من جديد .. ماذا يجري في الجزيرة السورية؟

من جديد .. ماذا يجري في الجزيرة السورية؟

هل يعرف السائحون العرب أخطار مطار إسطنبول الجديد؟
البطل المغربي عثمان زعيتر يفوز على الفنلندي تيمو باكالين بالضربة القاضية
ديسكين يتحدث عن “خطر وحودي” يهدد “إسرائيل”؟

بتاريخ 3/2/2016، نشرت مقالاً في جريدة (النور) بعنوان: ماذا يجري في الجزيرة السورية؟ وضعت له عنواناً رديفاً (تصنيع المصير السياسي للمجتمعات المحلية)، وقد استعرت هذا العنوان الرديف، من الوصف الذي أعطته الكاتبة الفرنسية (نادين بيكودو) في كتابها المعنون (عشر سنوات هزّت الشرق الأوسط) (1) للسياسة الفرنسية في الجزرة السورية، بعد أن استكملت فرنسا احتلالها في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، إذ عوّلت فرنسا على تشكيل كيان استيطاني (كردي- كلدو- أشوري) يتبع فرنسا، لمواجهة الحركة الوطنية في الداخل السوري، وكان من أولويات السياسة الفرنسية القضاء على الحكم العربي وتجزئة سورية إلى دويلات وألوية مستقلة ذاتياً على أسس طائفية ومذهبية وإثنية ذات استقلال ذاتي، فكان أن أقامت دويلات حلب ودمشق والعلويين والدروز ولبنان الكبير ولواء إسكندرون، وإلى جانب هذه الدويلات كانت تريد قيام دولة بدوية عربية، وكيان كردي (ملّي) في الجزيرتين العليا والوسطى في سورية.

أردت في ذاك المقال، دق ناقوس الخطر، والتنبيه لما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في شمال سورية، بعد أن بدا واضحاً نشاط بعض الأكراد، لاستغلال الأوضاع المأساوية التي تسببت بها الفصائل الإرهابية، إلى جانب (استرخاء) الإدارة السورية في الجزيرة، وتركيز الدولة على محاربة الإرهاب، في مناطق سورية أخرى، ويبدو أن الحكومة السورية (توهّمت) أنها بدعم الحركة الكردية وتقديمها لها السلاح، وتساهلها في تولي هذه الحركة إدارة بعض الشؤون المحلية، يمكنها بذلك التفرغ لمواجهة المخاطر التي تتعرض لها المناطق الأخرى في سورية.

لكن يبدو أن هذه المحاولة لكسب ولاء بعض المواطنين الأكراد، ليس فقط لم تنجح، بل إنها أيضاً شكلت دائماً ثغرة عميقة في صلب المعركة التي تخوضها سورية حفاظاً على وحدة أراضيها ووحدة شعبها، والدفاع عن الوطن السوري بمكوناته المتعددة، في مواجهة الإرهاب والمخططات الخارجية.

والحلم الذي يعيشه بعض الأكراد، في إقامة دولة مستقلة لهم في سورية، ليس جديداً، ولطالما وزعت الخرائط، وانتشرت الشعارات التي تطلقها بعض الجهات الكردية، بمساعدة ودعم وتشجيع من الخارج، وبمساندة بعض الجهات الموتورة في الداخل، وتلك الجهات أصبحت معروفة منذ انطلاقة حركة الاحتجاج التي حاولت تحويلها إلى ثورة، فإذا بها تدفع بسورية وشعبها نحو الدماء والتفكك والتقسيم، وتلتقي- بحماسة- مع المخططات الخارجية (الأمريكية تحديداً) الهادفة إلى تمزيق وحدة سورية شعباً وأرضاً، وللأسف فإن جهات متعددة داخل سورية، وبضمنها بعض الأكراد، أصابها العمى السياسي، والغباء، فانخرطت في هذه المخططات، وأمعنت في خلق الفوضى التي يريدها الإرهاب التكفيري (عارمة)، وتريدها أمريكا (خلاقة)، كمدخل لتنفيذ استراتيجياتها المعادية للشعب السوري.

