هذا التفاهم يَطوي صفحة الحرب، لكنّه اليوم وفي كلّ خطاب يذكّر «القوات» بمراحل هذه الحرب.

كذلك ندّدت المصادر بخطاب باسيل «التقسيمي» ومنطقِه القائم على قاعدة «هون إلنا وهونيك إلكُن» و»مثلما احترمناكم في صيدا كسُنّة فاحترِمونا كمسيحيين في جزّين».

وانتقدت أداءَ «التيار» وتحالفاته «المصلحية الضيّقة «، وقالت: «تستطيع أن تُبرِم تحالفات مصلحية، لكن عند انتهاء الانتخابات لا تستطيع القول إنكَ لا تنتمي الى الطبقة السياسية التي تتحالف معها، وإنكَ خارج هذه الاصطفافات. فلا أحد يُجادلك في تحالفاتك، الجدال هو حول ما كنتَ تقوله بأنك حزبُ تغيير وفِكر تغييري».

كذلك انتقدت «ترشيحَ «التيار» أشخاصاً على لوائحه يتمتّعون بحيثية ماليّة، وترشيحَ أشخاصٍ من خارج «التيار» سيَأكلون الأصوات التفضيلية من صحنِ مرشّحي «التيار» الملتزمين وسيَفوزون على حسابهم في مناطق عدة كزحلة والكورة وزغرتا».

وإذ تحدّثت المصادر عن وجود «خلافات داخلية حادّة وبارزة لم نكن نشهَدها سابقاً»، لفَتت «الى أنّ كلّ بيت سياسيّ سارَ مع «التيار» عوَّموه، كالمرشّح ميشال معوّض والنائب رياض رحّال الذي لم ينتخِب العماد عون رئيساً للجمهورية، واشتهر عنه أنه كان أبرزَ الشتّامين لعون، وكلَّ مَن عارَضه يرفضه ويحاول إلغاءَه وإقفالَ بيتِه السياسي، كما فعلَ مع الرئيس ميشال المر الذي انتخَب عون».

«التيار» ـ «أمل»
وكان منسوب التصعيد بين حركة «أمل» و«التيار الوطني الحر» في دائرة صور الزهراني، قد ارتفع، بما ينبئ بأن لا عودة الى العلاقة الطبيعية بين الطرفين. وتَمظهَر هذا التصعيد في قول بري «إنّ هناك من يحاول اليوم أن يسلكَ طريق تدمير فكرةِ لبنان ورسالته وتجربتِه عبر سيّاحٍ انتخابيّين، أحدُهم «يبرغت» اليوم في دائرتنا، ويتكلّمون عن حرّية تلة مغدوشة ونسوا من حرَّرها». فيما ردّ باسيل قائلاً: «إذا كانوا يريدون منعَنا عن مقعدٍ نيابي فلا يمكنهم منعُنا من التعبير عن رأينا، ونقول من الجنوب… الفساد لا يعيش مع التحرير والمقاومة».
«التيار» ـ «المردة»
وانسحبَ التصعيد بين بري وباسيل على خط «التيار الوطني الحر» ـ «المرَدة». فبَعدما اعتبَر باسيل من زغرتا «أنّ مَن واجَه الهيمنة والتسلّط في لبنان، ليس كثيراً عليه ان يواجهَها في زغرتا ليكسرَها ويعود التوازن».. قال: «سيكون لنا نائب في زغرتا، ونعمل لنائبين، إذا لم يكن هذه المرّة ففي المرّة المقبلة ».
وقال رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية خلال مهرجان انتخابي في بنشعي: «حين اقتضَت مصلحة بعضِهم جاؤوا إلى ساحتنا، وقد يقولون اليوم: «إنّنا نستعيد حقوقاً، ولكنْ لا تنسوا أنّهم هم بأنانيتهم من فرّطوا بحقوقِنا». وأكّد «أنّ وعود الانتخابات تزول مع الانتخابات ونهجَ الصدق يبقى كلّ العمر». وحذّر «من أنّ الخطاب العنصري، الخطابَ التقسيمي، الخطاب الطائفي يخسَر فيه الجميع، والمسيحيّون يخسرون اكثر من الجميع».
