صفحات المقاومة الوطنية في المغرب : عن “شيخ العرب الطاطوي” صديق الشهيد المهدي بن بركة

البنك الدولي عن سيدات الأعمال العرب : شركاتهن أكبر حجماً وأكثر استقراراً
السعودية ماضية بفتح الأبواب أمام “إسرائيل”!
حول مستقبل "المشكلة الكردية" في سوريا؟

يوم السابع من غشت من سنة 1964 انتهت أسطورة اسمها شيخ العرب، قاومت من أجل تحرير كل التراب الوطني بشروط الاستقلال الحقيقية، ورفضت تذويب جيش التحرير في ظروف استقلال شكلية.

شيخ العرب من أبناء منطقة أكوليز بضواحي مدينة طاطا. كان رجلا متدينا حافظا للقرآن الكريم، وكانت مجموعته على نفس صفاته.

تحول نشاطه السياسي من قيادة المظاهرة المؤيدة لعريضة المطالبة بالاستقلال سنة 1944 وتاطير التجار والصناع المنحدرين من الجنوب في وسط المدينة القديمة بالرباط، إلى المساهمة في إنشاء صندوق الجنوب إلى جانب المجاهد حميدو الوطني وعبد الله الصنهاجي واخرين لتوفير الأموال الضرورية لرجالاته وخلاياه المسلحة التي سيزيد نشاطها ضد قوات الاحتلال وأعوان الاستعمار.

قاد شيخ العرب العشرات من العمليات المسلحة باسم تنظيم باني في طاطا. وفي سنة 1954 تم سجنه بالسجن المركزي بالقنيطرة بتهمة تنظيم محاولات اغتيال مسلحة وحمل أسلحة. توجه رجالاته في تلك الأثناء إلى الجنوب لمتابعة نشاطهم المسلح في كل من طاطا وأقا. وفي نهاية دجنبر 1955 بدأت عملية إطلاق سراح المعتقلين فنال معتقلو فاس والرباط ومكناس الأولوية على غيرهم وتم تعين بعضهم في مناصب إدارية.

ظل شيخ العرب ورفاقه من أبناء الجنوب والريف ينتظرون العفو دون جدوى، فنظم الشيخ عملية فرار نجاحة يوم 4 ماي 1956 مع رفاقه في العمل المسلح، فاختبأ عند ابن رفيقه مومن الديوري بالقنيطرة قبل العودة إلى الرباط، وربط الإتصال من جديد برجالات تنظيمه.

في سنة 1957 عاد من جديد إلى الجنوب والتحق بصفوف جيش التحرير، مجندا أفرادا جددا في صفوف تنظيمه، وساعد المسؤول المالي لجيش التحرير محمد بن علي بولحية لاعتقال بعض المناوئين لجيشه.

في صيف 1959 سيواصل شيخ العرب عملياته المسلحة ويقضي على موحا الزموري الذي كان يرصد تحركاته بطاطا، وهي العملية التي سيحاكم فيها غيابيا بالإعدام من قبل محكمة تارودانت.

التقى شيخ العرب صيف 1961 بالمهدي بن بركة بعد ترتيب لقاء خاص بينهما من قبل مومن الديوري في إحدى بيوت الرباط بحي العكاري.

وبعد اشتداد البحث عليه واعتقال العديد من قادة الإتحاد الوطني للقوات الشعبية من أمثال اليوسفي والبصري وعمر ببنجلون.. صيف 1963 فر شيخ العرب إلى الجزائر، وسرعان ما عاد منها إلى المغرب، فدخل الدار البيضاء ومعه العدة والعتاد الحربي، رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي كانت مضروبة آنذاك على البيضاء تحت إشراف الشرطة المغربية وبقيادة الكونونيل أوفقير.

ظل شيخ العرب طيلة العشرين سنة (1944-1964) الثائر المزعج في قيادة جيش التحرير والمربك لخطط الأجهزة الأمنية.

انتهت أسطورة شيخ العرب الطاطوي صباح يوم 7 غشت 1964 ودفنت جثته في مقبرة بالدار البيضاء دون شاهد على قبره لتمحى ذكراه. وهو حادث الإغتيال الذي سمح بترقية أوفقير من كونونيل إلى جنيرال ومن تم إلى وزير للداخلية بصلاحيات مطلقة، وللكومندو الدليمي أن يصبح عميدا ممتازا للشرطة.

ورغم مقتله في غشت 64 واعتقال وإعدام أعضاء من تنظيمه إلا أن جذور التنظيم المسلح الذي قاده استعصت عن الاقتلاع حيث سيظهر العديد من أعضاء تنظيمه في محاكمات 71 و73و75. لتنتهي أسطورة تنظيم شيخ العرب كما انتهى هو.

COMMENTS