لقد كانت سورية، منذ الاستقلال، صخرة صلبة في طريق المشروع الأمريكي لبناء (الشرق الأوسط) وفقاً لمصالح الغرب، وقد أخذ هذا المشروع أسماء أخرى في الخمسينات (حلف بغداد) و(فراغ ايزنهاور) إلا أن وقوف شعب سورية، بجميع أطيافه، تلك الوقفة الوطنية الجبارة أجهض هذه المخططات، وكانت الوحدة السورية- المصرية، تمثل الرد العملي والتاريخي في مواجهة المخطط الأمريكي- الصهيوني، لكن قوى العدو لم تيئس، واستطاعت، بمعونة الرجعية العربية، القضاء على أول محاولة وحدوية عربية في العصر الحديث، ولم تكتفِ بذلك، إنما استمرت تعمل للقضاء على الجيشين السوري والمصري في العدوان الغادر عام 1967، ولعل أهم نتائج ذلك، الكشف عن تلك العلاقة العضوية بين أمريكا والصهيونية، وذلك أن إضعاف أي من الجيوش العربية، إنما يجري لصالح (إسرائيل) ووجودها وضمان استمرارها، ولكن كما استطاعت سورية إجهاض الأحلاف الاستعمارية في الخمسينيات، فقد استطاعت بعد عدوان 1967، إعادة بناء جيشها الوطني والمحافظة على تماسكه، ومنع انهياره، لكن الصهيونية والولايات المتحدة استمرتا بالعمل للقضاء على الروح الوطنية في سورية، والعمل على إنهاك جيشها وإضعافه، ومن هنا يمكن أن نفهم سير الأحداث منذ عام 2011، فقد جرى (دفع الجيش) الوطني إلى معركة عبثية مع فصائل مسلحة إرهابية حاملة لمشروع تكفيري هدّام، لا يستهدف سورية وحدها، إنما يستهدف العودة بالمنطقة العربية إلى عصور من الظلام والأحقاد والفتن التي لا طائل منها، ويجري ذلك كله لصالح إسرائيل وخدمة المشروع الإسرائيلي وتعزيز الهيمنة الأمريكية، ومن هنا يبدو واضحاً السعي إلى إدخال عناصر وعوامل مختلفة ومتعددة إلى الأزمة السورية، بسعي حثيث من القوى الإمبريالية وما يناصرها من قوى فاشية أصولية إرهابية عربية ومحلية.

ومن هنا، أيضاً، نفهم انزلاق بعض الأكراد في مشروع تدمير سورية، وإضعاف جيشها والمساس ببنيتها الوطنية، على أمل أن تساعدهم القوى الامبريالية والفاشية في إقامة دولتهم الموعودة، انطلاقاً مما دعته (المشروع الفدرالي) الذي بظنهم يقود إلى (الدولة الموعودة).

وما يحز في النفس أن (بعض الأكراد) قد انطلت عليهم اللعبة، وأغمضوا أعينهم، وأغلقوا عقولهن أمام وقائع التاريخ، فأخذتهم النشوة، وصدّقوا وعود أمريكا، كما سبق لبعضهم فيما مضى أن صدقوا وعود فرنسا.

ومن خلال سير الأحداث، والوقائع التاريخية، والظروف الموضوعية التي تمر بها سورية، وحرصاً على الحفاظ على وحدة شعب سورية بمكوناته المختلفة، فإن من الضروري والأهمية، الأخذ بالاعتبار النقاط الهامة التالية:

أولاً- على البعض من الأكراد الذين يحملون مشروع (الدولة الكردية) في سورية، أن يتخلوا عن فكرة التمثل بالنموذج الصهيوني في إقامة (دولة إسرائيل)، فلا هم (صهاينة الفكرة) ولا الجزيرة السورية (أرض بلا شعب)، كما أن عليهم أن يتحرروا من أفكار (البرزاني) وأمثاله فيما يدعى (كردستان العراق)، فالبرزاني يعيش تحت تأثير البرامج الموصى بها إليه من الخارج دون أي اعتبار، فنجده تارة أمريكي الولاء وأخرى فرنسي، ودائماً (إسرائيلي) وهذه جميعها برامج لا تتوافق لا مع طموحات الأكراد، ولا مع كرامتهم، فهي برامج ترهنهم لمصالح الآخرين، وتحيلهم إلى أُجراء لتنفيذ تلك البرامج، وتاريخ أمريكا في منطقتنا، وفي العالم يعلّمنا أنها تريد أجراء لا شركاء.