ريفي
في غضون ذلك، قالت أوساط اللواء أشرف ريفي لـ»الجمهورية» إنّ «المؤشرات الانتخابية في طرابلس وعكار والبقاع وبيروت تؤكّد «أنّ النتائج في 6 أيار ستكون مدوّية»، وتوقّعت «أن تكون نسبة التصويت مرتفعة جداً، خصوصاً لدى فئة الشباب التي تشارك للمرّة الأولى، وهي نسبة كبيرة وتنشُد التغيير».
وأكّدت «أنّ مزاج الناس مخالف تماماً لحملات الدعاية والتهويل التي تمارَس، وقد بدا ذلك جليّاً خلال المهرجانات الحاشدة التي أقامتها لوائح «لبنان السيادة» في الشمال». وأشارت إلى «أنّ البيئة السنّية على وجه التحديد تستعدّ لتغييرٍ كبير بعدما خَذلتها قيادتُها، وهي ستصوّت تحت عناوين: منعُ «حزب الله» وحلفائه من اختراق البيئة السنّية، والمطالبة باستعادة حضورِها القوي في الدولة، ومواجهة الفساد ورفعُ الحرمان عن مناطقها».

الأخبار
باسيل والانتخابات وحقوق المسيحيين: الحقيقة بالمقلوب
«البلوك العلوي» للائحة المردة ــ الصمد ــ كرامي

منذ عام 2005، والانتخابات النيابية في لبنان تخاض بطريقة خاصة عند الجمهور المسيحي. طبيعة قانون الانتخاب، والدوائر المفصلة على قياسات الزعامات الطائفية، تجعل العنصر الطائفي طاغياً في حالات كثيرة. وفي لبنان، كان الأمر عبارة عن انتفاضة في الخيارات، بعد 15 عاماً من الحكم في ظل النفوذ السوري ـــ السعودي، الذي أطاح التمثيل المسيحي لمصلحة نفوذ الزعامات الاسلامية (مقال إبراهيم الأمين). 
بين عامي 2005 و2009، توزع الناخب المسيحي بحرية كبيرة جداً، بين مجموعة خيارات حزبية وسياسية ومناطقية. لكن الانقسام السياسي ظل محصوراً بين فريق 14 آذار بنسخته السعودية ـــ الاميركية، وفريق 8 آذار وحلفائه، بنسخته السورية ـــ الايرانية. وقد ذاب حزبا الكتائب والقوات اللبنانية في المحور الاميركي ـــ السعودي الى حدود خسارة الخصوصية، حتى إنهما قبلا بالحصص كما يقرّها الأخ المسلم الاكبر المتمثل بتيار المستقبل.
التيار الوطني الحر اقترب كثيراً من الحلف المضاد. تماهى مع خطاب المقاومة والوقوف الى جانب الدولة السورية في مواجهة المحور الآخر. لكن «التيار» حافظ على مسافة جدية مع العناصر المحلية للمحور المحسوب عليه، ولا سيما في ما خصّ الواقع الداخلي في لبنان. وكان التباين بين «التيار» وأطراف بارزة في فريق 8 آذار، من الرئيس نبيه بري الى النائب سليمان فرنجية وقوى أخرى، متمحور حول الانتخابات الرئاسية، وهو خلاف استمر حتى لحظة فرز الاصوات في الجلسة النيابية التي انتخب فيها العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. 
عملياً، اختلف الامر كثيراً بعد وصول عون الى بعبدا. عناصر الاختلاف برزت في سياسات التيار الوطني الحر. صارت معركته المعنونة باستعادة حقوق المسيحيين، معركة خصومة مع مسيحيي ومسلمي 8 آذار على حدّ سواء، إذ قرر «التيار» إنهاء أي علاقة مع النائب فرنجية وكل الشخصيات المسيحية القريبة منه أو القريبة من الرئيس بري، كما قرر «التيار» إعلان ربط نزاع مع رئيس المجلس النيابي، معتبراً أنه «رمز الفساد» في البلاد.
على أن الامر لم يقف عند هذا الحد. ذلك أن سلوك التيار الوطني الحر، خصوصاً رئيسه جبران باسيل، اتسم بانتهازية كبيرة، نتيجة اعتباره أنه صار ممثل المسيحيين شبه الحصري داخل مؤسسات الدولة. فلا هو يقبل بشراكة حقيقية مع بقية الاطراف المسيحية في ما يعرف بحصص الطوائف داخل الدولة ـــ وهنا، قرر إطاحة تفاهمه مع القوات اللبنانية ـــ ولا هو أقام أصلاً أي وزن لاعتراضات الكتائب وشخصيات 14 آذار على المحاصصة. 
