مفاعل ديمونة : القنبلة النووية التي تهدد وجود "إسرائيل"

مفاعل ديمونة : القنبلة النووية التي تهدد وجود "إسرائيل"

كيف سيطر "الإخوان" على منظومة التعليم في السعودية ليزرعوا التكفير فيها؟
عقل بايدن يتآكل وحكومة ظل تحكم الولايات المتحدة : هل حانت فرصة هاريس
لأوّل مرّة في تاريخها : الجزائر تصدر عملات نقدية بالعربيّة والإنجليزيّة وتهمل “الفرنسيّة”.

ارتفعت وتيرة التهديدات الحربية التي وجهتها حكومة "إسرائيل" إلى لبنان، وإلى منظومة المقاومة في قطاع غزة/ فلسطين المحتلة. وتبين الدراسات التحليلية لهذا السلوك "الإسرائيلي"، أن احتمالات الحرب المفاجئة قائمة، وأن التصريحات التي يطلقها رئيس حكومة العدو الصهيوني ووزرائه، ضد لبنان أو قطاع غزة، يمكن أن تجر صداماً عسكرياً معهما، لن تكون المنشآت النووية "الإسرائيلية" بمنأى عن لهيبه.

ومن المعلوم أن كيان العدو الصهيوني أحبط كل المشاريع العربية والأجنبية، لإخضاع المنشآت النووية التي يملكها، لرقابة الأمم المتحدة. فالحكومة الصهيونية في فلسطين المحتلة تحظر على مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية دخول تلك المنشآت أو مراقبة الأنشطة العسكرية والمدنية الجارية فيها.  

ويوم الثلاثاء الماضي (7 آذار/مارس 2017) نشرت صحيفة هآرتس الصهيونية دراسة شارك في إعدادها البروفيسور عيراد براندايس الذي يعمل في مفاعل ديمونة النوويّ. وتوضح الدراسة أنّه في حال سقوط صواريخ من طراز "سكاد" على المفاعل النوويّ، أوْ بالقرب منه على مسافةٍ تقّل عن 35 متراً، فإنّ القصف سيُهدد المفاعل ويُلحق أضرارا بمنظومة تشغيله.

وذكرت الصحيفة أنّ هذه الدراسة نُشرت في مجلةٍ علميّةٍ خارج "إسرائيل" في أواخر عام 2016. وقد شارك في إعدادها مع البروفيسور براندايس، عالمين اثنين من جامعة بن غوريون في مدينة بئر السبع. وتبحث الدراسة في قدرة قبب الإسمنت المستخدمة في الكثير من المفاعلات النوويّة المدنيّة في العالم على حمايتها.

وكشفت دراسة علمية أخرى أجريت على المفاعل النّوويّ "الإسرائيليّ" في مدينة ديمونة الواقعة في صحراء النقب المحتلة، عن وجود مئات الأعطاب في قلب المفاعل، ما يضعه في مرحلة الخطر الإستراتيجيّ وتحوله إلى مصدر محتمل لكارثة خطيرة. وجاءت كشوف هذه الدراسة الجديدة، بعد قرار يوسف شبيرا، مراقب الدولة "الإسرائيليّ"، في 11 نيسان / إبريل 2016، بنشر أجزاء من تقرير فني يشير إلى عيوب خطيرة في مفاعل ديمونة. وتم ذلك في شهر أيار/مايو 2016.

أشارت الصحيفة إلى أنّ الدراسة المذكورة لم تتناول سيناريو يتعرّض فيه مفاعل ديمونة لسقوط صاروخ وإصابته مباشرة أوْ سقوط الصاروخ على مسافة 35 متراً من المفاعل. لكن براندايس والباحثين الذين عملوا معه شدّدّوا في دراستهم على أنّ هذا النموذج الذي قاموا بتطويره يتيح فحص قدرة صمود مفاعل نوويّ. وتقول "هآرتس" أنّ دراسة براندايس وزملائه هي الأولى من نوعها التي تبحث تأثير سقوط صواريخ بالقرب من مفاعلات وتأثير انفجارها على غرف المراقبة التي تشغل المفاعل.

عُرضت معطيات دراسة براندايس على "مؤتمر لعلماء الفيزياء الذّريّة"، عُقد منذ أسابيع في مدينة تل أبيب المحتلة. وقد عبّر المشاركون في المؤتمر عن تخوّفهم من وضع مفاعل ديمونة، بعد مرور أكثر من 40 عاماً على إنشائه. فقد صنع قلب المفاعل من معادن صلبة ومتينة، مغلّفة بإسمنت. وتجري في القلب عملية الانشطار النّوويّ، بعد تزويده بقضبان الوقود النّوويّ.

الكيان الصهيوني حصل على هذا المفاعل من فرنسا في أواخر خمسينيات القرن الماضي. وبدأ تشغيله في نهاية عام 1963. ويمتص قلب المفاعل حرارة هائلة وإشعاعاً ضخماً، من شأنها أن تؤثّر على بنيته بعد مرور سنين على عمله. ولذلك، تحدد سني خدمة هذه المفاعلات بـ 40 عاماً، تحسّباً من تصدّع بنية قلب المفاعل وتسرب الإشعاعات المدمرة.

وتكتب الصحيفة الصهيونية، إنّ "إسرائيل" لا تملك القدرة أو الرّغبة بتبديل قلب مفاعل ديمونة، لأسباب سياسيّة وعلميّة واقتصاديّة. لأن التبديل يعني بناء مفاعل نووي جديد. وبسبب العيوب التي تعتري عمله، فإنّ فترات تشغيل مفاعل ديمونة صارت أقلّ من السّنوات السّابقة، وذلك خوفاً من زيادة الأعطاب في قلبه. مع العلم بأن مفاعل ديمونة، هو مركز النشاط النووي "الإسرائيليّ"، وقد بدأ تخصيب اليورانيوم فيه منذ ستينات القرن الماضي، من خلال التعاون بين النظام الصهيوني في فلسطين المحتلة والنظام العنصري السابق في جنوب إفريقيا. وهناك ترسانة من الأسلحة النوويّة "الإسرائيلية" أنتجت من يورانيوم ديمونة.

لقد حذر خبراء ومؤسسات إسرائيلية" ودولية من قِدَم مفاعل ديمونة وطالبوا بإغلاقه، لأن التصدعات التي حدثت فيه، يمكن أن تتسع في حال وقوع زلازل أوْ تعرض المفاعل لقصف بالصواريخ. وقال هؤلاء إن الإشعاع النووي لمفاعل ديمونة في حال اختلاله، سيقضي على مئات آلاف بل ملايين الأشخاص في الدول المجاورة، وتحديداً الأردن والسعودية ومصر، وتركيا، وفي دول جنوب أوروبا. لكن "إسرائيل" لن تنجو من جحيمه … أبداً.

مركز الحقول للدراسات والنشر
الأربعاء، 8 آذار/ مارس، 2017