ثانياً- الأكراد، مهما كانت نسبتهم إلى مجموع شعب سورية، هم جزء أساسي من مكونات المجتمع السوري، وعاشوا تاريخياً، جنباً إلى جنب مع سائر تلك المكونات، تمتّعوا بخيرات البلاد، وتحمّلوا ما أصابها من آلام، وأسهموا بالدفاع عنها (وهو واجب وطني) ووصل بعضهم إلى أعلى المراكز الرسمية والشعبية، ولم يشعر أي سوري بالغضاضة أن يكون رئيسه كردي أو عربي أو من أية طائفة.

إذاً.. ما هي المشكلة؟

المشكلة هي في الأكراد الموجودين في تركيا.. فهم يعانون من اضطهاد الأتراك، ورغم أنهم (أي الأكراد) خدموا في ظل الإمبراطورية العثمانية في الجيش التركي وقاتلوا ببسالة في حروب الإمبراطورية، إلا أن نظرة الاستعلاء التي كانوا يعاملهم بها الأتراك، إلى جانب عمليات التتريك ومحاولات طمس الهوية واللغة والثقافة الكردية، هذا كله قد أدى إلى زرع الفتن والأحقاد بين الأكراد والأتراك، وقد تعرض الأكراد في تركيا، كغيرهم من الأقليات وخاصة العربية (ومن بينهم السريان) والأرمنية، لموجات متعددة من التهجير والتنكيل، وقد تلقت الجزيرة السورية موجات عديدة منهم، كالعرب (ومن بينهم السريان) ولم يحسوا بالغربة في الجزيرة، فهي امتداد للأراضي العربية التي هجروا منها، والأرمن تم احتضانهم في الجزيرة والفرات وغيرها من المدن السورية وعوملوا بأفضل معاملة حتى تحولوا إلى المواطنة السورية وأبلوا بلاء حسناً في المجتمع، أما الأكراد الذين وصلوا إلى مناطق الجزيرة المحاذية لتركيا، فقد ظلوا على تواصل مع أقربائهم هناك، بل سعوا إلى استقدامهم للعيش معهم في الجزيرة، كما بقي منهم من يعمل في الحركة السياسية على ممارسة نشاطه السياسي والدعوة إلى إقامة (الدولة الكردية) التي أضافوا إليها الجزيرة السورية، واخذوا ينادون بهذه الدولة، بتوزيع الخرائط، ورفع الأعلام الكردية مكان الأعلام السورية.

وقد كان من أوسع الهجرات الكردية التي جاءت بأعداد غفيرة من أكراد تركيا هي الهجرة المرتبطة بثورة (النورسي) عام 1925، واندلاع الثورة في جبال (اغري- ارارات) في أعوام 1926 و1930، فقد ارتبطت هذه الهجرات بنقل قسري للسكان الأكراد، وارتبطت هذه الهجرات بسياسات إثنية عنصرية تركية نفذت بأشكال متعددة، بقصد تطهير تركيا، كما يزعمون.

وكان (حاجو آغا) زعيم عشائر الهوبركية عمل لصالح الكماليين، وقد امتد نفوذه إلى مدينتي ماردين ونصيبين، وفي سياق هجرة ألوف الأكراد إلى العراق، فرّ حاجو إلى العراق عام 1926، ثم انتقل إلى الجزيرة السورية، ومنذ ذلك التاريخ ارتفع حجم (الهوبركية) الديمغرافي في الجزيرة، وخاصة بعد أن ضُمّت بعض قراهم في تركيا إلى سورية بموجب اتفاق فرنسي- تركي في إطار رسم الحدود.

وكان لسياسة التهجير والترحيل دور أساسي في هجرة الأكراد إلى الجزيرة السورية، وكان الحجم الأكبر للهجرة بين عامَي 1933 و1938، خلال تنفيذ برنامج نقل السكان الأكراد وإعادة توطينهم، وكان ذلك إيذاناً بخلق (المشكلة الكردية) في سورية.