في المقابل، وجد باسيل ـــ على وجه الخصوص ـــ أن تثبيت مرجعية «التيار» للمسيحيين في الدولة يتطلب تفاهماً مع الشريك المسلم الأبرز في السلطة التنفيذية. وكان التفاهم ـــ التحالف مع الرئيس سعد الحريري على قاعدة أن الأخير يحتاج إلى «التيار» في مسائل عدة، أبرزها ضمان بقائه في سدة رئاسة الحكومة، وهو، أي الحريري، مستعد لأن يقايض ذلك بالتخلي عن كل حلفائه المسيحيين في 14 آذار، وهذا ما فعله، مستفيداً من الطفولية السياسية التي أظهرها حزبا الكتائب والقوات في الفترة الاخيرة، و«تورطهما» في لعبة إقصاء الحريري التي قادتها السعودية وفشلت في تحقيقها.
اليوم، وفي ظل المعركة الانتخابية، وجد باسيل أن فكرة المرجعية المسيحية تتطلب ايضاً خوض معركة داخل «التيار» نفسه، وهي ساحة المنازلة التي انتهت الى تشكيل لوائح انتخابية في كل لبنان، مع شخصيات من خارج «التيار»، ومن خارج التفاهمات السياسية. وباعتقاد باسيل أن كل من وافق على الدخول في تحالف انتخابي معه، إنما يقرّ له بالمرجعية. وهو رهان غير دقيق، وسوف تظهر الايام أنه خاطئ أيضاً. 
عملياً، الانتخابات حاصلة بعد نحو أسبوع من الآن، وسوف يدخل البرلمان 64 نائباً مسيحياً، بينهم مجموعة سيصرّ «التيار» على القول إنها تمثل المسلمين أكثر منها تمثل المسيحيين، لأنها وصلت إلى المجلس عبر لوائح انتخابية لا تخضع لسلطة «التيار» وإرادته، ما يعني أننا سنسمع لاحقاً أسطوانة تشكيك بكل نائب مسيحي وصل الى المجلس من دون مساعدة أو موافقة التيار الوطني الحر. أما الفائزون في اللوائح المتحالفة مع «التيار»، فسوف تكون غالبيتهم من الحلفاء أو الاصدقاء أو الشخصيات المستقلة (وبينهم عدد لا بأس به من المتموّلين)، بينما سيتراجع كثيراً عدد القياديين الواصلين إلى المجلس النيابي، ممن هم من صلب التيار الوطني ورموز مسيرته النضالية من الثمانينيات حتى يومنا هذا.
كيف يدير باسيل هذه المعركة؟ 
في آخر إطلالة شعبية له من الجنوب (الزهراني، السبت الفائت)، وجّه باسيل، كعادته، تحية إلى المقاومة وسيدها، واستذكر أن كثيرين «استشهدوا لنبقى»، ثم توجه، مباشرة، إلى أهالي المنطقة، بالقول: «لم يتمكنوا من الهيمنة عليكم بالعسكر، ولن يهيمنوا بالسياسة، ومقاومة التيار اليوم هي من أجل الشراكة». 
من يقصد باسيل بالذين لم يتمكنوا من الهيمنة على أهل المنطقة بالعسكر ويسعون إلى هيمنة سياسية؟ وعن أي عسكر يتحدّث؟ لماذا يتصرف باسيل دوماً كما لو أنه يقاوم قوى احتلال؟ أي شراكة تستقيم مع من يعتبرهم محتلين؟ وللتذكير فقط: آخر عمل عسكري داخلي شهدته منطقة الزهراني مباشرة بعد اتفاق الطائف، ولم يكن المسيحيون مستهدفين فيه. على العكس من ذلك، نظر المسيحيون بعين الرضا إلى العملية التي نفذها الجيش اللبناني، بقيادة العماد إميل لحود، في تلك المنطقة، للانتشار وإجبار الفصائل الفلسطينية وحلفائها على الانكفاء إلى داخل المخيمات الفلسطينية في صيدا! أما آخر معركة كان جزء من المسيحيين طرفاً فيها في المنطقة، فهي مغامرة شرق صيدا، التي خاضتها القوات اللبنانية، بالتحالف التام مع جيش العدو الاسرائيلي. فعن أيّ هيمنة عسكرية يتحدّث باسيل… وما هذه الخفة؟ وما هذا الخلط الكارثي للحقائق والتاريخ؟
يعرف باسيل قبل غيره أن حزب الله، ومن دون الحاجة الى معركة مع حركة أمل، خاض معركة «تحرير» مقاعد قضاء جزين في الانتخابات النيابية الماضية. وحرص الحزب، في الانتخابات الفرعية التي جرت في عام 2016، ومن دون الوقوف على خاطر حليفه الرئيس نبيه بري، على أن تكون الغلبة لمرشحي التيار الوطني الحر. رغم ذلك، لم يُقم بري الدنيا ولم يُقعدها.
