“مسيرات العودة” ونهج تحرير فلسطين (المواطنة ومقاومة الصهيونية) …

“عروش وكروش” : ما هدف “قمة الظهران” و”العدوان الثلاثي” على سوريا …
جمال خاشقجي “ميتاً” : نظريتان في الأسباب والنتائج واحدة؟
ما بعد “الفجيرة” و”الشرقية”: الإمارات والسعودية على عتبة “الجبهة الأنكلوساكسونية” المتداعية!؟

أنعشت "مسيرات العودة" روح النضال من أجل حرية فلسطين. دماء آلاف الشهداء والجرحى التي نزفت ما بين غزة والضفة تشق طريق النصر على المشروع الصهيوني. يفدي الفلسطينيون وطنهم بأجسادهم. يصونوا حقوقهم الطبيعية بأنفسهم. "مسيرات العودة" هي إعلان سياسي مضاد لـ"إعلان ترامب". هي، قَسَمُ الشعب بأن الكفاح الوطني ضد المشروع الصهيوني متواصل ولن يتوقف قبل هزيمته. 
 

في "مسيرات العودة" نرى كم أن الشعب الفلسطيني متمسك بحقه، بحريته. كيف أن الشعب "يريد". نعم. يريد مقاومة الإحتلال الصهيوني. يريد كسر المشروع الصهيوني. يريد توحيد صفوفه الوطنية، وتمتين وحدة قوى المقاومة فيه. هذه "المسيرات"، التاريخية، تعيد رسم الملامح التحررية للمشروع الوطني الفلسطيني، وأولها تبيان الخط الفاصل بين الحق الفلسطيني والباطل الصهيوني.
 

"مسيرات العودة" هي انتفاضة شعبية على (بعض) القيادات الفلسطينية، والعربية، التي هتكت، طوال العقود الأخيرة، حرمة الحق بالباطل. القيادات التي أنكرت إرادة الشهداء والسابقين في الكفاح الفلسطيني والعربي ضد المشروع الصهيوني، فصالحت أربابه ونسقت معهم واندمجت في شبكات مصالحهم. القيادات التي حملت عصا العدو الأميركي ـ "الإسرائيلي"، لتضرب به كل مقاوم ضد الإحتلال الصهيوني.
 

"مسيرات العودة" هي عودة إلى نهج الكفاح الشعبي ضد الصهيونية والإمبريالية. تصحح هذه "المسيرات" نهج (بعض) القيادات الفلسطينية، والعربية، التي حاولت تزييف موقف الشعب الفلسطيني من العدو الوطني والقومي. فشغلته بشعارات طائفية ومذهبية، وسياسات تكفيرية ضد سوريا ولبنان واليمن ومصر، وضد قوى إقليمية معادية للإمبريالية والصهيونية. "المسيرات" تصحح، بل تُدين، انحراف تلك القيادات التي أضرت، أيما إضرارٍ بالقضية الفلسطينية.
 

"المسيرات" متواصلة. هناك ترغيب وترهيب للفلسطينيين لوقفها. لكن العزم وطيد. "المسيرات" تجعل من تحرير فلسطين معياراً وطنياً وقومياً. كان الأمر كذلك وسيبقى. التناقض القومي مع الصهيونية تناقض وجودي. وقضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية.
 

انتصار "مسيرات العودة" أو الإنتصار لها، يقوم على مسؤولية فردية أيضاً. فلا انتظار لـ"عرب جامعة الدول"، ولا رجاء من "قمة إسلامية" يتقدمها "إخواني" يُخْلِص لـ"الحليف الأطلسي".
 

إنتصار فلسطين والإنتصار لفلسطين هو نظام عمل يومي لكل منّا. فلا يمكن للفرد العربي أن يحقق المواطنة، في أي دولة عربية، وفي فلسطين المحتلة نفسها، من دون مقاومة المشروع الصهيوني. نقول هذا لنذكِّر بأن "مسيرات العودة" تصحح جدول الأعمال السياسي، وتنظفه من عبث "سلطة أوسلو" وتنظيم "الإخوان" وبقية شبهات "الربيع العربي".
 

هذا أسلوب كفاحي فلسطيني جديد : "مسيرات العودة" لتجديد روح المقاومة. 
 

إن هذا الأسلوب وهول التضحيات الفردية التي يوجبها، يطرح الكثير من التحديات والأسئلة على الشعب وقياداته. لسنا في مقام عرضها أو الإجابة عنها. لكنا نريد أن نقول أن تقويم النتائج الأولية لـ"المسيرات" يفيد بأنها جيدة. بل جيدة جداً. أماني الصهاينة بنجاح مشروعهم الإجرامي تتبدد. والشعب الفلسطيني تشتد عزيمته، وسيُحْيي، مجدداً، روح الرفض والمقاومة للمشروع الصهيوني، وسيُحْيي، مجدداً، نهج تحرير فلسطين …

عاشت فلسطين حرة عربية ديموقراطية.
 

هيئة تحرير موقع الحقول
‏الخميس‏، الأول من‏ رمضان‏، 1439، الموافق ‏17‏ أيار‏، 2018