ثالثاً- عبر التاريخ، شكّل الأكراد، مكوناً سورياً يعتز به، في إطار الوطن السوري، وعاشوا في جميع أنحاء البلاد، جنباً إلى جنب مع إخوتهم من المكونات المجتمعية الأخرى، وبصرف النظر عن العدد والنسب، فهذه مسألة أخرى، فإن المواطن السوري، من مختلف الأطياف، لم يكن يشعر بأي حساسية تجاه أي مكون من مكونات المجتمع السوري، إلا أن هذا شيء، وأن يطالب أحد المكونات بالاستقلال وإقامة دولة باقتطاع جزء غالٍ من الأراضي السورية، شيء آخر، فلا المنطق، ولا التاريخ ولا الجغرافيا، مما يدعم هذا المطلب، وحتى من بين المواطنين الأكراد السوريين من يرفض هذه الفكرة، ففي عام 1927 رعت المفوضية الفرنسية في سورية تمشّياً مع سياساتها الإثنية في الجزيرة، إعادة تشكيل جمعية (خويبون) الاستقلالية الكردية، وهي أول منظمة قومية كردية تركية حديثة تعمل من أجل تحرير كردستان تركيا (من آخر جندي تركي) كما تقول أدبياتها، وإعادة تشكيل في سورية، يتم وفقاً لأهدافها الأساسية، أي تحرير كردستان التركية، ولكن رعاية فرنسا لها يتم وفقاً لأهداف السياسة الفرنسية، سواء لاستخدام هذه الجمعية في تركيا أم في سورية، وتعهدت الجمعية (سرياً) لكل من برطانيا وفرنسا بأنها تعمل ضمن القوانين ضمن الحدود العراقية والسورية، وضمن الجمعية عدد من القيادات السياسية والعشائرية من أكراد تركيا، التي لجأت إلى سورية (2) وعندما فشلت الجمعية في إقامة الدولة الكردية في كردستان التركية، وتحولت إلى أداة للسياسة الإثنية الفرنسية تحول البعض من قادتها إلى المناداة بإقامة الدولة الكردية في سورية، وبالتحديد في الجزيرة السورية، من خلال التحالف الكردي السرياني والكردي الأرمني، وحصل انشقاق في الجمعية وصراع بين الديار بكرليين (آل جميل باشا) المتمسكين بتوجيه العمل صوب كردستان التركية، والبدرخانيين (آل بدرخان) أمراء جزيرة (ابن عمر) السابقين المتوجهين إلى العمل داخل سورية، وانتهى الصراع بفصل كاميران بدرخان، وتضامن معه شقيقه جلادت وخرج أيضاً من الجمعية.

(فبينما كان البدرخانيون يستخدمون الجمعية لإقامة كيان (كردي- مسيحي) في سورية يستعيدون فيه إمارتهم المفقودة، كان قدري جميل باشا متمسكاً ببرنامج (خويبون) في تحرير كردستان التركية (3).. إنها دروس التاريخ، ويجب الاستفادة منها.

رابعاً- إن من يزرع الريح، لا يحصد سوى العاصفة، وما حدث أخيراً في جرابلس يجب أن يكون درساً قاسياً، على الجميع أن يستفيد منه، وهاهم الأميركان في جرابلس هم غيرهم من كانوا بالأمس في الحسكة، وهذا ليس أمراً مفاجئاً، إنه يفاجئ فقط، الأغبياء، فالولايات المتحدة عرفت على مدى التاريخ بالاتفاق والغدر، وهذا ليس ما يعيبها، فهي دولة عظمى لها مصالحها، ولديها استراتيجيتها، وهي ملتزمة بها، وجميع أفعالها (القذرة) مبررة، وإن قتلت شعوباً وخربت بلداناً، فهذا لا يهم مادامت مصالحها تتحقق، لكن المشكلة هي لدى من يقبل بالعمل أداة وبيدقاً بيدها، لقاء بعض الفتات التي تلقي بها، فإن قبلتَ بلعب دور التابع- فإن عليك أن تتحمل النتائج.