يقول باسيل: «لن نسكت عن حق سبعين ألف مواطن في الجنوب في اختيار ممثليكم، واحتجاجكم يجب أن تعبّروا عنه في السادس من أيار لخلق واقع جديد يكسر الهيمنة»… 
الى من يتوجه باسيل بهذا الكلام؟ هل يعتقد أن اللبنانيين قد نسوا أنه (باسيل) نفسه الذي أصرّ على حصر الصوت التفضيلي في القضاء، وبالتالي، وبمنطق باسيل الذي ينسب النائب إلى أبناء طائفته، تسبّب بشرطه هذا في حرمان مسيحيي صور وبنت جبيل والنبطية وصيدا (والضنية والمنية) من القدرة على التصويت لمرشحين مسيحيين. فإذا بباسيل يكرر، للمرة الثانية في الجنوب، معزوفة أن مسيحيي المنطقة محرومون من التصويت! من الذي حرمهم؟ باسيل. لماذا تصوير الامر كما لو أن من يسميهم «قوى الأمر الواقع» أو «الساعين إلى الهيمنة» هم الذين أصرّوا على هذا الشرط، فيما كانت إحدى مشكلاتهم مع وزير الخارجية عند مناقشة قانون الانتخاب تمسّكه بهذا المطلب غير المنطقي وغير المحق؟
ماذا حصل في جبيل في دورتي 2005 و2009؟ ألم يترك حزب الله وحركة أمل الملف لإدارة التيار الوطني الحر؟ ألم يتركا له حق اختيار من يراه مناسباً لملء المقعد الشيعي في جبيل، ولم يجر، إذذاك، الوقوف عند خاطر أحد، بما في ذلك العائلات التي تريد أن تختار هي من يمثلها؟ ثم عندما قرر حزب الله، وبالاتفاق مع حركة أمل، اختيار ممثله في هذه الدائرة، في الدورة الحالية، ألم يأته الرفض أولاً من التيار الوطني الحر، ومن بعض القوى المسيحية في القضاء؟ من أعطى هؤلاء حق رفض أو قبول مرشح، بينما هم يطالبون بـ«تحرير» تمثيلهم في المناطق كافة؟ وهل قبِل حزب الله التحالف مع فارس سعيد في جبيل نكاية بالتيار الوطني الحر؟ وهل قبِل حزب الله أصلاً التحاور الجدي مع «القوات اللبنانية» وهو يعلم أن بالإمكان إدارة حوار كما يجري الحال بينه وبين تيار المستقبل، لكنه لم يفعل أبداً، لأجل ألا «يزعل» رئيس التيار الوطني الحر؟ 
نقطة أخيرة يكرّرها باسيل في الآونة الأخيرة، حتى باتت لازمة. كلما ذكر المقاومة، يتحدّث مباشرة عن الفساد وضرورة إبعاده عن المقاومة. لا حاجة إلى دليل لمعرفة أن المقصود حركة أمل والرئيس بري على وجه التحديد. حسناً، إذا كان باسيل يرى أن بري من أركان السلطة الذين تسبّبوا بالمشكلات الاقتصادية والمعيشية، فهل يخبرنا عمّا يفعله هو (باسيل) بتحالفه مع سعد الحريري سليل العائلة المسؤولة عن مآسي البلاد الاقتصادية، والمدمرة لكل ما له علاقة بالمؤسسات، والرافضة لفكرة الدولة ودور القطاع العام، والتي فتحت البلاد أمام أبشع عملية خصخصة، والتي اتبعت سياسات مالية ونقدية أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم، وهي نفسها السياسة التي تستعد اليوم لبيع ما بقي من القطاع العام ومن الملك العام، وحتى بيع النفط قبل استخراجه؟