ولعل هذا الدرس، يكون دافعاً لوقفة مراجعة (يجريها بعض الأكراد الذين تورطوا في الدعوة الانفصالية).. التاريخ يكتب في هذه الأيام، فلا تلطخوا صفحتكم بدماء مواطنيكم.. عودوا إلى رشدكم.. عودوا إلى حضن الوطن..

خامساً- للكرد السوريين مطالب، كما لمكونات الشعب السوري مطالب، ولكن للكرد خصوصية معينة اكتسبت صيغتها الحالية من تراكمات تاريخية، ومنذ أن بدأنا نستوعب ما حولنا في منتصف خمسينيات القرن الماضي، بدأنا في القامشلي نتلمس بعض مشاكل المجتمع بجميع أطيافه، وكانت مشكلة زملائنا الكرد في المدرسة الثانوية تتلخص في أنهم يرون أن الكرد لا يحصلون على حقوقهم كباقي مكونات الشعب السوري، فالسريان والأرمن والشركس لكل منهم جمعياتهم الخاصة وأنديتهم ومدارسهم، فلماذا لا يسمح للأكراد بمثل هذه الحقوق؟ وكنا نتساءل مثلهم.. لكن بعد أن ازددنا وعياً، واطلعنا على الأدبيات التي كان يصدرها (حزب البارتي) المعبر سياسياً عن رأي جانب هام من الأكراد في ذلك الوقت، ومع مناقشة الأمر مع بعض المسؤولين والمراجع الحزبية، كانت الإجابة أن السبب هو أن الكرد يطرحون مطالبهم من خلال مشروع انفصالي هادف إلى إقامة (دولة كردية)، في حين تظل مكونات الشعب السوري الأخرى (السريان والأرمن والشركس) تحت خيمة الوطن، فإذا ما تخلى الكرد عن مشروعهم الانفصالي، فسيكون لهم ما لغيرهم من أطياف ومكونات مجتمعية، ضمن مقتضيات الشرعية ووحدة سورية أرضاً وشعباً.

أما ما يطرح الآن من أمور تتعلق (بما يدعى الديمقراطية) وحقوق الإنسان والحرية وغير ذلك، فهي مطالب تخص جميع أطياف المجتمع السوري، وهذه الأمور تقع في صلب فعالية الحوار الوطني المطلوب إحلالها محل القتال والعمل المسلح، وهذا ما نأمل أن تتكاتف جميع الجهود الخيرة للعمل من أجله في مواجهة الإرهاب التكفيري وجحافل الظلام والفاشية، وإقامة مجتمع العدل والمساواة، وإعادة الاعتبار للدولة وللشعب السوري، والمحافظة على السلم الاجتماعي وتحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية ضمن دولة مدنية علمانية تعددية على أسس عصرية، ومن خلال ذلك سوف تحل جميع مشكلات المجتمع السوري بأطيافه المختلفة.

ولابد أن يعرف من لا يريد أن يعرف، أن القومية العربية بخلفيتها الإنسانية، هي قومية غير عنصرية، وتقف إلى جانب جميع القوميات في مطالبتها بحقوقها القوية والثقافية، ومن هذه الزاوية فإن على (البعض) من الأكراد الذين انغمسوا في العمل من أجل إقامة الكيان الكردي المستقل، ألا يسجلوا في التاريخ معاداتهم للقومية العربية وأن ينخرطوا في إطار المواطنة في وطن عربي سوري مستقل.

منير الحمش، رئيس الجمعية العربية للعلوم الإقتصادية، مفكر وكاتب عربي من سوريا
مركز الحقول للدراسات والنشر

أوائل أيلول 2016

******

(1) ترجمه الأستاذ عبد الهادي عباس ونشرته دار الأنصار بدمشق عام 1996.

(2) يمكن للقارئ معرفة المزيد عن هذه الجمعية في كتاب محمد جمال باروت الهام (التكون التاريخي الحديث للجزيرة السورية) (ص382 ومابعد) وفي هذا الكتاب شرح موفق للهجرات الكردية، وللأصول التاريخية لنشأة المشكلة الكردية في سورية.

(3) المرجع السابق 1396