ثم، هل باسيل يريد مواجهة الفساد وخوض معركة بناء الدولة، وهو يبني تحالفات انتخابية مع نعمة افرام وسركيس سركيس وميشال ضاهر ونقولا شماس؟ هل هو يواجه الإقطاع السياسي في الشمال بأن يتحالف مع ميشال معوض ضد سليمان فرنجية؟ وانه يريد تعزيز المناخ المدني في البلاد بأن يتحالف مع الجماعة الاسلامية في صيدا ضد أسامة سعد؟ وقرر أن يواجه الاقطاع الجنبلاطي بالتحالف مع طلال أرسلان في الشوف وعاليه والجنوب؟ 
ثمة أشياء غير مفهومة في خطاب باسيل وتحالفات التيار الوطني الحر. وثمة مبالغات تشي بقصور سياسي، وتنتهي الى رفع مستوى التعبئة الطائفية والمذهبية في البلاد بصورة تعيدنا الى مربعات الثمانينيات. وفي هذه الحالة، يصبح من المنطقي سؤال الشباب المسيحي: لماذا لا تنضوون في صفوف «القوات اللبنانية»؟
«البلوك العلوي» للائحة المردة ــ الصمد ــ كرامي
الوزير السابق فيصل كرامي، مبدئياً، «بأمان». الفضلُ بذلك لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي نجح في إنهاء «أزمة الصوت العلوي» في دائرة الشمال الثانية. منذ أكثر من أسبوعين، مارست السفارة السوريّة لدى لبنان (المُكلّفة بإدارة ملف أصوات الطائفة العلوية خلال الانتخابات النيابية) ضغوطاً من أجل أن تصبّ الأصوات العلوية لمصلحة لائحة رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، وليس لائحة تحالف تيار المردة ــ جهاد الصمد ــ فيصل كرامي. أثار هذا الموقف بلبلةً في صفوف «لائحة الكرامة الوطنية»، المُتّهمة في الشارع الطرابلسي بأنّها محسوبة على «8 آذار»، فيأتي من الفريق نفسه من يُحاول ضربها وتخسيرها أصواتاً. الانزعاج طاول أيضاً فرنجية. صديق الرئيس بشّار الأسد، رفض بدايةً التواصل مع القيادة السورية من أجل حلّ الموضوع، «لأنّ دعم العلويين للائحة يُشارك فيها تيار المردة هو أمرٌ بديهيٌ». ولكن، وقبل 6 أيام من الانتخابات، وبالنظر إلى وجود خطرٍ حقيقي بأن لا تنال «لائحة الكرامة الوطنية» سوى حاصلٍ واحدٍ، بادر فرنجية إلى حلّ هذه الإشكالية. وبناءً عليه، تقرّر أن يُمنح الصوت العلوي التفضيلي إلى المُرشح أحمد عمران (لائحة المردة ــ الصمد ــ كرامي). وقد غرّد، أمس، الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد: «انتظروا البلوك العلوي، وسيقلب المعادلة».
جبل محسن كان أمس، أيضاً، على موعدٍ مع حركة سياسية /انتخابية لافتة للانتباه. فقد افتتح المُرشح على لائحة تيار العزم توفيق سلطان مكتباً انتخابياً له في «البعل»، حيث «أنا على تواصل دائمٍ مع الناس، ولم أنقطع عنه يوماً، وسياسياً لست بعيداً عنهم»، كما قال لـ«الأخبار». لا يُمكن عزل حركة سلطان عن سياق الحملات الانتخابية. قال الرجل كلاماً سياسياً جديداً في «الجبل». تعهّد في كلمته أمس بأن تكون الكتلة التي نحن في صدد تشكيلها بعد الانتخابات، «متضامنة متراصة، في خدمة جبل محسن وكل مناطق طرابلس… الجبل جزءٌ لا يتجزأ من طرابلس… الخدمات المدينية كافة، ومرافق المدينة، مفتوحة أمام أبناء الجبل الذين هم من نسيج البلد ومن أهلها». لم يكتف بذلك، بل صارحهم القول في الكثير من الوقائع، خصوصاً تلك المتصلة بأحداث طرابلس، واعداً بقول الكثير، وبأن لا يطيل الغياب عن «الجبل».